الوطن:
2025-01-30@14:59:11 GMT

«حرب السودان» على طاولة الحوار بالقاهرة

تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT

«حرب السودان» على طاولة الحوار بالقاهرة

أكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن استضافة مصر لمؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية اليوم، لمناقشة سبل السلام الدائم والشامل فى السودان الشقيق، عبر حوار وطنى بين كافة الأطراف، يتأسس على رؤية سودانية خالصة، ويُعد استكمالاً لجهودها ومساعيها من أجل وقف الحرب الدائرة فى الجمهورية السودانية، وفى إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لا سيما دول الجوار وأطراف مباحثات جدة والأمم المتحدة والجهات المعنية، معرباً عن تطلعه للمشاركة الفعالة من جانب حضور المؤتمر ومن القوى السياسية المدنية السودانية والشركاء المعنيين، من أجل تحقيق تطلعات الشعب السودانى الشقيق.

وأضاف وزير الخارجية أن وحدة القوات المسلحة السودانية لها أهمية بالغة، أثبتتها التطورات الجارية لدور هذه المؤسسة فى حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه، ومواجهة أى تهديدات ضد هذه السلامة، أياً كان مصدرها، وتابع أن المؤتمر يأتى «فى إطار حرص مصر على بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة السودان الشقيق فى تجاوز أزمته الراهنة ومعالجة تداعياتها الخطيرة على شعبه العظيم والكريم وعلى أمن واستقرار المنطقة، لا سيما دول الجوار، وانطلاقاً من الروابط الاجتماعية والأخوية العميقة التى تربط الشعبين الشقيقين المصرى والسودانى، وتأسيساً على التزام مصر بدعم كل جهود تحقيق السلام والاستقرار فى السودان».

وقال «عبدالعاطى»: إن «مشاهد الخراب والدمار والقتل التى نطالعها يومياً تدمى قلوبنا جميعاً، ونشعر بمعاناة أشقائنا بالسودان، ونتألم لآلامهم، وندعو الله العلى القدير أن يزيل هذه الغمة وهذه المحنة فى أسرع وقت ممكن»، وتابع بقوله: «سنسعى لتحقيق هذا الهدف النبيل، ونتمنى للمشاركين فى المؤتمر التوفيق فى مساعيهم لتوحيد الرؤى، والخروج بالسودان الشقيق من أزمته الراهنة»، وأكد أن مصر تدعو الجميع لمساندة السودان، وأن مصر ستدعم عودة الاستقرار للسودان.

«عبدالعاطي»: مشاهد الدمار تدمى قلوبنا

وأشار وزير الخارجية إلى أنّه ليس خافياً خطورة الأزمة الراهنة التى تواجه السودان، وكذا تداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد على العام، سالت خلالها دماء عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، فضلاً عن الخسائر المادية الجسيمة التى تعرّضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير العديد من المرافق الحيوية فى البلاد، والعقبات التى تواجه الموسم الزراعى، ما ترتب عليه نقص حاد فى الأغذية، وقال إن الصراع فى السودان وتداعياته أدى إلى تدهور المؤسسات الصحية ونقص الأدوية، وهو ما تسبب فى تداعيات صحية كارثية على مجمل الأوضاع الإنسانية، وشدد على قوله: «هذا التدهور الحاد للوضع الإنسانى والتداعيات الكارثية للأزمة، تتطلب منا جميعاً العمل على الوقف الفورى والمستدام للعمليات العسكرية، حفاظاً على مقدرات الشعب السودانى ومؤسسات الدولة، لتتمكن من الاضطلاع بمسئوليتها تجاه المواطنين»، وأوضح أن الأزمة فى السودان تتطلب بطبيعة الحال معالجة لجذورها، عبر التوصل إلى حل سياسى شامل، يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السودانى.

