ملك تايلاند يستقبل الإمام الطيب ويشيد بجهود الأزهر في نشر وتعزيز قيم الحوار
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
استقبل جلالة الملك فاجيرالونغكورن، ملك تايلاند، في القصر الملكي بالعاصمة بانكوك، فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بحضور الملكة سوثيدا، ملكة تايلاند؛ حيث رحَّب جلالته بفضيلة الإمام الأكبر، معربًا عن سعادته بهذه الزيارة الكريمة لفضيلته، مشيدًا بجهود الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في نشر وتعزيز قيم الحوار والسلام والتسامح والتعايش الإنساني.
وأكد جلالة الملك أن الأزهر يحظى بتقدير كبير من الشعب التايلاندي الذي يعيش في تناغم ووئام، معربًا عن حرص بلاده لرفع مستوى التعاون والعلاقات مع الأزهر الشريف؛ من خلال زيادة أعداد الطلاب الوافدين والمبتعثين الأزهريين، والتوسع في اعتماد المعاهد الدينية التي تقوم بتدريس المنهج الأزهري، والتنسيق بين مؤسسة الأزهر والمراكز الإسلامية في تايلاند، مشيرًا إلى أن الأزهر لا يمثل مرجعية لمسلمي تايلاند فحسب، وإنما هو منارة علمية عالمية لنشر الفكر الوسطي المستنير.
وأوضح جلالته أن هناك اهتمامًا كبيرًا من كل العائلات المسلمة في تايلاند لإرسال أبنائها للدراسة في الأزهر الشريف؛ حيث يحظى خريجو الأزهر في تايلاند بمكانةٍ كبيرةٍ في المجتمع، معربًا عن ثقته بأن تثمر هذه الزيارة التاريخية لفضيلة الإمام الأكبر عن إطلاق العديد من المبادرات والمشروعات الملهمة، وأن يحظى المسلمون في تايلاند بحضور اللقاءات الجماهيرية التي ستعقدها المؤسسات لشيخ الأزهر خلال فترة تواجد فضيلته في البلاد.
من جهته، أعرب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين عن سعادة فضيلته بزيارته تايلاند، وتقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن طلاب تايلاند الوافدين للدراسة في الأزهر يضربون المثل في الالتزام بالأخلاق والجد في تحصيل العلوم، وكانت لهم مشاركات اجتماعية متميزة في مختلف كليات جامعة الأزهر، مبينا أن الأزهر لا يقوم بتخريج الطلاب فحسب، وإنما يحرص على تعزيز التواصل مع خريجيه في مختلف أنحاء العالم ليكونوا سفراء للسلام والتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر لإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في تايلاند؛ خدمةً للمسلمين لتعلم لغة القرآن، وتكثيف دورات تدريب الأئمة التايلانديين في أكاديمية الأزهر، وزيادة المنح الدراسية المقدمة لأبناء المسلمين في تايلاند لاستكمال دراستهم في الأزهر، وزيادة عدد المبعوثين بما يلبي احتياجات المجتمع التايلاندي.
كما أعرب فضيلة الإمام الأكبر عن استعداد الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لإقامة مؤتمر عالمي للتعايش في تايلاند، بحضور عدد من قادة الأديان ورموزها من جميع أنحاء العالم، لتأكيد أهمية تعزيز التعايش السلمي والإخاء الإنساني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شيخ الأزهر ملك تايلاند أحمد الطيب الامام الاكبر حکماء المسلمین الأزهر الشریف الإمام الأکبر فی تایلاند
إقرأ أيضاً:
في ثاني حلقات الإمام الطيب: الاختلاف بيننا وبين الشيعة فكري وليس في الدين
قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الاختلاف بيننا وبين إخواننا الشيعة هو اختلاف فكر ورأي وليست فرقة دين، ودليل ذلك ما ورد عن النبي "صلى الله عليه وسلم" في حديثه المعجز، الذي استشرف فيه المستقبل فحذرنا من مخاطر الانقسام التي قد تنبني على ذلك حين قال: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ" بمعنى نحسند بعضنا دولنا على بعض، ونحسد بعض شعوبنا على بعض، ثم قال: "وَهِيَ الْحَالِقَةُ، وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدَّيْنِ"، ثم فسر قائلا: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، فاستكمل:"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثْبِتُ ذَلِكَ لَكُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بينكم"، بمعنى رسخو السلام بينكم وعيشوا فيه معا.
وبيِن الإمام الطيب، خلال ثاني حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أنه قد حدثت بعض الخلافات بين صحابة النبي "صلى الله عليه وسلم" ومن ذلك ما حدث على الخلافة، وقد قيل فيه "ما سل سيف في الإسلام مثلما سل على هذا الأمر"، كما اختلفوا في عهده "صلى الله عليه وسلم"، لكنهم لم يسلوا السيوف على أنفسهم، موضحا أن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي "صلى الله عليه وسلم" حين قال: " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته"، ويتقن فهمه الفهم الصحيح.
وأكد شيخ الأزهر، أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي، وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات.
واختتم فضيلته أن هذا اختلاف طبيعي في ذلك الوقت، خضع في تغليب أحدنا على الآخر لضرورات حياتية عملية فرضتها الظروف حينها، ولا يجب أن يكون هذا الاختلاف سببا في أن يكفر أحدنا الآخر، بل يجب فهم أن في هذا النوع من الاختلاف رحمة، فالصحابة رضوان الله عليهم قد اختلفوا، وقد أقر النبي "صلى الله عليه وسلم" اختلافهم، ولكن لم يكفر أحد أحدا من الصحابة، كما أننا نحن السنة لدينا الكثير من المسائل الخلافية، فلدينا المذهب الحنفي والمذهب الشافعي وغيرها من المذاهب، بكل ما بينها من أمور خلافية.