في أنظمة ديكتاتورية عديدة، وصل تبجيل الحاكم إلى حدود لا تصدق من التقديس.. فكلما كان النظام متسلطاً ومغلقاً، زادت نسبة التعظيم والتبجيل للسيد الزعيم..
وهذه الظاهرة رأيناها زمن هتلر في ألمانيا، وموسوليني في إيطاليا، وتشايفوسكي في رومانيا وماوتسي تونج في الصين.. بل وحتى عبد الناصر في مصر وصدام حسين في العراق.
ومظاهر التعظيم تتجسد في إقامة التماثيل وتعليق الصور وتأليف السير وإطلاق الأسماء على الشوارع والميادين ـ بل وحتى احتكار كل الاختراعات العظيمة كما نسبها لنفسه كيم يان سونج في كوريا الشمالية..
الأدهى من ذلك أن بعض الشعوب (من فرط الخوف والتملق)، تصدق نفسها فتستمر في مظاهر التعظيم حتى بعد وفاة الجلاد..
خذ لينين في روسيا كمثال، فبعد قيام الثورة البلشفية نصب نفسه حاكماً مطلقاً للشعوب المضطهدة، وبلغ تبجيله وتعظيمه حداً خرافياً وصدق الجميع أنه طفرة لن تتكرر وعبقرية لن تعوض (في حين كان إرهابياً مرتزقاً خان كل من ساعده في الثورة). ولم يكتف الحزب الحاكم بإقامة التماثيل وإطلاق اسم لينين على الشوارع والمدن خلال حياته، بل تم الاتفاق بعد وفاته على إجراءين غريبين:
الأول: حفظ جسده محنطاً (إلى الأبد).. والثاني: انتزاع مخه لدراسته لصالح الأجيال..
وهكذا تم تحنيط جسده وحفظه في قبر مهيب يطوف يومياً حوله عشرات الزوار. كما تم إنشاء معهد خاص لدراسة مخه العتيد أطلق عليه "معهد دراسة مخ لينين". وقد أفردت للمعهد ميزانية ضخمة وخصص له أفضل العلماء، وتم تخزين المخ خلف أبواب حديدية ضخمة تحت الأرض ـ في غرفة أطلق عليها "غرفة السيد مخ الرئيس"!!.
أيضاً قد يحدث تعظيم الفرد في المجتمعات الحرة لهدف سياسي أو أيدولوجي. فقد عملت الدعاية اليهودية مثلاً على الترويج لأنشتاين كأنموذج للعبقرية اليهودية. وخلال حياته فقط كتب حوله وحول نظريته أكثر من ثلاثة آلاف كتاب. وبعد وفاته تحول إلى معبود للعلماء ومحبي الفيزياء ونموذج للعبقرية والذكاء.
وكما حصل مع لينين تم انتزاع مخ أنشتاين، بعد وفاته لدراسته عام 1955 (في مستشفى برنستون في نيوجرسي)..
.. الحقيقة هي أن الأبحاث المحايدة أثبتت أنه لا فرق مادي ملموس بين مخ العبقري وعامل النظافة، وأن مسألة الذكاء والعبقرية لا تعتمد على حجم المخ أبداً.. سر العبقرية ليس في مادة التفكير ذاتها بل في التفاعل المناسب بين أربعة عناصر هي: الذكاء، والبيئة، والرغبة، والظهور في الوقت المناسب..
أما ديمومة الغباء المطلق فتجعلنا نتساءل: مخ من التالي!!؟
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
مقتل جندييْن إسرائيليين وإصابة آخرين في معارك غزة
القدس المحتلة- الوكالات
قُتل جنديان إسرائيليان شمالي قطاع غزة وأصيب آخرون، وفقا لبيانين منفصلين صادرين عن الجيش والشرطة الإسرائيليين مساء السبت.
والقتيلان هما إيدو فولوخ (21 عاما) وهو ضابط في سلاح المدرعات وقائد فصيل، ونتا يتسحاق كهانا (19 عاما) وهو ضابط سري في شرطة حرس الحدود، وقتلا الجمعة وفق البيانين.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن قوة من شرطة حرس الحدود واجهت مجموعة من المسلحين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، الجمعة، حيث قتل كاهانا في المعركة التي تلت ذلك.
ووفقا للتقرير، فـ"بعد حوالي 15 دقيقة وخلال عمليات الإنقاذ، أطلق المسلحون قذيفة (آر بي جي) على قوة الإنقاذ، مما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح متوسطة".
و"بعد حوالي ساعة، أطلق مسلحون قذيفة (آر بي جي) أخرى على دبابة إسرائيلية في الشجاعية، قتل خلالها فولوخ وأصيب جندي آخر بجروح متوسطة"، حسب التقرير.
وأضافت الهيئة أنه "في مخيم تل السلطان للاجئين في رفح جنوب قطاع غزة، أصيب 4 جنود إسرائيليين، أحدهم بجروح خطيرة و3 بجروح متوسطة من جراء انفجار عبوات ناسفة".
وخلال الأيام القليلة الماضية، نشر الجناح العسكري لحركة حماس مقاطع فيديو عدة لاستهداف جنود إسرائيليين داخل قطاع غزة.