الرئيس النيجيري يتطلع للتمديد رغم قيادته المضطربة للإيكواس
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
عادة ما يتم التناوب على رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بين الدول الأعضاء دون ترتيب معين.
وحسب مصادر مطلعة، فقد كان من المتوقع أن تختار إحدى الدول الناطقة بالفرنسية الرئيس القادم، ولكن وفقًا لمصادر موثوقة تحدثت لأفريكا ريبورت، فإن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو يسعى إلى الحصول على تمديد لولايته الحالية في قمة 7 يوليو/تموز الحالي في أبوجا من أجل "استقرار المنطقة".
ومع التهديد المستمر بالخروج من منطقة الساحل، والتغيير غير الدستوري في الحكومات، وانتشار الجهات الفاعلة غير الحكومية، يحتاج الرئيس تينوبو وقتا إضافيا لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال مسؤول حكومي لصحيفة أفريكا ريبورت "من الصواب أن يحصل على الدعم لتحقيق ذلك".
وقال عبد الفتاح موسى، مفوض المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا للشؤون السياسية والسلام والأمن، "لا أستطيع تأكيد أو نفي ذلك. يتم انتخاب الرئيس عادة لمدة عام واحد وبشكل استثنائي يعطى سنة ثانية بناءً على رغبته وموافقة نظرائه".
وبالعودة إلى عام 2021، تم تمديد ولاية الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو لمدة عام، حيث أوضحت الكتلة الإقليمية أن ذلك تم من أجل "تمكينه من الإشراف على تنفيذ الإصلاحات المؤسسية الجارية". وبالمثل، أمضى الرئيس الغاني السابق جون ماهاما عامين في قيادة التكتل بين عامي 2013 و2015.
وقد أوضح تينوبو، الذي تم تعيينه رئيسا للكتلة الإقليمية في التاسع من يوليو/تموز 2023، منذ البداية أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تحت قيادته لن تكون بلا أسنان. كما حذر من أن الكتلة الإقليمية لن تتغاضى بعد الآن عن الانقلابات.
التصعيد ضد النيجرجاء أول اختبار لتينوبو بصفته رئيسا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بعد أسبوعين فقط من توليه منصبه عندما أطاح الجيش في النيجر، تحت قيادة قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني، بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم.
وسرعان ما تبع ذلك مجموعة من العقوبات، التي شملت إغلاق الحدود وفرض قيود تجارية على النيجر.
وأخذت نيجيريا خطوة أخرى من خلال قطع إمدادات الكهرباء عن النيجر، مما أدى فعليا إلى غرق البلاد في الظلام، إذ كانت نيجيريا توفر ما لا يقل عن 70% من احتياجات جارتها الشمالية وفق اتفاق طويل الأمد.
كما هددت إيكواس بقيادة تينوبو بغزو النيجر إذا فشلت في إطلاق سراح الرئيس بازوم وأفراد أسرته من الاحتجاز، بيد أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وأجبرت تلك الإجراءات النيجر على الدخول في اتفاق مع بوركينا فاسو ومالي، اللتين يقودهما مجلس عسكري في أعقاب انقلابين أطاحا بالحكومتين هناك.
وأعلنت الدول الثلاث في وقت لاحق خروجها من الكتلة الإقليمية، وطردت القوات الفرنسية والأميركية من أراضيها، منهية كل تعاون عسكري مع الدول الغربية.
رضوخ إيكواسوفي محاولة لإنقاذ الوضع، رفعتإيكواس جميع العقوبات المفروضة على النيجر، لكن هذا لم يكن كافيا لإعادة الدول المتمردة إلى طاولة المفاوضات.
والأسوأ من ذلك أن هذه البلدان أقامت تحالفات جديدة مع روسيا والصين، وبالتالي أشعلت التنافس في المنطقة.
ورغم أن تينوبو تلقى دعمًا من الغرب لفرض عقوبات على النيجر، فإن هذه الخطوة كلفته الدعم في شمال نيجيريا التي تربطها علاقات عائلية مع النيجر.
وبعيدا عن رفض البرلمان الموافقة على نشر القوات النيجيرية في النيجر، فقد حذر زعماء الشمال علنا من ذلك حتى إن بعضهم هدد بعدم إعادة انتخاب الرئيس إذا غزا الدولة غير الساحلية. وقالوا إن المنطقة، التي تواجه حاليًا أزمة إنسانية بسبب "حرب إرهابية" طويلة الأمد، يمكن أن تشهد تدفقًا للاجئين النيجريين إذا أعلنت نيجيريا الحرب.
