قد يتساءل العديد من الآباء والأمهات عما إذا كانت سلوكيات مثل مص الإصبع أو ضرب الطفل رأسه في الأرض تُعتبر طبيعية وشائعة بين الصغار. فإذا كان طفلك يقوم بهذه السلوكيات أو غيرها، فقد تشعر بمشاعر القلق وأحيانًا الاشمئزاز أو الإحراج.

ولكن لا داعي للقلق فهذه السلوكيات وغيرها تعتبر طبيعية وشائعة بين الأطفال بين عمر عام إلى 3 أعوام، وترتبط بالنمو العقلي للطفل، ولذلك تقل تدريجيا مع الوقت، وقد تعتبر هذه السلوكيات مثيرة للقلق إذا استمرت بعد هذه المرحلة العمرية، وينصح باستشارة أخصائي نفسي حول سلوك الطفل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تواجه غضب طفلك وتعلمه السيطرة على مشاعره؟list 2 of 2كيف يتعامل الوالدان مع كذب الأطفال؟end of list

وتعد معرفة هذه السلوكيات والأسباب المحتملة لها، وكيفية التعامل معها، خطوة هامة في تهدئة مشاعر القلق والخجل لدى الوالدين.

ضرب الرأس

إذا كان صغيرك يلجأ لضرب رأسه في الأرض أو الحائط عند شعوره بالغضب أو النعاس أو الإرهاق، فقد يثير ذلك السلوك شعورك بالقلق على سلامة الطفل، لكنه سلوك طبيعي وشائع بين الأطفال ولا داعي للقلق ما لم يؤذ نفسه.

وتفسر هيذر فيتنبرغ، الحاصلة على الدكتوراة في علم النفس، لموقع "ذا بامب" السبب وراء ضرب الأطفال رؤوسهم بأن الحركة الإيقاعية والمتكررة تساعد على تهدئة الجهاز العصبي عندما يكون في حالة استثارة عالية، مثل التأرجح أو ركوب السيارة، وضرب الرأس أيضا يمكن أن يكون مهدئا للطفل.

ونصحت بتجنب التعليق على هذا السلوك حتى لا يكرره كلما احتاج إلى جذب الاهتمام، والأفضل هو تجاهل الطفل في هذه الحالة أو اقتراح نشاط بديل لإعادة توجيه السلوك.

اللعب التخيلي

تحدث الطفل مع نفسه أو أصدقائه الخياليين ولعبه معهم بصوت عال وإعطائهم أسماء وشخصيات يعتبر أمرا طبيعيا للغاية ولا داعي للقلق منه، حتى وإن كان يفضل ذلك رغم وجود أطفال آخرين معه.

ولا يعتبر اللعب الخيالي طبيعيا ومسليا للطفل فقط، لكنه أيضا يساعد في تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية والحركية للطفل، كما ذكرت طبيبة الأطفال الأميركية كانديس جونز لموقع "بيرينتس".

رغبة الصغار في خلع ملابسهم يمكن أن تكون بسبب رغبتهم في اكتشاف أجسادهم (غيتي) خلع الملابس

رغبة الأطفال في خلع ملابسهم والبقاء عاريين يمكن أن تكون بسبب رغبتهم في تعلم الاختلافات بين الجنسين واكتشاف أجسادهم، وفي هذه الحالة يجب أن يعلم الطفل أن هذا السلوك غير مقبول وإعادة توجيهه إلى السلوك الصحيح دون عقاب أو تعريضه للإحراج أمام الآخرين.

وأحيانا قد تكون بسبب انزعاجهم من ملابسهم، وتوضح كارا كيف، الحاصلة على الدكتوراة في علم النفس للأطفال والمراهقين لموقع "ذا بامب" أن "الحساسية الحسية شائعة بين الأطفال، فقد ينزعجون بسهولة من بعض الأصوات والأحاسيس الجسدية ودرجات الحرارة، ولذلك قد لا يتحملون القمصان الخشنة المثيرة للحكة أو السراويل الضيقة غير المريحة ويرغبون في التخلص منها".

وتنصح بالانتباه إلى أقمشة الملابس التي يفضلها الطفل، والسماح له باختيار ملابسه الخاصة، ويمكن أيضا تعليمه الأوقات والأماكن المناسبة ليكون عاريا إذا كان يفضل ذلك.

