تونسيون مزدوجو الجنسية: سنعود لتونس إن حكم اليمين المتطرف فرنسا
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن هناك مخاوف لدى كثير من التونسيين مزدوجي الجنسية من احتمال صعود اليمين الفرنسي المتطرف للحكم، وأكد عدد منهم أنهم سيغادرون فرنسا في تلك الحالة لحماية أنفسهم وأطفالهم من مخاطر العنصرية والتمييز في الدراسة والعمل.
وحقق حزب التجمع الوطني نتائج إيجابية في الانتخابات التشريعية الأسبوع الماضي، مما كرس تلك المخاوف في نفوس المهاجرين والأجانب بشكل خاص، حتى ممن يحملون الجنسية الفرنسية.
ونقلت لوموند شهادات لتونسيين يحملون الجنسية الفرنسية تسلط الضوء على تلك المخاوف، ومن بينها حالة مهدي (42 عاما) الذي يعمل مبرمج حاسوب، والذي يعيش حاليا في تونس.
وأكد مهدي أنه متردد حاليا في العودة للعيش في فرنسا، مبرزا أن "اليمين المتطرف أوجد له موطئ قدم وبدأ في اضطهاد المهاجرين والأجانب، ولا أرغب في أن تعاني ابنتي من ذلك".
وبحسب لوموند، كان مهدي قد عاد إلى تونس بعد ثورة الياسمين في 2011 بعد أن واجه معاناة مع ممارسات عنصرية، لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادي والسياسية في تونس بسبب سياسة الرئيس قيس سعيد إثر سيطرته على السلطات كلها في 25 يوليو/تموز 2021، بدأ مهدي يفكر في العودة إلى فرنسا، لكنه متردد.
كما تحدثت سارة، مواطنة فرنسية من أصل تونسي، عن قرارها العودة إلى تونس برغم المشاكل الداخلية هناك، لأن جنسيتها في بلادها الأصلية -على الأقل- ليست موضع تساؤل. وقالت سارة إنها فوجئت في فرنسا مؤخرا بلافتة تظهر صبيا أشقر يقول "دعونا نمنح الأطفال البيض مستقبلا"، مما أثار الخوف في نفسها على ابنها ذي الملامح العربية.
لندنكما اتخذت ريم، فرنسية من أصل تونسي، هي الأخرى القرار نفسه، وذهبت لتعيش في العاصمة البريطانية لندن.
وقالت لوموند إن تقريرا للجنة الوطنية الفرنسية الاستشارية لحقوق الإنسان صدر في 2023 أكد أن مؤشر التسامح تجاه المسلمين في فرنسا منخفض نسبيا، مؤكدا أن أغلبية مؤيدي حزب التجمع الوطني يرون أن "المسلمين ليسوا فرنسيين مثل الآخرين".
وقالت ريم "عندما سمعت جوردان بارديلا، زعيم التجمع الوطني، ينتقد مزدوجي الجنسية، أزعجني ذلك وأحزنني. ثم قلت في نفسي إنه إذا كان عليّ الاحتفاظ بجنسية غربية، فلتكن الجنسية الإنجليزية".
وتابعت أنها لم تفكر في ذلك الخيار قط من قبل، أما الآن فهي تفكر في الأمر بجدية. وأكدت ريم "لن أتخلى أبدا عن جنسيتي التونسية، إنها جنسية والدي، وهي جنسيتي الأولى".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
لوموند: تكشف كواليس لقاء الأسد مع مبعوث بوتين الخاص.. رفض مقارنته بيانوكوفيتش
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنّه في نيسان/ أبريل 2014، استقبل رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، في دمشق، رئيس الوزراء الروسي السابق والرئيس السابق لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، سيرجي ستيباشين، حاملاً رسالة، بغية نقلها إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين٬ جاء فيها: "أنا لست فيكتور يانوكوفيتش".
وأبرزت الصحيفة: "آنذاك، تم إرسال المبعوث الخاص للكرملين، ستيباشين، كرئيس للجمعية الأرثوذكسية الفلسطينية الإمبراطورية، من أجل قياس نبض الأسد، في وقت كانت الثورة السورية قد خلّفت بالفعل 150 ألف قتيل وألقت بـ 3 ملايين سوري إلى المنفى".
وتابعت: "في نهاية مهمته، أعلن ستيباشين أنّ: الأسد في حالة جيدة، وليس لديه أدنى شك فيما يفعله". فيما أكد الأسد له مجدداً: "أنا لست فيكتور يانوكوفيتش"، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني السابق، الذي لجأ إلى موسكو في شباط/ فبراير 2014، عقب فراره السريع من بلاده؛ وهو سيناريو كان حينها غير قابل للتصور بالنسبة للأسد.
