بصبر وإتقان.. فنان تركي يحول قشور البيض إلى تحف فنية
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
يعكف المتقاعد التركي رضا يامان على تحويل قشور البيض إلى أعمال فنية وتحف نادرة، بكل بصبر وإتقان.
انتقل يامان (64 عاما) من مدينة قونيا (وسط) إلى قضاء فتحية بولاية موغلا (غرب)، بعد تقاعده عن العمل بقطاع صناعة النسيج عام 2004.
يامان يعكف بصبر وإتقان على تحويل قشور البيض إلى أعمال فنية (الأناضول)وفي فتحية، بدأ العمل في فنون الحفر على قشور البيض والخط العربي والنحت على الخشب، كما بدأ باستخدام تلك الفنون معا لتحويل قشور البيض إلى أعمال فنية.
وقبل عامين، حصل يامان على لقب "حامل التراث الثقافي غير المادي" من وزارة الثقافة والسياحة التركية، ليبدأ بعدها المشاركة في مهرجانات وفعاليات وطنية ودولية لتقديم أعماله الفنية ونقل خبراته في هذا الفن للأجيال القادمة.
يامان عرض أعماله في مهرجان بمدينة صامسون التركية في جناح خاص (الأناضول) الفن الهشوشارك يامان في مهرجان بمدينة صامسون التركية (شمال) حيث عرض أعماله في جناح خاص تحت اسم "أكثر أشكال الفن هشاشة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فنان تركي يصنع تماثيل من العلكة.. فما هدفه؟list 2 of 2على طريق "صفر نفايات" بتركيا.. مخلفات تتحول لإكسسوارات وأثاث وموسيقىend of listويقوم هذا الفن على تفريغ البيض من محتواه الداخلي عبر فتحة صغيرة في القشرة باستخدام حقنة، ثم تنظيف الغشاء الداخلي وتركه ليجف، لتصبح قشور البيض جاهزة للرسم والتشكيل الفني.
يامان: هذا الفن يقوم على تفريغ البيض من محتواه الداخلي عبر فتحة صغيرة في القشرة (الأناضول) صبر وإتقانوقال يامان إنه يستخدم عادة في أعماله الفنية بيض الإوز، ولكنه يعمل أيضا على بيض الدجاج والبط والسمّان.
وأوضح يامان أن "هناك 10 حرفيين في تركيا يعملون في هذا الفن".
وأضاف "كل فنان يدرب تلاميذه في ورشته، ونبذل قصارى جهدنا لزيادة عدد الطلاب".
يامان (يسار) يدرب تلاميذه في ورشته (الأناضول)وأوضح أن "العمل في هذا الفن يتطلب درجات عالية من الصبر والدقة والإتقان".
وأردف "لا يمكن للفنان أن يستنسخ عملا آخر، حتى لو كان عمله هو، وهذا يعني أن كل عمل هو تحفة فنية فريدة ومميزة".
يامان بدأ العمل في فنون الحفر على قشور البيض والخط العربي والنحت على الخشب (الأناضول)وتابع "أقول لتلاميذي في أول درس، إن حفر قشور البيض يتطلب صبرا وإتقانا ورفقا أيضا. يجب التعامل مع قشور البيض كما يتعامل المرء مع قلب من يحب".
وزاد "يجب ألا يكسر الفنان القشرة، وأن يحرص عليها كما يحرص على قلب من يحب، فالعمل بهذه الفلسفة يمهد الطريق للنجاح".
يامان: يجب ألا يكسر الفنان القشرة وأن يحرص عليها كما يحرص على قلب من يحب (الأناضول) فنون أخرىوأشار يامان إلى أن فن حفر قشور البيض يحظى بشعبية كبيرة وتقدير في العالم.
وقال "نتواصل مع فنانين آخرين في أنحاء العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعرض كل فنان عمله على صفحته".
وتابع "أقوم بصناعة أعمال فنية من خلال النحت على الخشب باستخدام منشار دقيق، وأعتقد أني الفنان الوحيد في العالم الذي يجمع بين هذين الفنين".
يامان يشارك في مهرجانات وطنية ودولية لتقديم أعماله الفنية ونقل خبراته للأجيال القادمة (الأناضول)وقال يامان إنه يمارس أيضا فن الخط العربي المنتشر بكثرة في العالم الإسلامي، ويعمل على التعريف به في جميع أنحاء العالم.
وأضاف "عملت في العديد من الفنون لكنني وجدت ضالّتي في فن حفر قشور البيض".
رضا يامان يمارس أيضا فن الخط العربي ويسعى للتعريف به في جميع أنحاء العالم (الأناضول) السلام والطمأنينةوأوضح أن حفر قشور البيض يمنحه الشعور بالسلام وأثر في حياته تأثيرا إيجابيا، كونه يعبر عن "الخصوبة والوفرة والسلام".
كذلك أشار يامان إلى أنه لا يستخدم أي مواد كيميائية في فن حفر قشور البيض.
وقال "نأخذ البيضة في حالتها الخام، وننظفها من الداخل ثم نبدأ بالعمل على الزخارف المطلوبة، والحفر والنحت. لا نستخدم أي مواد كيميائية إضافية".
زوجة يامان: بدأ زوجي العمل كهواية لكن أعماله سرعان ما حصدت إعجابا كبيرا في تركيا (الأناضول)من جهتها، قالت زوجة يامان، سربيل يامان، إن زوجها بدأ بعد التقاعد عن العمل بالانشغال بفن حفر قشور البيض.
