مؤشرات الوقت كانت تشير إلى الحادثة عشر مساءً والهدوء يسود المكان في وادي زغرة التابعة لمحافظة جنوب سيناء، وخفير المنطقة جالسًا يحتسي كوبًا من الشاي رفقة زملائه - الخفراء -، لتدفئتهم من برد الشتاء حتى طلوع شمس نهار جديد كعادتهم في كل يوم، لكن السيناريو اليومي تغيرت أحداثه نوعًا ما، ليتفاجأ الخفير بأصوات اعتفد في بادئ الأمر أنه تهيؤات وهلاوس، لكن الأمر لم ينتهى ليتأكد من وجود رجل بالصحراء وبتوجه إلى مصدر الصور رفقة زملائه وكأن كل منهم يحتمي بالآخر، وهناك شاهدوا الطامة الكبري، حيث يقف بالقرب من منزل مهجور رجل عاري الجسد، يهلل بأنه المهدي المنتظر، قبل أن يكشف عن ما حدث في تلك الصحراء وقتله صغيره.

جريمة المهدي المنتظر

لم يتردد الخفراء في سماع الرجل الزاعم أنه مصاب بالجنون، بعد إلباسه ملابسه ليخبرهم بأنه قتل نجله الصغير على بعد قرابة 4 كيلو مترات من مكان توقفهم، قائلًا: «قتلت إبني الصغير علشان الجهاد.. أنا المهدي المنتظر»، وحينها اعتقد الجميع، أنه مريض نفسي بالفعل، لكن فضولهم دفعهم إلى التوجه رفقته إلى مكان قتله طفله الذي لم يبلغ من العمر سوى 12 عامًا، وهناك شاهدوا الطفل مقتول وداخل فمه وأنفه رمال، ليبلغ الخفير قوات الشرطة قبل أن يجرى نقل جثمان الطفل إلى ثلاجة مستشفى دهب المركزي تحت تصرف النيابة العامة.

القبض على المهدي المنتظر

اصطحبت قوات الشرطة، المتهم الذي يعمل صياد، إلى منشأة شرطية ليدلي باعترافات تفصيلية عن جريمته، التي وقعت يوم 15 فبراير الماضي، ليخبرهم بأنه من أصول بدوية وسبق له الزواج مرتين حيث أنجبت له زوجته الأولى 4 أبناء ( 3 بنات وولد - الضحية - )، قبل أن ينفصل عنها منذ 4 سنوات من ثم تزوج من آخرى قبل سنتين أنجبت له ولد آخر.

كيف قتل الصياد نجله؟

عن يوم الجريمة استكمل الصياد اعترافاته خلال تحقيقات القضية التي حملت رقم 132 لسنة 2024 إداري دهب، أنه اصطحب نجله بالصف السادس الابتدائي، في تمام الساعة 9 مساءً بسيارته الخاصة إلى طريق وادي زغرة الواقع بين طريق مدينتي دهب ونويبع. واستوقف سيارته، ونزل منها مصطحبًا صغيره ذو الـ 12 عامًا، ليترجلا في الصحراء والطقس بارد، مسافة قرابة 3 كيلو مترات، حيث دخلا إلى الوادي والخوف يظهر على ملامح الصبي مطالبًا والده بالرجوع.. " أنا خايف يا بابا.. المكان ضلمة والجو برد هنا".

الخوف يسيطر على الطفل

كلمات الصغير لم تشفع له، حيث استكمل الأب رحلته في الصحراء، قبل أن يقف بعد تأكده من عدم مشاهدته من قِبل أي شخص، ليتخلص من إبنه وقيده من ثم وضع الرمال في فمه وأنفه وأذنه وعينيه وضغط على رقبته حتى فارق الحياة خنقًا، وبعد تأكده من وفاته، تركه وسار مترجلًا بسرعة كأنه في حالة هيستيرية، حتى وصل بعد قرابة 4 كيلو مترات، إلى منزل مهجور وجلس أمامه نحو 24 ساعة، وحينها خطر بباله أن يزعم الجنون حتى يفلت من المسائلة القانونية، لينتزع ملابسه من ثم انتظر الليل ليستكمل خطته، قبل أن يهلل زاعمًا أنه المهدي المنتظر.

