شيخ العقل في رسالة رأس السنة الهجرية: لاتخاذ المبادرة والبدء بتشاور جدي لانتخاب رئيس للجمهورية
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
وجه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى رسالة لمناسبة رأس السنة الهجرية جاء في نصها: "ما بين الأول من محرم؛ تاريخ هجرة الرسول إلى المدينة، وبين الأول من محرم العام 1446هـ، مسافة زمنية طويلة تحمل في طياتها كنوزا من العبر والفكر والعناوين، ورسالة إسلامية جليلة حملها الرسول المهاجر عليه الصلاة والسلام فأتم بها النعمة وأكمل بها الدين: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، ورسالة إنسانية حملها أصحابه الأوفياء وآل بيته الأولياء، مجاهدين في سبيل إعلاء كلمة الحق، بالكلمة الطيبة المؤثرة ولغة العقل والمنطق حينا، وبالجهاد والمواجهة الحاسمة حينا آخر، لا لشيء سوى لتكون كلمة الله هي العليا، تأكيدا لقوله تعالى: ".
أضاف: "دخل الرسول المدينة مهاجرا من مكة، فأضحت برسالته "المدينة المنورة"، وهل يعني التنوير غير نور الحق والتوحيد؟ وهل يعني الحق والتوحيد غير عبادة الله الواحد الأحد؟ وهل تعني عبادة الله الواحد الأحد غير معرفته والعيش الصادق معه؟ معرفة لا شبهة فيها، وعيشا نورانيا لا ظلمة تطغى عليه. تلك هي الرسالة التي استوجبت الهجرة، إذ هي رحلة سعي وجهاد لبلوغ الهدف الأسمى، وهو ما هاجر لأجله الرسول ليحقق قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام"، أي الإسلام الذي لا يتعارض أبدا مع ما جاء في الكتب السابقة وما جاء به الأنبياء والمرسلون، إذ ليس هو معزولا عما جاء قبله ومبطلا له، بل هو ما دعا إليه الرسول من توحيد وعبادة، توحيد للواحد الأحد يحطم أصنام الحجر والفكر والتخلف، وعبادة للفرد الصمد تتعدى عبادة العبيد والتجار إلى عبادة الأشراف والأحرار، وذلك هو العرفان، والعرفان هو التوحيد".
وتابع: "حمل الرسول الرسالة متحملا صابرا مجاهدا مصمما واثقا وناطقا بما أوحاه الله سبحانه وتعالى إليه، متحديا المخاطر والعقبات، مواجها حين تقتضي الرسالة المواجهة، ومحاورا حين تدعو الرسالة إلى المجادلة بالتي هي أحسن، مثبتا في هذه وتلك قواعد الإيمان في القلوب، والفضائل في المجتمع، والوحدة الإنسانية في الأمة الواحدة، داعيا إلى المؤاخاة بين المسلمين والمساواة بين الناس أجمعين، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر وعن كل ما من شأنه أن يحيد بالإنسان عن مراقي الخير إلى مهاوي الهوى. ليس للهجرة معنى وقيمة إذا لم تكن في غير ما قصده الرسول وما أمر به، أكان القصد منها اتقاء للفتنة، أم ارتقاء بالمهمة، وكلاهما جدير بالسفر والمسافرة، وبمثل هذه الهجرة التي تحمل معنيي الاتقاء والارتقاء تتحقق الغاية وتصان الرسالة، تماما كما أن الروح التوحيدية لا تحيا إلا بالاجتناب والاكتساب، والمجتمعات المنيعة لا تبنى إلا بمحاربة الآفات والرذائل وتنمية الأخلاق والفضائل".
وقال: "كما في كل ذكرى وعيد ومناسبة، فإننا نستذكر حال القوم وواقع البلاد عندنا، فنذكر لعل الذكرى تنفع والتذكير يوقظ الضمائر، ونرفع الصوت لعل آذان المسؤولين تسمع وعيونهم تبصر وضمائرهم تتيقظ، ألا يعيشون ما يعيشه الشعب من خوف على المستقبل وقلق على المصير؟ ألا يتوجسون من انهيار الهيكل على ساكنيه في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث واعتداءات إسرائيلية متمادية؟ ألا يعلمون أن التنافر يبدد الآمال وأن التفاهم يولد الإنجازات؟ فإلى متى الانتظار؟ وهل يبنى الوطن بغير دستور يحترم ونظام يتبع؟ أم هل تدار الدولة بغير رأس منظم وقلب يتسع للجميع؟ ألسنا اليوم أحوج ما نكون لاتخاذ المبادرة والبدء بالتشاور الجدي والحوار الصادق والصريح لانتخاب رئيس للجمهورية قبل تفاقم الأمور وحصول ما هو أسوأ في ظل ما نشهده يوميا من تصعيد حربي عدواني واستباحة إسرائيلية لجنوب لبنان الصامد؟ وهل فقدنا القدرة على تفاهم داخلي يأخذ في الاعتبار التوازنات المطلوبة، وأصبحنا رهينة لتفاهم خارجي منتظر يراعي التوازنات بين الدول ويحل العقد المستعصية في المنطقة؟"
أضاف: "إن إسرائيل المغتصبة لأرض فلسطين والطامعة بخيرات لبنان والضاربة عرض الحائط بالقرارات الدولية وبمشاعر العالم كله بما ترتكبه في غزة من مجازر وحشية لا يجوز أن تواجه بعجز داخلي وشغور رئاسي وتجاذب سياسي عشوائي، بل بمزيد من تحمل المسؤولية والتضامن الوطني والتلاقي على المصلحة الوطنية العليا وتأكيد الوحدة الوطنية الرافدة للعمل المقاوم الرادع والتصدي الميداني البطولي. إننا بحاجة إلى استلهام الحقيقة من ذلك الحدث التاريخي العظيم بتثبيت الإيمان والتأكيد بأن الحق والعدالة والإنصاف ونبذ الظلم والعدوان هي سبل الخلاص، بدءا من الانصراف إلى تزكية الذات وتطهيرها من الآفات، وصولا إلى تزكية المجتمع وتطهيره من الموبقات، والوطن من المعوقات، وتحقيق الإصلاح هنا وهناك، بإخراج النفس من محنة الشك إلى رحاب اليقين، والمجتمع من محنة التفكك والانحلال إلى واحة التمسك بالقيم والتماسك والأمل، والوطن من محنة عجز الدولة وفراغ المؤسسات وتحمل المخاطر إلى واحة النهوض والازدهار والانتصار".
