خطة لوبان لسوق الطاقة تثير المخاوف في جميع أنحاء أوروبا
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
أثارت سياسات الطاقة التي اقترحتها مارين لوبان مخاوف كبيرة بين جيران فرنسا وقادة الأعمال الأوروبيين، وفقا لوكالة بلومبيرغ.
وترى بلومبيرغ أن خطط حزب التجمع الوطني الفرنسي لاستعادة السيطرة على أسعار الطاقة يمكن أن تؤدي إلى تعطيل سوق الكهرباء الأوروبية المترابطة، وقد يؤدي ذلك إلى إضعاف المورد الرئيسي للطاقة في فرنسا -شركة كهرباء فرنسا- وتعريض أمن الطاقة في المنطقة بأكملها للخطر.
وتعهد حزب التجمع الوطني بزعامة لوبان بإعادة تقييم أسعار الطاقة الفرنسية من خلال إنهاء المعاملات القائمة على السوق عبر الحدود واستبدالها بعقود ثنائية أو متعددة الأطراف مع الدول المجاورة.
السياسة المقترحة يمكنها أن تقلل كثيرا من فواتير الطاقة للأسر الفرنسية (الفرنسية)وبعيدا عن نظام السوق الأوروبي الحالي حيث تحدد الأسعار تدفقات الطاقة، يعدّ هذا التحول بمنزلة خطر كبير، وفق ما ذكرته بلومبيرغ.
وصرح نيكولاس غولدبرغ، الشريك في شركة كولومبوس للاستشارات في باريس للوكالة، بأن "فرنسا ستطلق النار على نفسها من خلال هذا الخروج الكهربائي. ولن يتم ضمان الصادرات، مما يؤدي إلى خسارة الإيرادات النووية لشركة (إي دي إف)".
تأثير اقتصادي محتملويمكن للسياسة المقترحة -وفقا لبلومبيرغ- أن تقلل كثيرا من فواتير الطاقة للأسر الفرنسية.
ويقدر جان فيليب تانجوي، المسؤول عن منصة الاقتصاد والطاقة في حزب التجمع الوطني، أن فصل أسعار الطاقة الفرنسية عن الأسواق المجاورة، إلى جانب التخفيضات الضريبية، يمكن أن يخفض فواتير الطاقة بنسبة تصل إلى 40%.
ومن المرجح أن يلقى هذا الاقتراح صدى لدى الناخبين، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.
وعلى الرغم من أن حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون أنفقت عشرات المليارات من اليورو لحماية المستهلكين من ارتفاع أسعار الطاقة منذ أزمة الطاقة عام 2022، فإن ارتفاع تكاليف الكهرباء بالجملة تم نقله تدريجيا إلى المستخدمين النهائيين استنادا إلى المصدر ذاته.
وقال وزير المالية برونو لومير إن قوى السوق تعمل الآن لمصلحة المستهلكين، متوقعا أن تنخفض فواتير الأسر بنسبة 15% أوائل العام المقبل.
جيران فرنسا يترقبونوأعربت ألمانيا، ذات الأسعار الأعلى للطاقة بسبب اعتمادها على الوقود الأحفوري بعد التخلص التدريجي من الطاقة النووية، عن قلقها بشأن مقترحات لوبان.
فرنسا تعد حجر الزاوية في سوق الطاقة في أوروبا كونها أكبر منتج للكهرباء في القارة بأسطول مكون من 56 مفاعلًا نوويا (رويترز)وحذر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك قائلا "إذا قسمنا أوروبا إلى دول قومية مرة أخرى وتم إنتاج المنتجات الفرنسية في فرنسا فقط بأموال فرنسية للفرنسيين، وفكرنا في ذلك، فإن الأمر نفسه ينطبق على ألمانيا وبولندا والدول الإسكندنافية، فعندئذ سنفعل ذلك". وتابع هابيك "فقدان الرخاء في أوروبا سيصبح أكثر تكلفة".
فرنسا في سوق الطاقة الأوروبيةوتعد فرنسا، من خلال شركة "إي دي إف" المملوكة للدولة، حجر الزاوية في سوق الطاقة في أوروبا، كونها أكبر منتج للكهرباء في القارة بأسطول مكون من 56 مفاعلا نوويا، وفقا لبلومبيرغ.
وكثيرا ما تصدر هذه المفاعلات الطاقة الفائضة، وذلك ما يحقق أسعارا أعلى في الخارج. وكانت أهمية هذا الدور واضحة بوجه خاص في عام 2022 عندما تسببت المشكلات الفنية في العديد من المفاعلات والحرب الروسية على أوكرانيا في أزمة طاقة.
وساعدت قدرة فرنسا على تصدير الكهرباء في استقرار أسعار الطاقة في جميع أنحاء أوروبا.
وشددت كاثرين ماكجريجور، الرئيسة التنفيذية لشركة "إنجين إس إيه"، على مخاطر إعادة فرض الحواجز على إمدادات الطاقة، قائلة "من دون سوق الطاقة الأوروبي، سنتعرض لمزيد من الأسعار المتقلبة، وحتى لخطر انقطاع التيار الكهربائي".
وتذكر بلومبيرغ أن أمن الطاقة في فرنسا استفاد من سوق الطاقة الأوروبي المتكامل، خاصة خلال تراجع إنتاج شركة "إي دي إف" في عام 2022. وأبرز تقرير صادر عن هيئة تنظيم الطاقة في فرنسا، لجنة تنظيم الطاقة، أن التعديل في الوقت الحقيقي لتدفقات التجارة في السوق المفتوحة يقلل من التكاليف للمستهلكين الأوروبيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أسعار الطاقة سوق الطاقة الطاقة فی فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
فرنسا تدعو أوروبا لتقليل اعتمادها الأمني على أميركا
باريس (وام)
أخبار ذات صلة ترامب يبدأ ولايته الثانية بسلسلة أوامر تنفيذية الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً للجيش اللبناني بقيمة 60 مليون يوروقال وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، إن خطاب التنصيب الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب جرس إنذار قوي للعواصم الأوروبية، داعياً إلى تحديد إطار واضح للاستقلالية الدفاعية الأوروبية.
جاء هذا التصريح خلال مقابلة أجراها الوزير مع إذاعة «فرانس إنتر»، حيث تناول أهمية التحرك الأوروبي في ظل التغيرات السياسية الدولية. وقال لوكورنو: «ربما تكون حدة كلمات الرئيس الأميركي فرصة لإحداث صدمة تدفع الدول الأوروبية إلى إدراك أهمية بناء منظومة دفاعية مستقلة فأوروبا، لعقود طويلة، اعتمدت على المظلة النووية الأميركية ضمانة أمنية، وهي سياسة تحتاج إلى مراجعة جذرية في ظل المتغيرات الجيوسياسية الحالية.
وأشار إلى ضرورة أخذ تصريحات قادة القوى الكبرى بجدية، مشدداً على أن خطاب ترامب يعكس تحولاً في السياسة الأميركية تجاه أوروبا، مما يستدعي إعادة تقييم الأوروبيين لسياساتهم الدفاعية واعتماد نهج أكثر استقلالية، داعياً أوروبا إلى تحمل مسؤولياتها الأمنية بشكل أكبر، دون الاعتماد المفرط على الدعم الأميركي.