فر آلاف الفلسطينيين من منازلهم شمال غزة إلى ملعب كرة القدم الرئيسي «اليرموك»؛ بحثًا عن الأمان من هجمات الاحتلال الإسرائيلي، ولكن يلاحقهم مخاطر أخرى من أمراض ونقص نقص الطعام والماء بشكلٍ خطير يهدد صحتهم، بحسب ما ذكرته قناة «روسيا اليوم».

مقاعد البدلاء تتحول إلى مكان لاستحمام الأطفال

وتحت ظلال المدرجات، تتراص خيامهم المؤقتة، ملابسهم معلقة على أسوار الملعب المغبر، تجف تحت شمس غزة القاسية، وتتحول مقاعد البدلاء التي اعتاد عليها اللاعبون لتكون مكانا يقدم الرعاية الأساسية لهم والحماية من أشعة الشمس، تحمم أم بشار طفلها الصغير في حوض من البلاسيتك، بينما يحيطها الأنقاض والدمار.

 

وبينما تفوح رائحة الصابون من شعره، ارتعش الطفل بشدة وأخذ يرتعش بينما تصب الأم الماء البارد على رأسه، أمسك بالمقاعد البلاستيكية بقوة، متشبثاً بها لكي لا يفقد توازنه، لتتحدث الأم وتروى المعاناة التى شهدوها بسبب هجمات الاحتلال الإسرائيلي: «نزحنا عدة مرات، آخرها بسبب العمليات الإسرائيلية الأخيرة في حي الشجاعية بغزة».

وأضافت: «استيقظنا ووجدنا الدبابات أمام الباب... لم نأخذ معنا أي شيء.. لا مرتبة، لا وسادة، لا ملابس، لا طعام، لا شيء».

ملعب اليرموك

وفرت الأم مع سبعين شخصًا آخرين إلى ملعب اليرموك الواقع على بعد ثلاثة كيلومترات شمال غرب الشجاعية شرق مدينة غزة، الذي تعرض لقصف عنيف، مما جعله شبه خالٍ مع بداية الحرب، كان هناك الكثير من الناس فروا إلى الملعب، لكنهم لم يعد لديهم مأوى للعودة إليه بعد انتهاء الحرب.

وعلى الرغم من حصار قوات الاحتلال الإسرائيلية لشمالي غزة وعزله بشكل كبير، ظل مئات الآلاف من السكان هناك. مع ذلك، شهدت عملية تدفق المساعدات تحسنا مؤخرا، وقالت الأمم المتحدة خلال الأسبوع الجاري إنها قادرة حاليا على توفير الاحتياجات الأساسية في الشمال.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ملعب اليرموك غزة قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل فلسطين

إقرأ أيضاً:

غزة تصنع معجزة البقاء

 

 

