صيف مصر ينعش اقتصاد مدنها الساحلية.. فماذا عن الشتاء؟
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
الإسكندرية- ينتعش النشاط الاقتصادي في المدن الساحلية في مصر الممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط خلال فصل الصيف، مما يخفف جزئيًّا من حالة البطالة والركود التي تستمر طيلة الشتاء.
ويقول عاشور الصعيدي، حارس عقار خمسيني في أحد عقارات محافظة مطروح على الساحل الشمالي الغربي، للجزيرة نت، إن الحركة تعود إلى شوارع المدينة مع موسم المصايف وهو ما ينعش حالة أهل المحافظة الاقتصادية، خلال فصل الشتاء حيث "تكون الحياة هنا شبه ميتة، والمحال التجارية مغلقة والشوارع خالية".
وعن أسعار الإيجارات يضيف عاشور أنها ارتفعت في بداية الصيف بصورة كبيرة حيث وصلت الزيادة إلى 100% مقارنة بالعام الماضي مع ارتفاع التضخم واجتذاب المصطافين المصريين والأجانب.
أما نجلاء -صاحبة محل لبيع الإكسسوارات ولعب الأطفال فتقول "تشهد المطاعم والمقاهي المنتشرة على طول الكورنيش وغيرها من المحلات ومراكز التسوق في المدينة الساحلية زخما كبيرا وزيادة معدلات الإقبال على المنافذ خلال الصيف".
لكن الأمر يتغير -حسب نجلاء- خلال فترات الشتاء حيث نعاني من البطالة والركود ونواجه واقعا قاسيا.
ويتوقع سامر عبود، مدير أحد الشواطئ الخاصة بشرق الإسكندرية أن يستمر الحال على ما هو عليه خلال شهور الصيف بعد انتعاش مؤقت في موسم عيد الأضحى المبارك لبعض الأنشطة.
ويضيف في حديث للجزيرة نت، أنه -وأقرانه في المدينة الساحلية- يعيشون حالة بطالة لأشهر عديدة خلال الشتاء، لذلك يضطر للتقشف والاعتماد على مدخراته البسيطة لتأمين احتياجاته.
تحدي موسم الشتاءمن جهته، يقول محمد سعد، مدير إحدى شركات السياحة للجزيرة نت، إن موسم الشتاء يشكل تحديًّا كبيرًا للعديد من القطاعات الخدمية والتجارية في المدن السياحية الساحلية، فبعد انتهاء الموسم الصيفي المزدهر، تشهد هذه المناطق انخفاضًا ملحوظًا في أعداد الزوار والسياح، وهذا الوضع يؤثر بشكل كبير على مبيعات ودخل العديد من المنشآت.
حرارة الصيف تخلق رواجا لعشرات المهن الموسمية خلال الصيف (الجزيرة)ويضيف: "تقوم الحكومة ببعض الجهود الترويجية للمدن السياحية، لكنها لا تزال غير كافية لجذب السياح خلال الشتاء، وما زلنا نفتقر إلى الدعم اللازم للقيام بذلك، لذلك نضطر إلى تقليص ساعات العمل وتخفيض حجم الموظفين للتكيف مع هذا الواقع".
وطالب السلطات بتقديم برامج دعم ملموسة لهذه القطاعات خلال موسم الشتاء، ومنها:
منح إعفاءات جزئية من الضرائب والرسوم. تقديم حوافز للشركات للحفاظ على مستوى التوظيف. تنفيذ مشروعات تطوير البنية التحتية السياحية، وغيرها من آليات المساعدة لتجاوز تحديات الموسم الشتوي. اعتماد مفرط على النشاط السياحي الصيفيمن جانبه، يرى الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد الدكتور علاء حسب الله، أن الاعتماد المفرط لمدن السياحة الموسمية على النشاط السياحي الصيفي يجعلها شديدة الضعف والتأثر بالتقلبات الاقتصادية؛ فالإشغال الفندقي تصل نسبته في بعض المناطق إلى أقل من 10% في الشتاء، ما يؤدي إلى تراجع كبير في الإيرادات والأرباح وانكماش حجم الإنفاق السياحي في هذا الموسم، ويحد من قدرة الشركات على الاستثمار وتوظيف العمالة بشكل دائم.
