يمانيون/ تقارير واصلت وسائلُ الإعلام الأمريكية والبريطانية التعبيرَ بوضوح عن تعاظُمِ المخاوفِ داخلَ الدولتَينِ من تطور قدرات وتكتيكات القوات المسلحة اليمنية في المعركة البحرية وتأثيرات العمليات المساندة لغزةَ على المستويَّين العسكري والاقتصادي.

و نقلت تقاريرُ جديدةٌ تصريحاتٍ لخبراءَ عسكريين ورؤساء شركات تؤكّـدُ أن اليمن أثبت قدرتَه على فرض واقع جديد على البحر لا يستطيع التحالفُ الأمريكي وشركاؤه الأُورُوبيون تغييره.

ونشرت موقعُ “سيتريد ماريتايم نيوز” البريطاني المتخصِّصُ بالشؤون البحرية، قبلَ يومَين تقريرًا، أكّـد فيه أن تكتيكاتِ القوات المسلحة اليمنية في البحر “تأخذ منعطفًا جديدًا وخطيرًا” مُشيراً إلى أنه “بالرغم من استمرارِ قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بهجماته على اليمن منذ أشهر، فَــإنَّ التهديدَ اليمني يتزايد بدلًا عن أن يتضاءل، حَيثُ تتطور الهجمات وتتسع منطقة العمليات اليمنية”.

واعتبر التقرير أن “الأمرَ الأكثر إثارة للقلق في حرب الاستنزاف هذه هو التطور الأخير للتكتيكات اليمنية بدخول القوارب المسيرة”، مُشيراً إلى أنه “يصعُبُ اكتشافُ” هذه القوارب التي “يمكن استخدامها أَيْـضاً لجمع المعلومات ومراقبة العدو”.

وقال: إن “القوارب السطحية غير المأهولة تعتبر رخيصة البناء، وسريعة، ويمكنها استهداف الأقسام الضعيفة من السفينة، ويمكنها حمل حمولة أسلحة أكبر من الصواريخ أَو القوارب المأهولة”.

ونقل التقرير عن شركة “دراياد غلوبال” للأمن البحري، قولها إنه “على الرغم من الأسلحة المتطورة التي يمتلكها التحالف فَــإنَّ الضربات التي يشنها على اليمن كانت غير فعالة إلى حَــدٍّ كبير”، مشيرة إلى أن اليمنَ “طوَّر بنيةً تحتية قوية لتصنيع الأسلحة داخل البلاد”.

وأضافت الشركة أن القواتِ المسلحة اليمنية “توسّعُ وتحسِّنُ استخدامَها للقوارب غير المأهولة بعد النجاح في إغراق السفينة (توتور)”، مشيرة إلى أن “التصميم الأَسَاسي للسفن ذاتية القيادة يحمل ميزة تتمثل في أن السفن لا تعتمد على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ويمكن استخدامُها لشن هجمات دون تعريض حياة المقاتلين اليمنيين للخطر”.

وأكّـدت أن السفنَ المستهدفة لا تمتلك أية وسائل للدفاع ضد مثل هذه الهجمات.

هذا أَيْـضاً ما أكّـده تقرير آخر نشرته وكالة “رويترز” نهاية الأسبوع الماضي وجاء فيه أن السفنَ المستهدفة “لا تملك وسائل دفاع كافيةً ضد هذا التحول المعقَّد في التكتيكات اليمنية”.

ونقلت رويترز عن ديميتريس مانياتيس، الرئيس التنفيذي لشركة (ماريتيم ريسك ماريسكس) لإدارة المخاطر قوله: “تمثل هذه الزوارقُ السطحية المحملَّة بالمتفجرات تحولاً متطوراً في تكتيكات الحرب غير المتكافئة؛ مما يمكّن الحوثيين من الضرب بدقة وعن بُعد، وبالتالي تقليل تعرّضهم للهجمات المضادة”.

كما نقلت رويترز عن مونرو أندرسون، رئيسِ العمليات في شركة (فيسيل بروتيكت) المتخصصة في التأمين على مخاطر الحرب البحرية، وهي جزء من شركة (بين أندررايتينج) البريطانية للتأمين، قوله: إن “السفنَ الحربيةَ غيرَ المأهولة تضربُ السفن عند خط الماء، وهذا، بالإضافة إلى حجم الرأس الحربي الكبير، لديه القدرة على إحداث تسرب كميات كبيرة من المياه إلى السفن، ومشاكل السيطرة على الأضرار”.

