تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هتفوا له: يا بطل ! واستعرضوهُ في
الساحات. نَطَّتْ عليه قلوب الفتيات
الواقفات على الشرفات، ورششنه بالأَرُزِّ
والزنبق. وخاطبه الشعراء المتمردون على
القافية بقافية ضروريّة لتهييج اللغة:
يا بَطَلْ ! أنتَ الأَمَلْ. وهو، هو
المرفوع على الأكتاف رايةً منتصرة، كاد
أن يفقد اسمه في سيل الأوصاف.
خجول كعروس في حفلة زفافها. لم أفعل
شيئًا. قمت بواجبي الشخصي. في صباح
اليوم التالي، وجد نفسه وحيدًا يستذكر
ماضيًا بعيدًا يلوِّح له بيد مبتورة الأصابع
يا بطل ! أنت الأمل. يتطلع حوله
فلا يري أحدًا من المحتفلين به البارحة.
يجلس في جُحرْ العزلة. ينقِّبُ في
جسده عن آثار البطولة. ينتزع الشظايا
ويجمعها في صحنِ تَنَك، ولا يتألم...
ليس الوجع هنا. الوجع في موضع آخر.
لكن من يستمع الآن إلى استغاثة القلب ؟
أحسَّ بالجوع. تفقَّد معلبات السردين والفول
فوجدها منتهية الصلاحية. ابتسم وغمغم:
للبطولة أيضًا تاريخ انتهاء صلاحية.
وأدرك أنه قام بواجبه الوطنيّ !
محمود درويش
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
آخر لحظات حياته.. نجل هاني الناظر: كان نفسه يرد على تساؤلات المرضى قبل رحيله
تحدث الدكتور محمد هاني الناظر، أخصائي الأمراض الجلدية، عن ذكرياته مع والده الراحل الدكتور هاني الناظر، مشيرًا إلى اهتمامه الكبير بمظهره وصحته وتفانيه في مساعدة المرضى حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
وفي لقاء مع الإعلامي شريف نور الدين في برنامج «أنا وهو وهي» على قناة “صدى البلد”، أوضح الدكتور محمد أن والده كان يدير صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بنفسه حتى قبل وفاته بأسبوعين، رغم تدهور حالته الصحية.
وقال: "كان بيقول لي إنه نفسه يبقى كويس عشان يقدر يرد على تساؤلات المرضى".
وأضاف أن الدكتور هاني الناظر كان يخصص وقتًا كبيرًا للتواصل مع المرضى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يفوق الوقت الذي يقضيه في عيادته.
وبعد وفاته، قرر الدكتور محمد الاستمرار في إدارة الصفحة للرد على استفسارات المرضى، تكريمًا لوالده ودوره الإنساني.
وعن الجانب الإنساني للراحل، كشف الدكتور محمد أن والده لم يكن يحتفظ بالمال ولم يترك أي ثروة مادية لعائلته، مشيرًا إلى أن إرثه الحقيقي كان علمه ومبادئه. وعلق قائلاً: "كان سايبها على ربنا".
أما عن اللحظات الأخيرة في حياة الدكتور هاني الناظر، أفاد نجله بأن آخر كلمة قالها قبل وفاته كانت: "كل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".