الوطن:
2024-07-12@02:10:52 GMT

«حرب السودان» على طاولة الحوار بالقاهرة

تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT

«حرب السودان» على طاولة الحوار بالقاهرة

أكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن استضافة مصر لمؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية اليوم، لمناقشة سبل السلام الدائم والشامل فى السودان الشقيق، عبر حوار وطنى بين كافة الأطراف، يتأسس على رؤية سودانية خالصة، ويُعد استكمالاً لجهودها ومساعيها من أجل وقف الحرب الدائرة فى الجمهورية السودانية، وفى إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لا سيما دول الجوار وأطراف مباحثات جدة والأمم المتحدة والجهات المعنية، معرباً عن تطلعه للمشاركة الفعالة من جانب حضور المؤتمر ومن القوى السياسية المدنية السودانية والشركاء المعنيين، من أجل تحقيق تطلعات الشعب السودانى الشقيق.

وأضاف وزير الخارجية أن وحدة القوات المسلحة السودانية لها أهمية بالغة، أثبتتها التطورات الجارية لدور هذه المؤسسة فى حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه، ومواجهة أى تهديدات ضد هذه السلامة، أياً كان مصدرها، وتابع أن المؤتمر يأتى «فى إطار حرص مصر على بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة السودان الشقيق فى تجاوز أزمته الراهنة ومعالجة تداعياتها الخطيرة على شعبه العظيم والكريم وعلى أمن واستقرار المنطقة، لا سيما دول الجوار، وانطلاقاً من الروابط الاجتماعية والأخوية العميقة التى تربط الشعبين الشقيقين المصرى والسودانى، وتأسيساً على التزام مصر بدعم كل جهود تحقيق السلام والاستقرار فى السودان».

وقال «عبدالعاطى»: إن «مشاهد الخراب والدمار والقتل التى نطالعها يومياً تدمى قلوبنا جميعاً، ونشعر بمعاناة أشقائنا بالسودان، ونتألم لآلامهم، وندعو الله العلى القدير أن يزيل هذه الغمة وهذه المحنة فى أسرع وقت ممكن»، وتابع بقوله: «سنسعى لتحقيق هذا الهدف النبيل، ونتمنى للمشاركين فى المؤتمر التوفيق فى مساعيهم لتوحيد الرؤى، والخروج بالسودان الشقيق من أزمته الراهنة»، وأكد أن مصر تدعو الجميع لمساندة السودان، وأن مصر ستدعم عودة الاستقرار للسودان.

«عبدالعاطي»: مشاهد الدمار تدمى قلوبنا

وأشار وزير الخارجية إلى أنّه ليس خافياً خطورة الأزمة الراهنة التى تواجه السودان، وكذا تداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد على العام، سالت خلالها دماء عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، فضلاً عن الخسائر المادية الجسيمة التى تعرّضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير العديد من المرافق الحيوية فى البلاد، والعقبات التى تواجه الموسم الزراعى، ما ترتب عليه نقص حاد فى الأغذية، وقال إن الصراع فى السودان وتداعياته أدى إلى تدهور المؤسسات الصحية ونقص الأدوية، وهو ما تسبب فى تداعيات صحية كارثية على مجمل الأوضاع الإنسانية، وشدد على قوله: «هذا التدهور الحاد للوضع الإنسانى والتداعيات الكارثية للأزمة، تتطلب منا جميعاً العمل على الوقف الفورى والمستدام للعمليات العسكرية، حفاظاً على مقدرات الشعب السودانى ومؤسسات الدولة، لتتمكن من الاضطلاع بمسئوليتها تجاه المواطنين»، وأوضح أن الأزمة فى السودان تتطلب بطبيعة الحال معالجة لجذورها، عبر التوصل إلى حل سياسى شامل، يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السودانى.

وأكد «عبدالعاطى» أنه فور اندلاع الأزمة فى السودان، بادرت مصر باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين، الذين انضموا إلى نحو 5 ملايين مواطن سودانى يعيشون بين أشقائهم فوق الأراضى المصرية منذ سنين عديدة، وقال إن الشعب المصرى كعادته، قدم نموذجاً يحتذى به فى التضامن الأخوى مع الأشقاء السودانيين فى جنوب وادى النيل، كما أن الحكومة المصرية قدمت مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مستلزمات طبية ومواد غذائية، وهذا ليس منحة، لكنه واجب الشقيق تجاه شقيقه وقت الأزمات، مشيراً إلى أن مصر قدمت مستلزمات طبية للمتضررين من النزاع داخل الأراضى السودانية، واستمرت فى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية لتوفير الخدمات الأساسية، كمشروع الربط الكهربائى، وإعادة بناء وتطوير ميناء وادى حلفا.

