الجزيرة:
2024-12-26@08:54:12 GMT

أضرار صحية جمة لمعطرات الجو المنزلية.. فما البديل؟

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

أضرار صحية جمة لمعطرات الجو المنزلية.. فما البديل؟

تستخدم الكثير من ربات المنازل معطرات الجو بأنواعها لبعث روائح منعشة في البيت، دون أن ينتبهن إلى أن بعض هذه الملطفات تحتوي على مواد كيميائية خطرة تضيف سموما غير مرئية إلى الهواء.

تَلوث الهواء الداخلي تسبب في وفاة أكثر من 3 ملايين شخص عام 2020، وهو يقارب عدد الضحايا الذي سببته ملوثات الجو الخارجية التي تحظى باهتمام أكثر من الباحثين وواضعي السياسات في العالم، وذلك حسبما ذكر موقع "نيتشر".

وتزداد المشكلة خطورة كون معظم الناس يقضون من 80% إلى 90% من وقتهم داخل المنازل أو المدارس وأماكن العمل، ولكن على عكس المعايير العالمية لضبط تلوث الهواء الخارجي الذي تراقبه المؤسسات الصحية والبيئية في أغلب الدول، فإن مراقبة تلوث الهواء الداخلي تبقى بلا معايير أو قوانين واضحة لضبطه والسيطرة عليه.

تقول الدكتورة آن هيكس، المتخصصة في أمراض الرئة بجامعة ألبرتا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن "الرائحة المنعشة ليست مجرد رائحة فقط.. فهي تحتوي على مواد كيميائية تدخل إلى جسدك عن طريق أنفك، وهنا يكمن الخطر سواء كانت رائحته طيبة أو سيئة. تلوث الهواء الداخلي ضخم، وحدوده غير معروفة نسبيا وذلك لأن منزل جاري له بصمة تلوث هواء مختلفة عن الموجودة في منزلي".

رغم رائحتها المنعشة فإن معطرات الجو تحتوي على مواد كيميائية تدخل إلى الجسم عن طريق الأنف (غيتي) روائح منعشة.. ولكن!

يقول الأستاذ المساعد في الكيمياء والهندسة الميكانيكية في جامعة كارنيغي ميلون الدكتور ريان سوليفان لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، "بالنسبة إلى الكيميائي، فإن (النظافة) لن تكون في الواقع رائحة، لأن الرائحة ناتجة عن مادة كيميائية.. النظافة تعني مستويات منخفضة جدا من المواد الكيميائية".

وتعتبر معطرات الجو من بين فئة أوسع من المنتجات اليومية التي يقول العلماء إنها محملة بمواد كيميائية تتسبب في اضطرابات هرمونية ومشاكل في الجهاز التنفسي، وفي كثير من الحالات، لا يملك المستهلكون الذين يستخدمون معطرات الجو أي وسيلة لمعرفة ما هو موجود في المنتج، أو ما إذا كان ساما.

ما المواد المستخدمة في معطرات الجو؟

تحتوي معطرات الهواء أكثر من 100 مادة كيميائية، بما فيها "المركبات العضوية المتطايرة" مثل الفورمالديهايد، البنزين، التولوينن، الإيثيل بنزين، والزيلين.

ويمكن أن تتفاعل هذه المواد مع المركبات التي تحدث بشكل طبيعي في الهواء وتشكل ملوثات ثانوية تؤدي إلى تدهور جودة الهواء الداخلي.

يقول سوليفان إن "المكونات الرئيسية" لتلوث الهواء هي المُركبات العضوية المتطايرة، والمؤكسدات، وأشعة الشمس في المنازل، ويمكن أن تعمل "مصابيح الفلوريسنت"، التي تطلق الضوء فوق البنفسجي، بديلا عن أشعة الشمس كما تتفاعل العديد من جزيئات العطر الموجودة في ملطفات الجو مع المواد المؤكسدة، مثل تلك المنبعثة من مواقد الغاز.

