تبدو غريبة لكنها طبيعية.. 7 سلوكيات للأطفال تثير قلق الآباء
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
قد يتساءل العديد من الآباء والأمهات عما إذا كانت سلوكيات مثل مص الإصبع أو ضرب الطفل رأسه في الأرض تُعتبر طبيعية وشائعة بين الصغار. فإذا كان طفلك يقوم بهذه السلوكيات أو غيرها، فقد تشعر بمشاعر القلق وأحيانًا الاشمئزاز أو الإحراج.
ولكن لا داعي للقلق فهذه السلوكيات وغيرها تعتبر طبيعية وشائعة بين الأطفال بين عمر عام إلى 3 أعوام، وترتبط بالنمو العقلي للطفل، ولذلك تقل تدريجيا مع الوقت، وقد تعتبر هذه السلوكيات مثيرة للقلق إذا استمرت بعد هذه المرحلة العمرية، وينصح باستشارة أخصائي نفسي حول سلوك الطفل.
وتعد معرفة هذه السلوكيات والأسباب المحتملة لها، وكيفية التعامل معها، خطوة هامة في تهدئة مشاعر القلق والخجل لدى الوالدين.
ضرب الرأسإذا كان صغيرك يلجأ لضرب رأسه في الأرض أو الحائط عند شعوره بالغضب أو النعاس أو الإرهاق، فقد يثير ذلك السلوك شعورك بالقلق على سلامة الطفل، لكنه سلوك طبيعي وشائع بين الأطفال ولا داعي للقلق ما لم يؤذ نفسه.
وتفسر هيذر فيتنبرغ، الحاصلة على الدكتوراة في علم النفس، لموقع "ذا بامب" السبب وراء ضرب الأطفال رؤوسهم بأن الحركة الإيقاعية والمتكررة تساعد على تهدئة الجهاز العصبي عندما يكون في حالة استثارة عالية، مثل التأرجح أو ركوب السيارة، وضرب الرأس أيضا يمكن أن يكون مهدئا للطفل.
ونصحت بتجنب التعليق على هذا السلوك حتى لا يكرره كلما احتاج إلى جذب الاهتمام، والأفضل هو تجاهل الطفل في هذه الحالة أو اقتراح نشاط بديل لإعادة توجيه السلوك.
اللعب التخيليتحدث الطفل مع نفسه أو أصدقائه الخياليين ولعبه معهم بصوت عال وإعطائهم أسماء وشخصيات يعتبر أمرا طبيعيا للغاية ولا داعي للقلق منه، حتى وإن كان يفضل ذلك رغم وجود أطفال آخرين معه.
ولا يعتبر اللعب الخيالي طبيعيا ومسليا للطفل فقط، لكنه أيضا يساعد في تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية والحركية للطفل، كما ذكرت طبيبة الأطفال الأميركية كانديس جونز لموقع "بيرينتس".
رغبة الصغار في خلع ملابسهم يمكن أن تكون بسبب رغبتهم في اكتشاف أجسادهم (غيتي) خلع الملابسرغبة الأطفال في خلع ملابسهم والبقاء عاريين يمكن أن تكون بسبب رغبتهم في تعلم الاختلافات بين الجنسين واكتشاف أجسادهم، وفي هذه الحالة يجب أن يعلم الطفل أن هذا السلوك غير مقبول وإعادة توجيهه إلى السلوك الصحيح دون عقاب أو تعريضه للإحراج أمام الآخرين.
وأحيانا قد تكون بسبب انزعاجهم من ملابسهم، وتوضح كارا كيف، الحاصلة على الدكتوراة في علم النفس للأطفال والمراهقين لموقع "ذا بامب" أن "الحساسية الحسية شائعة بين الأطفال، فقد ينزعجون بسهولة من بعض الأصوات والأحاسيس الجسدية ودرجات الحرارة، ولذلك قد لا يتحملون القمصان الخشنة المثيرة للحكة أو السراويل الضيقة غير المريحة ويرغبون في التخلص منها".
وتنصح بالانتباه إلى أقمشة الملابس التي يفضلها الطفل، والسماح له باختيار ملابسه الخاصة، ويمكن أيضا تعليمه الأوقات والأماكن المناسبة ليكون عاريا إذا كان يفضل ذلك.
ورغم أن سلوك التعري يعتبر شائعا وطبيعيا بين الأطفال، فإنه يجب الانتباه لسلوك الطفل، وتذكر أستاذة علم النفس سوزان هانت لموقع "تودايز بارينت" أن "من العلامات التي تدق أجراس الإنذار إذا لاحظ الأهل وجود سلوك جنسي مع أطفال آخرين أو إذا كان سلوك التعري مستمرا، إذ يستجيب الأطفال عادة لإعادة توجيههم، ولكن إذا استمر السلوك غير الصحي، فقد يرفع ذلك راية حمراء، ويجب استشارة أحد المتخصصين".
