رئيس حزب المؤتمر السوداني: وقف الحرب هو مطلب مُلح وعاجل
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
وجه عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني، الشكر لمصر والقيادة السياسية على تنظيم مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية بالقاهرة، في محاولة لانسداد السياسي الموجود في السودان غير الصراع العسكري، موضحا أن هذا محاولة جيدة تنسجم مع روئيتنا في تقدم بالمؤتمر الذي حضره الرئيس السيسي الأـخير، والذي دعونا لطاولة مستديرة تضم كل الفرقاء السياسين.
وأضاف خلال لقائه بمؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة، والتي نقلته قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا المؤتمر هو فرصة للتوافق حول الأجندة المُلحة والتي تضمنت 3 عومل رئيسية هم:"وقف الحرب، الوضع الإنساني وكيفية معالجته، وملامح العملية السياسية"، مؤكدا أن موقفنا واضح ونعتقد أن وقف الحرب هو مطلب مُلح وعاجل بالنظر لمعاناة إلإنسانية الفائقة والتي تعصف بشعبنا.
رسالة للأطراف المقاتلةتابع: "أن بالنظر إلى تداعيات الحرب على الوطن ووحدته ونسيجه الإجتماعي وتماسكه، وان لا بد من وجود تيار سياسي اجتماعي واسع يقف حول مطلب وقف الحرب، متمنيا أن نقف معنا كل الأطراف المشاركة في هذا المؤتمر على مطلب وقف الحرب لنحشد جماهيرنا خلف مطلب وقف الحرب ونوجه الرسالة للأطراف المقاتلة أنها تجنح للسلم فورا".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رئيس حزب المؤتمر السوداني وقف الحرب عمر الدقير السودان وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
الإسلاميون والانتقال الديمقراطي في السودان – صراع داخلي واستغلال أدوات العنف
منذ سقوط نظام المؤتمر الوطني في عام 2019، تبيّن أن الإسلاميين في السودان لن يتركوا الانتقال الديمقراطي يمضي في مأمن، إذ يرون فيه تهديدًا مباشرًا لهيمنتهم السابقة. هذا التيار، الذي حكم السودان لثلاثين عامًا بقبضة أمنية وسياسية محكمة، ما زال يسعى لاستعادة نفوذه عبر وسائل متعددة، تتراوح بين الصراع السياسي الداخلي واستغلال الأدوات العسكرية والمليشيات الإسلامية، وهو ما يظهر جليًا في تصريحات قياديين مثل أمين حسن عمر.
رؤية الإسلاميين للحرب والديمقراطية
تصريحات أمين حسن عمر الأخيرة، التي جاءت في مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر، تكشف عن استراتيجية واضحة للتيار الإسلامي العريض. فهو يرى الحرب الجارية "عدوانًا" يجب وقفه بالقوة العسكرية لا عبر التسويات السياسية، مشددًا على أن الإسلاميين يمثلون القوة الحقيقية التي تحارب على الأرض، وليس الجيش وحده. مثل هذا الطرح لا يهدف فقط إلى تعزيز موقف الإسلاميين في الحرب، بل أيضًا إلى تقويض أي جهود انتقال ديمقراطي يرونها مهددة لنفوذهم.
أوضح أمين أن التسويات المقترحة عبر منابر مثل جدة وجنيف لا تخدم مصالحهم، مشبهًا المطلوب من الدعم السريع باستسلام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. هذه التصريحات تعكس رفضًا قاطعًا لأي عملية سياسية تعيد تشكيل السلطة بعيدًا عن هيمنة الإسلاميين.
