دليل أحفوري يكشف الجانب الرؤوف لأسلاف البشر
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
اكتشف علماء أول دليل أحفوري على وجود متلازمة “داون” لدى إنسان الـ”نياندرتال” مما يقدم رؤى جديدة حول التعاطف الذي أظهره أسلاف البشر تجاه الضعفاء من أفراد مجموعاتهم.
ودرس علماء الأنثروبولوجيا بقايا هيكل عظمي لطفلة من إنسان “نياندرتال” أطلق عليها اسم تينا، وكان عثر عليها في كهف في فالنسيا بإسبانيا.
وكشفت الحفريات أن عدداً صغيراً من الأفراد مكثوا في كهف “كوفا نيغرا” لفترات زمنية قصيرة، فيما احتلته في فترات أخرى حيوانات من أكلة اللحوم.
وتحدث في هذا الشأن فالنتين فيلافيردي باحث مشارك في الدراسة قائلاً إن “أعمال الحفريات في كهف ’كوفا نيغرا‘ اكتست أهمية كبيرة في فهم أسلوب حياة الـ”نياندرتاليين” على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في شبه الجزيرة الأيبيرية، مما سمح لنا بتحديد الأعمال التي قام بها سكان المستوطنة”.
وأجرى الباحثون وبعضهم من “جامعة فالنسيا” في إسبانيا فحوصاً بالأشعة المقطعية لجزء من جمجمة الطفلة. ودرسوا جزءاً مما يسمى العظم الصدغي الأيمن الذي يحوي منطقة الأذن، وأعادوا بناء نموذج ثلاثي الأبعاد بغية إنجاز عمليات القياس والتحليل المطلوبة.
وفي النتيجة، كشفت الدراسة أن تينا عانت حالاً صحية موروثة في الأذن الداخلية مرتبطة بمتلازمة “داون”، ومعروفة بأنها تؤدي إلى فقدان شديد في حاسة السمع وإلى دوار قوي يترك المريض في حال من اللاتوازن والعجز.
وفي الواقع ترتبط متلازمة “داون” بمجموعة من الإعاقات الجسدية والعقلية من بينها تشوهات الأذن الداخلية. وتؤثر هذه الحال الوراثية سلباً في النمو الجسدي والمعرفي وتؤثر بصورة كبيرة في جميع مراحل نمو الطفل، بما في ذلك التأخر في المشي وتطور النطق.
وفي حين ارتفع متوسط العمر المتوقع للأطفال المصابين بهذه الحالة إلى 60 عاماً في البلدان المتقدمة بفضل التطور الحاصل في مجال الرعاية الصحية، إلا أنه كان تسعة أعوام فقط حتى عام 1930.
وتشير بقايا العظام إلى أن تينا بقيت على قيد الحياة حتى عمر ستة أعوام في أقل تقدير، ومن المحتمل أنها احتاجت إلى رعاية مكثفة من أفراد آخرين من النياندرتال في مجموعتها الاجتماعية.
ويقول العلماء إن هذه النتائج لها آثار كبيرة على فهمنا لسلوك إنسان النياندرتال. على رغم أن الباحثين عرفوا منذ عقود أن إنسان النياندرتال كان يهتم بالأفراد المعاقين فإن الدراسات السابقة لم توثق مثل هذه الرعاية الاجتماعية إلا للبالغين فحسب. ودفع هذا الأمر بعض العلماء إلى التساؤل عما إذا كانت رعاية إنسان نياندرتال إيثارية حقاً أم أنها كانت مجرد علاقة تسودها المعاملة بالمثل بين طرفين متكافئين.
ولكن وفق مرسيدس كوندي باحثة أيضاً في الدراسة تتمثل المعلومة التي “لم تكن معروفة قبل الآن في وجود أية حالة لفرد ما تلقى المساعدة حتى لو أنه كان عاجزاً عن رد الجميل، مما من شأنه أن يثبت وجود فعل الإيثار الحقيقي بين أفراد النياندرتال”.
والآن تشير أحدث دراسة لأجزاء من عظام تينا إلى أن “النياندرتال” كانوا على الأرجح قادرين على تقديم الرعاية للآخر، حتى لو كانت إمكانية رد جميلهم هذا محدودة.
