اكتفت إدارة بايدن بما قامت به من مناورة، بمشاركة كل من مصر وقطر في المفاوضات، التي استهدفت التوصل إلى اتفاق هدنة يوصل إلى وقف إطلاق النار. وقد تراجعت عن المشروع الأول الذي أعلنت قيادة المقاومة في غزة الموافقة عليه.
ثم أعادت صوُغ الاتفاق مماشاة لاعتراض نتنياهو عليه. وقدمته إلى مجلس الأمن بعد حشد دول للموافقة عليه.
ثم لم يكفها كل هذا التآمر، لتعلن أن حماس وحدها المسؤولة عن عدم الموافقة. وذلك بالرغم من الموقف الذي أعلنته حماس وحركة الجهاد، بما تضمنته من إيجابية، مع إصرار على تلبيته، لشرطيّ وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات العدوان من قطاع غزة. ثم التوصل إلى تبادل الأسرى، والبدء بإعادة البناء والترميم.
جاءت اقتراحات قيادة حماس الأخيرة لتجهض الموقف الأمريكي المنسحب، بإدانة حماس وتحميلها مسؤولية عدم الاتفاق على هدنة. كما جاء إرباكا لنتنياهو، وإجبار الطرفين على العودة إلى التفاوض من جديد.فقد أثبتت إدارة بايدن، بأنها الأضعف من بين إدارات كل الرؤساء في التعامل مع الكيان الصهيوني. حيث ضعفت في ردع نتنياهو، عن ارتكاب جرائم حرب وإبادة، أودت بسمعة أمريكا والغرب، بتغطيتهما، لحرب الإبادة في قطاع غزة، مع استمرار نتنياهو للحرب بوجهيها: حرب العدوان البريّة، وحرب الإبادة التي وصلت الآن، إلى تعميم مُحرّم للتجويع الشامل، والحرمان من المياه، ومن دون توقف القصف لبيوت المدنيين بسكانها الآمنين، وصولاً إلى جريمة الحرب بقصف المستشفيات، وإخراجها من الخدمة.
إن "انسحاب" أمريكا حتى من المناورة، حول مفاوضات التوصل إلى اتفاق هدنة، أدخل استمرار الحرب من جانب نتنياهو في مرحلة جديدة، رُفعت عنها الضغوط الأمريكية والأوروبية. وذلك بالرغم من ضعف هذه الضغوط منذ بداية الحرب. والدليل استمرار نتنياهو بهذه الحرب، غير مبالٍ بهذه الضغوط. ولكن مع ذلك، كونها لم تصل إلى حدّ إجباره على وقفها، إلاّ أنها تظل مهمة نسبياً من ناحية سياسية، ومن ناحية تكريس عزلة نتنياهو عالمياً.
من هنا يكون قد تُرك نتنياهو مُطلَقَ اليدين، بالاستمرار في الحرب وتصعيدها. مما يوجب مضاعفة الالتفاف حول المقاومة والشعب في قطاع غزة، فلسطينياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً، لتعزيز ما راحت تضاعفه المقاومة، من إنجازات عسكرية هائلة، في مواجهة التصعيد العسكري في قطاع غزة.
ولا بدّ من لفت النظر هنا، إلى تصاعد المواجهة بين محور المقاومة الذي انبرى لنصرة المقاومة والشعب في قطاع غزة. وذلك مع إطلاق بايدن ليد نتنياهو، في إطلاق التهديد، بشنّ حرب شاملة في لبنان، في محاولة للتخفيف من أزمته مع المقاومة في غزة، رغم الضربات التي تلقاها، ولا سيما في الجبهتين في اليمن وجنوبي لبنان.
هذا مع التأكيد بأن هذا الانسحاب الأمريكي لحساب نتنياهو، لن يغيّر في ميزان القوى المتجّه إلى تحقيق النصر المؤكد بإذن الله، على يد المقاومة والشعب في قطاع غزة وحلفائهما.
وقد جاءت اقتراحات قيادة حماس الأخيرة لتجهض الموقف الأمريكي المنسحب، بإدانة حماس وتحميلها مسؤولية عدم الاتفاق على هدنة. كما جاء إرباكا لنتنياهو، وإجبار الطرفين على العودة إلى التفاوض من جديد.
بقدر ما أثبتت قيادة المقاومة مهارة في القتال، أثبتت مهارة في إدارة الصراع السياسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه هدنة غزة احتلال فلسطين غزة مواقف هدنة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الهدنة مقابل السلاح.. حماس ترد على مقترح جديد لوقف الحرب في غزة
عواصم - الوكالات
كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة، اليوم الاثنين، أن وفد الحركة المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي نقلته القاهرة يتضمن بنداً صريحاً يتعلق بنزع سلاح المقاومة، مؤكداً رفض الحركة لهذا الطرح بشكل قاطع.
وأوضح المصدر أن المقترح المصري يشمل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال في الأسبوع الأول من الاتفاق، وتهدئة مؤقتة لمدة 45 يوماً مقابل إدخال المساعدات الغذائية ومواد الإيواء إلى قطاع غزة.
وأضاف القيادي أن مصر أبلغت وفد حماس أن لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على مسألة نزع السلاح، وهو ما رفضته الحركة بشكل كامل، معتبرة أن المدخل الحقيقي لأي اتفاق يجب أن يكون وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي من غزة.
وأكدت حماس أنها لن تناقش سلاح المقاومة مطلقاً، وأن الحديث عن تسليم الأسرى - سواء الأحياء أو الجثامين - يجب أن يكون في إطار تفاهمات عادلة، وليس مشروطاً بنزع السلاح أو ربطه بالمساعدات.
وأشار المصدر إلى أن المقترح المطروح ينص على تسليم كافة الأسرى بنهاية مدة الـ45 يوماً كشرط لتمديد الهدنة وإدخال المزيد من المساعدات، وهو ما تراه الحركة ابتزازاً سياسياً مرفوضاً.