الرقابة البرلمانية عرفها البعض بأنها دراسة وتقييم أعمال الحكومة مقرونة بحق البرلمان فى أن يصدر أحكاماً تقييمية عن هذه الأعمال قد تعود إلى استقالة الحكومة إذا سحبت منها الثقة.
يخلص من ذلك أن الرقابة حق واجب للبرلمان، فهى حق لدخولها فى سلطاته وصلاحياته الدستورية، وواجب من ناحية مسئولياته تجاه الشعب، فلا ينبغى التغاضى عنها مجاملة للسلطة التنفيذية.
ترتبط نشأة الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة تاريخياً بظهور المسئولية السياسية، فالرقابة البرلمانية ذات طبقة سياسية، وهى قائمة على فكرة أن الجهة الخاضعة للرقابة تُسأل مسئولية سياسية كاملة، فردية وتضامنية أمام هيئة البرلمان، وقد ظهرت المسئولية السياسية بداية فى شكلها الفردى قبل أن تنتقل إلى مسئولية جماعية تضامنية لأفراد الحكومة أمام البرلمان.
ونشأت المسئولية الفردية نتيجة تطور النظام الدستورى البريطانى، وبسبب الحكومة البرلمانية التى ظهرت بعد ثورة 1688، فى بريطانيا فقد كان العمل فى بريطانيا كما هو معلوم سياسياً وتاريخياً قائم على أن الملك لا يستطيع أن يرتكب خطأ، وهو غير مسئول سياسياً عن أفعاله، لذلك كان اللوم يقع على الوزير المسئول الذى يصادق على الفعل مع تصديق الملك، وكان الاتجاه فى البداية توجه اللوم الجنائى للوزراء، غير أن إجراء اللوم الجنائى انقرض، وكان آخر لوم وجه «لوليل» سنة 1842، وكانت نتيجة اللوم - حينئذ - أن يفقد الوزير وظيفته عقاباً على الأخطاء التى حدثت نتيجة إدارته، ولا يوجه إليه الاتهام بالفساد العام ثم أصبح على الوزير أن يستقيل كلما كان الخطأ السياسى أو الإدارى قد تكشف بأغلبية البرلمانيين، ثم تبلورت، ثم تبلورت أحكام المسئولية السياسية الفردية للوزراء بعد ذلك.
فالمسئولية الفردية هى مسئولية الوزير عن أعمال وزارته، وقد يؤخذ بالمسئولية الفردية للوزراء فى تشريع دولة ما، دون المسئولية التضامنية للحكومة، أما المسئولية الجماعية أو التضامنية فهى مسئولية الحكومة إذا لم تحز الثقة الكاملة من البرلمان، فيجب عليها أن تستقيل، أى يستقيل رئيس الوزراء أو الوزير الأول وأعضاء حكومته.
تعطى الدساتير الحديثة للسلطة التشريعية وسائل وأدوات عديدة فى يدها وهى تمارس وظيفتها الرقابية على أعمال السلطة التنفيذية، مثل السؤال والتحقيق البرلمانى، والاستجواب، وعند التأمل فى الدساتير المصرية المتعاقبة من دستور 1923، نجد أن كلمة الاستجواب قد دارت حولها مناقشات عديدة، إلا أنها لم تحدد التحديد الاصطلاحى الحاسم فيها، بما فى ذلك الأعمال التحضيرية لهذه الدساتير، وقد دارت مناقشات بين أعضاء لجنة وضع المبادئ العامة للدستور (دستور 1923)، حول الدلالة اللغوية للاستجواب واختلافها عن المعنى الاصطلاحى، ويعد الاستجواب من أخطر وسائل الرقابة الممنوحة للبرلمان، للرقابة على الحكومة وأعضائها لأنه يتضمن نقداً واتهاماً للحكومة، أو أحد أعضائها من الوزراء عن تصرف من التصرفات العامة.
وتتباين نتائج الرقابة البرلمانية على السلطة التنفيذية بتباين النظم الديمقراطية وباختلاف نظام الحكم واختلاف النظام البرلمانى المتبع كونه نظاما أحادى المجلس أو ثنائى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب الرقابة البرلمانية على الحكومة حكاية وطن الرقابة البرلمانية للسلطة التنفيذية المسئولية السياسية الرقابة البرلمانیة
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس الهيئة البرلمانية بـ«الشيوخ»: تصريحات ترامب عن فلسطين غير عادلة
أعرب النائب أشرف أبو النصر، نائب رئيس الهيئة البرلمانية بمجلس الشيوخ وأمين أمانة التنمية والتواصل مع المستثمرين بحزب «حماة الوطن»، عن رفضه الشديد لتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن كجزء من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذه التصريحات تمثل تعديا صارخا على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري والعربي.
وأشار أمين أمانة التنمية والتواصل مع المستثمرين بحزب حماة الوطن في بيان، إلى أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية ثابت وغير قابل للمساومة، مؤكداً أن القيادة السياسية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلنت بوضوح رفضها التام لأي مخططات تسعى إلى تقويض حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن تلك التصريحات تعكس محاولات فاشلة لفرض حلول غير عادلة تتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتتنافى مع القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، كما أن مثل هذه الدعوات ليست مجرد تجاوزات سياسية، بل هي تهديد صريح لوحدة المنطقة واستقرارها.
وتابع: مصر لم ولن تكون طرفاً في أي مؤامرات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، موضحا «أمننا القومي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحماية الحقوق الفلسطينية، ونحن على استعداد دائم للتصدي لأي محاولات تستهدف النيل من سيادتنا أو استقرارنا".
ونوه بأن مثل هذه التصريحات تأتي في إطار محاولات مستمرة لإشعال الفتن وبث الفوضى في المنطقة، محذراً من خطورة الشائعات التي تهدف إلى زعزعة الثقة بين الدولة والشعب المصري، مضيفا: "نقف جميعاً خلف القيادة السياسية المصرية التي أظهرت حكمة وحنكة في الدفاع عن قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
وشدد على ضرورة التكاتف الشعبي والسياسي لمواجهة هذه التحديات، قائلاً: "إننا نؤكد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع، ونعمل على حماية الأمن القومي المصري من أي تهديدات خارجية، مع الالتزام بمبادئنا الراسخة في رفض أي حلول تتعارض مع الحق والعدل".