سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على رهاب السرطان الذي لا يزال قويًا كما كان دائمًا، حتى مع انخفاض معدل الوفيات من هذا المرض. وتساءلت عن سبب استمرار الخوف الشديد من السرطان، رغم انخفاض الوفيات بنسبة الثلث تقريبًا منذ عام 1991، وفقًا لجمعية السرطان الأميركية، موضحة أن الخبراء يقولون إنه عندما يمرض المشاهير مثل الأميرة البريطانية كيت، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة عامل الخوف العام.



ونقلت الصحيفة عن أخصائية علم النفس في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان، جيسي ليفين، قولها إن جزءًا من السبب هو أننا أصبحنا أكثر انفتاحًا في الحديث عن جميع أمراضنا، بما في ذلك السرطان، هذه الأيام. والمزيد من الانفتاح يعني قدرًا أقل من الوصمة، وهو أمر جيد، لكن القصص المتكررة عن الحالات البارزة، من بينها الملك تشارلز والأميرة كيت والممثلة أوليفيا مون، يمكن أن تزيد من عامل الخوف.

أعلن قصر بكنغهام، أن العاهل البريطاني الملك تشارلز، سيدخل المستشفى الأسبوع المقبل بسبب تضخم البروستاتا، وذلك بعد أقل من ساعتين على إعلان خضوع أميرة ويلز لعملة جراحية في البطن ستبقيها لمدة أسبوعين في المستشفى.
وذكرت الصحيفة أن السرطان يرتبط بالعديد من المخاوف الأخرى، أبرزها العلاج وآثاره الجانبية، والألم والمعاناة، الإشعاع وتكراره، العجز الجنسي والعقم، وبالطبع أكبرها، الموت.

وأوضحت أن بعض هذه المخاوف أصبحت الآن مبالغ فيها أو عفا عليها الزمن، وذلك بفضل التقدم الطبي. ومع ذلك، هناك سبب وراء وصف طبيب الأورام والكاتب سيدهارتا موخرجي للسرطان بأنه "إمبراطور الأمراض"، موضحا أنه يتصدر قوائم الأمراض التي نخافها أكثر من غيرها، حتى لو لم يكن هو القاتل الأكبر (إذ تتصدر القائمة أمراض القلب والأوعية الدموية). وقال موخرجي إنه يُنظر إلى السرطان على نطاق واسع على أنه "عدو شرير، لا يمكن التنبؤ به، وغير قابل للتدمير".

ووفقا للصحيفة، كان السرطان يعتبر بمثابة عقوبة الإعدام، ولم يكن هذا الخوف غير مبرر قبل تطور طرق العلاج الحديثة. وعلى سبيل المثال، يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة من سرطان الخصية مدة خمس سنوات الآن بنسبة 95 في المائة، مقارنة بنحو 80 في المائة عام 1975، وفقا للمعهد الوطني للسرطان. ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لسرطان الثدي لمدة خمس سنوات الآن 91 في المائة، مقارنة بـ 76 في المائة في عام 1975، حسبما أفاد المعهد الوطني للسرطان.

وعندما يتعلق الأمر بجميع أنواع السرطان، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يبلغ الآن أكثر من 69 في المائة، مقارنة بحوالي 50 في المائة في عام 1975، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان.



وفي الوقت نفسه، فإن بعض العلاجات المناعية والأدوية الأخرى لا تعطي نفس تأثير العلاجات القديمة، والتي لها آثار جانبية شائعة مثل الغثيان والقيء وتساقط الشعر. ولهذا السبب قال لي الخبراء والناجون من مرض السرطان مرارًا وتكرارًا: "تعرف على الحقائق حول نوع السرطان الذي تعاني منه"، وهو ما يمكن أن يقطع شوطا طويلا في كبح جماح الخوف.

ونقلت الصحيفة عن ديفيد روبيك، الصحفي المتقاعد ومؤلف الكتاب الجديد "علاج رهاب السرطان: كيف تضللنا المخاطر والخوف والقلق"، قوله إن "خوفنا من السرطان لم يواكب التقدم الذي أحرزه الطب في العقود الأخيرة، حيث يمكن الآن علاج ما يصل إلى ثلثي حالات السرطان البالغ عددها حوالي 200 حالة كحالات مزمنة أو الشفاء التام، لكننا لا نؤمن ذلك".

ونتيجة لذلك، تُجرى ما يسميه روبيك عددًا كبيرًا جدًا من "عمليات استئصال الخوف"، وهي العمليات الجراحية الطبية غير الضرورية مثل استئصال البروستاتا والإشعاع لسرطانات البروستاتا التي لا تظهر عليها أعراض وبطيئة النمو، واستئصال الثدي الكامل لسرطان قنوات الثدي الذي لم ينتشر وغالبًا لن ينتشر.