يقول البروفيسور بولاجي أكينيمي، وزير الخارجية النيجيري السابق، "ما لم يأخذه تينوبو في الاعتبار هو الطريقة التي نهض بها الشمال بشكل موحد لمعارضة استخدام القوة في النيجر على أساس العرق". وأضاف "بما أنني شاركت في السياسة الخارجية، لا أستطيع أن أتذكر قضية قسمت نيجيريا بهذه الطريقة".
وقال أكينيمي، الذي يتمتع بخبرة تزيد عن 50 عامًا في السياسة الخارجية، لصحيفة أفريكا ريبورت إن فترة ولاية تينوبو سيتم الحكم عليها من خلال تأثير الانقلاب في النيجر على وحدة نيجيريا وخروج جزء كبير من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وهو ما لم يحدث من قبل.
تهديد وليس غزوًاوأشار الأكاديمي النيجيري إلى أن تينوبو لم يخطط في الأصل لغزو النيجر، لكنه فكر في ذلك فقط من أجل إرسال رسالة إلى السلطات العسكرية في المنطقة، بما في ذلك نيجيريا، حيث تم حث الجنود على الإطاحة بإدارته بعد انتخابات مثيرة للجدل والحقد.
يقول أكينيمي "لقد تعرض لضغوط من فرنسا والولايات المتحدة اللتين قدمتا له وعودًا بالسماح للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بخوض الحرب، وكان ذكيًا بما يكفي لتجنب ذلك لأن مجلس الشيوخ رفض تلك الخطوة".
ووصف الرئيس السابق للمعهد النيجيري للشؤون الدولية بولا أكينتيرينوا فترة ولاية تينوبو بأنها سيئة للغاية، محذرا من أنه لا يوجد ما يشير إلى أنه سيحقق أداء أفضل إذا حصل على ولاية ثانية.
ويقول أكينتيرينوا، الذي رفع دعوى قضائية ضد إيكواس العام الماضي بسبب تخطيطها لغزو النيجر، إن دول غرب أفريقيا الانفصالية لن تعود للتكتل مرة أخرى.
بعض النجاحوقال لصحيفة أفريكا ريبورت "إن السنة الأولى لرئاسته ليس فيها شيء يستحق الكتابة عنه. إن سياسة تينوبو الخارجية مبنية على أساس خاطئ على مستوى الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. السياسات تكون معيبة إذا كان الأساس معيبًا".
ويضيف أكينتيرينوا أن سياسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تحت قيادة الرئيس النيجيري ليست كلها سيئة، فقد تدخلت المجموعة في أزمة السنغال عندما اندلعت الاحتجاجات بعد تأجيل الرئيس ماكي سال الانتخابات. وأرسلت الكتلة الإقليمية مبعوثين إلى دكار، ولعبت دورا في تخفيف التوترات.
وفي سيراليون، تدخلت نيجيريا أيضًا بعد المحاولة المزعومة للإطاحة بالرئيس جوليوس مادا بيو. وكان الرئيس السابق إرنست باي كوروما قد اتُهم بالتخطيط للانقلاب، وكان يواجه المحاكمة حتى تدخلت نيجيريا.
وينسب الفضل إلى المجموعة إيكواس بقيادة تينوبو في التدخل وتخفيف التوتر ونقل كوروما من سيراليون إلى أبوجا، حيث يعيش الآن. ورغم أن حكومة سيراليون لم تسقط قضية الخيانة ضده، فإنه من غير المتوقع أن تستمر المحاكمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المجموعة الاقتصادیة لدول غرب أفریقیا فی النیجر
إقرأ أيضاً:
نيجيريا تطلق صندوقا استثماريا لدعم الشركات الناشئة بتمويل ياباني
تعتزم الحكومة النيجيرية إطلاق صندوق استثمار بقيمة 40 مليون دولار لدعم الشركات التقنية الناشئة في مراحلها الأولى، ضمن جهودها لتعزيز بيئة ريادة الأعمال التي اعتمدت في السنوات الأخيرة على الاستثمارات الخاصة.
يهدف هذا الصندوق إلى تحفيز الابتكار التكنولوجي والاستفادة من إمكانات الشباب النيجيري في قطاع التكنولوجيا.
