آخر تحديث: 6 يوليوز 2024 - 12:07 مبقلم: فاروق يوسف إيران انتخبت وهي ستنتخب. ولكن ما معنى الديمقراطية الإيرانية في ظل هيمنة ولاية الفقيه وسيطرة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على القرار السياسي؟مرشح المحافظين المتشدد سعيد جليلي ومرشح الإصلاحيين مسعود بيزشكيان انتقلا من الجولة الأولى إلى الجولة الثانية وهي الأخيرة التي سيتمكن من خلالها أحدهما من أن يكون رئيسا للجمهورية الإسلامية.
بالتأكيد هناك مسافة تفصل بين رئيس محافظ ورئيس إصلاحي. ولكن تلك المسافة تصغر وتكبر حسب الزاوية التي يتم النظر من خلالها. فتجربة رئيس إصلاحي ليست جديدة على إيران. كان هناك حسن روحاني وهو إصلاحي معمم. حين زار روما اضطرت إدارة متحفها إلى تغطية التماثيل الأثرية الرومانية العارية بناء على رغبة الرئيس الذي زار المتحف. لا ينظر العالم باهتمام إلى الانتخابات الرئاسية في إيران كما يفعل مع الانتخابات في دول تعرف شعوبها أن هناك قيمة لأصواتها في إحداث التغيير. ليست الديمقراطية في إيران فرصة للتغيير ،بعد أكثر من أربعين سنة على هيمنة الولي الفقيه ومؤسساته على مقاليد الحكم صار الإيرانيون على دراية بأساليب اللعبة الديمقراطية في بلادهم. فلا فرق بين محافظين وإصلاحيين إلا على مستوى الخطاب الموجه إلى العالم الخارجي. وهو خطاب يتسم بالكثير من الخداع والكذب إذا ما كان إصلاحيا وبالمناورة والتضليل إذا ما كان محافظا. ولكن الرئيس سواء كان محافظا أو إصلاحيا لا بد أن يكون مؤمنا بخط الإمام الخميني القائم على مبدأ تصدير الثورة الذي يتولى الحرس الثوري شؤونه. وهو ما يعني أن مؤسسة الرئاسة هي أدنى مرتبة من مؤسسة الحرس الثوري التابعة مباشرة إلى المرشد الأعلى. يبدو الرئيس الإيراني مغلوبا على أمره ولكنه ليس كذلك عمليا. كل الذين حكموا إيران في سياق ديمقراطيتها كانوا معادين للعالم العربي كما لو أن قدسهم ليست جزءا من ذلك العالم. في ذلك يكمن أحد أهم المؤشرات على خضوعهم التام والطوعي لتعليمات الولي الفقيه. فالعداء للعالم العربي يشكل واحدة من أهم مفردات الثورة الإسلامية.ذلك العداء هو ما كشفت عنه التنظيمات المسلحة التي نشرتها إيران في العالم العربي؛ حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن والحشد الشعبي في العراق. كل تلك التنظيمات إنما وُجدت من أجل القفز على العروبة كما لو أنها لم تكن. لذلك فإن التفكير برئيس إيراني إصلاحي باعتباره أملا في استقرار المنطقة هو نوع من الخيال الساذج. الشعب الإيراني اليائس من رئاسته لن ينتخب إلا رئيسا عدوّا للعرب. ذلك هو الخيار الوحيد أمامه وهو بحكم تربيته الوطنية والطائفية لن يرى شرا في ما يفعل. سيكون ذلك فعلا ثانويا.لا يثير العداء للعرب هواجس الإيرانيين العاديين. ما يخيفهم حقا درجة العداء للعالم الخارجي. ولقد كشف النظام الإيراني عن موهبة عالية في التحكم بتلك الدرجة من خلال سلوك حرباوي متلوّن،لا يثير العداء للعرب هواجس الإيرانيين العاديين. ما يخيفهم حقا درجة العداء للعالم الخارجي. ولقد كشف النظام الإيراني عن موهبة عالية في التحكم بتلك الدرجة من خلال سلوك حرباوي متلوّن. يلين القرار السياسي الإيراني حين يشتد حزم المجتمع الدولي ممثلا بالغرب، أما حين تنخفض حدة الصوت الغربي فإن النظام الإيراني يتشدد. وفي الحالين يعرف صناع القرار في الغرب أن القرار الأخير بيد المرشد الأعلى وأن مَن يفاوضونهم مجرد دمى محشوة بكلام، كل الهدف منه شراء الوقت. لا ينظر العالم باهتمام إلى الانتخابات الرئاسية في إيران كما يفعل مع الانتخابات في دول تعرف شعوبها أن هناك قيمة لأصواتها في إحداث التغيير. ليست الديمقراطية في إيران فرصة للتغيير. فالرئيس هناك سواء كان محافظا أم إصلاحيا لا يفكر أصلا في التغيير بقدر ما يفكر في إثبات ولائه لمبادئ الثورة وإخلاصه لها. رضا الولي الفقيه هو الغاية التي لا يتم الوصول إليها إلا عن طريق التصالح مع مؤسسة الحرس الثوري وهي عبارة عن أخطبوط يمد أذرعه إلى الدولة بسياستيها الداخلية والخارجية وإلى الاقتصاد بصادراته ووارداته، وإلى المجتمع باعتباره مختبرا لتطبيق قوانين الدولة الدينية التي يقوم الحرس بحمايتها. وسط ذلك النشاط المحتدم والمحكم تحل مفردة “إصلاح” بطريقة شاذة. علينا هنا أن نتأمل طويلا مفهوم الإصلاح على الطريقة الإيرانية وإن كان ذلك التأمل يغلب عليه اليأس. يضع الإصلاحيون في أجندتهم مسألة إصلاح النظام وهو نظام يغلب عليه الفساد بسبب هيمنة الحرس الثوري عليه. تلك عملية ترقيع لا غنى عنها في محاولة خداع الرأي العام الإيراني الذي سبق له وأن عبر عن استيائه من كبت الحريات العامة وبالأخص حرية المرأة.وليس من باب التشاؤم القول إن الرئيس الإيراني المقبل، سواء كان محافظا أم إصلاحيا لن يجرؤ على إطلاق الحريات العامة، فهو شخصيا لا يعمل بحرية. الرئيس سجين مؤسسة يحكم المرشد الأعلى قبضته عليها.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: المرشد الأعلى الحرس الثوری فی إیران
