(CNN)-- مسعود بزشكيان، 70 عاما، الذي أعلن فوزه بانتخابات الرئاسة الإيرانية، السبت، هو طبيب في جراحة القلب وسياسي إيراني إصلاحي، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية.

وُلد بزشكيان عام 1954 في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية شمال شرقي إيران، من أب آذري وأمّ كردية، ونشأ في كنف عائلة ملتزمة بالقيم الدينية والوطنية، طبقا لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء، ووكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية.

وجرت الانتخابات المبكرة التي أوصلت بزشكيان إلى السلطة بعد موت الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في مايو/أيار الماضي في شمال غرب إيران، إلى جانب وزير الخارجية السابق حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين آخرين. 

وكان النائب بزشكيان هو المرشح الإصلاحي الوحيد الذي تنافس على أعلى منصب منتخب في البلاد، بعد منع عشرات المرشحين الآخرين من الترشح.

ومثّل مسعود بزشكيان أهالي مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران في 5 دورات بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، وكان نائبا لرئيس المجلس في دورته العاشرة، بحسب "تسنيم".

ومع اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية عام 1980، كان بزشكيان نشطاً في إرسال الفرق الطبية إلى جبهات القتال، حيث خدم كمقاتل وطبيب.

وأكمل دراسته الطبية عام 1985، ثم بدأ العمل في كلية الطب مدرّساً لعلم وظائف الأعضاء. وفي عام 1990، حصل على تخصص في الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، وفي عام 1993، تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران.

وفي عام 1994، تم تعيين بزشكيان رئيساً لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمر بمنصبه حتى عام 2000، ثم انتقل إلى طهران حيث تولى منصب نائب وزير الصحة بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمدة ستة أشهر.

وخلال الولاية الثانية للرئيس الأسبق، محمد خاتمي، تولى بزشكيان منصب وزير الصحة، لكنه ترك المنصب بعد فترة قصيرة نتيجة مساءلته من قبل البرلمان. وفي عام 2013، قدم بزشكيان ترشيحه للانتخابات الرئاسية، إلا أن مجلس صيانة الدستور رفض طلبه.

وفي عام 2016، تمكن من الفوز بمقعد في انتخابات البرلمان، وحافظ على مقعده لعدة سنوات. ومنذ عام 2008، مثل بزشكيان مدينة تبريز في البرلمان، حيث استمر في العمل السياسي والنضال من أجل الإصلاحات، بحسب وكالة "تسنيم".

ويفضل بزشكيان الحوار مع أعداء إيران، وخاصة فيما يتصل ببرنامجها النووي، ويرى في ذلك وسيلة لمعالجة القضايا الداخلية للبلاد.

وقال في مناظرة رئاسية جرت مؤخرا: "القضية الأساسية هي المنظور: هل نريد حل مشاكلنا مع العالم أم لا؟ أعتقد أنه يجب علينا أن نخرج من المأزق لحل مشاكل البلاد".

واكتسب بزشكيان شهرة لموقفه ضد حملة القمع ضد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2009، والعنف الذي ارتكبته شرطة الأخلاق سيئة السمعة في عام 2022 في أعقاب وفاة مهسا أميني، داخل حجز شرطة الأخلاق بعد احتجازها لعدم التزامها بقواعد الجمهورية الإسلامية الصارمة بشأن ملابس النساء. وقُتل المئات واعتقل الآلاف بينما كانت السلطات تسعى إلى سحق الاحتجاجات، وفقا للأمم المتحدة.

وخلال احتجاجات عام 2022، قال بزشكيان في مقابلة مع قناة IRINN التلفزيونية الإيرانية: "هذا خطأنا. نريد تطبيق الإيمان الديني من خلال استخدام القوة. هذا مستحيل علميا".

وأضاف: "أنا أتحمل جزءا من اللوم، وعلماء الدين البارزين والمساجد يتحملون جزءا من اللوم، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تتحمل جزءا من اللوم. يجب على الجميع التقدم إلى الأمام ليتحملوا المسؤولية، بدلا من القبض على تلك الفتاة وضربها وتسليم جثتها في نهاية المطاف (لأسرتها)".

ولقد قدم بزشكيان نفسه كمرشح لكل الإيرانيين. وقال في مناظرة رئاسية جرت مؤخرا: "من بين أنصاري من اليسار واليمين، حتى أولئك الذين لا يصلون".

وبعد أن فقد زوجته وأحد أبنائه في حادث سيارة عام 1994، كرس جزءا كبيرا من وقته للسياسة. وترشح بزشكيان للرئاسة في انتخابات عامي 2013 و2021، لكنه فشل في إحراز أي تقدم.