وفي كلتا الحالتين، يقول الخبراء إن المراقبة النشطة مع المتابعة الدورية هي النهج المطلوب اتباعه.

ويقول روبيك إن افتقارنا إلى السيطرة أو العجز عن هذا المرض يجعل الأمور أسوأ. وتوافقه عالمه النفس ليفين، قائلة: "لا يجب أن يظل السرطان عالقا في ذهنك كواحد من تلك الأشياء التي لا تستطيع السيطرة عليها".

لكن الصحيفة ذكرت أن العلم على مدى العقدين الماضيين وجد أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن للأفراد القيام به لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، وعلى رأسها التوقف عن التدخين.

وأفاد باحثون مؤخرًا أن أولئك الذين أقلعوا عن التدخين كانوا أقل عرضة للإصابة بأي نوع من أنواع السرطان بنسبة 17 بالمائة مقارنة بأولئك الذين استمروا في التدخين. ووجدوا على وجه التحديد انخفاض خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 42 في المائة، وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 27 في المائة، وانخفاض خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 14 في المائة، وانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 20 في المائة.

كذلك أوضحت الصحيفة أنه تم التوصل إلى ضرورة الأكل بطريقة مناسبة. ووجدت الدراسات أن الأنظمة الغذائية الصحية (الإقلال من اللحوم والأغذية المصنعة، والمزيد من الخضار والحبوب الكاملة والأسماك)، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واستخدام واقي الشمس والفحوصات الوقائية تقلل أيضًا من خطر الإصابة بالسرطان.

وتنصح الأبحاث الحديثة، بحسب الصحيفة، باللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي، والتأمل الذهني، وتقنيات الاسترخاء واستخدام الفنون الإبداعية (كوسيلة للتعبير عن الذات). وخلص تحليل نُشر في مجلة علم الأورام النفسية إلى أن هذه التدخلات أسفرت عن تأثيرات إيجابية ملحوظة.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: خطر الإصابة بسرطان فی المائة

إقرأ أيضاً:

تقرير : 7.4 ملايين سائح توافدوا على المغرب في ظرف ستة أشهر

زنقة 20 | متابعة

أفادت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأن 7,4 ملايين سائح توافدوا على المغرب خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2024، بارتفاع بلغت نسبته 14 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2023.

وذكرت الوزارة، في بلاغ لها، أن “السياحة بالمغرب تواصل منحاها التصاعدي، كما يشهد على ذلك النمو الاستثنائي المسجل في النصف الأول من سنة 2024. فالأرقام تتحدث عن نفسها : 7,4 ملايين زائر عبروا الحدود المغربية، مما يمثل زيادة بنسبة 14 في المائة مقارنة بسنة 2023، وقفزة مهمة بنسبة 38 في المائة مقارنة بسنة 2019”.

وسجل المصدر ذاته، أن الإقبال على وجهة المغرب يتجاوز كل الانتظارات. ففي حين كانت الأهداف المسطرة تشير إلى بلوغ مليون سائح إضافي خلال سنة 2024 بأكملها، استقبل المغرب في ظرف ستة أشهر فقط 909.000 سائح إضافي.

وشهد شهر يونيو وصول عدد قياسي بلغ 5ر1 مليون سائح، مسجلا ارتفاعا بنسبة 10 في المائة مقارنة بسنة 2023، ويبدو موسم الصيف واعدا بالقدر نفسه.

وفي هذا السياق، صرحت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، بأنه “لا يمكن إنكار إشعاع وجهة المغرب السياحية على الساحة الدولية”.

وأضافت أن “المـؤهلات الفريدة لبلدنا، إلى جانب تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بنا، تؤتي ثمارها. وهدفنا المتمثل في 5ر17 مليون سائح أصبح أقرب أكثر من أي وقت مضى”.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: تضاعف عدد مرضى حمى غرب النيل وقفزة في عدد الوفيات
  • 7.4 ملايين سائح تدفقوا على المغرب حتى يونيو وفق وزارة السياحة
  • احذر من الإصابة بسرطان الأمعاء وطرق الوقاية والعلاج
  • نصائح للوقاية من الإصابة بالأمراض النفسية
  • تقرير : 7.4 ملايين سائح توافدوا على المغرب في ظرف ستة أشهر
  • دراسة: أدوية إنقاص الوزن والسكري ترتبط بتراجع الإصابة ببعض أنواع السرطان
  • تراجع التضخم السنوي في مصر خلال يونيو
  • تطورات مستقبل فاتي مع برشلونة
  • بشرى للموظفي المرضى.. تعديل يسمح بالاحتفاظ بالأجرة كاملة خلال رخصة المرض المزمن
  • بنموسى يسجل تراجع الهدر المدرسي بـ12 في المائة هذه السنة