ورغم أن سلوك التعري يعتبر شائعا وطبيعيا بين الأطفال، فإنه يجب الانتباه لسلوك الطفل، وتذكر أستاذة علم النفس سوزان هانت لموقع "تودايز بارينت" أن "من العلامات التي تدق أجراس الإنذار إذا لاحظ الأهل وجود سلوك جنسي مع أطفال آخرين أو إذا كان سلوك التعري مستمرا، إذ يستجيب الأطفال عادة لإعادة توجيههم، ولكن إذا استمر السلوك غير الصحي، فقد يرفع ذلك راية حمراء، ويجب استشارة أحد المتخصصين".

وضع اليد داخل السروال

من السلوكيات الغريبة الشائعة بين الأطفال أيضا وضعهم لأيديهم على منطقتهم الخاصة أو داخل سراويلهم، وقد لا يتوقفون بسهولة عن هذا السلوك رغم محاولات الأم تشتيتهم أو معاقبتهم، مما قد يثير مشاعر الإحباط لديها والخجل أن يرى شخص ما طفلها يقوم بهذا السلوك الذي قد يبدو مسيئا.

ويرجع هذا السلوك ببساطة إلى فضول الأطفال ومحاولاتهم لاكتشاف أجسادهم، ونصحت جونز بتجاهل الطفل أو صرف انتباههم لشيء آخر، وتجنب إثارة ضجة كبيرة نحو هذا التصرف وفق موقع "بيرنتس".

مص الملابس حتى تصبح مبللة بشكل كبير من السلوكيات الطبيعية الشائعة (غيتي) مص الملابس

يقوم بعض الأطفال بمص الملابس حتى تصبح مبللة بشكل كبير، وهذا من السلوكيات الطبيعية الشائعة بين الصغار.

وأوضحت المعالجة النفسية مونال باتل لموقع "فيري ويل فاملي" أن التحفيز الفموي يلعب دورا مهما في نمو الطفل، ومنذ بداية حياته يستخدم المص لتلبية الاحتياجات الأساسية من الطعام والشراب، ولاحقا قد يلجأ لنفس السلوك لتهدئة نفسه، ويكون ذلك في شكل مص الإبهام أو مضغ ومص الملابس.

ويمكنك مساعدة طفلك عن طريق التعرف على الأشياء التي تثير هذا السلوك، فإذا كان طفلك يقوم بمضغ ملابسه عند الشعور بالجوع، فحاولي توفير الطعام له قبل الوصول لهذه المرحلة، وإذا كان بسبب نمو أسنانه فيمكن توفير بدائل آمنة وقابلة للمضغ، وإذا كان بسبب شعوره بالملل، فحاولي جذب انتباهه إلى لعبة أو شيء آخر يشتته عن مص ملابسه.

خلع الحفاض

لا يوجد شيء أكثر إثارة للاشمئزاز من هذا السلوك، عندما تجد طفلك قد خلع حفاضته وبدأ باللعب في فضلاته ولطخ جسده وسريره وملابسه، ولا يشعر بأن هناك شيئا غريبا، بل على العكس يكون مستمتعا بما يقوم به ويستكشفه.

وكما هو الحال مع أغلب السلوكيات الغريبة للأطفال، يرجع ذلك إلى فضولهم ومحاولتهم لاستكشاف أجسادهم ومحيطهم.

وذكرت جونز أن هذا التصرف قد يكون علامة إيجابية أن الطفل مستعد لبدء التدريب على خلع الحفاض واستخدام الحمام، ويمكن تعليمه الآن عما يخرج من جسده وأين يجب أن يذهب.

وإذا كرر الطفل خلع حفاضه واللعب بما كان بداخله، فيمكنك توفير لعب أخرى بديلة تتضمن بعض الفوضى المقبولة مثل اللعب بالصلصال والرمل أو بناء قلاع من الطين معا.

أغلب السلوكيات الغريبة للأطفال ترجع لفضولهم ومحاولتهم استكشاف أجسادهم ومحيطهم (شترستوك)  العبث بالأنف

ومن السلوكيات غير المقبولة أيضا وضع الطفل أصبعه داخل أنفه والعبث بها، وأحيانا يتطور الأمر إلى اللعب بما وجده داخل أنفه أو شمه أو تذوقه.

ويأتي هذا السلوك أيضا من حب الأطفال للاستكشاف، ولمساعدة صغيرك عن التوقف عن هذا التصرف يمكنك توجيهه لاستخدام المناديل وتذكيره كل مرة بأن يقوم بذلك.

وبجانب فضول الأطفال وحبهم للاستكشاف، هناك أسباب أخرى قد تكون وراء العبث بالأنف، ومنها معاناة الطفل من الحكة بسبب حساسية الأنف، أو انسداد أنفه أو أي ألم بهذه المنطقة، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب.

