شهادات خاصة بالجزيرة لنازحات سودانيات يواجهن الجوع والمرض
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
يعيش الآلاف من النازحين السودانيين في حالة يُرثى لها، فارين من تداعيات المعارك المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من أن السودان يتجه نحو مجاعة قد تكون الأسوأ منذ عقود.
ويواجه النازحون في معسكرات الإيواء ظروفا إنسانية قاسية، وأظهرت مقاطع فيديو خاصة حصلت عليها شبكة الجزيرة، جانبا من معاناتهم في معسكر المنار الجديد بالضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، بعد فرارهم من مدينة الفاشر وولايات أخرى نتيجة استمرار القتال.
بصوت مكلوم، تحدثت اللاجئة آمنة صافي عن حالها وحال الكثيرين من المتضررين من الحرب، والذين أصبحوا يعيشون في خوف مستمر من سماع أصوات الرصاص والاشتباكات. وقالت للجزيرة "نخاف من الحرب، وقلوبنا لا تحتمل، ويصيبنا الهلع من أصوات الرصاص".
وتحدثت اللاجئة السودانية للجزيرة بكلمات حزينة عن معاناتها ومغادرة منزلها في منطقة أم درمان إلى مخيمات النزوح، قائلة "وصلت إلى مخيم النزوح قبل حوالي 15 يوما في رحلة معاناة وخطر كبير"، واعتبرت أن أوضاعهم في المخيم أصبحت أفضل بكثير من الوضع الذي كانوا يعيشونه في مناطق المواجهات المليئة بالرعب وغياب الأمان، وأشارت إلى أهمية الأمن للجميع، معبرة عن أملها في استقرار الأوضاع لكي يتمكنوا من العودة إلى منازلهم.
خيام من القش والبلاستيكواضطر عدد كبير من النازحين في معسكرات الإيواء لبناء خيام من القش والبلاستيك بأدوات بسيطة ومحدودة، بعدما تقطعت بهم السبل بسبب الحرب، في ظل تحذيرات أممية من أن السودان قد يواجه أسوأ أزمة نزوح في العالم.
وشهدت ولايات سودانية موجة نزوح كبيرة، خاصة مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وأعلنت غرف الطوارئ الإنسانية عن استقبالها أعدادا كبيرة من الفارين، بينهم أطفال ونساء يبحثون عن ملاذ آمن هربا من ويلات الحرب.
وأظهرت اللقطات المصورة قيام مجموعة من المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني بتسجيل أعداد جديدة من النازحين في غرفة طوارئ معسكر النيم بولاية شرق دارفور، تبعها بروز لافتة تبيّن قيام غرفة الطوارئ بتوزيع مواد غذائية وإيوائية لـ200 أسرة.
نطعمهم الفول والعدسمن جهته، قال منسق إيواء غرفة طوارئ الضعين الإنسانية في معسكر المنار الجديد للنازحين آدم محمد للجزيرة، إن الغرفة وبدعم من مانحين تمكّنت من تقديم مساعدات غذائية للنازحين القادمين من مدينة الفاشر وولايات أخرى، لمدة 30 يوما للتخفيف من آثار الحرب والنزوح.
وأشار آدم إلى أن هذه المبادرة تتضمن مطبخا خيريا جماعيا يقدم وجبتي الإفطار والغداء المكونة من الفول والعدس، لعدد 48 أسرة بمعدل 220 فردا، معظمهم من النساء والأطفال، مناشدا المنظمات ووكالات الإغاثة بالوقوف مع هؤلاء النازحين، خصوصا مع الإمكانيات المحدودة للمخيم.
وأوضح المنسق أن أغلب النازحين وصلوا للمعسكر من ولاية شمال دارفور وعاصمتها الفاشر والمناطق المجاورة لها، وتظهر المشاهد عشرات من الأسر النازحة مع أطفالهم في مخيم الإيواء.
غياب الرعاية الصحية
أما النازحة فتحية عبد الرحمن، فقالت إنهم يفتقرون لأدنى مقومات الحياة، كون المساعدات المقدمة لم تعد تكفي لتغطية احتياجات المخيم نتيجة تدفق أعداد كبيرة من النازحين، لافتة إلى أن الأمور تزداد سوءا مع غياب المنظمات الإنسانية التي تقدم الدعم والإغاثة.
وتقول فتحية وهي ربة بيت إن حاجتهم الأساسية هي الأكل والشرب والمأوى، فيما تعبّر أغلبية النازحين عن معاناتهم بسبب تكدس الأسر في الخيام المؤقتة، ما يتسبب في انتشار الأمراض.
وأشارت نازحة أخرى إلى وجود أطفال بالمعسكر يحتاجون إلى رعاية صحية ضرورية.
ووثقت لقطات مصورة قيام مجموعة من النساء ببناء خيامهن باستخدام الأخشاب والحصير، كما اتهمن المنظمات الدولية بتجاهل معاناتهم في المخيمات التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وتستمر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الفاشر، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال في البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من النازحین
إقرأ أيضاً:
لا تتوقع من المشتركة أن تحارب الحلو أو عبدالواحد نور ما لم يهاجموا الفاشر مع الجنجويد
“دنيا دبنقا دردقي بشيش”- مثل دارفوري
مناوي سياسي وعنده علاقات قديمة مع الحلو وعبدالواحد وغيرهم من الحركات المسلحة وحربه مع الجنجويد وليس مع الحلو ولا عبدالواحد ولأسباب معروفة متعلقة بالصراع في دارفور أكثر من تعلقها بحرب الدعم السريع مع الجيش.