وضع اليد داخل السروالمن السلوكيات الغريبة الشائعة بين الأطفال أيضا وضعهم لأيديهم على منطقتهم الخاصة أو داخل سراويلهم، وقد لا يتوقفون بسهولة عن هذا السلوك رغم محاولات الأم تشتيتهم أو معاقبتهم، مما قد يثير مشاعر الإحباط لديها والخجل أن يرى شخص ما طفلها يقوم بهذا السلوك الذي قد يبدو مسيئا.
ويرجع هذا السلوك ببساطة إلى فضول الأطفال ومحاولاتهم لاكتشاف أجسادهم، ونصحت جونز بتجاهل الطفل أو صرف انتباههم لشيء آخر، وتجنب إثارة ضجة كبيرة نحو هذا التصرف وفق موقع "بيرنتس".
مص الملابس حتى تصبح مبللة بشكل كبير من السلوكيات الطبيعية الشائعة (غيتي) مص الملابسيقوم بعض الأطفال بمص الملابس حتى تصبح مبللة بشكل كبير، وهذا من السلوكيات الطبيعية الشائعة بين الصغار.
وأوضحت المعالجة النفسية مونال باتل لموقع "فيري ويل فاملي" أن التحفيز الفموي يلعب دورا مهما في نمو الطفل، ومنذ بداية حياته يستخدم المص لتلبية الاحتياجات الأساسية من الطعام والشراب، ولاحقا قد يلجأ لنفس السلوك لتهدئة نفسه، ويكون ذلك في شكل مص الإبهام أو مضغ ومص الملابس.
ويمكنك مساعدة طفلك عن طريق التعرف على الأشياء التي تثير هذا السلوك، فإذا كان طفلك يقوم بمضغ ملابسه عند الشعور بالجوع، فحاولي توفير الطعام له قبل الوصول لهذه المرحلة، وإذا كان بسبب نمو أسنانه فيمكن توفير بدائل آمنة وقابلة للمضغ، وإذا كان بسبب شعوره بالملل، فحاولي جذب انتباهه إلى لعبة أو شيء آخر يشتته عن مص ملابسه.
خلع الحفاضلا يوجد شيء أكثر إثارة للاشمئزاز من هذا السلوك، عندما تجد طفلك قد خلع حفاضته وبدأ باللعب في فضلاته ولطخ جسده وسريره وملابسه، ولا يشعر بأن هناك شيئا غريبا، بل على العكس يكون مستمتعا بما يقوم به ويستكشفه.
وكما هو الحال مع أغلب السلوكيات الغريبة للأطفال، يرجع ذلك إلى فضولهم ومحاولتهم لاستكشاف أجسادهم ومحيطهم.
وذكرت جونز أن هذا التصرف قد يكون علامة إيجابية أن الطفل مستعد لبدء التدريب على خلع الحفاض واستخدام الحمام، ويمكن تعليمه الآن عما يخرج من جسده وأين يجب أن يذهب.
وإذا كرر الطفل خلع حفاضه واللعب بما كان بداخله، فيمكنك توفير لعب أخرى بديلة تتضمن بعض الفوضى المقبولة مثل اللعب بالصلصال والرمل أو بناء قلاع من الطين معا.
أغلب السلوكيات الغريبة للأطفال ترجع لفضولهم ومحاولتهم استكشاف أجسادهم ومحيطهم (شترستوك) العبث بالأنفومن السلوكيات غير المقبولة أيضا وضع الطفل أصبعه داخل أنفه والعبث بها، وأحيانا يتطور الأمر إلى اللعب بما وجده داخل أنفه أو شمه أو تذوقه.
ويأتي هذا السلوك أيضا من حب الأطفال للاستكشاف، ولمساعدة صغيرك عن التوقف عن هذا التصرف يمكنك توجيهه لاستخدام المناديل وتذكيره كل مرة بأن يقوم بذلك.
وبجانب فضول الأطفال وحبهم للاستكشاف، هناك أسباب أخرى قد تكون وراء العبث بالأنف، ومنها معاناة الطفل من الحكة بسبب حساسية الأنف، أو انسداد أنفه أو أي ألم بهذه المنطقة، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب.