وختم: "نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوقظ الضمائر ويحيي البصائر، وأن يلهم الجميع سواء السبيل، ببركة ما تحمله هذه المناسبة المباركة من معاني الخير والهدى، وأن يعيدها على أمتنا وعلى اللبنانيين بالخير والسلام، ويلهمنا جميعا سبل الخلاص، إنه هو الكريم الحليم، وهو سبحانه السميع المجيب".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يستعرض مؤشرات تنفيذ المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار
اجتمع اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، وذلك لاستعراض تقرير مفصل حول أبرز مؤشرات تنفيذ المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار.
وأكد رئيس الوزراء، أن النهوض بإمكانات القطاع الطبي وتعزيز الخدمات المُقدمة من خلاله يشغل أولوية مُتقدمة على أجندة عمل الحكومة، وذلك بالنظر إلى أهمية دور هذا القطاع الحيوي في الحفاظ على صحة المواطنين وتوفير سبل الرعاية الصحية لهم بمختلف فئاتهم.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن المبادرات الرئاسية في قطاع الصحة تعطي دفعة لجهود تقديم الخدمات الطبية لأبناء الوطن والوصول إليهم في مختلف المحافظات، حيث ساهمت تلك المبادرات الفاعلة في الكشف المبكر عن العديد من الأمراض، وبالتالي زيادة فرص التعافي من العديد من الأمراض المزمنة، كما تعمل المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الإنتظار على تسريع وتيرة تنفيذ التدخلات الطبية الحرجة لتخفيف معاناة المرضى.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور خالد عبد الغفار، أن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الإنتظار شهدت تقدمًا ملحوظًا، حيث استفاد منها حتى الآن نحو 2.6 مليون حالة خضعت لتدخلات جراحية تم تنفيذها، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 24.4 مليار جنيه، كما انخفض عدد المرضى على تلك القوائم من 50500 مريض عام 2024 إلى 32400 مريض عام 2025.
واستعرض نائب رئيس مجلس الوزراء خلال الاجتماع، إحصائيات زراعة الكبد والكلى بداية من عام 2022 حتى عام 2024، حيث تم خلال عام 2022 إجراء 371 عملية زراعة كبد، و 1087 عملية زراعة كلى، وفي عام 2023 تم إجراء 396 زراعة كبد، و 1149 زراعة كلى، وفي عام 2024 (حتى الآن) تم إجراء 319 عملية زراعة كبد، وعملية 952 زراعة كلى.
وتابع الوزير أنه تم إجراء 1174 عملية ترقيع قرنية على نفقة الدولة، وللمنتفعين بمنظومة التأمين الصحي، ضمن قوائم انتظار، بداية من أول أكتوبر 2024 حتى نهاية مارس 2025، إضافة إلى إجراء 7042 عملية تغيير مفصل على نفقة الدولة، وللمُنتفعين بمنظومة التأمين الصحي، ضمن قوائم الانتظار من أول أغسطس 2024 حتى نهاية مارس 2025.
وأكد عبد الغفار، أن مؤشرات زراعة النخاع ارتفعت من 856 مريضًا ضمن المُنتفعين بالتأمين الصحي عام 2022 إلى 972 مريضًا عام 2024، وتم تنفيذها في 7 مُستشفيات جامعية، بالإضافة إلى زراعة نخاع لـ 281 حالة على نفقة الدولة، بداية من عام 2024 حتى 31 مارس 2025 بتكلفة نحو 27 مليون جنيه، موضحاً أن عدد وحدات زراعة النخاع على مستوى الجمهورية ـ حكومي وأهلي وخاص وجيش وشرطة ـ بلغت 20 وحدة بـ 7 محافظات، بإجمالي 191 غرفة، بينهم 3 وحدات بمستشفيات (معهد ناصر، والشيخ زايد التخصصي، ومركز أورام دار السلام هرمل) بأمانة المراكز الطبية المُتخصصة التابعة لوزارة الصحة والسكان، بإجمالي 63 غرفة.
وفي ختام الاجتماع، وجه رئيس الوزراء بتوفير التمويل اللازم لدعم وزيادة عدد غرف زراعة النخاع العظمي بوزارة الصحة بقيمة 500 مليون جنيه سنويًا.
اقرأ أيضاًبث مباشر.. رئيس الوزراء يعقد مؤتمرًا صحفيًا لكشف قرارات الحكومة في الاجتماع الأسبوعي
رئيس الوزراء يعرب عن خالص التعازي لوفاة بابا الفاتيكان
رئيس الوزراء: الحكومة ستعمل على تطبيق توجيهات الرئيس السيسي لتوفير مناخ استثماري