المرض ينهش فى الجسد.. أين الدواء؟
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
منذ عدة أشهر وهناك أزمة حادة فى عدم وجود عدد كبير من الأدوية، منها أدوية لأمراض مزمنة لا يمكن الاستغناء عنها، مثل الضغط والسكر وأدوية القلب والعيون، أنا شخصيا قمت بالبحث عن نوع قطرة لخفض ضغط العين لوالدتى لعدة أشهر وفى النهاية لجأت لصديق يعمل فى قطر فأرسل لى عبوتين، خاصة أن الطبيب المعالج لوالدتى مصمم على نوع معين من القطرة، وتلك أزمة أخرى وهى أن هناك أدوية ومادة فعالة لا بديل عنها.
ثم خرج مسئول يتبع جمعية «الحق فى الدواء» ليترجم لنا سبب الأزمة، نعم فالأمر يحتاج لترجمة بعد أن عجزنا عن فهم ما يحدث قال المسئول إن أصل أزمة الدواء فى مصر ينبع من كونه سلعة تخضع لما يُعرف بـ«التسعيرة الجبرية» التى تضعها الحكومة، باعتبارها سلعة استراتيجية مهمة، لا يجوز التخلى عنها، أو تركها لقوى العرض والطلب. وأوضح أن هذه التسعيرة لم تتغير منذ عام 2017، عندما كان سعر الدولار 18 جنيها فقط.
بينما أكد الدكتور محفوظ رمزى، رئيس لجنة التصنيع الدوائى فى نقابة صيادلة القاهرة، لأحد البرامج، أن هناك مشكلة فى صناعة الدواء فى مصر نتج عنها اختفاء مجموعات كاملة من الأدوية بسبب قلة الإنتاج، لارتفاع تكلفة التصنيع على الشركات، مشيرا إلى أن الشركات أرسلت قائمة بالأدوية لزيادة التسعير إلى هيئة الدواء لكى تتم مناقشة الأمور، ويتم تحديد سعر الدواء للجمهور من خلال وضع كافة الأمور على ما يسمى بالميزان، ليتم معرفة السعر المقرر لبيع الأدوية للجمهور، مشددًا على أنه كان يطالب بكتابة البديل العلمى والاسم العلمى للدواء منذ شهر ولكن هناك أزمة حاليًا فى المادة الفعالة، مؤكدًا أن مخرجات التسعير للدواء ستختلف عن سابقتها، ولابد من إعادة النظر فى الأسعار المطروحة حاليًا للأدوية.
وشدد على أن مدخلات الصناعة الآن ليست لها علاقة بالتسعيرة الجبرية للدواء بعد تحرير سعر صرف الدولار وزيادة تكلفة الشحن.
بينما أعلن منذ عدة أيام الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، اتخاذ إجراءات عاجلة لحل مشكلة نقص الأدوية بالتنسيق مع هيئة الشراء الموحد وهيئة الدواء، لافتا إلى أن الأزمة فى طريقها للحل تماما خلال شهرين.
هذا يخص صناعة الدواء، ورد الوزير حول الأزمة وكلها أمور سببها الشركات والاحتكار وخلافة.
لكن المرض لن يتوقف عن نهش جسد المرضى، وأهالى المريض لا حول لهم ولا قوة.
الدولة الآن فى اختبار صعب والوزير وعد بإنهاء الأزمة خلال شهرين، لكن هل المرض سوف يُمهل المريض شهرين؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد أزمة حادة لأمراض مزمنة الضغط والسكر السبب الدولار
إقرأ أيضاً:
موقع مركز الأمن البحري الدولي: “أزمة البحر الأحمر فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا”
يمانيون../
خلاف عميق بين ضفتي الأطلسي، عنوانه العريض من يقود، ومن يتبع؟ تقرير أمريكي يكشف كيف وجدت واشنطن نفسها في عزلة بحرية، بعد أن أدارت أوروبا ظهرها لقيادتها العسكرية، مفضّلةً العمل تحت مظلة الاتحاد الأوروبي. انقسام يتجاوز أزمة مؤقتة، ويكشف عن صراع مكتوم يعيد رسم خرائط النفوذ داخل التحالف الغربي.
حيث نشر موقع مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) الأمريكي مقالًا تحليليًا بقلم آنا ماتيلد باسولي بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف شمال الأطلسي، يكشف بقسوة عن الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويفضح فشل واشنطن في قيادة جهود موحدة لمواجهة أزمة البحر الأحمر، التي تعطل التجارة العالمية منذ أكثر من عام”. المقال، الذي حظي بتعليق واحد، يعري انقسامات عبر الأطلسي تهدد استراتيجية الناتو البحرية وتكشف عن عجز الولايات المتحدة في فرض هيمنتها أو كسب ثقة حلفائها”.
تكشف باسولي أن “الأزمة ليست مجرد اضطراب تجاري، بل فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا، حيث عبر مسؤولون أمريكيون في رسائل مسربة عن إحباطهم من “اضطرار الولايات المتحدة لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”. لكن هذه المشاعر تتجاهل السبب الحقيقي: النهج الأمريكي الهجومي المنفصل عن النهج الدفاعي الأوروبي، مما أدى إلى شلل الجهود المشتركة. صعود الاتحاد الأوروبي كفاعل أمني بحري أضعف قبضة واشنطن على الناتو، حيث يرفض الأوروبيون القيادة الأمريكية، معتمدين على “أسبيدس” بدلاً من “حارس الرخاء”، في انقسام غير مسبوق يكشف هشاشة التحالف”.