ودعا وزير الخارجية أطراف المجتمع الدولى إلى الوفاء بتعهداتها التى أعلنتها فى المؤتمر الإغاثى لدعم السودان، الذى عقد خلال شهر يونيو 2023 فى جنيف، وأيضاً خلال المؤتمر الدولى لدعم السودان ودول الجوار، الذى عقد فى باريس منتصف أبريل 2024، لسد الفجوة التمويلية القائمة التى تناهز نحو 75% من إجمالى الاحتياجات، وأكد فى هذا الصدد أن مصر تعمل على تكثيف اتصالاتها تفعيلاً لمشاركتها فى مؤتمرى الاستجابة الإنسانية لدعم السودان، والعمل الوثيق مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف، سواء فى جنيف أو نيويورك، لدعم دول الجوار الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة.

وقال إن «القاهرة» مستمرة فى بذل كل ما فى وسعها، بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السودانى، وستعمل أيضاً للحفاظ على مكتسبات الشعب الشقيق، ومساعدته فى تحقيق تطلعاته، والتى عبر عنها الملايين من أبنائه خلال ثورته المجيدة فى العيش فى وطنه فى أمن وحرية وسلام وعدالة، وأوضح أن مصر ستعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر أراضيها، وذلك بالتنسيق مع الوكالات الدولية المعنية، وشدد على أن أى حل سياسى حقيقى للأزمة فى السودان لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، تنبع من السودانيين أنفسهم، دون إملاءات أو ضغوطات من أى أطراف خارجية، وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية الفاعلة، وعلى رأسها الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالشأن السودانى.

وأعاد «عبدالعاطى» التأكيد على أن الصراع الراهن فى السودان هو قضية سودانية خالصة، وأى عملية سياسية مستقبلية لا بد أن تشمل كل الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية دون إقصاء، وفى إطار من"حرب السودان"

ووحدة أراضيه، وكذلك عدم التدخل فى شئونه الداخلية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وقال إن الحفاظ على الدولة ومؤسساتها يُعد العمود الفقرى والأساس الراسخ لوحدة وبناء واستقرار الدولة وحماية شعبها وتحقيق آماله فى التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونوه بأن الحفاظ على هذه المؤسسات هدف أساسى، وضمانة كبيرة للحفاظ على الدولة السودانية وأمنها القومى وحماية الشعب السودانى وتحقيق آماله.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب السودان الشعب السودانى وزیر الخارجیة فى السودان وقال إن أن مصر

إقرأ أيضاً:

الحرب السودانية ..حراك الخارج وعجز الداخل !

ثمة حراك عربي إقليمي هذه الأيام حول الوضع في السودان، بدا من الواضح أنه بمثابة مؤشر على تحولات محتملة لنهاية الحرب هناك، بعد مضي عام وثلاثة أشهر من اندلاعها في أبريل من العام الماضي.

ومنذ اكتمال الهيكل التأسيسي لتنسيقية القوى الديموقراطية المدنية (تقدم) إثر انعقاد مؤتمرها العام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مايو الماضي، تحركت أوساط إقليمية وعربية، بعد ذلك، في محاولات نحو وقف الحرب السودانية، ما عكس مؤشرات قوية على إدراك قوى إقليمية ودولية لخطر انهيار الدولة في السودان وتداعيات ذلك الانهيار على المنطقة العربية والإفريقية.

مؤتمر القوى المدنية والسياسية السودانية الذي احتضنته القاهرة بين يومي 6 و 7 من هذا الشهر بدعوة من وزارة الخارجية المصرية؛ كان بداية لذلك الحراك، حيث نجح المؤتمر في جمع فرقاء سياسيين مختلفين ودفع بهم نحو اتخاذ موقف واحد ضد الحرب في ظل تداعيات الأوضاع الخطيرة التي نجمت عن الحرب مسجلة أرقامًا غير مسبوقة عالميًا في معدلات النزوح والكوارث التي لحقت بالشعب السوداني.

