قراءة عسكرية.. كلامٌ لافت من واشنطن عن حزب الله!
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
نشر موقع "الخنادق" المعني بالدراسات الاستراتيجية تقريراً قال فيه إن الإهتمام في إسرائيل بمعضلة الحدود مع لبنان آخذ في الإزدياد، وذلك في ظل التهديد الذي يضعه "حزب الله" على طاولة القرار في إسرائيل، مشيراً إلى أن "الحديث يزداد عن ضرورة أو حتمية توسيع المواجهة مع حزب الله، وخوض حرب معه لإبعاده عن الحدود".
ويقول التقرير إن كبار المسؤولين الإسرائيليّين من المستوى السياسي، وعلى رأسهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو؛ ووزير الدفاع يوآف غالانت، وجهوا تهديدات عالية السقف، إلا أنّهم أرفقوها بجرعة تهدئة بإعلانهم أنّهم يقبلون أيّ اتفاق يُعيد سكّان الشمال إلى منازلهم، في موقف رفضه وزراء آخرون وهدّدوا بالانسحاب من الحكومة "إذا لم تكن هناك معركة في الشمال". ومن الجدير الإشارة أن نتنياهو بالدرجة الأولى هو من يملك قرار الحرب الواسعة في الجبهة الشمالية يليه وزير الدفاع غالانت، باعتباره المسؤول عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وقراره له وزن في آلية صنع القرار، بحسب التقرير.
الجبهة الداخلية
وفي موازاة التهديدات بشنّ حرب ضدّ حزب الله، لا تزال قضية جهوزية الجبهة الداخلية تشغل بال الإسرائيليّين، حيث زاد من القلق حولها، توجيه مراقب الدولة متنياهو إنغلمان، رسالة إلى نتنياهو، حذّره فيها من أنّ "إسرائيل ليست مستعدّة كما يجب لإجلاء السكّان في حالة نشوب حرب في الشمال". وزاد الحديث عن مسألة انقطاع الكهرباء، و"سيناريو العتمة"، واستمرارية قطاع المستشفيات بأداء عمله خلال الحرب، من مستوى القلق في إسرائيل.
وفي معطى لافت، أفادت تقارير أنّ مستشفيات كثيرة في إسرائيل، دخلت في حالة استنفار، وألغت إجازات الأطباء والممرّضين والممرّضات. وأضافت التقارير أنّ مدير عام مستشفى زيف في صفد، على سبيل المثال، وجّه كتاباً للموظفين في المستشفى يتضمّن توجيهات مفصّلة وخططاً في حال اندلاع حرب. كذلك، أبلغ مدير المركز الطبي للجليل، العاملين في المركز بأنّ عليهم الاستعداد لاشتعال أمني سيؤدّي إلى حرب في الشمال.
مواقف أميركية تحذيرية
وانضم مسؤولون أميركيون إلى نظرائهم الإسرائيليّين، وأبدوا اهتماماً متزايداً بالمواجهة بين إسرائيل وحزب الله، وأطلقوا مواقف "تحذيرية" إلى حزب الله، ونُقِل عن بعضهم قوله إنّ إسرائيل قرّرت خوض مواجهة محدودة في الشمال من أجل ضرب البنى التحتية لحزب الله، وإنّ التقديرات في واشنطن تُفيد بأنّ إسرائيل ستشنّ عملية برّية في جنوب لبنان في الأسابيع القريبة المقبلة.
وإضافة إلى ذلك، أشارت تقارير إسرائيلية إلى أنّ الأميركيّين يخشون من أن تؤدّي "عملية محدودة" يريد الإسرائيليون القيام بها في جنوب لبنان، بهدف إبعاد حزب الله عدّة كيلومترات عن السياج الحدودي، إلى اندلاع مواجهة واسعة النطاق.
وإضافة إلى التصريحات الأميركية الداعمة لإسرائيل، أفادت تقارير إسرائيلية أنّ إدارة بايدن ستُفرج قريباً عن 1700 قنبلة تزن 250 كيلوغراماً، والتي تأخّر تسليمها إلى إسرائيل حتى الآن. ومع ذلك لا تزال الإدارة الأميركية تمتنع عن إعطاء إسرائيل 1800 قنبلة تزن طناً، على الرغم من أنّ الجانب الإسرائيلي، تعهّد بحسب تقارير، للأميركيّين، باستخدام مدروس ودقيق للسلاح الأميركي.