سلامة قواه العقلية

رحلت قوات الشرطة المتهم للنيابة العامة التي وجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، بعد تحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بالقاهرة لبيان صحة قواه العقلية، قبل أن يتبين من خلال توقيع الكشف عليه سلامة قواه العقلية وعدم وقوعه تحت أي مرض عقلي، وتم حبسه على ذمة التحقيقات وبإحالته للمحكمة في القضية رقم 947 لسنة 2024 جنايات قسم دهب، المقيدة برقم 406 لسنة 2024 كلي جنوب سيناء. أجلت محكمة شرم الشيخ في جلسة 1 يوليو الجاري، المحاكمة إلى جلسة 1 أغسطس المقبل لسماع الشهود.

اقرأ أيضاًالدستورية: حظر توقيع الحبس في جريمة قذف الموظف العام بطريق النشر التزام دستوري

الدستورية: اختصاص الجنايات بنظر الجنح في قضايا النشر لا يخالف الدستور

الدستورية: الإلزام بلصق دمغة نقابتي المهندسين والمهن الفنية التطبيقية على المستندات الحكومية دستوري

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جنوب سيناء المهدي المنتظر المهدی المنتظر قبل أن

إقرأ أيضاً:

مناوي : حزب الأمة انتهى برحيل الأمام الصادق المهدي

وصف رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، الأحداث الأخيرة داخل حزب الأمة القومي بأنها كانت متوقعة، مشيرًا إلى أن الحزب كان يعتمد بشكل كبير على شخصية واحدة في مجالات الفكر والإدارة.
وقال مناوي في حديثه لقناة العنوان 24، “مع رحيل الإمام الصادق المهدي، الذي كان يمثل العمود الفقري للحزب، فقد الحزب الكثير من قوته وتأثيره، مما أدى إلى حالة من الارتباك وعدم الاستقرار داخله”.
أوضح مناوي أن فضل الله برمة ناصر لا يعكس جوهر حزب الأمة، معتبرًا أن توقيعه على ميثاق نيروبي يعد خطوة تساهم في تفتيت السودان. وأكد أن هذه الخطوة تعكس عدم قدرة الحزب على التكيف مع التغيرات السياسية، مما يزيد من تعقيد الوضع في البلاد.
كما أشار مناوي إلى أن برمة ناصر تم إدخاله إلى الحزب في ظروف استثنائية، حيث كان قد تم طرحه سابقًا لتولي رئاسة مجلس السيادة، ومع ذلك، عندما أتيحت له الفرصة، اختار الانحياز لأفكاره العروبية، مما جعله يُعتبر الأب الروحي لقوات الجنجويد، وهو ما يعكس التحديات التي يواجهها الحزب في الحفاظ على هويته ومبادئه.

اليوم التالي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • القصة الكاملة لاعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل.. على ماذا استند ترامب؟
  • هل يوقف البنك المركزي شهادات الـ27%؟.. القصة الكاملة
  • القصة الكاملة لأزمة حكام مباراة القمة بين الأهلي والزمالك.. تفاصيل
  • بإطلالة رمضانية.. رشا المهدي تتألق في أحدث ظهور
  • استعانوا بأغانيه دون الإشارة له.. القصة الكاملة لأزمة ولاد الشمس مع بنات أحمد فؤاد نجم
  • عمرة رمضان انتهت بكارثة للمهندسة فاطمة وأسرتها.. القصة الكاملة
  • من الصحراء إلى الخضراء.. روانكَه تقود مبادرة بيئية وتجمع بغداد وكوردستان
  • مناوي : حزب الأمة انتهى برحيل الأمام الصادق المهدي
  • «مابيصرفش على ابنه».. رنا سماحة تكشف سبب انفصالها عن زوجها |فيديوجراف
  • من البداية للنهاية.. القصة الكاملة لأزمة أفشة وسر الـ 13 مليون جنيه مع رجل الأعمال