وأشَارَ التقرير إلى أنه “في تكتيك ناشئ آخر، تم تسجيل بعض السفن الحربية ذاتية القيادة على أنها قد تحملُ دُمَىً، وهو تكتيك نفسي يهدفُ إلى إرباك البحارة، حسبما قال مسؤول في شركة الأمن البحري اليونانية ديابلوس”.

وذكر تقرير رويترز أن أسعارَ التأمين على السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني وأمريكا وبريطانيا تواصل الارتفاع؛ بسَببِ تصاعد العمليات اليمنية وتزايد شدّتها، حَيثُ نقل التقرير عن مصادر في قطاع التأمين البحري أن “إن أقساط مخاطر الحرب الإضافية، التي تدفع عندما تبحر السفن عبر البحر الأحمر، وصلت إلى 0.7 % من قيمة السفينة في الأيّام الأخيرة” مُشيراً إلى أن “أسعار التأمين على هذا العبور كانت قد وصلت إلى نحو 1 % من قيمة السفينة في وقت سابق من هذا العام”.

وَأَضَـافَ التقرير أن “هذا الارتفاع يضيفُ مئات الآلاف من الدولارات من التكاليف الإضافية” متوقعًا أن “التهديدات الأخيرة قد تدفع أسعار التأمين إلى الارتفاع في الأسابيع المقبلة”.

وأوضح التقرير أن ارتفاعَ أسعار التأمين لا يشمل جميعَ السفن التي تعبر البحر الأحمر، حَيثُ أكّـدت مصادر رويترز أن “أسعار تأمين السفن الصينية، التي يُنظر إليها على أنها لا ترتبط بأي حال من الأحوال بـ “إسرائيل” أَو الولايات المتحدة المستهدفة، ظلت عند حوالي 0.2 % إلى 0.3 %”.

وكان الرئيسُ التنفيذي لشركة “ميرسك” العملاقة للشحن البحري والتي لها ارتباطاتٌ كبيرة بالعدوّ الصهيوني وأمريكا، قد أقر قبل أَيَّـام بفشل التحالف الأمريكي البريطاني في مهمة الحد من العمليات اليمنية، حَيثُ قال: إن “دعوة الحكومات لتعزيز حضورها في البحر الأحمر أثبتت فشلها” مؤكّـداً أن سفنَ الشركة لن تعودَ للعبور من منطقة الهجمات اليمنية، وأن أسعارَ الشحن ستواصلُ الارتفاعَ إذَا استمر الوضعُ كما هو عليه.

# القوات المسلحة اليمنية#البحر العربي#التحالف الأمريكي#العدو الأمريكي#العمليات العسكرية اليمنيةً#اليمنالبحر الأحمر

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العملیات الیمنیة المسلحة الیمنیة البحر الأحمر إلى أن

إقرأ أيضاً:

إجبار 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، بتكاليف إضافية كبيرة

 

 

الجعدبي: أمريكا تعول على دور الموانئ السعودية والإماراتية في كسر الحصار على الكيان الصهيوني معهد واشنطن: الحظر اليمني يعيق قدرة الجيش الأمريكي على الانتشار السريع من المحيط الهندي إلى الهادئ شركتا “تروك نت” و “بيور ترانس” الإسرائيلية الإماراتية اهم المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي لتفادي الحصار اليمني التأثير اليمني يعطل حركة الإمدادات العسكرية للجيش الأمريكي نفسه