مجموعة العمل البيئية: 75% من معطرات الجو تحتوي على مخاطر "محتملة" على الصحة أو البيئة. (بيكسابي) أثر معطرات الجو على الصحة

تختلف تأثيرات معطرات الجو اعتمادا على المواد الكيميائية الموجودة فيها وطبيعة الشخص الذي يشمّها، فالمصاب بأمراض تنفسية كالربو يكون أكثر حساسية تجاه المنتجات المعطرة، وفقًا لوكالة حماية البيئة الأميركية.

كما أن 75% من معطرات الجو المصنفة من قبل مجموعة العمل البيئية -وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن- تحتوي على مخاطر "محتملة" على الصحة أو البيئة بناءً على المخاوف التي يشكلها التعرض لمكوناتها.

وقد يؤدي التعرض لمستويات عالية من المركبات العضوية المتطايرة إلى آثار صحية ضارة، مثل الصداع النصفي ونوبات الربو وصعوبات التنفس والمشاكل العصبية.

ويزداد ضرر معطرات الجو بمرور الوقت، وفقا للبروفيسورة كلوديا ميلر، الأستاذة الفخرية في قسم طب الأسرة والمجتمع في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس وفق تقرير "واشنطن بوست".

ويرى الدكتور ريان سوليفان أن مصدر القلق الرئيسي هو الآثار المزمنة لمعطرات الجو ومنتجات التنظيف التي تحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تسبب السرطان أو تعطل عمل الهرمونات. ويوضح قائلا "إن بعض هذه المواد الكيميائية، مثل (الفثالات)، لها تأثير سام عند التعرض لها بجرعات منخفضة -كما هو الحال مع معطرات الجو- وذلك لأن نظام الهرمونات الطبيعي لدينا مصمم للاستجابة لمستويات الهرمونات المنخفضة".

ووجد اختبار أجراه مجلس الدفاع على الموارد الطبيعية عام 2007 أن "الفثالات" تُستخدم لإطالة رائحة العطور بالهواء في 12 من 14 معطرًا للجو تمت دراستها بما فيها المصنفة على أنها "طبيعية بالكامل" و"عديمة الرائحة".

ما الحل؟

بعض النباتات لها روائح طبيعية منعشة وعطرة، ولا يقتصر أثرها الإيجابي على تلطيف الجو بل يتعداه إلى تحسين الصحة العقلية للبشر.

نستعرض لكم 4 نباتات عطرية تعتبر بديلا مثاليا عن معطرات الجو بحسب موقع "هاوس بيوتيفل"، ويمكن وضع أصصها في البيت أو استخدامها مجففة.

1- اللافندر

يشتهر بتأثيره المهدئ والمريح للأعصاب ورائحته المنعشة، وهو نبات رائع في غرفة النوم لمساعدتك على نوم مريح، كما أنه يخفف أعراض التوتر والقلق والاكتئاب.

يشتهر اللافندر بتأثيره المهدئ والمريح للأعصاب ورائحته المنعشة (الجزيرة) 2- زهور الغاردينيا

تستخدم هذه الزهور البيضاء الجميلة في العطور، ويمكنها أن تحافظ على رائحة الغرف منعشة لأشهر. كما تحتوي على مادة كيميائية تقلل من مقاومة الإنسولين وتساعد في منع ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتقلل من القلق والاكتئاب وتساعد الجسم على الاسترخاء.

زهور الغاردينيا يمكنها أن تحافظ على رائحة الغرف منعشة لأشهر (غيتي) 3- النعناع

لا يستخدم النعناع لإعطاء نكهة مميزة للشاي فقط، بل يمنح منزلكِ رائحة منعشة ويمكنك وضعه على حافة نافذة مطبخك. ويعمل على تحسين وظائف الدماغ، حيث وجد أن استنشاق عطر النعناع خمس دقائق يحسن الذاكرة بشكل ملحوظ.

النعناع يمنح منزلكِ رائحة منعشة (بيكسابي) 4- إبرة الراعي

عشبة متميزة تابعة لفصيلة تُعرف باسم "الغرنوقيات"، ولها رائحة قوية ومنعشة، ويزرع منها نحو 100 نوع وكل نوع منها برائحة مختلفة، وتعتبر معطرا طبيعيا ممتازا للبيوت.