وقالت الكاتبة : “في ديسمبر 2023، أطلقت واشنطن عملية “حارس الرخاء” لمواجهة هجمات الحوثيين، داعية حلفاء الناتو، بما في ذلك المملكة المتحدة، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، وإسبانيا، للانضمام. لكن المملكة المتحدة، كندا، والنرويج فقط التزمت، بينما انسحبت القوات الأوروبية لدعم “أسبيدس”، مهمة دفاعية بقيادة الاتحاد الأوروبي، رافضةً صراحةً القيادة الأمريكية”.
مؤكدة أن هذا “التمرد أضعف “حارس الرخاء”، حيث خصصت إيطاليا مدمرتين وفرقاطتين، وفرنسا ثلاث فرقاطات لأسبيدس، بينما قدمت مساهمات ضئيلة أو معدومة لحارس الرخاء”. ألمانيا وبلجيكا ساهمتا بفرقاطة لكل منهما، واليونان بفرقاطتين، وهولندا بفرقاطة وسفينة دعم، بينما قصّرت السويد وفنلندا بأفراد محدودين. إسبانيا، بشكل صارخ، لم تقدم شيئًا، رغم استفادة موانئها من الأزمة. في المقابل، قدمت المملكة المتحدة مدمرتين (HMS Diamond وHMS Duncan)، فرقاطتين، ودعمًا جويًا، مُظهرةً التزامًا يفضح تقاعس أوروبا. الدنمارك أرسلت فرقاطة معطلة، مما أدى لإقالة رئيس دفاعها، وأعطت فرنسا الأولوية لمصالحها الوطنية، مما يعكس أنانية أوروبية تعمق الفشل الأمريكي”.
واشار المقال إلى أن هذا الانقسام يكشف سعي أوروبا للاستقلال الاستراتيجي قبل إدارة ترامب الثانية، حيث أكدت إيطاليا، فرنسا، وألمانيا على عملية دفاعية دون ضربات برية، متجاهلةً دعوات واشنطن”…مضيفا بأن “خطاب الأوروبيين عن الوحدة عبر الأطلسي يتناقض مع مشاركتهم في مناورات المحيطين الهندي والهادئ والبحر الأبيض المتوسط كـ”تدريب” دون التزام فعلي، مما يثير تساؤلات عن موثوقيتهم”.
واشار المقال بأن “واشنطن تفشل أيضًا في الاعتراف بالاتحاد الأوروبي كفاعل أمني، حيث يركز محللون مثل مايكل سي. ديسيانا على حارس الرخاء، متجاهلين أسبيدس، بينما يبرر دوغ ليفرمور القوة من منظور أمريكي، غافلين عن أن الأوروبيين يرون أنفسهم يحمون التجارة بنجاح”.
وأن هذا “التحيز يكشف أن واشنطن ترى أوروبا عبر الناتو فقط، بينما تتجه أوروبا نحو الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بـ”عدوانية” أمريكية تدفعها للاستقلال. الولايات المتحدة ترى الأزمة كمنصة للهيمنة البحرية ومواجهة الصين، بينما لا تهتم أوروبا بالصين، مركزةً على التجارة بنهج دفاعي يشبه القوافل، مما يؤدي إلى عمليتين متداخلتين دون هدف مشترك”.
واختتم المقال أن الأزمة، من منظور أمريكي، “ليست لإنقاذ أوروبا، بل لتأكيد الهيمنة البحرية وإرسال رسائل للصين بأن واشنطن ليست “قوة ميتة”. لكن هذا الطموح يصطدم بإجهاد القوات الأمريكية ورفض أوروبي، مما يهدد مبادئ القوة الساحقة والسيطرة البحرية”. مشيرا الى أن “الحوثيين يحققون النصر، وميناء إيلات الإسرائيلي ينهار ماليًا كـ”الضحية الأولى”، بينما تظل واشنطن عاجزة عن فرض قيادة موحدة”.
أكد أن الفهم الأفضل للتوقعات والأهداف في البحر الأحمر قد يُمهد الطريق لإصلاح العلاقات عبر الأطلسي. وفي الوقت الحاضر، لا أحد يمتلك الوصفة المثالية لإنهاء هذه الأزمة، ومن المرجح أن النهج المنقسم قد طال أمده. فيما لم يكتفِ الحوثيون بتولي زمام المبادرة في الوصول إلى النصر، بل إن الضحية الحقيقية الأولى لهذه الأزمة – ميناء إيلات الإسرائيلي – قد وقع تحت ضغط مالي. مضيفا أن الوقت قد نفد أمام الولايات المتحدة للشكوى من أوروبا دون خطة. وبالمثل، أثبت الوقت أن الاتحاد الأوروبي لا يزال غير موثوق به كجهة أمنية فاعلة. مؤكدا أن استراتيجية حلف شمال الأطلسي المتكاملة التي تراعي المنظورين الأمريكي والأوروبي هي الخيار الوحيد لتحقيق النصر. أما الخيار البديل فهو الهزيمة.