في ظل تصاعد آلة القتل الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، يشهد قطاع غزة أبشع صور العدوان الوحشي والتدمير الشامل، في مشهد يعكس الإصرار الإسرائيلي المدعوم من امريكا على ارتكاب جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج بحق المدنيين العزل من النساء والأطفال. ومع كل يوم تمضي فيه الحرب، تتعمّق المأساة الإنسانية، وتتعرى الأقنعة عن وجه العالم الذي اختار الصمت، أو أسوأ من ذلك، الاصطفاف إلى جانب الجلاد.
لقد أثبت استئناف الحرب وتجدد القصف أن الكيان الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى إخضاع غزة، بل إلى تفريغها من سكانها، ضمن مخطط قديم متجدد لإلغاء الوجود الفلسطيني. وتحت مظلة الغطاء الأمريكي، وتحريض بعض الأنظمة العربية العميلة، تتحول غزة إلى ساحة مفتوحة للدمار.
إن مواجهة هذا العدوان لا تكون فقط بالصواريخ، بل تبدأ بالتولي لله ورسوله والمؤمنين، و إعادة توحيد الصف الفلسطيني على أسس وطنية صلبة،و ومقاطعة شاملة للكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا، وتفعيل أدوات الردع الشعبي الفلسطيني.
ولعلّ دور محور المقاومة في هذه اللحظة التاريخية مصيري، إذ لم يعد مقبولًا العمل بردود الأفعال المتفرقة، بل يجب أن تتوحد الجبهات وتتزامن الضربات، وتتوسع الحملات الإعلامية والحقوقية لكشف الجرائم وتوثيقها وفضح كل من يتواطأ مع الاحتلال.
في المقابل، يتجلى الصمت الدولي المخزي نتيجة لعوامل عدة، أبرزها هيمنة اللوبيات الصهيونية على مراكز القرار والإعلام في الغرب، ما يؤدي إلى تحريف الحقائق وتزييف الوعي العام. هذا إلى جانب ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي، حيث تُطبق قوانين حقوق الإنسان بشكل انتقائي يخدم مصالح القوى الكبرى.
أما المؤسسات الدولية، فهي باتت رهينة للفيتو الأمريكي، الذي يعطل أي محاولة لمساءلة الاحتلال أو منعه من ارتكاب المزيد من الجرائم. ورغم ذلك، فإن التظاهرات الشعبية في العالم الغربي تكشف عن وعي شعبي متصاعد، وشرخ آخذ في الاتساع بين الشعوب وحكوماتها، وهو ما يمكن أن يشكل عامل ضغط تراكمي فاعل في المستقبل.
أما داخليا، فإن كيان الاحتلال يشهد حالة من الغليان الشعبي، نتيجة تعنت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يرفض الاستجابة لمطالب أهالي الأسرى الصهاينة والمجتمع الدولي، ويتمسك بمواصلة الحرب، ليس من منطلقات عسكرية، بل من أجل أهداف شخصية تتمثل في البقاء بالسلطة، والهروب من ملفات الفساد التي تلاحقه.
نتنياهو، الذي يتعامل مع غزة كورقة سياسية لإنقاذ مستقبله الشخصي، يقود إسرائيل نحو الهاوية، ويُسرّع من تفككها الداخلي، تعنته يُضعف المعارضة، ويفاقم الانقسام الداخلي، لكنه لا يُحقق نصرا، بل يُعجّل في انهيار المشروع الصهيوني نفسه.
في المقابل، تواصل غزة المقاومة، ويثبت الشعب الفلسطيني مرةً بعد مرة أنه أقوى من المؤامرات، وأصلب من الحصار. بالصمود، وبالوحدة، وبالإيمان بعدالة قضيته، يُعيد الفلسطينيون كتابة معادلة النصر. وستظل غزة، رغم الجراح، عنوانًا للكرامة، وقلعة للصمود في وجه واحدة من أبشع القوى الاستعمارية في هذا العصر.
قد تبدو اللحظة قاتمة، لكن التاريخ يعلمنا أن الشعوب التي تناضل لا تُهزم، وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال. وستظل المقاومة هي الكلمة التي تُراهن عليها الأمة، في معركة الوعي والكرامة والحرية. وإن غدًا لناظره قريب.

مقالات مشابهة

  • هل يتحول حلم ترامب بإحياء الصناعة الأميركية إلى كابوس؟
  • شاهده عبر الكاميرات.. محافظ الدقهلية يوجه بتوفير مسكن ورعاية صحية لمسن بلا مأوى
  • محافظ الدقهلية يكلف بتوفير جميع أوجه الرعاية الصحية والاجتماعية لحالة "بلا مأوى"
  • الاحتلال يُدمر آليات الإنقاذ استهدافًا للأمل في النجاة.. مقترح جديد لوقف الحرب في غزة وسط تصعيد متواصل
  • هل يتحول القطب المالي للدار البيضاء مستقبلاً إلى “داون تاون” ؟
  • فيديو.. هتافات غاضبة تستقبل بن غفير في مطار أميركي
  • "أطباء بلا حدود" تدعو لرفع الحصار عن مخيم زمزم للنازحين بالسودان  
  • غزة تصنع معجزة البقاء
  • الرئيس العراقي يشارك في قداس عيد الفصح بكنيسة سيدة النجاة في بغداد
  • الاحتلال يصعد عدوانه على غزة.. حصار وقصف للنازحين وتدمير منازل ومجـ.ازر متواصلة