سودانايل:
2025-03-10@08:08:17 GMT

حرص المؤتمرين ودوافع المصريين

تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

ينعقد خلال اليومين السادس والسابع من يوليو الجارى بالقاهره مؤتمر حول الأزمة السودانية الدافع اليه حسب بيان الخارجية المصرية
• حرص مصر على خروج السودان من الأزمة الراهنة ، خشية من تداعياتها السالبة على الشعب السودانى ودول الجوار والمنطقة
•وحضور المؤتمر يشمل كل القوى السودانية الفاعلة حسب تقديرات المصريين ، و الشركاء الإقليمين و الدوليين المعنيين .


• ويهدف المؤتمر إلى التوصل لتوافق ، بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية، حول سبل بناء السلام الشامل والدائم فى السودان ، عبر الحوار وفق رؤية سودانية خالصة .
• ويراعى المؤتمر ،إحترام مبادئ السيادة السودانية ، ووحدة أراضيه، وعدم التدخل فى شئونه ،والحفاظ على مؤسسات الدولة .
• ومصر والسودان ، كما يقولون أخوان و جيران ،وهذه حقيقة لا مفر منها وقدر يجب حسن التعامل مع متطلباته ويعطى مصر حق الحرص على خروج السودان من أزماته .
• ونحاح المؤتمر والخروج من الأزمة السودانية يتطلب صدق المؤتمرين فى توصيف اسبابها ، و تجردهم من أسقاط ذواتهم على أعتابها .و مراعاتهم للمآسىى الانسانية الفظيعة التى تولدت من انطلاق شرارتها ، وضرورة وقف استمراريتها .
• و إقرار الداعين ، بأن الحضور ماهم الا ممثلين ،حددتهم تقديراتهم و حساباتهم ، وفق حدود معرفتهم و تعريفاتهم للقوى السودانية الفاعلة ، والشركاء المعنيين ،وككل جهد بشرى يعتريه القصور وتحيط به النوايا .
• و ليضع المؤتمرين أمام بصيرتهم وبصرهم كبنى آدميين أنين المحتجزين داخل مناطق المعارك ومعاناة الجوعى والمرضى والمشردين بدول الجوار وولايات النزوح والبقاع الأخرى من جراء الحرب اللعينة وتداعياتها المريعة على مجمل أوضاع الوطن .وان يتحسسوا وازع قيمهم كمسلمين ،ورأى الدين واضح ،فيما يدور من سفك دم وظلم وقصور ، وان يستندوا على وطنيتهم الحقة، فى نظرهم و مداولاتهم لا على انتماءاتهم الحزبية والقبلية والذاتية الصغيرة ، التى كان لها النصيب الكبير فى الوصول لهذا الدرك الخطير .
• وسيكون هذا هو المدخل السليم لولوج كيفية تحقيق الهدف العظيم ،السلام الشامل والدائم لوطن يستحق وشعب مقهور.
•وذلك عبر آليات تداول مسؤول وفكر قادر على وضع الحلول ، بعيدا عن ضغائن الشقاق ، وأحاديث النفاق ، و أستعراض المقدرات ، و الإنتصار إلى الذات .
• و تجسيدا لشفافية الطرح ،وإتساقا لصدق القول حول ماجاء بالدعوة للمؤتمر ، من مراعاة سيادة الدولة ، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية ، نقول بلا شك أن عدم التدخل ، قد تلاشى فى الحالة السودانية .
• وما كثرة المبادرات ، والمؤتمرات الدولية والإقليمية المعنية بالحالة السودانية ، التى تعقد بالعواصم الخارجية، ومنها العاصمة المصرية نفسها ، إلا دليل على التدخل والتداخل ، الذى قد يمتد لما هو أخطر من ذلك ، إذا لم يتم التدارك عبر هذا مؤتمر .
• و رؤيتنا حول سبل الوصول لحل المشكلة السودانية ، منشورة بسلسلة مقالات حول التنازلات الكبرى لأجل الحقيقة والمصالحة .
• وهنا لا نكرر ولكن نذكر بأن الاعترافات الكبرى المطلوبة التى توصل المؤتمرين للنتائج المرغوبة تتمثل فى الاتى :- اولا/ إعتراف الحركة الإسلامية ( المؤتمر الوطنى و..) بالأنانية الغبية التى دفعتهم لأدلجة القوات النظامية .وإخراج الدعم السريع من قمقم العدم ، وما لهذا الأمر من تداعيات ، كان لها الأثر المباشر فى الوصول للأزمة الراهنة ،وحتما للمؤتمر الوطنى وجود داخل المؤتمر وإن لبس ثياب آخرى .
ثانيا / إعتراف الكتلة الديمقراطية بأدوارها السلبية أفراد وتنظيمات وكتلة، التى أدت لانهيار الفترة الانتقالية، واستغلتها القوات المسلحة مدعاة لتعويق سيرها ، و الإنقضاض عليها بانقلاب ٢٥/اكتوبر /٢٠٢١ ، وهذه كانت قدحا لزناد الأزمة .
ثالثا / إعتراف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزى بأنانية سعيها للانفراد بالسلطة و تشاكسها مع عسكر متسبب، و عجز عناصرها وأدواتها التى تصدت لمواقع الحكم بعد الثورة عن العمل الفاعل والحاسم ، الذى يمكن من التحول السريع المطلوب من دولة الحزب لدولة الوطن ، لضعف إلمام الكثير من قياداتها بعمق التمكين ،و الإعتراف بتماديها فى الإقصاء بالإتفاق الإطارى .
رابعا/اعتراف الحكومة المصرية بادوارها السلبية تجاه الفترة الانتقالية والتحول المدنى الديمقراطى فى السودان وخطئها الكبير الذى يشير إليه الكثيرين المتمثل فى دعم الشق العسكرى بمجلس السيادة ودعم انقلابه على حكومة الثورة .وعدم تقديرها للمزاج السودانى المتطلع للحكم المدنى الديمقراطى ومحاولاتها المتكررة مساندة عسكرة الحكم بالسودان و أشاراتها للحرص على مؤسسات الدولة ،رغم علمها بما أصابها من تجيير ،بغير إصلاحه لن يكون للاستقرار بالسودان من سبيل .
خامسا/على الأحزاب العقائدية اليسارية التى لها وجود بالمؤتمر تحت لافتات ظاهرة أو مخفية الإعتراف بدورها الكبير فى شق صف قوى الحرية والتغيير ، وعدم واقعية كثير من مطالب الحلول الجذرية التى عكرت صفو سير الفترة الإنتقالية ، وعند نظر قضايا الوطن المصيرية يحب خروجها من قوقعة القوالب الأيديولوجية إلى آفاق الأفكار والمصالح الوطنية المناسبة للحالة السودانية الراهنة ، فما لا يدرك كله لا يترك جله .
• مثلنا السودانى يقول إن فلان يفلق و يداوى ، يعنى يحدث الإصابة و يعالجها و للمؤتمرين جميعا أيادى متفاوتة الحجم والأثر فى ما حدث للسودان من فلق كبير أوصله إلى هذا الدرك السحيق من الأزمة
فيجب من خلال هذا المؤتمر أن يكون جهدهم المشترك فى صناعة واعطاء الدواء لعلاج الأزمة السودانية يفوق ما أحدثوه من فلق وفتق يتطلب سرعة الرتق حتى لا يتعرض الوطن للمزيد من التعرى .
يا مؤتمر بالبصيرة والبصر
القى النظر على الوطن الحطام
يسود بين ربوعه الدم
والجوع والموت الزؤام
والشعب المعذب بالمنافى
و القابعين تحت أنقاض الركام
والصابرين على الأذى
بين الخوف وأقبية الظلام
يا تعسهم إن كان الجمع
مقصده الوصول الى السلام
وساد بين القوم و رجغة اللئام
ويا سعده الوطن التمام
أن صفت النفوس تكلل الجو الوئام
و دبجت أفكارهم عبق الكلام
نحو السلم توجت المهام  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