إن هذه السلوكيات وغيرها قد تبدو غريبة ومحرجة ولا تستطيع الأم البوح بأن طفلها يقوم بذلك، لكن لا داعي للقلق، وقد تساعدك المشاركة على معرفة أنك لست بمفردك وأن صغيرك طبيعي وسلوكه شائع بين من هم في مثل هذه المرحلة السنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه السلوکیات لا داعی للقلق من السلوکیات بین الأطفال هذا السلوک إذا کان
إقرأ أيضاً:
دليل الأم الذكية في التعامل مع غضب الأطفال
الغضب من أكثر المشاعر الإنسانية تأثيرا وتعقيدا، ويزداد التحدي عند التعامل مع الأطفال الصغار الذين يفتقرون للقدرة على التعبير عنه بشكل متوازن. قد يجد الأهل أنفسهم أمام مواقف صعبة، مثل غضب طفل في الثالثة من عمره يظهر انزعاجه بملامح عابسة وصوت غاضب. وعلى الرغم من أن هذا السلوك قد يبدو مزعجًا، فإنه يمثل خطوة إيجابية نحو تعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره دون إيذاء نفسه أو الآخرين.
لماذا يصعب تعليم إدارة الغضب؟تختلف تجربتنا مع الغضب بناء على تجارب طفولتنا. فقد يكون بعض الآباء قد نشؤوا في بيئات يميل فيها الكبار إلى الانفجار غضبا أو على العكس، تجنبوا إظهاره تمامًا. هذه الخلفية تؤثر على كيفية تعامل الأهل مع غضب أطفالهم، مما يجعلهم يشعرون بعدم الراحة عند مواجهة هذا الشعور لدى أطفالهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟list 2 of 2منصة ألعاب الأطفال "روبلكس" تُحدّث أدوات الرقابة الأبويةend of listومع ذلك، إدراك أن الغضب شعور طبيعي يساعد في تغيير هذا التصور. من خلال فهم أن الغضب لا يجب قمعه أو تفجيره، يمكن للأهل تعليم أطفالهم كيفية قبوله والتعامل معه بطرق صحية.
الغضب وتطور الدماغ عند الأطفالأدمغة الأطفال الصغيرة قادرة على الشعور بالمشاعر القوية، لكنها لم تطور بعد المهارات اللازمة للتحكم بها. الطفل الغاضب غالبًا ما يواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره بالكلمات. هذا يعود إلى عدم نضوج أجزاء الدماغ المسؤولة عن المراقبة الذاتية والتعبير.
إعلانكيف تساعدين طفلك؟ 1. التنظيم العاطفي المشترك
عندما يعاني الطفل من مشاعر قوية مثل الغضب، يحتاج إلى مساعدة من البالغين لتهدئة جسمه وعقله. يمكن تحقيق ذلك من خلال الهدوء الجسدي (مثل الجلوس بجانب الطفل أو الإمساك بيده) والتواصل اللفظي الهادئ. على سبيل المثال، يمكنكِ وضع يد طفلك على قلبه لتشجيعه على ملاحظة سرعة نبضاته وتهدئتها.
2. تقبل الغضب كمشاعر مشروعة:أظهري لطفلك أن الغضب شعور طبيعي ومقبول. يمكنك القول: "أنا أرى أنك غاضب لأنك لم تحصل على ما تريد، وهذا شيء صعب". هذا يعزز لديه الشعور بأنكِ تتفهمين مشاعره، مما يسهل عليه تجاوزها.
3. تعليم إستراتيجيات للتعبير الصحي:بمجرد أن يهدأ الطفل، شجعيه على وصف ما شعر به وكيف تجاوز تلك المشاعر. يمكن أن يكون ذلك من خلال الرسم، أو الكلمات البسيطة التي تناسب عمره، مثل: "كنت غاضبًا لأنني أردت تلك اللعبة".
نتائج مثبتةتشير الأبحاث إلى أن تدريب الأطفال على التنظيم الذاتي للمشاعر منذ الصغر ينعكس إيجابيًا على صحتهم النفسية والاجتماعية. أظهرت دراسة نشرت في مجلة "علم النفس التنموي" أن الأطفال الذين يتعلمون إدارة مشاعرهم يطورون مهارات أعلى في حل المشكلات، وتقل لديهم المشكلات السلوكية في المستقبل.
التعامل مع غضب الطفل ليس تحديا فقط، بل هو فرصة لتطوير مهاراته العاطفية. من خلال تقبّل الغضب كعاطفة طبيعية وتعليم الأطفال طرقًا صحية للتعبير عنها، يمكن إعدادهم للتعامل مع مشاعرهم بثقة. كوني نموذجًا إيجابيًا لطفلكِ، ولا تنسي أن الأطفال يتعلمون أفضل من خلال مشاهدتهم لكِ وأنتِ تديرين مشاعركِ بهدوء واتزان. كوني صبورة. فتطوير مهارات التحكم بالمشاعر رحلة طويلة، لكن ثمارها تستحق الجهد.