الصراع الداخلي بين الإسلاميين
رغم محاولات أمين حسن عمر الإشارة إلى وحدة التيار الإسلامي العريض، إلا أن الواقع يظهر انقسامات حادة بين الفصائل الإسلامية، لا سيما مع المؤتمر الشعبي. منذ وفاة زعيم الشعبي حسن الترابي، دخلت العلاقة بين التيارين مرحلة صراع مفتوح، حيث باتت قيادة المؤتمر الشعبي هدفًا لاتهامات متكررة من قيادات المؤتمر الوطني. يتمحور الهجوم حول وصف الشعبي بالخيانة نتيجة مواقفه الأكثر انفتاحًا تجاه قوى الحرية والتغيير، ما زاد من التوتر الداخلي بين الإسلاميين.هذا الصراع ليس جديدًا، لكنه تصاعد مع الحرب الحالية. فبينما يسعى المؤتمر الوطني للعودة إلى السلطة عبر القوة العسكرية، يتخذ المؤتمر الشعبي موقفًا أكثر ليونة تجاه التفاوض، مما يجعله هدفًا لانتقادات الإسلاميين المتشددين.
استغلال المليشيات الإسلامية
من أبرز أدوات التيار الإسلامي العريض في هذه المرحلة استغلال المليشيات الإسلامية المسلحة، التي تتبنى فكر السلفية الجهادية، مثل كتائب "البراء"، "أنصار الشريعة"، و"دولة الإسلام". تصريحات أمين حسن عمر أكدت وجود عشرات الآلاف من الإسلاميين المقاتلين على الأرض، الذين يُعتبرون السواد الأعظم من القوة العسكرية التي تواجه الدعم السريع. هذه المليشيات تعمل بشكل مستقل عن الجيش الرسمي، لكنها في الواقع تُدار لتحقيق أهداف الإسلاميين، وليس للدفاع عن الدولة.
هذا التحالف بين الإسلاميين والمليشيات الجهادية يهدد مستقبل أي عملية انتقال ديمقراطي في السودان، إذ يرسّخ ثقافة العنف كأداة لحسم الخلافات السياسية. علاوة على ذلك، فإن استخدام هذه المليشيات يُعقّد جهود أي وساطة دولية، حيث تفتقر هذه الجماعات إلى الانضباط أو الالتزام بأي اتفاقات سلام.
انعكاسات الموقف الإسلامي على المشهد السوداني
تؤدي استراتيجية الإسلاميين الحالية إلى تعميق الأزمة السياسية والعسكرية في السودان على عدة مستويات-هي إطالة أمد الحرب و رفض التسويات السياسية واستمرار استخدام القوة العسكرية يجعل الوصول إلى سلام مستدام أمرًا بعيد المنال. , تقويض الانتقال الديمقراطي: الإسلاميون يرون الديمقراطية تهديدًا مباشرًا، ولذلك يسعون لإفشال أي ترتيبات سياسية تضع السودان على مسار الاستقرار ,تصعيد الصراع الداخلي الهجوم على المؤتمر الشعبي وباقي الفصائل الإسلامية يخلق انقسامات تزيد من هشاشة التيار الإسلامي، لكنه في الوقت نفسه يزيد من حدة الصراع السياسي داخل السودان. وهم بصدد تعزيز العنف المسلح , من خلال استغلال المليشيات الجهادية يعزز من ثقافة العنف، ويضع السودان أمام تحديات طويلة الأمد تتعلق بتفكيك هذه الجماعات.
يظهر من تصريحات أمين حسن عمر وتحركات الإسلاميين على الأرض أنهم لن يتركوا الانتقال الديمقراطي في السودان يمضي بسلام. بل يسعون لاستغلال الحرب كوسيلة لاستعادة نفوذهم، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار البلاد. في الوقت ذاته، يعكس صراعهم مع الفصائل الإسلامية الأخرى، مثل المؤتمر الشعبي، أن التيار الإسلامي نفسه يعاني من تصدعات داخلية عميقة. أمام هذا الواقع، يبقى مستقبل السودان مرهونًا بقدرته على كسر حلقة العنف وإعادة بناء مشروع سياسي وطني يتجاوز هيمنة الإسلاميين وتكتيكاتهم التخريبية.
zuhair.osman@aol.com