سر طبي خفي وراء الصداع النصفي لم يتم اكتشافه من قبل (تفاصيل)
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
توصلت دراسة أميركية حديثة إلى السبب الرئيسي الخفي وراء الصداع النصفي، مشيرة إلى أن هناك آلية محددة يتم من خلالها نقل البروتينات من الدماغ إلى مجموعة معينة من الأعصاب الحسية، مما يتسبب في الشعور بهذه النوبات.
ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة "إندبندنت" البريطانية، يُصاب نحو واحد من كل عشرة أشخاص في جميع أنحاء العالم بالصداع النصفي، حيث يعاني ربع المرضى من اضطراب حسي يُعرف بـ"الهالة"، وهو يتميز بومضات ضوئية وبقع عمياء وإحساس بالوخز ورؤية مزدوجة، تلك الأعراض التي من الممكن أن تظهر قبل خمس إلى 60 دقيقة من بداية الصداع.
هذه الاكتشافات الجديدة بمثابة خطوة هامة نحو تطوير علاجات جديدة للصداع النصفي وأنواع الصداع الأخرى.
يُعرف الصداع النصفي، أو الشقيقة، بأنه نوع شائع من الصداع يتسبب في نوبات من الألم الشديد في الرأس مع إحساس بالنبض، ويصحب ذلك غثيان وتقيؤ وحساسية مفرطة للضوء، مما يعيق القدرة على الحركة وقد يتسبب في عدم القدرة على النهوض من السرير لساعات متواصلة.
على الرغم من شيوع الصداع النصفي، لا يزال العلماء يجهلون الكثير عن أسبابه، ولا يوجد دواء فعال لعلاجه. ولكن الباحثين اكتشفوا بروتينات مميزة تتكون أثناء الصداع النصفي المصحوب بـ"الهالة"، والتي تهرب من الدماغ من خلال فتحات مجهرية مسببة الألم الشديد. كان من المعروف أن موجة من تثبيط نشاط الدماغ هي السبب وراء الصداع النصفي، ولكن الآلية الدقيقة ظلت غير واضحة.
الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة Science تشرح كيف يؤدي تدفق السوائل في الدماغ والموجة المنتشرة من اضطراب الإشارة إلى حدوث الصداع النصفي وتحفيز الهالة. وقال مايكن نيدرجارد، المؤلف المشارك في الدراسة: "تزودنا هذه النتائج بمجموعة من الأهداف الجديدة لقمع تنشيط الأعصاب الحسية لمنع وعلاج الصداع النصفي وتعزيز العلاجات الحالية".
عرف العلماء أن "الهالة" تحدث عندما يكون هناك انخفاض في مستويات الأكسجين وضعف تدفق الدم في جزء من الدماغ. يحدث هذا عندما يتم إزالة الاستقطاب مؤقتًا من خلايا الدماغ بسبب انتشار الجزيئات المشحونة مثل الغلوتامات والبوتاسيوم. ويمكن أن يشع هذا الاضطراب مثل الموجة، وعندما يؤثر على مركز معالجة الرؤية في الدماغ فإنه يسبب أعراضًا بصرية مثل الهالة التي تسبق الصداع القادم.
وجد الباحثون طريقًا جديدًا تنتقل من خلاله هذه الإشارات، ويأملون أن يؤدي اكتشافهم لكيفية تنشيط الأعصاب في هذا المسار إلى تحقيق أهداف دوائية جديدة. قال مارتن كاج راسموسن، المؤلف المشارك للدراسة: "من بين الجزيئات التي تم تحديدها تلك المرتبطة بالفعل بالصداع النصفي، لكننا لم نعرف بالضبط كيف وأين يحدث الفعل المسبب للصداع النصفي".
يأمل الفريق أن تفيد الأهداف الدوائية المحتملة التي تم تحديدها حديثًا عددًا كبيرًا من المرضى الذين لا يستجيبون لعلاجات الصداع النصفي المتاحة. قد يمهد هذا الاكتشاف الطريق لتطوير أدوية جديدة وأكثر فعالية تستهدف الآلية المحددة لنقل البروتينات من الدماغ إلى الأعصاب الحسية، مما يوفر أملاً جديدًا لملايين المرضى الذين يعانون من هذه الحالة المؤلمة والمنهكة.
بشكل عام، فإن هذه النتائج تعتبر خطوة هامة نحو فهم أعمق للصداع النصفي، وقد تفتح الأبواب أمام علاجات جديدة تعتمد على استهداف البروتينات المحددة وآليات نقلها، مما يمكن أن يغير حياة الملايين الذين يعانون من هذا النوع الشائع من الصداع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصداع الصداع النصفي دراسة الأعصاب الحسية إندبندنت الشقيقة الصداع النصفی من الدماغ
إقرأ أيضاً:
السهر يدمر الذاكرة.. دراسة تكشف تأثير قلة النوم على خلايا المخ
كشفت دراسات علمية حديثة عن تأثير خطير للسهر وقلة النوم على صحة الدماغ، مشيرة إلى أن هذه العادة الشائعة قد تؤدي إلى تلف تدريجي في خلايا المخ وفقدان الذاكرة.
كيف يؤثر السهر على خلايا المخ ويضعف ذاكرتك؟ولا يعتبر السهر مجرد عادة مؤذية، بل هو خطر حقيقي على صحة دماغك. لذا احرصي على النوم 7–9 ساعات يوميًا لتحمي ذاكرتك وتحصني عقلك من التدهور مع الوقت.
ويمكن للسهر أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض عقلية مع تقدم العمر، وفقا لما نشر في موقع Scientific American و Neurology، وتشمل ما يلي :
ـ بطء الإشارات العصبية:
أظهرت دراسة من Nature Neuroscience أن السهر يضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل، ما يؤدي إلى بطء في التفكير والتركيز.
ـ تراكم السموم في الدماغ:
وفقًا لجامعة Rochester الأمريكية، النوم يلعب دورًا حيويًا في تنظيف الدماغ من السموم. وعند السهر، تتراكم هذه السموم مثل بيتا أميلويد، والتي ترتبط بمرض الزهايمر.
ـ ضعف تخزين الذكريات:
أفادت أن السهر يعطل آلية تثبيت الذكريات في الدماغ، مما يسبب نسيانًا سريعًا وفقدانًا تدريجيًا للمعلومات.
ـ انكماش حجم المخ:
بيّنت دراسة اخرى، أن من ينامون أقل من 6 ساعات بانتظام يعانون من تقلص في مناطق مهمة في الدماغ مسؤولة عن التفكير والانتباه والذاكرة.
ـ خطر الإصابة بالزهايمر:
أبحاث من جامعة كاليفورنيا أثبتت أن السهر المزمن يعزز التغيرات الدماغية المرتبطة بمرض الزهايمر ويُسرّع ظهوره.