وليس هناك ما يدعوه لمحاربة رفاقه السابقين في الحركات المسلحة لمجرد اصطفافهم السياسي مع الدعم السريع وهم لم يرفعوا السلاح مع الدعم السريع حتى الآن، فماذا يستعديهم؟
صراع مناوي والقوى المشتركة مع الجنجويد صراع وجودي في دارفور، ولكن صراعه مع الحركات التي تحالفت مع الجنجويد مؤخرا ليس كذلك؛ مناوي ليس لديه حرب مع عبدالعزيز الحلو ولا عبدالواحد أو الطاهر حجر. فمن الطبيعي أن يتعامل موقفهم كموقف سياسي هو مختلف معه، ولكنه لم يصل حتى الآن على الأقل إلى مرحلة القطيعة الكاملة والصدام العسكري.
مناوي وحركات سلام جوبا كلها كانت متمردة تحارب النظام وهي موجودة الآن بموجب اتفاق سياسي. فلا تتوقع أنها ستقاتل بقية الحركات غير الموقعة على سلام جوبا لمجرد أن هذه الحركات ما تزال تحارب الجيش.
القوات المشتركة حاربت الجنجويد لأسباب معروفة وبالذات بعد تهديد الدعم السريع لمدنية الفاشر، وهي قد أبلت بلاءا حسنا في الدفاع عن الفاشر وقاتلت في الصحراء وفي الجيلي والفاو ومناطق أخرى، وهو موقف مفيد في الحرب وبالفعل مثل انحيازها قلبا للموازين بالذات في دارفور.
ولكن لا تتوقع من المشتركة أن تحارب عبدالعزيز الحلو أو عبدالواحد محمد نور ما لم يهاجموا الفاشر مع الجنجويد وهو أمر غير واضح حتى الآن. لذلك يبقى خلاف مناوي وربما كل حركات سلام جوبا المتحالفة مع الجيش مع رفاقهم السابقين خلافا سياسيا قد لا يرقى لمرحلة القطيعة الكاملة، تماما مثل موقفهم من القحاتة.
هذا هو الواقع. أنت كداعم للجيش المشتركة في صفك الآن ضد الجنجويد، ولكن لا تتوقع أن ترى القوات المشتركة تقاتل الحلو في جبال النوبة لمجرد أنه تحالف مع الدعم السريع والمشتركة مع الجيش. هذا مستبعد وغير وارد في الوقت الحالي.
أنا قد أتفهم النقد الذي يوجه إلى مناوي بسبب تغريدته الأخيرة من باب الحوار السياسي والنقاش داخل الصف الوطني الواحد، ومناوي بالفعل يمثل الدولة (بموجب اتفاق سلام مع حركة متمردة ظلت تقاتل تحت نفس شعارات الهامش والمركز التي يرفعها تخالف نيروبي الآن) ولكن تبقى هناك مساحة للاختلاف.
الحرب التي بدأها الجنجويد كجنجويد اتخذت منحى جديدا بعد تحالف الجنجويد مع حركات التمرد التي أصبحت عتيقة وهي تستند إلى خطابها وشعاراتها، والدولة منذ زمن الانقاذ وبعد سقوط الإنقاذ لم تغلق باب الحوار مع هذه الحركات باعتبار أنها حركات تمرد مطلبية، واذا استمر تحالف هذه الحركات مع الجنجويد ونجح في خلق قاعدة شعبية فلن يكون هناك مفر من التفاوض معه في يوم ما. هذه حقيقة يجب التعامل معها.
مثلما قلت قبل يومين لا سبيل إلى هزيمة مشروع تحالف الجنجويد والحركات الجديد إلا بمشروع سياسي بديل يفرغ خطاب هذا التحالف القائم على أفكار الهامش والمركز ومطالب العدالة من مضمونه. وهذا لا يتم إلا بالانفتاح والمرونة والحوار وتقبل الآراء، وليس بالابتزاز والتخويف.
صحيح ليس مطلوبا من الجيش أن يرضخ لمليشيات ولا من الدولة والشعب السوداني أن يخضعوا لإبتزاز حركات متمردة أو حركات تهدد بالتمرد، ولكن لكي تتمسك الدولة بموقفها يجب أن يكون لديها موقف أساسا. بمعنى، يجب أن تبلور الحكومة الحالية والتي تمثل الدولة الخطوط العريضة التي تحدد ما يقبل وما لا يقبل النقاش. على سبيل المثال، لا نتوقع أن تساوم الحكومة في أمر السيادة أو حرية الشعب السوداني وحقه في ممارسة إرادته بشكل ديمقراطي أو مبدأ الجيش الواحد، وأنها ستقاتل في سبيل ذلك حتى النهاية، ولكن ما دون ذلك فهناك ما يقبل النقاش والحوار.
بدون وجود مشروع واضح محدد المعالم تقاتل من أجله وتصالح من أجله، فلن تعرف ما هي أهدافك ومن هو عدوك ومن هو صديقك ومتى تحارب ومتى تصالح. فالرؤية السياسة الواضحة أهم عامل من عوامل الانتصار.
ومثلما ذكرت من قبل، يجب أن تتضمن هذه الرؤية تعريف الانتصار في الحرب كذلك. متى نقول أننا انتصرنا وهزمنا أكبر مؤامرة ضد السودان؟ يجب أن تكون هناك رؤية تحدد ذلك بوضوح.
حليم عباس