تمويل مشترك بين نيجيريا واليابانسيموَّل الصندوق بشكل متساو بين وكالة التعاون الدولي اليابانية، الذراع التنموي للحكومة اليابانية، وهيئة الاستثمار السيادي النيجيري. وبحسب رئيس الوكالة الوطنية لتطوير تكنولوجيا المعلومات النيجيرية كاشيفو إينوا عبد الله، تم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن إطلاق الصندوق، ومن المقرر توقيع الاتفاقية رسميا الشهر المقبل.
يأتي هذا الصندوق ضمن إطار قانون الشركات الناشئة النيجيري لعام 2022، الذي يوفر بيئة قانونية وتنظيمية تدعم نمو الشركات الناشئة في البلاد.
وستتولى هيئة الاستثمار السيادي النيجيري، الإشراف على إدارة هذا الصندوق الجديد، لضمان توجيه التمويلات نحو دعم رواد الأعمال والمبتكرين في قطاع التكنولوجيا.
يشار إلى أن هيئة الاستثمار السيادي النيجيري مسؤولة عن إدارة صندوق الثروة السيادي للبلاد الذي تتجاوز أصوله 2 مليار دولار.
إعلان نيجيريا: رائدة الاستثمار في الشركات الناشئة الأفريقيةتُعَدّ نيجيريا من الدول الرائدة في استثمارات الشركات الناشئة بأفريقيا، حيث جمعت شركاتها الناشئة أكثر من 2 مليار دولار بين عامي 2015 و2022، وهو أعلى رقم مقارنة بأي دولة أخرى في القارة، وفقًا لتقرير صادر عن منصة دسربت أفريقيا "Disrupt Africa" المختصة بمتابعة بيئة ريادة الأعمال في إفريقيا.
شهدت نيجيريا ظهور عدة شركات تكنولوجية بارزة وصلت إلى تصنيف "الشركات أحادية القرن" (Unicorns)، أي التي تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار. ومن بين هذه الشركات "بايستاك" (Paystack)، التي استحوذت عليها "سترايب" (Stripe)، بالإضافة إلى شركات أخرى مثل "فلوترويف" (Flutterwave)، "أنديلا" (Andela)، و"أو باي" (Opay)، والتي لعبت دورا محوريا في تطوير قطاع التكنولوجيا المالية والخدمات الرقمية في القارة الإفريقية.
تحفيز الاستثمار ومنح إعفاءاتيسعى قانون الشركات الناشئة، المدعوم بهذا الصندوق، إلى تعزيز ريادة الأعمال عبر توفير إطار عمل منظم يضمن استدامة الشركات الناشئة ودعمها خلال مراحلها الأولى. ووفقًا للبيانات الرسمية، سُجّلت حتى الآن أكثر من 13 ألف شركة ناشئة لدى الوكالة الوطنية لتطوير تكنولوجيا المعلومات، مما يتيح لها إعفاءً من ضريبة الدخل لمدة ثلاث سنوات.
كما يحصل المستثمرون في هذه الشركات على حوافز ضريبية، مما يعزز جاذبية بيئة الاستثمار في قطاع التكنولوجيا في نيجيريا.
التحديات والفرصرغم ازدهار قطاع الشركات الناشئة في نيجيريا، لا تزال التحديات قائمة، حيث يواجه رواد الأعمال مشكلات في البنية التحتية الرقمية، التمويل المستدام، والإجراءات التنظيمية. ومع ذلك، من المتوقع أن يوفر هذا الصندوق بيئة أكثر استقرارًا لنمو الشركات الناشئة، ويدفع نحو تقدم ملموس في القطاع التكنولوجي.
يُنتظر أن يساهم هذا الصندوق في جذب المزيد من الاستثمارات الدولية، لا سيما من اليابان ودول أخرى ترى في نيجيريا سوقًا واعدة للابتكار الرقمي. كما أن هذا التعاون بين نيجيريا واليابان قد يفتح الباب أمام شراكات تكنولوجية وبرامج تبادل خبرات تعزز القدرة التنافسية للشركات الناشئة النيجيرية على المستوى العالمي.
إعلان نقلة نوعية في بيئة الشركاتيمثل إطلاق هذا الصندوق الاستثماري خطوة مهمة في تطوير بيئة الشركات الناشئة في نيجيريا، حيث يعكس التزام الحكومة بدعم الابتكار والتكنولوجيا كمحرك أساسي للاقتصاد.
وبينما تطمح نيجيريا لأن تصبح المركز التكنولوجي الرائد في أفريقيا، يبقى نجاح هذا الصندوق مرهونًا بقدرته على تقديم تمويل فعال، وتسهيلات تنظيمية، وحوافز استثمارية تُمَكِّن الشركات الناشئة من تحقيق نمو مستدام.