إطلاق خدمة المرشد الصوتي لزائري قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
فى إطار اهتمام المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، بالزائرين وتوفير تجربة سياحية ممتعة، يطلق المتحف يوم الأربعاء الموافق 10 يوليو، خدمة "المرشد الصوتي” داخل قاعة المومياوات الملكية فقط، والتي يمنع الإرشاد بها، لتقدم شرحًا تاريخيًا وافيًا عبر السماعات الخاصة للزائرين باللغتين العربية والإنجليزية.
وسوف تقدم هذه الخدمة للزائرين بمقابل مادي يضاف إلى ثمن تذكرة دخول المتحف والتي يتمكن الزائر حجزها من خلال شباك التذاكر بالمتحف.
وأوضح الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، أن هذه التجربة ستكون ممتعة للزائرين حيث ستنقلهم في رحلة مثيرة عبر التاريخ مع أهم ملوك وملكات مصر خلال العصور المصرية المختلفة، ومعلومات تاريخية وأثرية عنهم وعن حياتهم، وما حققوه من إنجازات خلال فترات حكمهم وما اسهموا به لكتابة التاريخ المصرى القديم.
وأضاف أن هذه الخدمة ستكون متاحة داخل قاعة المومياوات الملكية على مدار الإسبوع، وسوف يتم تقدمها بالشكل الذي يحافظ على السكينة والهدوء والاحترام داخل القاعة، وبما يتناسب مع عظمة هؤلاء الملوك العظماء، لافتًا إلى القيمة التاريخية الفريدة لقاعة الممومياوات الملكية حيث تعد المومياوات الملكية المعروضة بها هي الوحيدة الباقية من ملوك مصر القديمة حتى الآن، كما أنها تمثل أهم ملوك مصر القديمة فى عهد إمبراطورية الدولة الحديثة.
ومن جانبها قالت الأستاذة فيروز فكري نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للإدارة والتشغيل، أن هذه الخدمة تأتي في إطار سعي هيئة المتحف للارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة للزائرين، والعمل على تطويرها لتحسين تجربتهم المتحفية وهو ما يعد أحد أبرز محاور الاستراتيجية الوطنية للسياحة في مصر.
وأضافت أن استخدام السماعات الخاصة بنظام المرشد الصوتي لزائري المتحف داخل قاعة المومياوات الملكية جاء في ضوء حرص المتحف على توفير الشرح داخل القاعة من قبل المرشدين السياحيين مع للحفاظ على الهدوء ومسار الزيارة داخلها.
وأشارت إلى أن المتحف كان قد أطلق خدمة حجز جولات إرشادية بالمتحف في شهر إبريل الماضى، بالتعاون مع نقابة المرشدين السياحيين، وذلك من خلال توفير عدد من المرشدين الذين يقومون باصطحاب زائري المتحف خلال جولاتهم، لشرح القطع الأثرية في القاعة المركزية، وقاعة النسيج المصري، باللغتين العربية والإنجليزية على مدار الأسبوع بواقع 3 جولات سياحية يوميًا، على أن يقوم طالب الخدمة بالحجز المسبق إلكترونيًا قبل الزيارة بمدة 48 ساعة من خلال الموقع الرسمي للمتحف.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
متحف سرسقينفض عنه غبار الحرب ويحتفل
كتبت سوسن الابطح في" الشرق الاوسط": احتفال «متحف سرسق» في بيروت، بعودته إلى جمهوره ومحبيه، له طعم آخر هذه المرة. إذ أصرّت إدارة المتحف، على ألا تفتح أبوابها بعد الحرب المدمرة التي شنَّتها إسرائيل على لبنان، من دون أن يجتمع لهذه المناسبة عشاق الفن وأصدقاء المتحف، في ما يشبه تدشيناً جديداً لمؤسسة فنية، عاشت تقلبات الحروب، وعانت إغلاقاً وعودة لمرات عدة.
فإثر انفجار المرفأ عام 2020 تعرَّض المتحف لأضرار بالغة، فقد نسف العصف نوافذه الملونة الجميلة، وأصيب المبنى إضافة إلى تلف لوحات وتحف. واحتاج الأمر، إلى جهد كبير، وتبرعات وفيرة؛ كي يتم ترميم ما تأذّى. وكان «متحف سرسق» في أيار من العام الماضي، قد احتفى، بعودته إلى الحياة، بعد غياب ثلاث سنوات. لكن شاءت الظروف أن تعيش بيروت أخطاراً جديدة؛ لذا لجأ المتحف لإجراءات سريعة خشية أن يتعرض لنكسة أخرى، قبل أن ينسى تجربته المريرة السابقة. وباشتداد القصف الإسرائيلي على بيروت في تشرين الأول الماضي، ومع صعوبات التنقل للموظفين، قرر إغلاق أبوابه. وحفاظاً على الأعمال الفنية الثمينة تم توضيبها بعناية ووضعت في المستودعات..
وتقول مديرة «متحف سرسق» كارينا الحلو لـ«الشرق الأوسط»: «عاش فريق العمل، ضغطاً كبيراً. بعضهم لم يكن قادراً على الوصول إلى مكان عمله. لم نرد تعريضهم للخطر، كما أننا لا نزال تحت صدمة انفجار المرفأ، وما تسبب به من كوارث للمتحف. رغبنا في حماية المقتنيات؛ لأننا لم نكن نعلم إلى أين يمكن أن تتجه الأمور».
تم الافتتاح الجديد، بحضور حشد من المحبين، وعُرضت على واجهات المتحف بالأبعاد الثلاثية ثماني لوحات، من مجموعته الدائمة، لوحتان لإيتل عدنان، وثلاث لولي عرقتنجي، وأخرى لجوليانا سيرافيم، وشفيق عبود وسامي عسيران. ونظمت إدارة المتحف جولة للزوار على المعروضات التي عادت إلى مكانها..وترى الحلو أن الاحتفال الجامع بعودة العمل إلى المتحف، «هو بمثابة إعلان عن عودة الفن إلى أصحابه، وملاقاة الناس له. أردنا أن نؤكد على الصلة الوثيقة بين المتحف والمدينة، لهذا؛ نحن نعمل على تنظيم ورش عمل للأطفال في المدارس لتعريف تلامذتنا بالفن والفنانين اللبنانيين» وتضيف: «نحن حريصون أيضاً، من خلال هذا الاحتفال، أن نرفّه عن نفوس الناس، الذين مرّوا بظروف صعبة من خلال الفن والموسيقى». وتمكن الزوار خلال هذه الاحتفالية من زيارة ثلاثة معارض أعيدت إلى الصالات.
هناك معرض «أنا جاهل»، الذي يلقي الضوء على أهمية صالون الخريف الذي كان له دور رئيس في إطلاق الكثير من الأسماء الفنية والمواهب، والقيّمان عليه هما: ناتاشا كسبريان وزياد قبلاوي. والمعرض الثاني الذي شاهده الزوار هو «موجات الزمن»، القيّمة عليه مديرة المتحف كارينا الحلو. وهو عبارة عن إعادة تأريخ للمراحل التي مرّ بها المتحف من حين كان منزلاً أنيقاً لصاحبه محب الفن والجمال نقولا سرسق، وصولاً إلى ما حدث بعد انفجار المرفأ، مروراً بخطوات الترميم التي خضع لها ليعود لجمهوره. ويتضح للزائر من خلال هذا المعرض أن المتحف مرّ بإغلاقات قسرية عدة، غير تلك التي تعرض لها في السنوات الأخيرة، كان أولها بين عامي 1952 و1961، أي أنه دام تسع سنوات، إثر معركة قانونية لتحويل دارة إبراهيم نقولا سرسق إلى متحف للعموم.
المعرض الثالث «رؤى بيروت»، وهو مجموعة من الصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة لمدينة بيروت تعكس التحولات التي عاشتها المدينة، والأحداث الجسام التي تعرضت لها، وتعود الصور إلى «مجموعة فؤاد درباس». ومن خلال فيديو يضم ما يقارب 20 ألف صورة، بطريقة رقمية، نذهب إلى ما يشبه جولة افتراضية على المباني التراثية الجميلة التي نسفها انفجار المرفأ، وقد أعيد تصورها مع الأحياء المحيطة، وكأنها خرجت من كل أزماتها وذهبت إلى المستقبل.
جدير بالذكر أن «متحف سرسق» في جعبته مجموعة فنية ثمينة، مكونة من 1600 عمل فني، ولوحات لما يقارب 150 فناناً لبنانياً يمثلون مراحل ومدارس مختلفة، وفي حوزته أيضاً 12 ألف مادة مؤرشفة، و30 ألف صورة تعود لفؤاد درباس. وكذلك مئات الأعمال المستعارة، أو التي تم التبرع بها، وبعض آخر يوجد بسبب التبادل مع متاحف أخرى.
يعود بناء «متحف سرسق» أو ما يعرف بـ«قصر سرسق» إلى عام 1912. وقد أوصى صاحبه، الرجل المحب للفن نقولا سرسق، قبل وفاته، بأن يُوهب قصره لبلدية بيروت، وأن يقام فيه متحف يشرف عليه رئيس البلدية، وتديره نخبة بيروتية. لكن القصر تحول مكاناً لاستضافة الملوك والرؤساء، قبل أن يُحوّل بالفعل متحفاً عام 1961.