العقدة في اجتماعات عمان السورية

يستضيف الأردن الأحد، اجتماعات حساسة لدول الجوار السوري، والاجتماع سيبحث ملفات كثيرة من بينها الارهاب، وتهريب السلاح والمخدرات، ووسائل دعم السوريين. 

سيشارك في الاجتماع وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومديرو أجهزة المخابرات في الأردن، وتركيا، وسورية، والعراق، ولبنان، وهي دول جوار سورية، مع الإدراك هنا ان عدد الاطراف التي على صلة بالملف السوري، تتجاوز الجوار ايضا.

للمفارقة تأتي هذه الاجتماعات بعد يومين من فوضى الساحل التي اشعلها خارجون عن القانون من ايتام النظام السابق، وهي فوضى بدأت عند توقيت الافطار، وانتهت مع تواقيت السحور، بما يثبت انها ثورة مضادة فاشلة وقصيرة زمنيا، وادت الى قتل ابرياء سوريين، وتسببت برد فعل قاس ايضا من دمشق الجديدة، حيث كنا جميعا امام مشهد يقول ان قدر السوريين بات دمويا، اما عبر ممارسات نظام الاسد، واما عبر جماعات النظام التي تريد الانتقام لصالح النظام البائد، فتتسبب بموجة دموية يدفع ثمنها كل الاطراف في سورية الحالية، بما فيها الحكم الجديد وجماعاته العسكرية وقواته الامنية المختلفة.