إبرة الراعي تعتبر معطرا طبيعيا ممتازا للبيوت (غيتي)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تلوث الهواء

إقرأ أيضاً:

لالزام إسرائيل بالتعويض عن أضرار الفوسفور

كتبت" النهار": في تقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش في حزيران الماضي تحت عنوان "استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض يهدد المدنيين" أكدت المنظمة أنها تحققت من استخدام القوات الإسرائيلية ذخائر الفوسفور الأبيض في 17 بلدة على الأقل في جنوب لبنان منذ تشرين الأول 2023. وشملت هذه الاستخدامات خمس بلدات، حيث استخدمت الذخائر المتفجرة جواً بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة".

التقرير يؤكد استخدام إسرائيل مادة الفوسفور الأبيض، التي تركت آثاراً كارثية على "البشر والحجر". فما أبرز تداعياتها على القطاعين الزراعي والبيئي؟

في حديث خاص مع وزير الزراعة عباس الحاج حسن لـ "النهار"، تناول الأضرار الناجمة عن استخدام الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية منذ تشرين الأول الماضي. وأوضح الحاج حسن أن الهدف الأساسي من استخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً كان تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والغابات بدءاً من منطقة اللبونة وحتى شبعا.

وأشار الحاج حسن إلى أن القصف أدى إلى حرق حوالي 65 ألف شجرة زيتون، فضلاً عن إلحاق أضرار جسيمة بالمناطق الحرجية والمساحات الخضراء. وأوضح أن الأضرار المباشرة تشمل فقدان الإنتاج الزراعي في المدى القريب، بينما تمتد الأضرار غير المباشرة لتشمل تلوّث المياه السطحية والجوفية، مما يهدد الأمن الغذائي ويعوق عمليات الاستصلاح الزراعي لسنوات.

وشدد الوزير على أن وزارة الزراعة تعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية، مثل برنامج الأغذية العالمي (WFP) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، إضافة إلى الهيئات البحثية المحلية والدولية لتقييم الأضرار الناتجة عن استخدام الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية. وأوضح أن فرق العمل تجمع عينات لتحليلها في مختبرات معتمدة دوليا، بهدف بناء ملف علمي لإثبات حجم الكارثة والمطالبة بالتعويضات وفقاً للقانون الدولي.

وفي ما يتعلق بحالة الضياع التي يعيشها السكان والمزارعون بشأن صلاحية محاصيلهم دعا الحاج حسن جميع المزارعين إلى التعاون مع وزارة الزراعة والهيئات البحثية المختصة لإجراء عملية سحب عينات من أراضيهم. وأكد الوزير أهمية هذه الخطوة للتأكد من مدى تأثير الفوسفور الأبيض، موضحاً أن هناك العديد من الأقاويل والنظريات العلمية المتباينة حول تأثير هذه المادة. وأشار إلى أن الهدف من إجراء الفحوص اللازمة هو تحديد مدى الأضرار وتأثيرها على التربة والمحاصيل الزراعية.

وختم الوزير بالقول: "يجب أن تتحمل إسرائيل مسؤولية هذا الضرر وأن تدفع ثمنه في المحافل الدولية مع إلزامها بتعويض لبنان بشكل كامل عن الأضرار التي لحقت بالأراضي والزراعة والبنى التحتية."
 

مقالات مشابهة

  • لالزام إسرائيل بالتعويض عن أضرار الفوسفور
  • ألمانيا: ركاب يغادرون قطاراً بعد انبعاث رائحة حريق
  • توحيد خطبة الجمعة المقبلة عن أضرار تعاطي وإدمان المواد المخدرة
  • نائب سيودّع البرلمان.. تحضير البديل بدأ
  • تعميم السلاح البديل “BOLAWRAP“ على الأمن بالمغرب مع نجاح استخدامه في 117 عملية
  • “ليبيا هي البديل الوحيد” الجزيرة الإنجليزية عن سحب روسيا قواتها من سوريا
  • هذه العطلة هي البديل لمن لا يستطيع الشعور ببهجة موسم الأعياد
  • ما الأسباب النفسية والموضوعية لرائحة الفم الكريهة؟
  • أمطار بأبوظبي وأجواء شتوية منعشة
  • الصحة تحذر من خلط المنظفات المنزلية: قد تسبب حروقا للجهاز التنفسي