بندر الخيران.. مرفأ للصيادين ومتنفس يعانق زرقة البحر وشواهق الجبال
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
حظيت منطقة بندر الخيران بولاية مسقط بالكثير من التطوير والتجميل خلال الفترة الماضية؛ لما تقدمه من خدمات للزائر والسائح، فضلًا عن كونها منطقةً لصيد الأسماك، كما تتمتع بمقومات سياحية لوجود متنزه وممشى للبلدة وعلى وجه التخصيص في منطقة الساحل، ليصبح بمقدور السائح ممارسة رياضة المشي في المكان والاستمتاع بهدوء وجمال الخيران.
وبحسب ما أشار إليه رشيد المنطقة عبدالله بن سيف الجابري، فإن المنطقة ستشهد بعض عمليات التطوير والتجميل، لا سيما في متنزه البندر خلال الخطة الخمسية القادمة، موضحًا أنه سيكون ضمن الخطة المستقبلية للبلدة عمل مظلات للساحل، وإنارة الطرق والممشى لرفع درجة الحركة السياحية في منطقة الخيران، خاصة في أيام الإجازات وتحديدًا في منطقة الساحل بحيث يأتي الزائر للاستجمام والتنزه في البحر، ويتم نقل هذا الزائر إلى الشاطئ سواء للاستجمام أو المبيت عن طريق القوارب التي يمتلكها سكان البلدة.
وأكد أن أهالي المنطقة طالبوا بإنشاء ميناء، حيث يمارس أهلها مهنة صيد الأسماك بعدة طرق أشهرها الهيال والمنصب، ويقوم ممارسو هذه المهنة بجمع المصيد من كل الصيادين في البلدة ثم وضعه على متن قارب واحد ويتم أخذ هذه الحصيلة إلى سوق مطرح، ويتم توزيع المبلغ المالي الذي تم الحصول عليه بنسب مختلفة على الصيادين بناءً على ما تم الاتفاق عليه مسبقًا، وقد وفرت البلدة مخازن مخصصة للصيادين لوضع أدوات الصيد الخاصة بهم فيها وحمايتها من التلف.
من جهته، قال علي بن سالم الجابري، أحد سكان المنطقة: «إن هذه الطبيعة الجبلية المتناغمة مع البحر والشواطئ الرملية تنقصها بعض الخدمات المتمثلة في تهيئة الطرق ورصفها والمرافق الصحية المتمثلة في دورات المياه العامة والاستراحات المظللة، فالمرتادون غالبًا ما يكونون عوائل ولديهم أطفال وهذه الخدمات تشكّل ضرورة مهمة وعنصر جذب سياحيًا لهم».
وأوضح أن المنطقة تعاني من امتداد الجزر بما يصل لما يقارب الثمانية كيلومترات لمنطقة بو سرور، فيصبح المواطن غير قادر على الوصول إلى قاربه بطريقة سهلة خالية من الجهد، كما يعاني سكان المنطقة من صعوبة التصرف في أراضيهم الواقعة داخل حدود محمية بندر الخيران، فلا يستطيعون التصرف بها أو تحويلها من أرض زراعية إلى سكنية أو حتى بيعها، وتم الاقتراح بوضع التسهيلات التي تمكّن مالك الأرض من أن يتصرّف بأرضه كما يشاء وبطريقة غير ضارة للبيئة كونها محمية للأحياء البحرية.
وأضاف: «أما بالنسبة للساحل البحري الخاص بقوارب الصيد فإنه يشكّل لوحةً جماليةً أخرى، حيث تتوزع أشجار القرم على جانبي الساحل شرقًا وغربًا في منظر قلّما تجد له نظيرا لا سيما في فترات العصر والفجر وأن تلحظ ذهاب القوارب وعودتها في مشهدٍ آسرٍ يعكس كفاح وسعي الصياد العماني بعفويته وطبيعته ووجهه البشوش، ويبقى التحدي الأكبر في هذا الساحل للصيادين ضيق المساحة وحاجتهم لكبس الساحل ليكون لهم متنفسًا في رفع القوارب إلى اليابسة وإنشاء مرسى عائم في موقع ونقطة يتوقف عندها عند نزول البحر في حالات الجزر كون حالات الجزر البحري تشكل التحدي الأكبر لنزول الصياد للبحر، لذلك يبقى منتظرًا ارتفاع البحر أو استغلال حالات المد ليذهب بقاربه بعيدًا عن الساحل حيث يسهل عليه تحريك القارب والسعي لطلب الرزق».