أكد خبراء اقتصاد أن شركات السلاح الأمريكية تأثرت بالفعل، وبشكل مباشر من تداعيات اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات القوات المسلحة اليمنية، وإعلان صنعاء عن فرض عقوبات على 15 شركة أسلحة أمريكية داعمة لإسرائيل في ارتكاب جرائم الإرهاب والإبادة ضد المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء الفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي ساهم في الزيادات الكبيرة في أسعار الشحن والتي وصلت إلى ثلاثة أضعاف، مع التأخيرات الكبيرة في وصول الشحنات والتي بلغت في بعض الحالات إلى قرابة شهر.
وأكد الخبراء أن اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر، والتي اعترف البيت الأبيض بأنها أجبرت 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها حول رأس الرجاء الصالح، تسبب بتكاليف إضافية كبيرة، مع تأخيرات طويلة للبضائع، وإذا كان هذا التأثير يعطل حركة الإمدادات العسكرية للجيش الأمريكي نفسه، وفقاً لتقرير جديد صادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن سلسلة توريد قطاع الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة لن تكون خارج نطاق هذا التأثير، حيث تكامل تأثير الحرب التجارية والاضطراب المستمر لسلسلة التوريد الأمريكي بسبب عسكرة البحر الأحمر والعربي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية دعماً للكيان الصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني.

الثورة  / أحمد المالكي

معهد واشنطن للدراسات في تقرير جديد له قال: إنه لا يمكن حماية كل شحنة بمرافقة مسلحة، وحتى السفن المصحوبة بحماية تتعرض لهجوم يمني أحيانًا في البحر الأحمر، وأن الطرق البديلة مثل رأس الرجاء الصالح تُكلّف أمريكا مليون دولار إضافي لكل شحنة، وتأخر الإمدادات العسكرية بسبب الحظر اليمني يعيق قدرة الجيش الأمريكي على الانتشار السريع من المحيط الهندي إلى الهادئ.
وأكد معهد واشنطن للدراسات: أن استهداف اليمن للملاحة العسكرية يُجبر واشنطن على إعادة التفكير في استراتيجيات الانتشار السريع، حيث أصبحت خيارات النقل العسكري الأمريكي مُكلفة أو مُعرضة للخطر بسبب العمليات اليمنية، في حين يعتبر النقل الجوي بديل مُكلف ومحدود ولا يغني عن النقل البحري المُهدد بهجمات من اليمن.
وكشف المعهد في تقريره: أن شركتي “تروك نت الإسرائيلية” و”بيور ترانس” الإماراتية، تعتبران كناقل بري بين الإمارات و”إسرائيل” بقدرة استيعاب 350 شحنة يوميا.
وأن الشركتبن تعدان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي، ولفت إلى أن شبكة نقل تابعة للدفاع الأمريكية تقترح إنشاء 300 مركز لوجيستي لتنويع خيارات الشحن ومنها الرسو في ميناء جدة.
حالة ارباك
. الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي أكد في تصريح ل “الثورة” أن العدو الأمريكي والصهيوني، يعيشان حالة من الإرباك إزاء القرارات والخيارات العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية التي اتخذتها القيادة في اليمن ضد قوى الطغيان والإجرام الصهيوني الأمريكي إسناداً لإخواننا المظلومين في غزة وفلسطين، مشيراً إلى أن لولايات المتحدة وحلفائها، تعتبر زيادة وقت العبور حول أفريقيا خيار غير عملي في السيناريوهات التي تتطلب نقلًا سريعًا وآمنًا للموارد العسكرية عبر مسارح عملياتية شاسعة، كون الطبيعة العالمية لتنافس القوى العظمى تتطلب من البنتاغون نقل أصوله بين مسارح العمليات في أوروبا والوسطى ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ حتى في الظروف العادية، وسيكون استخدام باب المندب إلزاميًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك وفق ما يقول الأمريكان.
كما أوضح الجعدبي أن أمريكا تعول على الدور الذي تلعبه الموانئ السعودية والإماراتية في كسر الحصار اليمني على الكيان الصهيوني وتزويدهم بالحاويات والنفط، وأنه في ظل أزمة البحر الأحمر، هناك شركات سعودية تطلق خدمة الشحن الشمالي.
تهديد القدرات
