باحث تركي ينتقد سهولة الكذب حول اللاجئين السوريين لدى سياسيين أتراك
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
انتقد باحث تركي ما وصفه بـ"سهولة الكذب" لدى طيف من السياسيين الأتراك بشأن اللاجئين السوريين في تركيا، مشيرا إلى أن السهولة في تحوير الحقائق حول الوجود السوري يُعد " إحدى الديناميكيات الرئيسية للعداء تجاه السوريين"، الذي انتشر في العديد من الولايات بعد أحداث قيصري الأخيرة.
وقال مدير أبحاث مركز "PanoramaTR" التركي، عثمان سيرت، إنه "من النقص أن يتم تفسير رد الفعل المتصاعد ضد السوريين في المجتمع على أنه مشكلة أجنبية فقط، أو افتقار الحكومة إلى سياسة شفافة يمكن التنبؤ بها، أو حادثة واحدة خرجت عن نطاق السيطرة بسبب سوء الفهم أو الاستفزاز المتعمد، كما حدث في قيصري".
وأضاف أن "إحدى الديناميكيات الرئيسية للعداء تجاه السوريين، والذي بدأ في قيصري ثم امتد إلى ولايات مختلفة ووصل إلى مقتل أحمد البالغ من العمر 17 عاما في أنطاليا، هو السهولة التي يمكن بها للسياسيين، على وجه الخصوص، أن يكذبوا حول هذه القضية".
وكان فتى سوري يدعى أحمد النايف، لقي حتفه في ولاية أنطاليا غرب تركيا بعد تعرضه للطعن على أيدي مجموعة من المواطنين الأتراك، حسب صحيفة "يني شفق" التركية.
ووقعت الحادثة في سياق أعمال العنف التي انتشرت في العديد من الولايات التركية خلال الأيام الماضية بعد إقدام عشرات الأتراك على حرق منازل وممتلكات تعود للاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط تركيا، مساء الأحد.
ادعاء وجود 10 ملايين سوري في تركيا
وفي سياق حديثه عن الأكاذيب المروجة ضد اللاجئين السوريين في تركيا، فند الباحث المعلومات المضللة التي يتداولها سياسيون معارضون حول وجود نحو 10 ملايين سوري مقيم على الأراضي التركية، مشيرا إلى أن "الكذبة الأكثر سهولة هي عدد السوريين في تركيا، والذي يتم تحديثه يوميا، تقريبا مثل عداد سيارات الأجرة المتجهة إلى المطار".
وقال الباحث في مقاله الذي نشر في صحيفة "قرار" التركية، إن "هناك من يقول إن هناك 10 ملايين سوري في تركيا، بينما يقول آخرون إن الرقم 13 مليوناً، بمن فيهم مهاجرون غير شرعيين آخرين".
وأوضح أن هناك "بيئة في البلاد تبيح التشكيك في دقة الأرقام التي تقدمها الدولة".
والشهر الماضي، أصدرت وزارة الداخلية التركية بيانا يوضح وجود 3 ملايين و114 ألفا و99 سوريا يعيشون في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة (الكمليك).
ولفت إلى أن الأرقام الدولية المتعلقة بالسوريين تؤكد ضرورة الوقوف في موقف أكثر منطقية بشأن هذه القضية، مشيرا إلى أن "عدد السكان في سوريا كان أقل من 23 مليون نسمة عام 2011، ومنذ ذلك الحين فصاعدا، أصبح من الصعب جدا الحفاظ على معدل النمو السكاني الطبيعي في بيئة الحرب".
وأوضح أن أكثر من نصف هؤلاء السكان اضطروا لمغادرة منازلهم، حيث نزح نصفهم في البلاد، ولجأ النصف الآخر إلى الخارج، مشيرا إلى أنه من الممكن الافتراض أن عدد اللاجئين "يقترب من 4 ملايين" في تركيا
وبينما هاجر أكثر من مليون شخص إلى الأردن والعراق ولبنان من بلد يبلغ عدد سكانه 23 مليون نسمة في وقت السلم، تم تسجيل ذهاب حوالي مليون شخص إلى أوروبا وبلدان أخرى، ما لا يقل عن 500 ألف منهم في ألمانيا.
وفي حين يتراوح عدد السكان في مدينة إدلب ما بين 3.5 و5 ملايين، ويشار في أكثر التقديرات تفاؤلا إلى أن بشار الأسد قتل نحو 500 ألف شخص، فإن القول إن في تركيا هناك 10 ملايين سوريين دليل على جهل بأساسيات الرياضيات، وفقا للباحث التركي.
ويختم الباحث مقاله بالقول، إنه "في حال لم يكن لدى أولئك الذين ينطقون هذه الأرقام مشكلة في الرياضيات، وهو ما يبدو كذلك، فإننا نواجه حالة من انعدام الضمير مستعدة لاستغلال كل الحقائق لتحقيق مكاسب سياسية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا سوريا سوريا تركيا السوريون سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشیرا إلى أن السوریین فی ملایین سوری فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
باحث إسرائيلي: قد نجد أنفسنا فجأة في ساحة حرب مع تركيا في سوريا
أثار باحث إسرائيلي، مخاوف من أن يكون الوضع الجديد في سوريا، مقدمة لساحة حرب بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي.
وقال البروفيسور آفي برئيلي هو مؤرخ في جامعة النقب، بمقال في صحيفة إسرائيل اليوم، إنه وقبل وقت طويل من سيطرة من وصفهم بـ"الإسلاميين" على المحور بين حلب ودمشق، بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ"توجيه سياسات عدائية" نحو الاحتلال، من خلال الحركات الدينية في القدس المحتلة، ودعمه لحكومة الإخوان في مصر ودعمه كذلك لحركة حماس، وتحركات في ليبيا والقرن الأفريقي والبحر الأحمر واليونان وقبرص.
وأضاف: "إذا استمرت هذه الاتجاهات، فإن الصراع سيأتي ولكن لا يعد هذا قضاء وقدرا، قد يتغير النظام في تركيا، وإسرائيل لها مصلحة في تجنب الصراع. ويمكنها على سبيل المثال تقييد التعاون مع الأكراد السوريين الذين يشكلون تهديدا لتركيا بسبب ارتباطهم بمنظمة حزب العمال الكردستاني التي تعمل في تركيا".
وتابع "لكن إسرائيل لا تستطيع تجاهل عداء تركيا أو اتباع سياسة المهادنة، التي قد تشجع الهجوم لذلك، يتطلب الأمر اليقظة تجاه الاحتمالات بأن تركيا قد لا تقاوم الإغراء وتواجه إسرائيل في سوريا".
وشدد بالقول: "اليوم هناك خطر من تطور مشابه مع تركيا الإسلامية الحالية، هل بينما ننتظر بحذر الحسم في الحرب الإيرانية الإسرائيلية"، متسائلا يتشكل صراع استراتيجي بين إسرائيل وتركيا في الساحة السورية.. وهل ستعود تركيا إلى النموذج الإمبريالي لدولة ذات عدد سكاني كبير تتصادم مع إسرائيل، كما فعلت مصر وإيران؟".