وتمثل النتائج الدليل الأول على وجود هذه الصورة من الرعاية الإيثارية من جانب “النياندرتال” تجاه الأفراد الضعفاء منهم.
وختم عالم الأنثروبولوجيا رولف كوام من “جامعة بينغهامبتون” بالقول “إنها دراسة رائعة تجمع للمرة الأولى بين الحفريات الأثرية الدقيقة، وبين تقنيات التصوير الطبي الحديثة، وبين معايير التشخيص بغية توثيق متلازمة “داون” لدى إنسان النياندرتال”.
© The Independent
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق ميدياسلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...
سلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...
المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثیین فی تقریر خاص
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يكشف رسالة ترمب للكونغرس بخصوص الحملة العسكرية ضد الحوثيين
المناطق_متابعات
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسالة لزعماء الكونجرس إن الهجمات التي يشنها الحوثيون من اليمن على السفن والقوات الأمريكية دفعت إلى استمرار الضربات العسكرية ضد أهداف الحوثيين في اليمن.
أشار أمر البيت الأبيض الصادر في 28 مارس/آذار إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، ورئيس مجلس الشيوخ المؤقت تشارلز جراسلي إلى تصعيد كبير في المنطقة في ظل الهجمات المستمرة على القوات الأمريكية والسفن التجارية في البحر الأحمر- وكشف عنها البيت الأبيض يوم الثلاثاء 22 ابريل/نيسان.
أخبار قد تهمك تقرير: عرض ترمب «النهائي» للسلام يتطلب من أوكرانيا قبول الاحتلال الروسي 23 أبريل 2025 - 7:44 مساءً البيت الأبيض: ترمب يزور السعودية وقطر والإمارات من 13 إلى 16 مايو 22 أبريل 2025 - 9:31 مساءًالرسالة أوضحت التطورات في اليمن والشرق الأوسط عمومًا، مشيرةً إلى الحاجة الملحة للرد على ما وصفه الرئيس بـ”اعتداءات قرصنة” من قبل الحوثيين والتهديدات المستمرة للقوات الأمريكية والملاحة البحرية.
وقال ترامب “إن المسلحين الحوثيين الذين ينطلقون من قواعد في اليمن ارتكبوا اعتداءات قرصنة ضد الشحن واستمروا في تهديد ومهاجمة القوات الأمريكية في المجال الجوي والمياه في اليمن وحولها”.
وأضاف ترامب: “لن أسمح بعد الآن لهذه العصابة من القراصنة بتهديد ومهاجمة القوات الأمريكية والسفن التجارية في أحد أهم ممرات الشحن في العالم. سنتحرك حفاظًا على سلامة الأمريكيين”.
وقال الرئيس إنه وجه وزارة الدفاع باتخاذ عدة إجراءات ضد الحوثيين في اليمن، بما في ذلك نقل قوات إضافية إلى الشرق الأوسط لتحسين القدرات الدفاعية للجيش الأميركي والاستعداد بشكل أفضل للأعمال العسكرية المحتملة.
وأوضح ترامب أن “هذه القوات تشمل قدرات الدفاع الجوي والصاروخي عن إسرائيل والمواقع التي تستضيف القوات الأمريكية، فضلا عن الطائرات المقاتلة والداعمة والاستطلاعية لتمكين الضربات على أهداف الحوثيين”.
وقال إن قوات القيادة المركزية الأمريكية “بدأت ضربات واسعة النطاق في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن للقضاء” على التهديدات الحوثية ضد الملاحة التجارية والقوات الأميركية في البحر الأحمر والمياه المحيطة به.
ونفذت سفن وطائرات تابعة للبحرية الأمريكية وقاذفات ومقاتلات وطائرات بدون طيار تابعة للقوات الجوية الأمريكية ضربات عسكرية ضد أهداف حوثية تقع في اليمن.
وقال ترامب لجونسون وجرايسلي: “الأهداف شملت القيادة والمعدات الحوثية، ومرافق القيادة والسيطرة، ومرافق تخزين الذخائر”.
وأضاف: “سنواصل هذه العمليات العسكرية الحاسمة حتى يتراجع التهديد الحوثي للقوات الأمريكية وحقوق وحريات الملاحة في البحر الأحمر والمياه المجاورة”.