ويوضح حسب الله أن الآثار الاقتصادية للحالة الموسمية للمدن الساحلية تمتد لتشمل القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل النقل والمطاعم والتجزئة والخدمات، مما يؤثر سلبًا على حجم الناتج المحلي لهذه المدن.
وأكد أستاذ الاقتصاد على ضرورة معالجة هذه الإشكالية، عبر :
إطلاق حملات ترويجية مكثفة. تطوير منتجات سياحية متنوعة لجذب السياح طوال العام. تشجيع المبادرات الخاصة للفنادق والمنتجعات لتنشيط الحركة في المواسم الشتوية.وشدد على ضرورة تنويع النشاط الاقتصادي للمدن الساحلية بين زراعة وصناعة وغير ذلك، حتى يتمكن العمال والأهالي من العثور على فرص عمل خلال فترة الشتاء بدلًا من تركهم فريسة للبطالة أو اللجوء إلى الأعمال المخالفة للقانون مثل تهريب الممنوعات وبخاصة في المحافظات الحدودية.
الحركة السياحية تزداد خلال الصيف في المحافظات الساحلية ومنها الإسكندرية (الجزيرة) استعدادات لإنجاح الموسم الصيفييقول مدير عام وزارة السياحة بالإسكندرية، عبدالوهاب محمد، إن الحركة السياحية تزداد خلال الصيف في المحافظات الساحلية ومنها الإسكندرية.
ويضيف في حديث للجزيرة نت، أن الطلب ارتفع هذه السنة على بعض المقاصد السياحية الداخلية.
ولفت عبد الوهاب محمد إلى أن الاستعدادات تجري على قدم وساق لإنجاح هذا الموسم، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن يكون الموسم الصيفي 2024 قويا، خاصة بعد وصول المعدلات الخاصة بالإشغالات والحجوزات الفندقية إلى 90% في نطاق محافظة الإسكندرية.
وأشار إلى أن وزارة السياحة واجهت تحديات كبيرة في السنوات الماضية لتنشيط السياحة خلال فصل الشتاء.
وقال عبد الوهاب: نظمنا عروضًا وحُزمًا ترويجية مع شركات السياحة والفنادق، وركزنا على إبراز أهم الفعاليات والمهرجانات والأنشطة الثقافية والترفيهية التي تقام في المدن الساحلية، ورغم هذه الجهود ما زلنا نواجه بعض التحديات، منها التنافس مع الوجهات السياحية الأخرى في البلدان المحيطة وضعف البنية التحتية في بعض المناطق.
وتابع "لكننا نعمل جاهدين لمواجهة تلك التحديات وتعزيز دور مدننا كوجهة سياحية مميزة طوال العام.
حسب مراقبين لا يزال أمام القائمين على السياحة في مصر الكثير من الجهد لتحويل الدولة إلى عملاق سياحي (الجزيرة) أهمية القطاع السياحيبدوره، أكد عميد كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، الدكتور السيد الصيفي، أنه لا يزال أمام القائمين على السياحة في مصر الكثير من الجهد لتحويل الدولة إلى عملاق سياحي بمنطقة الشرق الأوسط باستثمار كافة شواطئ منطقة الساحل الشمالي وتحويلها إلى منطقة جاذبة للسياحة طوال العام.
ودعا إلى إقامة العديد من الفنادق والتجمعات السياحية وتنظيم العديد من الفعاليات الفنية والموسيقية طوال العام.
ولفت الصيفي إلى أن ارتفاع إيرادات السياحة الوافدة إلى مصر مؤخرًا جاء بفضل استقرار البلاد خلال الفترة الأخيرة علاوة على الاهتمام بالاستثمار السياحي في الفنادق والمتاحف وغير ذلك.
وأكد الصيفي للجزيرة نت، أن السياحة تعد أحد أهم موارد الدخل القومي المصري ومصدرا رئيسا للعملات الأجنبية.
وأشار إلى أن إيرادات مصر السياحية زادت 8% خلال عام 2023 على أساس سنوي إلى نحو 13 مليار دولار، في حين ارتفعت أعداد السياح الوافدين إلى البلاد العام الماضي بـ27.4% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 14.91 مليون سائح.
كما أشار إلى أن معدل إنفاق السائح بلغ نحو 93 دولارا يوميا بمتوسط إقامة 9.5 ليالٍ خلال عام 2023.
وتوقع الصيفي أن يزيد الرقم هذا العام إلى أكثر من 15 مليون زائر للمنتجعات والمقاصد السياحية المصرية .