الإعلام الإسرائيلي
وسط ذلك، أبدى العديد من الخبراء والمُعلّقين في إسرائيل اهتماماً بالتطوُّرات في "الجبهة الشمالية"، وعرضوا توصيفات للمشكلة، وسُبل حالها، مع ما تحمله من مخاطر. وفي هذا الإطار، رأى خبراء ومُعلّقون أنّ إسرائيل تعيش في معضلة في الشمال، مع وجود أكثر من 60 ألف نسمة خارج بيوتهم، فيما الشمال كلّه معطّل ومدمّر، و"هذا أمر لا يطاق"، ويُحتّم على الدولة الإسرائيلية أن تعيدهم إلى بيوتهم، مع حرب أو بدونها. ودعا خبراء ومُعلّقون إلى المبادرة لشنّ حرب ضدّ حزب الله لإعادة سكّان الشمال على منازلهم، لأنّه في ظلّ غياب أيّ حلّ سياسي لإبعاد حزب الله عن الحدود، تُصبح الحرب على الساحة الشمالية مساراً ضرورياً. وحذّر خبراء من أنّ الدعوات إلى تأجيل الحرب، مجافية لمصلحة إسرائيل، لأنّ ذلك سيُتيح لحزب الله فرصة ليُعاظم قوّته، مُشددين على ضرورة أن تضمن إسرائيل، في نهاية الحرب، "بقاء منطقة جنوب لبنان خالية من السكّان".
وفي المقابل، حذّر خبراء ومُعلّقون آخرون من الدخول في حرب مع حزب الله، لأنّ ذلك أمر مختلف كلياً عمّا يحصل حالياً، فحزب الله يمتلك الكثير من الصواريخ والقذائف الصاروخية التي تُشكِّل تهديداً على كلّ إسرائيل، كما أنّه لن يكون وحده في الحرب، فالإيرانيون، ومعهم حلفائهم سيكونون جزءًا من نفس الساحة، وهذا السيناريو هو الأسوأ بالنسبة إلى إسرائيل.
ورأى آخرون عدم جهوزية الجيش الإسرائيلي لخوض حرب مع حزب الله حالياً، لاسيّما إن انضمّت إليه إيران وحلفاؤها، ورأوا أنّ الجيش الإسرائيلي منهك بعد 9 أشهر من القتال، ولديه نقص في المخازن. وثمّة في إسرائيل من رأى أنّ الحرب في الشمال ليس لها مخرج أو أفق، فهي في أفضل الأحوال، ستنتهي باتفاق سيّء، أو بأن تَعلَق إسرائيل في حرب استنزاف طويلة.
وحذّر خبراء من أنّ حزب الله يقرأ الخطوات السياسية في الولايات المتحدة الأميركية، بشكل صحيح، ويحصل منها على التشجيع والقوّة، فهو يدرك أنّ إدارة بايدن لن تمنح إسرائيل تصريحاً بضرب لبنان، والتقارير عن وقف تزويد إسرائيل بالسلاح تؤكّد تقديراته.
ندوة معهد واشنطن
ونهاية شهر حزيران الماضي، نظّم "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" ندوة حول احتمالات الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وفي موجز التقرير، قال ديفيد شينكر (دبلوماسي سابق ومدير برنامج السياسة العربية في المعهد) إنه "رغم حالة النزوح من القرى اللبنانية الحدودية، إلا أننا لا نسمع تذمراً من قبل البيئة الحاضنة لحزب الله، بل نسمع التذمر من قبل جهات أخرى في لبنان". واعتبر أن تهديد حزب الله لقبرص "هدفه أنه يمكن للحزب أن يترك بصمته في البحر المتوسط كما يفعل الحوثيون اليوم في البحر الأحمر، وشلّ حركة التجارة العالمية، ورفع أسعار الطاقة، والسلع، يضاف إلى ذلك سيطرة الإيرانيين على مضيق هرمز، هذا يجعلنا نتوقف قليلاً وننظر إلى حزب الله نظرة مختلفة".