وأضافت "بدأ زوجي العمل في هذا المجال كهواية، لكن أعماله الفنية سرعان ما حصدت إعجابا كبيرا في تركيا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بيئي أعماله الفنیة أعمال فنیة هذا الفن العمل فی فی هذا
إقرأ أيضاً:
سليمان جميل.. الموسيقار الذي جمع بين الأصالة والابتكار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ولد الموسيقار سليمان جميل في 24 ديسمبر 1924، وكان منذ طفولته مولعًا بالموسيقى. درس الموسيقى العربية والأوروبية الكلاسيكية، مما شكل خلفيته الفنية المتنوعة.
بعد تخرجه من كلية الحقوق عام 1946، قرر أن يتابع شغفه بالموسيقى، فسافر إلى باريس عام 1950 ليدرس التأليف الموسيقي في Ecole Normale de Musique، حيث أثقل معرفته بالتقنيات الغربية للموسيقى.
عودة إلى مصر: إبداع مستمر في السينما والمسرح
بعد عودته إلى مصر، بدأ سليمان جميل بتأليف الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام السينمائية والمسرحية. لاقت أعماله إعجابًا كبيرًا في المهرجانات المصرية والدولية، حيث فاز بعدة جوائز مرموقة. من أبرز إنجازاته كان تأليفه لموسيقى فيلم "الحرام" (1965)، الذي استخدم فيه الآلات الشعبية المصرية، مما أكسبه جائزة مهرجان كان السينمائي في فرنسا.
بحث موسيقي في التراث المصري: اكتشاف الجذور الفرعونية
سليمان جميل لم يقتصر على التأليف الموسيقي التقليدي، بل اهتم أيضًا بالبحث في الموسيقى الفرعونية والموسيقى الشعبية المصرية.
كانت أبحاثه تهدف إلى استكشاف أصالة الموسيقى المصرية واستخدامها في أعماله.، ما ألهمه لتأليف عمل أوبرالي بعنوان "أوبرا الأرض العالية"، الذي لاقى إعجابًا كبيرًا في الساحة الفنية، ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تكريمًا لإنجازاته الفنية.
أعماله الدولية: من التكريم إلى الإشادة العالمية
حاز سليمان جميل على جوائز وتكريمات عالمية من أبرزها وسام L’ordre de Chevalier من ملك بلجيكا تقديرًا لعمله في مكتب الإعلام المصري في بروكسل، وكذلك تكريمًا لمؤلفه الموسيقي "تحية مصرية للشعب البلجيكي". كما نشر أعماله الموسيقية في العالم، والتي تأثرت بشكل واضح بالفن المصري القديم والجذور الفرعونية.
دوره الأكاديمي: نقل المعرفة للأجيال الجديدة
كان للموسيقار سليمان جميل دور هام في التعليم الفني، حيث عمل أستاذًا في أكاديمية الفنون بقسم السينما والمسرح، وكذلك في معهد الفنون الشعبية.
وأسس قسمًا للموسيقى الشعبية وأقام أول فرقة موسيقية تضم فنانين شعبيين من مختلف القرى المصرية، ليعزز من فهمهم لموسيقى بلدهم التقليدية.
إسهاماته الإعلامية: التثقيف الموسيقي في إذاعة "ألحان من الشرق والغرب"
منذ منتصف الخمسينات، بدأ سليمان جميل بتقديم برنامج أسبوعي في الإذاعة بعنوان "ألحان من الشرق والغرب"، الذي استعرض فيه التراث الموسيقي العربي بالإضافة إلى المؤلفات الموسيقية الأوروبية الكلاسيكية.
كان البرنامج بمثابة جسر ثقافي لتعريف المستمعين بفنون العالم الموسيقية.
حياة شخصية غنية: العلاقة بالفن والزوجة عزيزة الفرماوي
تزوج الموسيقار سليمان جميل من الفنانة عزيزة الفرماوي، مصممة الأزياء والفنانة التشكيلية، عام 1949. وقد جمعهما حب مشترك للفنون المصرية الفرعونية والشعبية، مما أثرى أعمالهما الفنية بشكل كبير.
النتاج الموسيقي العالمي: من الإسطوانات إلى نشر الثقافة المصرية
أنجز سليمان جميل عدة إسطوانات موسيقية شهيرة تُعرض أعماله الموسيقية في أنحاء العالم. من بين هذه الإسطوانات، "The Egyptian Music" و"Ankh" و"A Map of Egypt before the Sands" و"L’art du Kanoun Egyptien"، التي تعكس التراث المصري الأصيل وتبرز موسيقاه المستوحاة من الحضارة الفرعونية.
إرثه الفني: تأثير لا يُنسى في الثقافة المصرية والعالمية
ظل سليمان جميل رمزًا للفن المصري الأصيل طوال حياته. كان ناقدًا فنيًا لجريدة الأهرام بين عامي 1959 و1985، وعضوًا في المجلس الأعلى للثقافة. أسهمت أعماله في نشر الثقافة الموسيقية وتوثيق الفن المصري العريق. كما تُنشر أعماله الموسيقية في جميع أنحاء العالم، معبرة عن العمق الثقافي والحضاري لمصر.
ترك سليمان جميل إرثًا كبيرًا في عالم الموسيقى، حيث دمج بين الإبداع والتقاليد ليخلق فنًا أصيلًا يتناغم مع العصر. تبقى أعماله شاهدًا على إبداعه المستمر واهتمامه بتوثيق التراث المصري، ليظل أحد أبرز الموسيقيين في تاريخ مصر والعالم العربي.