وفي حراك مكمّل لما بدأ في القاهرة، كانت هناك زيارة مهمة لنائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي إلى السودان، هذا الأسبوع، التقى خلالها رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان للتباحث حول العودة إلى استئناف مفاوضات منبر جدة (المنبر الذي رعى أول مفاوضات بين الجيش والدعم السريع برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في 12 مايو 2023) فيما كانت الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس الأول الثلاثاء، إلى بورتسودان للقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، من أكبر المؤشرات على أن الحراك الإقليمي والعربي نحو إنهاء الحرب أصبح احتمالًا واردًا بقوة في الأيام المقبلة.

هناك لقاءات أخرى بين قوى وفرقاء سياسيين سودانيين - عسكريين ومدنيين - تجري في عواصم مختلفة من أديس أبابا إلى جنيف لتصب في الهدف ذاته: الأمر الذي يؤكد على تجاوب دولي وإقليمي كبير لمسألة وقف الحرب السودانية.

ليس خافيًا اليوم على كل متابع لمجريات الحرب السودانية، أن هذه المبادرات الإقليمية والدولية لوقف الحرب تؤكد حقيقة لابد من الإقرار بها؛ وهي أن طبيعة هذه الحرب الجارية في السودان تتصل على نحو عضوي بديناميات إقليمية وخارجية، بعد أن تبين للجميع أن خسائرها الفادحة على الشعب السوداني - عبر أرقام غير مسبوقة لأعداد النازحين داخل السودان (حوالي 12 مليونًا) - أصبحت مؤشرات مزعجة للمجتمع الإقليمي والدولي وتنذر بكوارث غير محتملة في منطقة جيوسياسية متى ما انهارت فيها الدولة فإن ثمة شرورا قابلة للامتداد ستنجم في كافة الدول المحيطة بالسودان.

وما سيبدو واضحًا، كذلك، في زحمة هذا الحراك، أن طبيعة الأزمة السودانية إذ تضطلع بإدراك مؤشرات القلق فيها قوى إقليمية ودولية، فإنها تكشف، من ناحية أخرى، عن هشاشة القوى السياسية السودانية التي عجزت عن تحقيق حد أدنى من الاستجابة لواجب الوطن، أي منع الدولة السودانية من الانهيار.

فإذا عرفنا، مثلا، أن القاهرة قد جمعت فرقاء سياسيين سودانيين يستحيل اجتماعهم في الخرطوم على حل قضايا الوطن المصيرية - كقضية الحرب - فإن ذلك يدل بوضوح إلى أي مدى بلغ انسداد مأزق النخب السياسية والعسكرية في السودان.

هذا سيعني، كذلك، أنه حتى في حال توقف الحرب بسبب فاعليات إقليمية ودولية، فإن مأزق النخب السياسية السودانية وعجزها عن تدبير اجتماع سياسي سيبقى على حاله من عدم القدرة على الاستفادة من درس الحرب، وهو أمر نخشى معه القول: إن الاختلاف بين تلك النخب ليس فقط حول طبيعة الصراع السياسي، بل هو اختلاف على صورة الوطن ورمزيته؛ لأن عدم استفادة النخب السودانية من درس الحرب اليوم هو بذاته الوجه الآخر لمؤشر استمرار الحرب الأهلية السودانية التي اندلعت في عام 1955 (قبل استقلال السودان في عام 1956م) وظلت مستمرة حتى عام 2017 .

ولهذا يمكننا القول إن أسباب اندلاع الحرب الأهلية الأولى في السودان عام 1955 (حرب الجنوب الذي انفصل عن السودان في عام 2011) هي ذاتها الأسباب التي أوصلت الحرب أخيرا إلى المركز السياسي في الخرطوم من تلك الهوامش التي ظل المركز يصدر الحرب إليها لأكثر من 60 عامًا !

مقالات مشابهة

  • نادي حي الوادي السوداني يصدر بيانا يوضح فيه ملابسات عدم مشاركته أفريقيا
  • الحركة الإسلامية السودانية إلى أين؟!
  • النائب أيمن محسب يثمن الجهود المصرية لحل الأزمة السودانية
  • الحرب السودانية ..حراك الخارج وعجز الداخل !
  • حرب إعلامية ضد السودان
  • الحوار السياسي يكون داخل السودان فقط
  • دبلوماسيون: القاهرة اللاعب الأساسى لتحقيق السلام بالسودان
  • متخصص بالشأن الأفريقي: مؤتمر القوى السودانية بالقاهرة يستهدف وضع خارطة طريق للحل السياسي
  • السودان سلة الغذاء العربى
  • عبدالقادر الحيمي: بورتسودان” ليست الحل لورطة آبي أحمد