وقال الباحث مات ليفيت (مدير برنامج مكافحة الإرهاب والاستخبارات في المعهد) إن "القادة العسكريين في إسرائيل يقولون إن الحرب على لبنان ستكون عملية متدرّجة ولن يصلوا إلى أقصاها دفعة واحدة، بينما يحذّر مجتمع الاستخبارات الأميركية بأنه لن يكون بإمكان إسرائيل أن تمرحل الحرب في حال اندلعت، ولن تكون قادرة على ضبط التدرج، بل الأمر سوف يتصاعد بسرعة كبيرة جداً". وأضاف: "لا أعتقد أن إسرائيل في هذه الحرب ستعمل على تدمير كامل لحزب الله، وهو هدف لا يمكن تحقيقه. إن إيران قد تتدخل في الحرب في حال وجدت أن حزب الله سيتعرض لخطر وجودي. مع ذلك، لا يمكن للولايات المتحدة دعم إسرائيل في التصدي للصواريخ القصيرة المدى المنطلقة من لبنان". بدورها، اعتبرت حنين غدّار الموظّفة في المعهد، أن تتدخّل إيران لن يتم إلا في حالتين، إذا تم تهديد برنامجها النووي أو شعرت بتهديد مباشر تجاهها. وقدّرت أن نجاح الدبلوماسية في تهدئة الوضع بين اسرائيل وحزب الله نسبته 50/50%، والسبب بحسبها أن الطرفان مرهقان ويحتاجان الى فترة من الهدوء والاستعداد. (الخنادق)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی إسرائیل لحزب الله فی الشمال حزب الله حرب فی
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يدفع بتعزيزات عسكرية إلى طولكرم ومخيميها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، بمزيد من التعزيزات العسكرية الى مدينة طولكرم ومخيميها، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الـ18 على التوالي.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال دفعت بآليات وأربع جرافات عسكرية من النوع الثقيل الى المدينة من حاجز "تسنعوز" العسكري، المقام على أراضي الفلسطينيين عند المدخل الغربي للمدينة، واتجهت صوب مخيمي طولكرم ونور شمس.
ونشرت قوات الاحتلال دوريات المشاة في شوارع وأحياء المدينة، تركزت في الحي الشمالي تحديدا في محيط دواري شويكة واليونس، وعرقلت حركة تنقل المركبات، وأوقفتها ودققت في هويات ركابها، وقامت بتفتيش المواطنين وما يحملونه بأيديهم.
وألحقت قوات الاحتلال دمارا كبيرا في ممتلكات المواطنين الفلسطينيين في الحي الشرقي للمدينة، خاصة في المنازل التي استولت عليها، وحولتها لثكنات عسكرية في شارع المقاطعة..
كما طال الدمار البنية التحتية في الشوارع المحيطة بهذه المنازل في الحي المذكور، في الوقت الذي استولت على مبان أخرى عند مفرق أبو صفية بعد إجبار أصحابها على إخلائها، وحولتها لثكنات عسكرية.
وتواصل قوات الاحتلال فرض حصار مطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس، وتنتشر في الشوارع والحارات، وسط مداهمتها للمنازل وتخريبها وتدمير أجزاء منها من جدران وأسطح، مترافقا مع إطلاق كثيف للرصاص الحي تجاه كل شيء متحرك; وألحقت جرافات الاحتلال دمارا كبيرا وواسعا في البنية التحتية في شوارع المخيمين وشارع نابلس الواصل بينهما، وأضرارا جسيمة في شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات; ما تسبب في انقطاعها بشكل كامل عنهما، إضافة الى الأضرار التي حصلت في المنازل والمحال التجارية، بعد هدمها بشكل كلي وجزئي من قبل جرافات الاحتلال.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال تواصل تهجير سكان مخيم نور شمس من منازلهم، وإجبارهم على الخروج من المخيم، الذي شهد خلال اليوم الأول من العدوان عليه قبل ستة أيام موجة نزوح بمئات العائلات تحت التهديد والترهيب، وتوجهها الى مراكز إيواء في المدينة وضواحيها وقراها، ليضافوا الى آلاف المواطنين الذين نزحوا من مخيم طولكرم خلال الأيام الماضية.
وفي الوقت ذاته، تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم السابع على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.