وفي تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أشار المقدم جيمس شيبارد (القوات الجوية الأمريكية) وهو زميل عسكري في معهد واشنطن للفترة 2024 – 2025م، ومسؤول تنفيذي أول سابق لمدير أركان القوات الجوية في البنتاغون، وفي تحليل له أورده المعهد في التقرير إلى أن تعطيل ما وصفها ” بالقوات اليمنية المدعومة من إيران” لحركة الشحن في البحر الأحمر يهدد قدرة الولايات المتحدة على نشر قواتها وتزويدها بالإمدادات بسرعة في الشرق الأوسط وخارجه، ولكن مزيجًا من الحلول اللوجستية والتدابير العسكرية والجهود الدبلوماسية قد يكون الحل.
وأورد التقرير بعض الأمثلة على سبيل المثال: إذا سلكت شحنة نفط من بحر العرب إلى روتردام طريق رأس الرجاء الصالح البديل، فستحتاج إلى ما يُقدر بخمسة عشر يومًا إضافيًا وما يصل إلى مليون دولار من الوقود الإضافي، لذا يُتوقع أن تعاني الشحنات اللوجستية في الاتجاه المعاكس من تأخيرات مماثلة، وحتى لو كانت شركات النقل التجارية مستعدة للمخاطرة بتجنب هذا التأخير بالعبور عبر البحر الأحمر، فإن تأمين مخاطر الحرب قد يرفع التكاليف بنحو 1 % من قيمة هيكل السفينة.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فإن زيادة وقت العبور حول أفريقيا بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها سيجعل هذا الخيار غير عملي في السيناريوهات التي تتطلب نقلًا سريعًا وآمنًا للموارد العسكرية عبر مسارح عملياتية شاسعة، فالطبيعة العالمية لتنافس القوى العظمى تتطلب من البنتاغون نقل أصوله بين مسارح العمليات في أوروبا والوسطى ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ حتى في الظروف العادية، وسيكون استخدام باب المندب إلزاميًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
بديل بري
وبحسب التقرير فإن استخدام مجموعة متنوعة من طرق النقل، بالإضافة إلى باب المندب، قد يُسهم في تخفيف خطر “الحوثيين”، وتقترح شبكة عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية إنشاء 300 مركز لوجستي – مطارات وموانئ بحرية ومراكز برية – عبر شبه الجزيرة العربية لتنويع خيارات الشحن. على سبيل المثال، يُمكن لبعض السفن تجاوز المضيق والرسو في جدة؛ ومن ثم يُمكن نقل حمولتها جوًا أو برًا، وكما ذُكر سابقًا، تقع جدة ضمن نطاق نيران ” الحوثيين” وفقا للتقرير، لكن إدخال هذه الطرق البديلة وغيرها من الطرق سيُسبب معضلات استهداف للجماعة، ويُتيح مرونة أكبر في عملية صنع القرار الأمريكية، بهدف تعزيز السلامة العامة والمرونة.
وأشار التقرير إلى انه تم اختبار نظام النقل العابر للحدود (TAN) ولكنه لم يعمل بكامل طاقته، والخيار الآخر وفق التقرير هو الممر البري بين الإمارات وإسرائيل، وهو طريق تجاري يمتد من ميناء حيفا الإسرائيلي عبر الأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، ليصل إلى الخليج العربي متجنباً البحر الأحمر تمامًا. حيث تعمل شركتا نقل بالفعل على طول هذا الطريق، وهما شركة “تروك نت” الإسرائيلية وشركة “بيور ترانس” الإماراتية، وقد تكونان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي. الممر مجهز حاليًا لاستيعاب ما يصل إلى 350 شاحنة يوميًا، وهو ما ينافس أو حتى يتجاوز شبكة “تان” العاملة بكامل طاقتها.

مقالات مشابهة

  • إجبار 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، بتكاليف إضافية كبيرة
  • مسؤول أمريكي: طائرة إف 18 سقطت أثناء مناورتها لتفادي النيران اليمنية
  • تصاعد العمليات اليمنية يحطم هيبة البنتاغون ويفضح هشاشة العدوّ الصهيوني
  • حزب الوعي ردًّا على ترامب: لن تمر فوق مياه مصر إلا السفن التي تحترم القانون
  • تطور غير مسبوق.. غارات أمريكية تستهدف سفينة إسرائيلية محتجزة في اليمن
  • عدوان أمريكي عنيف يستهدف العاصمة اليمنية صنعاء وصعدة
  • عدوان أمريكي عنيف يستهدف العاصمة اليمنية صنعاء وصعدة (شاهد)
  • بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية
  • الحوثيون: نفذنا عمليتين بمسيرتين على هدفين في تل أبيب وعسقلان بإسرائيل
  • تداول 69 ألف طن بضائع و842 شاحنة بموانئ البحر الأحمر