وأكد «عبدالعاطى» أنه فور اندلاع الأزمة فى السودان، بادرت مصر باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين، الذين انضموا إلى نحو 5 ملايين مواطن سودانى يعيشون بين أشقائهم فوق الأراضى المصرية منذ سنين عديدة، وقال إن الشعب المصرى كعادته، قدم نموذجاً يحتذى به فى التضامن الأخوى مع الأشقاء السودانيين فى جنوب وادى النيل، كما أن الحكومة المصرية قدمت مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مستلزمات طبية ومواد غذائية، وهذا ليس منحة، لكنه واجب الشقيق تجاه شقيقه وقت الأزمات، مشيراً إلى أن مصر قدمت مستلزمات طبية للمتضررين من النزاع داخل الأراضى السودانية، واستمرت فى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية لتوفير الخدمات الأساسية، كمشروع الربط الكهربائى، وإعادة بناء وتطوير ميناء وادى حلفا.

ودعا وزير الخارجية أطراف المجتمع الدولى إلى الوفاء بتعهداتها التى أعلنتها فى المؤتمر الإغاثى لدعم السودان، الذى عقد خلال شهر يونيو 2023 فى جنيف، وأيضاً خلال المؤتمر الدولى لدعم السودان ودول الجوار، الذى عقد فى باريس منتصف أبريل 2024، لسد الفجوة التمويلية القائمة التى تناهز نحو 75% من إجمالى الاحتياجات، وأكد فى هذا الصدد أن مصر تعمل على تكثيف اتصالاتها تفعيلاً لمشاركتها فى مؤتمرى الاستجابة الإنسانية لدعم السودان، والعمل الوثيق مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف، سواء فى جنيف أو نيويورك، لدعم دول الجوار الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة.

وقال إن «القاهرة» مستمرة فى بذل كل ما فى وسعها، بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السودانى، وستعمل أيضاً للحفاظ على مكتسبات الشعب الشقيق، ومساعدته فى تحقيق تطلعاته، والتى عبر عنها الملايين من أبنائه خلال ثورته المجيدة فى العيش فى وطنه فى أمن وحرية وسلام وعدالة، وأوضح أن مصر ستعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر أراضيها، وذلك بالتنسيق مع الوكالات الدولية المعنية، وشدد على أن أى حل سياسى حقيقى للأزمة فى السودان لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، تنبع من السودانيين أنفسهم، دون إملاءات أو ضغوطات من أى أطراف خارجية، وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية الفاعلة، وعلى رأسها الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالشأن السودانى.

وأعاد «عبدالعاطى» التأكيد على أن الصراع الراهن فى السودان هو قضية سودانية خالصة، وأى عملية سياسية مستقبلية لا بد أن تشمل كل الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية دون إقصاء، وفى إطار من"حرب السودان"

ووحدة أراضيه، وكذلك عدم التدخل فى شئونه الداخلية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وقال إن الحفاظ على الدولة ومؤسساتها يُعد العمود الفقرى والأساس الراسخ لوحدة وبناء واستقرار الدولة وحماية شعبها وتحقيق آماله فى التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونوه بأن الحفاظ على هذه المؤسسات هدف أساسى، وضمانة كبيرة للحفاظ على الدولة السودانية وأمنها القومى وحماية الشعب السودانى وتحقيق آماله.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب السودان الشعب السودانى وزیر الخارجیة فى السودان وقال إن أن مصر

إقرأ أيضاً:

ليس على «ترامب» حرج

تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتكررة عن رغبته فى ترحيل سكان غزة إلى مصر والأردن، تنافى الجغرافيا والتاريخ والمنطق، ولا يمكن وصفها إلا بكلمة واحدة: «هرطقات». 
واستمراراً لحالة الهذيان التى يعيشها «ترامب» منذ عودته إلى السلطة، زعم أنه أجرى أمس الأول اتصالاً مع الرئيس عبدالفتاح السيسى لبحث إمكانية تهجير الفلسطينيين إلى مصر، مضيفاً أنه على ثقة بأن مصر ستقبل هذا الأمر. وجاء الرد المصرى فوراً لنفى هذه الأكاذيب، حيث نقلت «قناة القاهرة الإخبارية» عن مصدر مصرى رفيع، أن «هذا الاتصال بين الرئيس المصرى ونظيره الأمريكى لم يحدث بالمرة». وهذا النفى القاطع، كشف افتراء الرئيس الأمريكى وشخصيته المضطربة التى تخيل له أشياء لم تحدث فى الواقع. 
إن تصريحات الرئيس الأمريكى تعبر عن مراهقة سياسية أو غرور القوة، ويتفق محللون سياسيون على أنها غير مسئولة، وليست سوى ابتزاز سياسى يصب فى مصلحة الكيان الصهيونى، حيث يفتقر «ترامب» إلى الحنكة السياسية والخبرة الدبلوماسية فى معظم قراراته إن لم يكن جميعها. بينما يصف محللون نفسيون «ترامب» استناداً إلى تصرفاته أثناء ولايته الأولى، بأنه شخص «نرجسى» يعانى البارانويا ولديه نوازع سادية ورغبة جامحة فى معاداة المجتمع. وهذا النوع من القادة يظهر على مدار التاريخ، وعلى رأسهم هتلر وستالين وموسولينى، الذين ارتكبوا فظائع تقشعر لها الأبدان سواء ضد أبناء شعوبهم أو أبناء الشعوب الأخرى. وجاء رد الرئيس الأمريكى على معاناته من اضطرابات عقلية واجتماعية، بالإعلان عن نفسه بأنه «عبقرى مستقر جداً عقلياً»، وهو رد ليس مستغرباً من الشخصيات التى تعانى من النرجسية وتعيش على تضخيم ذاتها. 
إن الرئيس الأمريكى يعيش فى كوكب آخر، لا يضع للقانون الدولى أى اعتبارات، فضلاً عن أن مقترحاته بتهجير الفلسطينيين من أرضهم غير عملية وتؤجج الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وتعطى الكارت الأخضر لوحوش الكيان الصهيونى بالاستمرار فى إبادة الأبرياء العزل. 
تسببت تصريحات «ترامب» فى صدمة المحللين السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان وجميع مناهضى أطماع الاحتلال فى العالم، كما أدت إلى ثورة غضب على مواقع التواصل الاجتماعى، وحالة من الغليان فى الشعوب العربية، خاصة مصر التى واجهت هذا الهراء برفض رسمى وشعبى حاسم. 
ورغم تصريحات الرئيس الأمريكى المستفزة، إلا أنها أدت إلى إعادة تأكيد الموقف المصرى الموحد تجاه حقوق الشعب الفلسطينى، حيث وقف على قلب رجل واحد رافضاً هذا الهراء بكل قوة، مسانداً للقيادة السياسية ضد أى تصريحات أو أطماع من شأنها أن تمس تراب الوطن. هذا التحرك السريع لكل أطياف المجتمع من مؤسسات ونقابات وأكاديميين وشخصيات عامة ومسئولين وبرلمانيين، يعكس نبض الشارع الذى يرفض محاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية. 
ختاماً، يجب على «ترامب»، ويجب على العالم أجمع، أن يدرك أن الشعب الفلسطينى له تاريخه العريق وأرضه المقدسة وحقه الأصيل ولا يمكن نفيه أو تهجيره أو إبادته، وأن مصر تدعم كل الحقوق المشروعة لهذا الشعب الذى يعانى منذ مائة عام، من خلال مطالبتها الدائمة لمجلس الأمن بتنفيذ جميع القرارات الدولية التى تؤكد حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية حتى تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار. أما التصريحات الهوجاء عن تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وتوطينهم فى مصر أو الأردن، فليست سوى كلام فى الهواء لن يكون له أى صدى فى الواقع أو على الأرض.

مقالات مشابهة

  • خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يبعثان برقيتي تهنئة إلى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية، وي
  • الرئيس السيسي: بحثنا مع الرئيس الكيني الأوضاع في السودان الشقيق وتبادلنا الرأي حول سبل إنهاء الصراع
  • وصول الطائرة السعودية الـ15 لإغاثة الشعب السوري الشقيق إلى مطار دمشق الدولي
  • القوى المدنية ودورها في صنع طريق السلام في السودان
  • ليس على «ترامب» حرج
  • السودان: ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا إلى 1407 حالات وفاة منذ أغسطس الماضي، وفق بيان لوزارة الصحة السودانية
  • السلطات السودانية تدق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا.. ماذا يحصل؟
  • السلمية: قوة المستقبل.. ثورة ديسمبر السودانية نموذجاً
  • نشوب حريق بمخلفات نخيل في منطقة الشروق بالقاهرة
  • بعد اعتراف المتحدث بإسم القوات الجوية… سفير أوكرانيا ينفي تدخل بلاده في الحرب السودانية