وعلق الجابري على حركة التنقل في المنطقة التي تتم عن طريق قوارب يمتلكها سكان البلدة بتراخيص تسمح لهم ممارسة هذه المهنة وأخد السائحين من مكان لآخر في أنحاء الشاطئ للترفيه عن أنفسهم والتخلص من الضغوطات والطاقة السلبية، وتكثر في المنطقة الدراجات المائية وما يُعرف باسم «الكاياك» لذلك وجب التنظيم لتجنب الحوادث البحرية.
وأكد أن منطقة بندر الخيران بلدة ساحرة الجمال وزاهية المنظر، وتكون أكثر سحرًا ونضارة إذا رافق كل ذلك توفر الخدمات من تأهيل الطرق المؤدية للمنطقة نفسها أو لتلك الشواطئ الهادئة وكذلك إنشاء المرافق الصحية لتشكّل نقطة جذب ولوحة جمال مكتملة لا سيما في ظل توجه المواطنين وقناعتهم بجدوى وأهمية السياحة الداخلية وكثرة إقبال الناس عليها بما يحقق المتعة المرجوة للزائر واستفادة الشباب في إطلاق المشاريع الخدمية الهادفة للحصول على مصدر دخل وخدمة القطاع السياحي بسلطنة عمان، حيث تقع بلدة الخيران في الجانب الشرقي لمدينة مسقط، وتعد أحد روافد اقتصاد الولاية في مجال الثروة السمكية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بندر الخیران
إقرأ أيضاً:
جازان تبوح بأصالة موروثاتها الشعبية
تنبض أسواق منطقة جازان الأسبوعية بالحياة مكتنزة تراثًا ثقافيًا يحكي تاريخ المنطقة القديم عبر معروضات تجسد عاداتٍ وتقاليد اجتماعية أصيلة من حرف وصناعات يدوية وتراثية ومنتجات محلية تبوح بأصالة الموروثات وعراقة الإنسان.
وارتبطت الأسواق الشعبية بحياة الأهالي منذ القدم فكانت مراكز للتفاعل الاجتماعي والثقافي وتبادل الأخبار، إلى جانب دورها البارز في ازدهار ودعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير منصة للحرفيين والبائعين المحليين لعرض منتجاتهم وتسويقها، فأسهمت بذلك في المحافظة على الكثير من الحرف اليدوية التقليدية حتى الوقت الحالي.
وتحمل الأسواق الأسبوعية في المنطقة عُمقًا تاريخيًا ضاربًا في القدم، فمنذ مئات السنين جرى عُرفًا تحديد يوم في الأسبوع للسوق عُرف باسم “الوعد”، فعُرفت الأسواق بموعدها، فيوم السبت حُدِدَ لسوق بيش، والأحد سوق أحد المسارحة، والاثنين سوق ضمد، والثلاثاء سوق صبيا، والأربعاء سوق أبوعريش، والخميس سوق العارضة، ويجتمع أكثر من سوق في يوم واحد بحكم المسافات بين محافظات منطقة جازان ومراكزها.
وتبرز في الأسواق الأسبوعية المعروضات العتيقة من الأواني الفخارية والخزفية والملبوسات التقليدية المصنوعة محليًا، التي تعكس مهارة وإبداع الحرفيين المحليين، كما يُعرض البن والهيل والبهارات في أنحاء السوق إلى جانب باعة السمن البلدي والعسل المنتج من مناحل المنطقة، فضلًا عن النباتات العطرية المزروعة محليًا ومنها الفل والكادي.
اقرأ أيضاًالمجتمعالمرور السعودي يدعو إلى الاستفادة من الفترة المتبقية من تمديد تخفيض المخالفات المرورية
ويُعرض في تلك الأسواق الكثير من المقتنيات التراثية والأواني المنزلية التقليدية مثل: “الميفا، والحيسية، والمطحنة، ومنتجات الخوص” وغيرها.
وتزدهر الأسواق الأسبوعية بمنطقة جازان خلال شهر رمضان المبارك، بحركة تجارية دؤوبة، محافظةً على مكانتها الاقتصادية وقيمتها الشعبية والتراثية، حيث تظل وجهة متجددة لأهالي المنطقة وزوارها.