وينحدر الرجل البالغ من العمر 70 عاما من عائلة مختلطة عرقيا - والده أذربيجاني ووالدته كردية. والفارسية ليست لغته الأم. وقد أدى ذلك إلى تحسين صورته لدى الأقليات في إيران، ولكن ذلك جعله عرضة لهجمات معادية للأجانب من بعض المعارضين.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الانتخابات الإيرانية الحكومة الإيرانية وفی عام فی عام

إقرأ أيضاً:

بعد فوزه برئاسة إيران.. تحديات تنتظر مسعود بزشكيان.. رفع العقوبات الأبرز.. ومطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص العمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فاز المرشح الانتخابي مسعود بزشكيان برئاسة إيران، ليصبح الرئيس التاسع في تاريخ البلاد.

وينتظر بزشكيانمهام كثيرة بعد فوزه، خاصة في ظل ما تعيشه إيران حاليا من حالة يرثى لها على الصعيد الاقتصادي والسياسي، وقد اتهم بيزشكيان والمتشدد سعيد جليلي بعضهما البعض بالكذب والنفاق وعدم الكفاءة والفساد عدة مرات خلال مناظرات هذا الأسبوع. 

ولم تتح لأي منهما حتى الفرصة للرد على هذه المزاعم بسبب الطبيعة الفوضوية للمناقشات التي بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، ولقد قوض جميع المرشحين، وخاصة المرشحين الأخيرين، بشكل خطير مكانة الرؤساء الإيرانيين، في الماضي والمستقبل. 

وأكدوا مراراً وتكراراً أن الرؤساء غير قادرين على إحداث أي تغيير في النظام السياسي الصارم في البلاد، وأشاروا أيضًا إلى أن هناك مجالات، مثل فرض الحجاب وفرض الرقابة على الإنترنت، ليس للرؤساء الإيرانيين أي تأثير فيها. 

وأظهرت العديد من البرامج التي تم بثها على التلفزيون الحكومي أن كلا السياسيين، إلى جانب مساعديهما ومؤيديهما، لم يتمكنوا من السيطرة على غضبهم، وأثبتوا عدم قدرتهم على التعامل مع التحديات والخلافات دبلوماسياً. 

ويواجه بزشكيان تحديات دولية خطيرة، بدءاً بقرع بما يحدث في الشرق الأوسط، واحتمالات حدوث تغييرات سياسية في أوروبا والولايات المتحدة، والتي من المرجح أن تؤثر على مكانة إيران في التوازن الدولي. 

وهناك أيضاً الحرب المستمرة في أوكرانيا والمزاعم حول تورط إيران في الصراع، وهناك حاجة إلى قرارات وتسويات صعبة لتحقيق التوازن بين مصالح طهران، خاصة بالنظر إلى تفاعلات الصين وروسيا مع جيران إيران الجنوبيين. 

ويتعين اتخاذ قرارات صعبة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لرفع العقوبات الخانقة المفروضة على صادرات البلاد من النفط والتي فرضتها الولايات المتحدة لكبح جماح برنامجها النووي. 

فطهران في حاجة ماسة إلى الدولارات لتمويل وارداتها الأساسية والقيام على الأقل باستثمارات ضئيلة في صناعة النفط والغاز القديمة، وإن الرد على الادعاءات المتعلقة بطموحات إيران الإقليمية وتورطها في الإرهاب الدولي قد يكون أكثر صعوبة من المعاملات الدبلوماسية الروتينية. 

بالإضافة إلى ذلك، تتفاقم هذه التحديات بسبب اختيار جزء كبير من السكان عدم التصويت في الجولة الأولى، مدفوعًا بالاستياء المستمر من القمع العنيف لاحتجاجات عام 2022 والمشاكل المالية المستمرة التي تفاقمت على مدى السنوات الثلاث الماضية في ظل حكم محافظ للغاية. 

ويجب أن تكون معالجة الجوع، وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل، وتهدئة الشباب والنساء الساخطين، من أولويات الرئيس الجديد داخل البلاد. 

ويتطلب تحقيق هذه الأهداف التغلب على الحواجز الأيديولوجية بين الشعب والدولة. وبعيداً عن هذه المخاوف المباشرة، هناك التحديات النظامية التي أعاقت تنمية البلاد منذ عام 1979.

مقالات مشابهة

  • تحديد موعد مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد
  • بعد فوزه برئاسة إيران.. تحديات تنتظر مسعود بزشكيان.. رفع العقوبات الأبرز.. ومطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص العمل
  • صحيفة إيرانية: مفاوضات النووي مع واشنطن ليست مستبعدة في عهد بزشكيان
  • إيران.. الإصلاحيون يشكلون مجلساً بعضوية ظريف تمهيداً لحكومة بزشكيان
  • تفاؤل بانفتاح دبلوماسي جديد بعد انتخاب بزشكيان رئيسا لإيران
  • بزشكيان في رسالة إلى حسن نصرالله: إيران ستواصل دعم حزب الله بقوة
  • الرئيس الإيراني لـ الأمين العام لحزب الله": دعم إيران ضد إسرائيل سيستمر بقوة
  • رسالة جوابية من الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان إلى أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله
  • كرس حياته لعائلته ورعته ابنته بعد وفاة زوجته.. من هو بزشكيان الأب رئيس إيران؟
  • كرس حياته لأبنائه بعد وفاة زوجته.. من هو بزشكيان الأب رئيس إيران؟