«حمدوك» لـ«الوطن»: نسعى لوقف الحرب لحقن دماء السودانيين
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
أكد الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان السابق، وتنسيقية «تقدم» السودانية، أن أهم شىء يميز المؤتمر الذى ترعاه مصر، هو جمع قوى سياسية سودانية لم تلتق من قبل فى ظل حرب ضروس مستمرة منذ سنة و3 أشهر.
جاء ذلك خلال مشاركة «حمدوك» أمس فى مؤتمر «معاً لوقف الحرب فى السودان» الذى استضافته القاهرة أمس، فى العاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار «حمدوك» إلى أن جمع مصر الفرقاء السودانيين الذين يصعب جلوسهم على مائدة واحدة يعكس رغبة «القاهرة» الجادة فى حل الأزمة، حيث تستقبل مصر منذ بداية الحرب ممثلين عن مختلف القوى السياسية والمدنية السودانية لتقريب وجهات النظر، مبيناً ثناء القوى على الدور الذى تلعبه الدولة المصرية فى حل أزمة أشقائها فى السودان.
وأشار «حمدوك» إلى أن الشعب السودانى متماسك رغم الأوضاع الإنسانية الصعبة ويرغب فى وقف الحرب فى أقرب وقت لحقن دماء السودانيين المستمر منذ أكثر من عام، لافتاً إلى سعى المجتمع الدولة لوقف الحرب التى تؤثر على الإقليم والعالم الذى لم تعد فيه فى الوقت الحالى أى دولة بمعزل عن العالم وسط إقليم يشهد حرباً فى غزة.
وأوضح أن المؤتمر يعالج ثلاث قضايا رئيسية: الأولى تتعلق بوقف الحرب التى لا بد أن تتوقف اليوم قبل الغد، والثانية تخص الأزمة الإنسانية التى تعد الأكبر فى العالم اليوم، والثالثة والأخيرة والمهمة للغاية هى بحث العملية السياسية وأجندتها والمبادئ العملية الأساسية.
وشغل «حمدوك» منصب رئيس الوزراء الخامس عشر للسودان من 2019 إلى أكتوبر 2021، ومرة أخرى من نوفمبر 2021 إلى 2 يناير 2022. كما شغل فى وقت سابق منصب كبير المستشارين التقنيين فى الفترة ما بين 1995 و1997، فى منظمة العمل الدولية بزيمبابوى.
وعمل خبيراً للسياسات الاقتصادية، فى الفترة ما بين 1997 و2001، فى مصرف التنمية الأفريقى فى ساحل العاج، ومنذ عام 2001، ترأس «حمدوك» مجموعة من أنشطة اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، مثل إدارة سياسات التنمية، والشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا والتكامل الإقليمى، والحكم والإدارة العامة.
وقبل تعيينه، شغل العديد من المناصب الإدارية الوطنية والدولية، ومن نوفمبر 2011 إلى أكتوبر 2018، شغل منصب نائب الأمين التنفيذى للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا (UNECA). ويتمتع «حمدوك» بخبرة تزيد على 30 عاماً فى مجالات التنمية الاقتصادية فى أفريقيا، لا سيما فى مجالات الحكم والتحليل المؤسساتى وإصلاح القطاع العام والتكامل الإقليمى وإدارة الموارد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب السودان
إقرأ أيضاً:
مطران القدس: جهود مصر لوقف الحرب لم تتوقف.. ورسالة «الميلاد» هذا العام «انتصار المحبة»
أشاد يعقوب أفرام سمعان، مطران القدس للسريان الكاثوليك، بالدور الذى تقوم به مصر لإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين، سواء على المستوى الدبلوماسى أو الإنسانى، وقال «يعقوب»، فى حوار مع «الوطن»، إن منطقة الشرق الأوسط، وفى القلب منها بلاد الشام، تعيش مفاجآت وأحداثاً سياسيّة متسارعة، أدّت إلى تفاقم معاناة شعوب المنطقة، وأضاف أنه لم يكد أن يخمد حدث ما، حتى تهب الصحف مجدداً بأخبار جديدة مؤلمة.. وإلى نص الحوار:
كيف يمكن لعيد الميلاد أن يحمل رسالة أمل ورجاء؟
- عيد الميلاد هو عيد المحبة والأخوّة الإنسانية الواحدة، وكما يوصى البابا فرنسيس جميعنا إخوة، مستشهداً بالآية المقدسة «ليكون الجميع واحداً» (يو 17: 21)، طفل المغارة الذى ولد فى مغارة متواضعة، علمنا أن المحبة وحدها ستنتصر، هذا الطفل العجيب سيدخل الفرح والسرور إلى قلوب الأطفال والأمهات، وكل فئات وأطياف المجتمع.