الأسد على خطى ليانوكوفيتش
بعد مرور عشر سنوات، اتّبع بشار الأسد، مساراً مشابهاً للرئيس الأوكراني السابق. فبعد تهريبه، وصل رئيس النظام السوري المخلوع إلى روسيا، مُطارداً بنفس الصور: غزو ونهب قصره، مثلما حدث مع القصر الأوكراني.
التشابه بين هزيمتهما، في بلدين يتمتعان بأهمية بالغة بالنسبة لموسكو، وصفته الصحيفة الفرنسية بكونه "مثير للقلق". مردفة: "وصل كلاهما إلى روسيا دون كلمة من مضيفهما فلاديمير بوتين، الذي لا يحب الرؤساء المخلوعين".
إذلال الأسد بعد سقوطه
لم يستقبل سيد الكرملين فيكتور يانوكوفيتش مرة أخرى، على الأقل رسميًا. أما بالنسبة لبشار الأسد، فقد صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، في اليوم التالي لسقوط الأسد، بأنه: "ليس هناك أي اجتماع في جدول الأعمال الرسمي للرئيس الروسي".
بينما كان العالم يتساءل عن مصير الدكتاتور السوري الذي وصف بـ"الصّامت"، بعد سيطرة المعارضة السورية على دمشق، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية "استقالته"، في خطوة اعتبرتها صحيفة "لوموند" أنها تُشكل "إذلالاً" له.
إلى ذلك، ذكرت الصحيفة الفرنسية أن: فرار الرئيس السوري المخلوع عبر القاعدة الروسية في حميميم، والذي وصفه السفير السوري لدى موسكو بشار الجعفري بأنه "مخز ومهين تحت جنح الليل"، ربما كان بطلب من موسكو.
وأكد الأسد، عبر رسالة نشرت في 16 كانون الأول/ ديسمبر الماضي،على حسابي "التلغرام" و"الفيسبوك" التابعين للنظام السوري المخلوع، أنه اتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية عائلته وجزء من ثروته التي نقلت إلى روسيا على مدى سنوات.
الاستعداد للذهاب إلى روسيا
في صيف عام 2017، أرسل الأسد أطفاله الثلاثة مع مجموعة من الأطفال السوريين إلى مخيم صيفي في شبه جزيرة القرم، حيث بقي حافظ وزين وكريم، الذين كانت أعمارهم آنذاك 16 و14 و13 عامًا، لعدة أسابيع في مخيم آرتيك المجدد.
وفي نيسان/ أبريل 2018، كشف الأسد بنفسه عن وجودهم هناك، قائلاً لمجموعة من البرلمانيين الروس الذين استقبلهم في دمشق: "بعد هذه الرحلة، بدأوا يفهمون روسيا بشكل أفضل".
وأشارت الصحيفة إلى أن أبناء الرئيس المخلوع قد بدؤوا في دراسة اللغة الروسية بشكل مكثّف. كما حصل الابن الأكبر حافظ الأسد، الذي يحمل اسم جده، على درجة الماجستير في الرياضيات البحتة من جامعة موسكو الحكومية، وهو في سن الـ21 عاماً، متحدثاً اللغة الروسية بطلاقة.
تهريب الأموال
ذكرت الصحيفة الفرنسية أنه بعد أقل من شهر من بدء العمليات الروسية في سوريا، انطلق بشار في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 من قاعدة حميميم باتجاه موسكو على متن طائرة إليوشين 62-M، كما كان الحال أثناء هروبه.
وكان هذا الخروج الأول للرئيس المخلوع، خارج حدوده، منذ بداية الحرب، وتبعتها خمس زيارات أخرى بين عامي 2017 و2024 لموسكو أو منتجع سوتشي الساحلي، على شواطئ البحر الأسود. لم تُستخدم الطائرات الروسية لنقل آل الأسد فحسب، بل كانت أموالهم تنتقل جواً أيضاً.
وفي عام 2019، قدرت منظمة "جلوبال ويتنس" غير الحكومية، المتخصصة في مكافحة نهب الموارد الطبيعية والفساد، أن أعضاء بارزين في عائلة مخلوف، المرتبطين بالأسد والخاضعين للعقوبات الأمريكية والأوروبية، يمتلكون ما لا يقل عن 40 مليون دولار من العقارات في ناطحتي سحاب بمنطقة الأعمال الفاخرة في موسكو والمعروفة باسم موسكو-سيتي.