إقرأ أيضاً:
ترامب بين الرئاسة والمحاكمة: هل تُحسم قضية ستورمي دانيالز قريبًا؟
أكد قاضٍ في نيويورك يوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لن يواجه حكماً هذا الشهر في 34 تهمة جنائية تتعلق بقضية رشوة مالية أُغلقت في الصيف الماضي. وبدلاً من ذلك، تم تحديد جدول زمني جديد يتيح للمدعين العامين ومحامي ترامب تقديم مذكرات تفصيلية حول الخطوات القانونية المقبلة.
اعلانوفي ظل موجة من الإيداعات القانونية التي توالت منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر، بدا أن موعد النطق بالحكم الذي كان مقرراً في 26 نوفمبر لم يعد ممكنًا. وجاء قرار القاضي خوان م. ميرتشان ليُضفي الطابع الرسمي على هذا التأجيل، دون تحديد موعد جديد للنظر في القضية.
وتعود القضية إلى مايو/أيار الماضي، عندما أُدين ترامب بتزوير سجلات تجارية لإخفاء طبيعة مدفوعات بلغت 130 ألف دولار قُدِّمت لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز. وقد تمت هذه المدفوعات عبر محامي ترامب آنذاك، خلال الأيام الأخيرة من حملته الرئاسية لعام 2016، بهدف إسكات دانيالز عن الكشف عن مزاعم علاقة جنسية تدعي أنها جمعتها بترامب قبل عقد من الزمن.
تأجيل النطق بحكم ترامب بقضية "تزوير ملفات" مرتبطة بدفع أموال لستورمي دانيلز.ومن أجل حسم القضية، دعا القاضي كلا الجانبين إلى تقديم مذكرات قانونية خلال الأسبوعين المقبلين حول كيفية المضي قدماً، خاصة مع اقتراب موعد تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة.
وتكشف هذه القضية عن معضلة دستورية غير مسبوقة؛ إذ لم يسبق لرئيس أمريكي منتخب أن يواجه إدانة جنائية أثناء فترة ولايته. وهنا، يسعى محامو ترامب إلى رفض القضية بشكل كامل وفوري، معتبرين أنها ستؤثر على أداء مهامه الرئاسية.
يعتبر البعض أن قضية ستورمي دانيلز قد أسقطتوعلى الجانب الآخر، أبدى المدعون العامون استعدادهم لتجميد القضية مؤقتًا طالما كان ترامب في منصبه، لكنهم يرفضون فكرة إلغائها تمامًا. وقد صرح المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، ألفين براغ، بأن الحل يجب أن يراعي التوازن بين احترام الالتزامات الرئاسية و"حرمة قرارات هيئة المحلفين".
وتعليقًا على هذا التطور، وصف المتحدث باسم ترامب ومدير الاتصالات القادم في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، القرار بأنه "انتصار حاسم" للرئيس المنتخب، مما يزيد من حدة الجدل حول مستقبل هذه القضية.
Relatedهل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأمريكيةفي خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوريداومع اقتراب موعد تنصيب ترامب، تتشابك خيوط السياسة والقانون بشكل غير مسبوق، ما يثير تساؤلات كبرى حول كيفية تحقيق العدالة دون المساس بالمهام الرئاسية أو تقويض الدستور الأمريكي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية محاكمة ترامب "التاريخية".. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحلّفين في قضية إسكات ممثلة إباحية محاكمة ترامب في قضية انتخابات 2020 ستبدأ في آذار/مارس المقبل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية تبدأ في 20 أيار/مايو 2024 دونالد ترامبمحاكمةفسادالولايات المتحدة الأمريكيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب الله يخوض اشتباكات عنيفة جنوباً يعرض الآن Next ترامب يعين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة بعد عملية اختيار طويلة يعرض الآن Next مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان يعرض الآن Next زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاصيل جديدة عن التصعيد يعرض الآن Next قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانوني يثير الجدل اعلانالاكثر قراءة جرائم حرب وإبادة: قادة صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية.. تعرف عليهم؟ زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في حق نتنياهو وغالانت أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد فني حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29ضحايافلاديمير بوتينروسياالحرب في أوكرانيا دونالد ترامبقطاع غزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيلبنيامين نتنياهوغزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024