ما دمنا امام اجتماعات عمان فلا يمكن للداخل السوري ان يهدأ، ويتجنب سيناريوهات التثوير او التقسيم، إلا بتوقف التدخل الاجنبي، وهذا التدخل تمثله قوى مختلفة، على رأسها اسرائيل التي تريد احتلال مناطق جنوب سورية كاملة، وتريد تقسيم سورية ايضا، وتوليد دويلات طائفية، ولها جماعاتها وعملاؤها، وبالمقابل فإن الولايات المتحدة ايضا تحتفظ بجماعات عسكرية ضاغطة لصالحها تتمثل بالاكراد، وامتداد واشنطن يصل الى الدروز، اضافة الى تأثير الاميركيين على السلطة الحالية من خلال تركيا، ثم تأتي ايران التي تعاني من جراح الخسائر الاخيرة، وتحاول ترميم وجودها، وهي تحاول ايضا منع اقامة هلال سني في المنطقة، بعد الاضرار التي تعرض لها الهلال الشيعي، وقطع هذا الهلال من خلال ما حدث في سورية ولبنان، حيث ان طهران لن تتراجع كليا عن مشروعها القديم، الا بصفقة مع واشنطن.

خشية اسرائيل هنا تتضاعف من اقامة هلال سني مناوئ لها يحيط بها، تكوينه من الجماعات الاسلامية، خصوصا، في سورية، وداخل فلسطين، والمخاوف من نسخ التجربة السورية في دول عربية ثانية، وللمفارقة فإن اسرائيل التي لا تريد الهلال الشيعي وتعمل على تكسيره، لا تريد ايضا اي هلال سني مناوئ لها، بل تريد تكريس نفسها قوة عظمى تسيطر على الجوار الاسلامي والمسيحي لفلسطين، ضمن رؤيتها للشرق الاوسط الجديد.

المعنى ان اغلب القوى تريد شطب هوية المنطقة، وكأننا امام مشروعين، اما الهلال الشيعي، او التثوير والتقسيم والاحتلال، ولكل مشروع رعاته، الذين لا يريدون النزول عن اكتافنا. 

على الرغم من اهمية اجنماعات عمان السورية، إلا أن نجاحها مرهون بتحقق 7 شروط بحاجة الى شركاء خارج مجموعة الاجتماعات، وأول هذه الشروط مساعدة سورية ماليا وعسكريا، ورفع العقوبات عنها، حتى تتمكن من تحريك الاقتصاد، واستعادة مواطنيها اللاجئين، وثانيها وقف التدخل الاجنبي السري والعلني، الذي تمثله الاطراف السابقة، اضافة الى الروس بطبيعة الحال، وثالثها اخراج اسرائيل تحديدا من المعادلة السورية، ورابعها مساعدة دمشق الجديدة بالانتقال من "صيغة حكم ادلب" التي نجحت سابقا، الى "صيغة الدولة" بما تعنيه من تنوع عرقي وطائفي وديني وشيوع العدالة والقانون، والفرق بين الحالتين كبير، وخامسها توافق الدول العربية المركزية على وصفة واحدة لسورية، وعدم التنافس السري بين هذه الدول بشأن الملف السوري، وسادسها خفض الاستثمار في المظلوميات التي تتفنن بها كل الاطراف التي خسرت بسقوط النظام مثل العلويين، او تحاول الاستفادة من سقوطه مثل الاكراد او الدروز، وهي اطراف تستدرج التدخل الاجنبي بالمحصلة وتبحث عن امهات حاضنات لهذه المظلوميات، وتتورط مباشرة في تدمير بنية سورية الداخلية، وسابعها ان تقرر الدولة سورية هويتها الجديدة وتعريفاتها دون تأخير وما الذي تريده بشكل محدد، وما هي مستهدفاتها، وجغرافية موقعها السياسي في الاقليم، بدلا من التيه الجزئي بسبب الظروف القائمة.
بدون تحقيق الشروط السبعة، ستبقى كل الملفات في سورية مفتوحة وسوف تقود البلد الى كل الخيارات، وهي خبارات سيئة من الحرب الاهلية، وصولا الى التقسيم.

عقدة اجتماعات عمان تكمن في الشروط السبعة، ومن سيساعد في تحقيقها، او عرقلتها.

(الغد الأردنية)

مقالات مشابهة

  • يمكن للمرأة السودانية أن تنجح في كل شيء ما عدا السياسة
  • حزب المؤتمر: يوم الشهيد سيظل نبراسًا يضيء الطريق للأجيال القادمة
  • دفاع النواب: يوم الشهيد خالد بتاريخ الوطن ومحفور بوجدان المصريين
  • حزب المؤتمر: يوم الشهيد سيظل محفورا في وجدان الشعب المصري ويجسد معاني التضحية والفداء
  • رئيس شباب النواب: يوم الشهيد ذكرى خالدة في وجدان المصريين
  • حزب المؤتمر: يوم الشهيد يجسد معاني التضحية والفداء في وجدان المصريين
  • المؤتمر: يوم الشهيد سيظل محفورا في وجدان الشعب المصري
  • البدوي: تضحيات الشهداء وأسرهم لحماية الوطن محل تقدير كبير عند المصريين
  • العقدة في اجتماعات عمان السورية
  • أحمد موسي: لا يمكن التسامح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين