في اليوم الأول.. ثلاث أمسيات تثري فعاليات ملتقى الشعر الخليجي 2024
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
البلاد – الطائف
نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ثلاث أمسيات شعرية في اليوم الأول لملتقى الشعر الخليجي 2024، بمشاركة عدد من الشعراء الذين أثروا الأمسيات بإبداعاتهم، وقدموا نصوصاً إبداعية عكست مدى تطور الأدب العربي.
وبرع الشعراء في تقديم قصائد جمعت بين سلاسة العبارة وعمق المعنى، مؤكدة مكانة ودور الشعر في الثقافة الوطنية الخليجية، كما أفرزت أصواتاً شعرية مبدعة.
انطلقت الأمسية الأولى وسط تفاعل جماهيري مع الشعراء الذين تنوعت قصائدهم بين الكلاسيكي والمعاصر، حيث أطلت الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري، بقصائد متنوعة ناقشت الحب والفقد، ثم ألقى الشاعر الكويتي محمد المغربي قصائد عدة، بدأها بقصيدة للراحل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله- تحيةٌ له ثم أتبعها بقصيدته (أغنية). فيما قرأ الشاعر السعودي جاسم الصحيح، قصيدة (الأرض أجمل في الأغاني) وأردفها بنص (احتفاليّة الحب والحياة).
وشهدت الأمسية الثانية قراءات شعرية فصيحة تلاها على مسامع الحضور الشاعر القطري عبدالحميد اليوسف، مقدماً أجمل قصائده من بينها قصيدة (شهقتك الأخيرة)، ثم ألقت الشاعرة العمانية الشيماء العلوي عدد من القصائد في مقدمتها قصيدة (حواس). واختتمت الأمسية بمشاركة فاعلة للشاعرة السعودية تهاني الصبيح ملقية قصيدة (من جانب الطور)، ثم قصيدة ارتبطت بمدينة الطائف وأحبها أهلها (لما حوتني الطائفُ)، وقد تفاعل الحضور مع الشعراء المشاركين في الأمسية، حيث أبدى عدد منهم إعجابه بما قدم من نصوص.
وشارك في الأمسية الثالثة الشاعر السعودي عبداللطيف بن يوسف بعدد من النصوص التي نالت استحسان الحضور، كما قدم الشاعر البحريني فواز نصوص إبداعية بدئها بقصيدته (أجمل المقاهي) وختمها بقصيدة (اللقاء المدهش).
يذكر أن هذه الأمسيات تأتي ضمن سلسة أمسيات شعرية يستضيفها ملتقى الشعر الخليجي في دورته الثالثة عشر بهدف تعزيز التواصل الثقافي وتعزيز قيم الشعر، وتأكيد أهمية اللغة العربية الفصحى في المنطقة، وتعميق الشعور بمكانة ودور الشعر في الثقافة الوطنية الخليجية، وفرز الأصوات الشعرية الخليجية المميزة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مجلس التعاون لدول الخليج العربية هيئة الأدب والنشر والترجمة
إقرأ أيضاً:
الشاعر المغربي مراد القادري من معرض الكتاب: نحن مدينون لمصر ثقافيًا
شهدت قاعة ديوان الشعر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 لقاءً شعريًا مميزًا مع الشاعر المغربي الكبير د. مراد القادري، أدارها الشاعر د. مسعود شومان، وسط حضور لافت من محبي الشعر والثقافة.
استهل د. مسعود شومان الندوة بالإشارة إلى أنها ستتناول موضوعات متعددة حول اللغة، والمدارس الشعرية، والاستلهامات الأدبية، مؤكدًا أن ضيف اللقاء شاعر وناشط ثقافي مغربي بارز، حاصل على الدكتوراه في الأدب المغربي الحديث، وترجمت أعماله إلى عدة لغات عالمية، منها الإسبانية والفرنسية.
كما أوضح شومان أن مصطلح “الزجل” في المغرب يُطلق على من يكتب الشعر بالعامية المغربية، وهو ما يثير جدلًا اصطلاحيًا حول ما إذا كان شعر العامية شعرًا قائمًا بذاته، أم زجلًا، أم شعرًا شعبيًا، مما يطرح تساؤلات حول مكانته مقارنة بشعر الفصحى.
من جانبه، أعرب د. مراد القادري عن سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، موجهًا شكره إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وإلى الشاعر مسعود شومان، كما حيّا الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد والحضور الكريم.
وأشار القادري إلى أن العقد الأخير شهد تغيرًا في نظرة شعراء العامية إلى مصطلح “الزجل”، حيث أصبحوا يرفضون هذا اللقب ويصرون على إصدار أعمالهم تحت مسمى “شعر”، مؤكدًا أن الأهم هو الجوهر الفني للنصوص، وليس المسميات الجانبية.
وأضاف: “تعلمنا من فؤاد حداد، وصلاح جاهين، وعبد الرحمن الأبنودي، ومن شعراء الأغنية الذين أثرت أعمالهم في الدراما، وكان المحافظون في الماضي يعارضون العامية، باعتبارها لغة تختلف عن الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم، ولهذا أطلقوا على شعر العامية اسم الزجل، لكننا نتمسك بلقب شعراء وليس زجالين".
وخلال حديثه، أكد القادري أن مصر لعبت دورًا مهمًا في حركة الشعر العامي المغربي، قائلًا: “نحن مدينون لمصر، فأول أطروحة أكاديمية تناولت الشعر العامي المغربي خرجت من هنا، حيث قدمها عميد الأدب المغربي د. عباس الجراري في رسالة علمية بجامعة عين شمس. كما أن أحد أبرز شعراء العامية المغربية، حسن المفتي، عاش في مصر، مما يعكس الارتباط الوثيق بمصر ثقافيًا وأدبيًا".
تطرق القادري إلى الإشكالات النقدية التي تواجه شعر العامية، مشيرًا إلى أن هناك تفاوتًا في مفهوم الكتابة بين الشعراء، حيث يركز البعض على التأثير المباشر في المتلقي، بينما يرى آخرون ضرورة الارتكاز على دراسة معمقة للحرفة الشعرية، وهو ما حاول الحفاظ عليه في أعماله.
وعن تطور اللغة في الشعر، أوضح القادري أن جيله، جيل السبعينيات، لاحظ اختلافًا واضحًا في اللهجة العامية التي يستخدمها الجيل الجديد في الكتابة، حيث أصبحت أكثر ارتباطًا بالرؤى الثقافية والفكرية، في حين أن لغة جيله كانت تحمل طابعًا وجدانيًا يعبر عن النضال السياسي والاجتماعي.
وحول الجدل الدائر بشأن هوية فن المربعات، وما إذا كان ينتمي إلى الشاعر ابن عروس أم إلى الشاعر المغربي عبد الرحمن المجدوب، أكد القادري أن هذا الفن “ملك للإنسانية جمعاء، فالثقافة ليست حكرًا على أحد، بل هي مساحة رحبة تسع الجميع".
وفي ختام الندوة، أكد القادري أن شعر العامية في المغرب يمثل “قارة شعرية” قائمة بذاتها، حيث يضم تجارب متعددة، بعضها يستلهم الأساطير الشعبية بأسلوب جمالي، بينما يقع البعض الآخر في فخ الحشو دون تحقيق قيمة فنية حقيقية.