إن هذه السلوكيات وغيرها قد تبدو غريبة ومحرجة ولا تستطيع الأم البوح بأن طفلها يقوم بذلك، لكن لا داعي للقلق، وقد تساعدك المشاركة على معرفة أنك لست بمفردك وأن صغيرك طبيعي وسلوكه شائع بين من هم في مثل هذه المرحلة السنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه السلوکیات لا داعی للقلق من السلوکیات بین الأطفال هذا السلوک إذا کان

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل للأطفال وأسرهم لرفع الوعي بقضايا العنف ضد الأطفال

نظم المجلس القومي للطفولة والامومة ورشة عمل تحت عنوان "الانتماء وتعزيز الهوية الوطنية والتنمية البشرية ورفع الوعي بقضايا العنف ضد الأطفال"وذلك ضمن الانشطة التى ينفذها المجلس في إطار برنامج القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وتماشيا مع أهداف المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان". 

محافظ مطروح يستقبل رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة شيخ الأزهر يبحث مع رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة التعاون المشترك

اكدت الدكتورة هيام نظيف نائب رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن المجلس يولي أهمية خاصة بمحور رفع الوعي بقضايا العنف وطرق الوقاية والحماية ووسائل الإبلاغ والاتصال الفعال، فضلا عن الانتماء وتعزيز الهوية الوطنية للأسرة والوطن.

وشارك في ورشة العمل الدكتور نور أسامة استشاري تعديل السلوك وعضو المجلس القومي للطفولة والأمومة والدكتورة إيمان حبيب مدير برنامج القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بالمجلس، ومنسقي البرنامج  محمد عز و عمرو شلقامي والدكتورة نادية ذكير مدير وحدة الدعم النفسي والإرشاد الأسري، وفرق عمل وحدة الدعم النفسي الدكتور كريم مطاوع، والدكتورة مهيتاب محمد، والدكتورة علا محمد، والدكتورة سلمى سامي، وفرق عمل وحدة الدعم القانوني  إيهاب عادل و عمرو الخطيب.

ولفتت "نظيف" إلى أن ورشة العمل تخللت أيضاً تنمية المهارات المعرفية المختلفة لدى الأطفال ومعرفة نقاط القوة لتطويرها كالتفاعل الجيد مع الآخرين والقدرة على التعلم السريع ، ونقاط الضعف  لمساعدة الأسر في التخلص منها، وتهذيب السلوكيات الخاطئة وتعزيز السلوك الإيجابي، باستخدام بعض الوسائل المناسبة لأعمارهم كعرض بعض الفيديوهات والقصص المصورة  والرسومات واستخدام العلاج بالفن لتدريب الطفل على  التعبير عن مشاعره بطريقة سليمة.  

وأضافت "نظيف" أنه بنهاية ورشة العمل يتم تقديم بعض الأرشادات للأسر في كيفية التواصل مع ابنائها وأفضل الطرق في التعامل معهم وتعديل سلوكياتهم من خلال عدة اختبارات تم تنفيذها مع الأطفال خلال ورشة العمل. 

وقالت إن ورشة العمل استهدفت أيضا تعريف الأطفال بوسائل الاتصال والمساندة من خلال خط نجدة الطفل 16000 أو تطبيق الواتس على الرقم 01102121600، فضلا عن صور وأشكال العنف المختلفة وطرق الوقاية والحماية منها، فضلا عن تقديم المشورة والمساندة للأسر في كل ما يخص التعامل مع أطفالهم مع توفير الاستشارات المجانية من خلال الخط الساخن أو وحدة الدعم النفسي والإرشاد الأسري بالمجلس.

مقالات مشابهة

  • تكساس تقاضي تيك توك لانتهاكها لقانون خصوصية الأطفال الجديد
  • سماح أبو بكر: الكاتب الناضج هو من يكتب للطفل.. وأصدرت عدة كتب للأطفال
  • خاص.. خبيرة أسرة تفجر مفاجأة: «التنمر يبدأ من سخرية الآباء.. ويقود الأطفال نحو الخطر»
  • دمية طفل ضخمة تثير الهلع في بريطانيا
  • تغيير عادات الأكل للأطفال أسهل من الكبار
  • رئيس جامعة سوهاج يبحث تجهيزات افتتاح أكبر مستشفى للأطفال
  • معرض "دكان الفرحة" يوفر 10 آلاف قطعة ملابس للأطفال الأيتام
  • دكان الفرحة يوفر 10 آلاف قطعة ملابس للأطفال الأيتام
  • تطبيقات تساعد طفلك على تعلم البرمجة.. تعرفي عليها
  • ورشة عمل للأطفال وأسرهم لرفع الوعي بقضايا العنف ضد الأطفال