وكيف تأثر الفلسطينيون والأماكن المقدسة بما يحدث حالياً من إبادة وحرب؟
- أثرت تلك الحرب بشكل سلبى لا حدود له على دور العبادة، حيث انقطع الحجاج عن المجىء إلى الأراضى المقدّسة فى موسم الأعياد، أما على الصعيد الاجتماعى، فقد تضامن المسيحيون مع إخوتهم فى الإنسانية من مسلمين، ويشاركونهم الألم، ويدعونهم إلى إنهاء هذه الحرب العبثية التى لا فائدة منها للطرفين، لذلك اعتمد المسيحيون فى الأرض المقدسة على مبدأ اختصار مظاهر العيد والاحتفالات من إضاءة وزينة وأجراس ومسيرات فى الشوارع، تضامناً مع إخوتهم فى الإنسانية، كما دمرت تلك الحرب المنازل ودور العبادة والمدارس والمستشفيات والجامعات فى قطاع غزة، فأدّت إلى خسائر مادية مرعبة جداً، كما أن هذه الحرب أخلّت بالرباط الاجتماعى، الذى كان يربط بين المسلمين واليهود، حيث نرى بأم العين فقدان الثقة والاستنفار الأمنى فى كل بقعة، لا سيما فى مدينة القدس الشريف، حيث يعيش مجتمعان يختلطان يومياً فى الطرقات والأسواق، فالعربى يتنفس الغضب، والإسرائيلى يمسك بسلاحه ليشهره كيفما يحلو له، لا سيما بعد قرارات الحكومة الإسرائيلية بالسماح للمستوطنين بحمل السلاح بشكل علنى، وهذا ما يزرع الرعب والخوف فى نفوس المواطنين.
ماذا عن الوضع فى الضفة الغربية؟
- يعيش المواطن الفلسطينى فى حصار اقتصادى، حيث يتعذر عليه إيجاد العمل ليعول عائلته، بسبب إغلاق المعابر، وقد أصبحنا أمام مشهد نرى فيه سيدات فى الخمسين والستين والسبعين من العمر يعملن، بينما أولادهن الشباب عاطلون عن العمل، ناهيك عن آلاف المعتقلين من الشباب فى السجون الإسرائيلية، ولا بد أن أضيف هنا أن العديد من العائلات، لا سيما المسيحية، يعملون ضمن قطاع السياحة الدينية، وقد أدّت هذه الحرب إلى قطع موردهم المادى، خاصةً فى المدن الدينية الرئيسية، التى تعتمد على القطاع السياحى، مثل القدس وبيت لحم والناصرة.
وما تقييمك لجهود الدولة المصرية فى تهدئة الأوضاع فى فلسطين؟
- نشيد بالعمل والدور الذى تقوم به جمهورية مصر العربية، فمنذ اليوم الأول للحرب لم تبخل مصر فى محاولاتها لإيجاد الحلول السلمية والعملية لإيقاف هذه الحرب الطاحنة، وعدم انتشارها خارج قطاع غزة، من خلال الدبلوماسية السياسية والأمنية، فقد شاهدنا مراراً تدخل حكومة مصر أمنياً وسياسياً، وعقدت المؤتمرات والجلسات، واستضافت الجميع، لا سيما الطرف الفلسطينى المتضرر، وسعت مصر، من خلال توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى تقديم الإعانات الإنسانية المختلفة فى قطاع غزة، من دواء وطعام وأمور لوجيستية طبية ولإيواء النازحين، كما لا يمكننا أن ننسى التسهيلات التى قدّمتها مصر فى بداية الحرب، وفتحت الحدود أمام الغزاويين لعبورهم إلى خارج القطاع، خاصةً الذين يحملون جنسيات أخرى، للسفر من خلال أراضيها.
كيف تظهر الكنيسة تضامنها مع النزوح والفقر والتهميش؟
- الكنيسة تحملت عبئاً كبيراً فى هذه الحرب، فقد وقفت بجرأة إلى جانب المتضررين، فمدّت يد العون، وتحدت الظلم، ورفعت الصوت عالياً مجاهرة فى دفاعها عن المحتاج والضعيف، ولا يخفى على أحد تأثير الكنيسة فى إيصال المساعدات، وثقة الجهات الدولية بها لأمانتها، فالكنيسة فى قطاع غزة فتحت أبواب أديرتها وكنائسها بكل طوائفها لإيواء النازحين الذين افترشوا المكان حيث الصلاة، وسكنوا وناموا مطمئنين تحت سقف يحميهم، ووجدوا الدواء والطعام والمبيت، حيث الحضن الدافئ الآمن، وكذلك لا ننسى دور الكنيسة فى عمل المستشفيات التابعة لها.
ماذا عن الوضع فى سوريا؟
- أتابع الاتصال بشكل يومى من مدينة القدس، حيث مقرّ الأسقفية، مع الأساقفة والكهنة والإخوة السوريين فى دمشق وحمص وحلب وسائر المحافظات السورية، وتشير الأخبار حتّى الساعة إلى أن الحكومة التى تم تشكيلها مؤخراً هى حكومة قريبة من الأقليات، ومنفتحة على الجميع، ونتمنى فى المرحلة الزمنيّة القادمة أن تستطيع الحكومة السورية إجراء انتخابات شفافة، تمثّل جميع أطياف الشعب السورى، وأن تكون حكومة منفتحة على الأقليات والإثنيات المختلفة.