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للجزیرة نت خلال الصیف طوال العام إلى أن
إقرأ أيضاً:
محافظ الأقصر يؤكد: السياحة هي ركيزة أساسية للاقتصاد المصري
أكد المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر أن الجهاز التنفيذي بالمحافظة يواجه العديد من التحديات خلال الفترة الحالية ومن أبرزها رفع كفاءة القطاع السياحى بالتزامن مع الانتعاش السياحي بالموسم الحالي وزيادة نسب الأشغال لما يزيد عن 90%، لذلك يتم تكثيف الجهود لزيادة أعداد الغرف الفندقية من خلال إتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية، وتنفيذ أكثر من 43 دورة تدريبية لكل العاملين بالقطاع السياحى بدءاً من سائقى الحنطور والمراكب الشراعية لترسيخ أهمية السلوكيات الإيجابية تجاه السياح.
كما يجرى دراسة زيادة الأنشطة الترفيهية الليلية للأهالى والسياح وكذلك وضع السياحة الريفية والسفارى على البرنامج السياحى، و أيضاً جارى العمل على تطوير مدينة إسنا والمناطق الأثرية بها ( معبد إسنا - وكالة الجداوى - الكورنيش - هويس قناطر إسنا)، لإعادة وضعها ضمن البرنامج السياحى لزوار المحافظة الأمر الذى بدأت تبرز نتائجه حيث ازدادت أعداد البواخر التي تضع إسنا ضمن برنامج الزيارة لتصل إلى 68 باخرة.
وأوضح محافظ الأقصر أن من أبرز التحديات التي تكثف الأجهزة التنفيذية جهودها لتحقيقها هي تقديم الخدمات الأساسية للمواطن الأقصرى كخدمات الصرف الصحى ووصلات مياه الشرب للمناطق المحرومة على مستوى مراكز ومدن المحافظة وذلك من خلال ادراج هذه المناطق بالخطط الاستثمارية للمحافظة وفقاً للأكثر احتياجا من المناطق الأعلى في الكثافة السكانية.
كما تبذل الدولة جهد كبير في ملفات تقنين أوضاع الأراضى وملفات التصالح واسترداد أراضى أملاك الدولة، حيث انه تم اتخاذ اجراءات جادة ضد المخالفين، وايضا تحقيق نسبه انجاز كبيرة في ملف التصالح، من خلال المراكز التكنولوجية المنتشرة بمراكز المحافظة، وتسهيل الاجراءات للمتقدمين.
وأشار المحافظ إلى أن الخطة الاستثمارية لمحافظة الأقصر تستهدف تنويع مصادر الدخل من خلال تحقيق الاستغلال الأمثل للمناطق الصناعية بالبغدادى والتوسع في إنشاء المزيد من المناطق الصناعية إلى جانب التوسع في زراعة المحاصيل لتصديرها، الأمر الذى يسهم في خلق المزيد من فرص العمل أمام أبناء المحافظة.
وأضاف المحافظ أن العمل على تأكيد ترابط الجبهة الداخلية و التمسك باستدامة الأمن والأمان و الاستقرار الداخلي يعد تحدياً حقيقياً أمام الأجهزة التنفيذية للدولة في ظل القيادة الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، خاصة مع الصراعات بالمناطق المجاورة.
جاء ذلك خلال محافظ الأقصر بوفد من الإعلاميين بالقنوات المصرية والفضائية و مراسلي المواقع والصحف الإخبارية بحضور محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية والمهندس عاطف عسكر، رئيس جهاز تعمير البحر الأحمر، حيث أستعرض محافظ الأقصر أمكانيات المحافظة والفرص الاستثمارية التي تتمتع بها المحافظة مسلطاً الضوء على أهم التحديات والمعوقات التي تواجه عجلة التنمية والتطوير.
وناقش المحافظ مقترحات الوفد لتنشيط الحركة السياحية وتنمية اقتصاد المحافظة، كما بحث آليات ترويج وتسويق الأقصر من خلال المحافل الدولية والعالمية.
وجاءت توصيات محافظ الأقصر لوفد الإعلاميين بنقل الصورة الحضارية للمحافظة عبر القنوات والصحف مؤكداً على دورهم كمنابر هامة تنقل الصورة الحقيقية بكل شفافية ووضوح.