الكيزان لا يعنيهم في شيء الهزائم التي تحل بالجيش السوداني، فالغرض من الحرب التي دقوا طبولها ودفعوا للسير في اتجاهها، ليس الانتصار على المليشيا التي أنشأوها بأنفسهم بقدر ماهي حرب على الثورة، ستجدهم يوجهون سهام نقدهم الى المدنيين! ويعلنون دون خجل انّ الاتفاق الاطاري كان هو سبب الحرب! رغم أن معظم الناس باتت تعرف أن الحرب قامت لوأد الاتفاق الاطاري ولمنع عودة الحكم المدني والقضاء على ثورة ديسمبر المجيدة.
الكيزان لا يعنيهم في شيء أن يعاني شعب السودان أو يتشرد في المنافي، وينزح من دياره ويفقد موارد رزقه، لا يعينهم في شيء أن يضيع مستقبل الأطفال، ويتعرضون للجوع والمخاطر الصحية، أو يفقد الأطفال حياتهم في رحلة النزوح والهروب من الموت، إلى الموت في الصحاري.
النظام الكيزاني الذي لا يزال يتحكم في كل ما تبقى من مؤسسات في هذه البلاد، يحرص على أن تستمر الحرب وأن تتفاقم معاناة الناس أملا في أن يمسح كل ذلك ذاكرة شعبنا من جرائم ثلاثة عقود، قادت ممارسات هذه الفئة الفاسدة الباغية خلالها إلى الحرب الحالية.
كان تحقيق الأمان والحد الأدنى من الرفاه للمواطن الكادح في بلد غالب اهله من الفقراء، كان ذلك دائما في ذيل اهتمامات التنظيم الكيزاني، كان مبلغ همه أن يبقى في السلطة حتى لو تشرذمت البلاد، وأن يستمر في نهب واحتكار وسرقة موارد هذه البلاد ، تاركا أهلها للفاقة والحرمان بعد أن نزع منهم حق دعم الدولة للتعليم والصحة، فضاعت أجيال كاملة وضاعت على البلاد عقول هي الثروة الحقيقية التي تحتاجها بلادنا للتنمية والتطوير والارتقاء بحياة مواطنيها.
وبسبب من ممارسات التنظيم الاجرامية انفصل الجنوب واشتعلت الحروب في كل مكان حتى وصلت إلى عاصمة البلاد، حروب كان يغذيها التنظيم بزرع الفتن بين المكونات السكانية في كل ارجاء بلادنا، بدلا من محاربة التعصب والقبلية بنشر الوعي والتعليم والقيام بدور الدولة المسئولة في نزع فتيل المنازعات القبلية بدلا من اذكاء نيرانها.
لم يكن كل ذلك غريبا على فئة سرقت السلطة بليل من نظام ديمقراطي، وسرقت معه أحلام هذا الشعب في الحرية والتنمية والحكم النزيه والتسامي على جراحات الماضي. لكن الغريب هو استمرار محاولاتهم في خداع الناس بتصوير انفسهم منقذين للمواطن من انتهاكات الحرب التي قاموا بشنها على المليشيا التي صنعوها بأنفسهم لقهر الناس. وبإعلان حرصهم الزائف على الوطن ووحدته رغم انهم كانوا طوال ثلاثة عقود دعاة فتن ونفخ في نيران العصبية والقبلية، وتعاملوا مع هذه البلاد طوال سنوات حكمهم كملك حر للتنظيم، فاحتكروا كل شيء لمنسوبيهم بل وفرطوا في الأرض نفسها لبعض دول الجوار.
يجب أن تتكاتف جهود كل المخلصين من أبناء وطننا لوقف هذه الحرب اللعينة، ومحاسبة كل من سعى لاشتعالها، وكل من ارتكب جرائم بحق المدنيين.
ولابد من محاسبة التنظيم الكيزاني على كل جرائمه من لحظة انقلابه على النظام الديمقراطي مرورا بكل جرائمه وحروبه وانتهاكاته وحتى الحرب الأخيرة.
#لا_للحرب
#نعم_لكل_جهد_وطني_لوقف_الحرب_العبثية
أحمد الملك
ortoot@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
اللجنة العليا للتحضير للمؤتمر الاقتصادي: البلاد تحتاج خطة اقتصادية للحرب
أكد الأستاذ محمد بشار محمد وكيل التخطيط بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ،رئيس اللجنة العليا للتحضير للمؤتمر الاقتصادي الأول ، حوجة البلاد الماسة لإعداد خطة فعالة للتعامل مع الظروف التي تواجهها في ظل الحرب التي فرضتها مليشيا الدعم السريع المتمردة على المواطن. وقال بشار في مؤتمر صحفي ببورتسودان الخميس إن الدولة مدركة لهذه الحوجة، معلنا إكتمال التحضيرات لإنعقاد المؤتمر الإقتصادي الأول لمواجهة تحديات الحرب في الفترة ١٩-٢٠ نوفمبر الحالي تحت شعار “معا لتحقيق التعافي الإقتصادي المستدام” بغرض وضع خطط تساعد على الإستقرار الاقتصادي. واوضح وكيل التخطيط ان الدولة في العام الأول من الحرب كانت تعمل بنظام المعالجات واطفاء الحرائق ، كاشفا عن الانتقال إلى مرحلة أخرى وقال إن الدولة انتهجت خلال الفترة الماضية سياسات اقتصادية احرزت بعض النتائج الإيجابية أهمها انخفاض معدل التضخم وتحسن المؤشرات الاقتصادية. وأضاف قائلا إن هذه المؤشرات في تحسن مستمر. وابان بشار رئيس اللجنة العليا للتحضير للمؤتمر الاقتصادي الأول ان وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل إبراهيم شكل لجنة متخصصة تضم اكاديميين خبراء اقتصاد في عدد من المؤسسات ، مشيرا إلى أن اللجنة عكفت على مدى ثلاثة أشهر وخلصت إلى التحضير لهذا المؤتمر . وأشار الى ان المؤتمر افرد مساحة لورشة متخصصة عن معدن الذهب لمناقشة كيفية الوصول إلى أقصى درجات الإستفادة من هذا المورد المهم، فضلا عن العديد من الأوراق ذات الجدوى العظيمة لمسارات الاقتصاد السوداني، مبينا ان المؤتمر هو محاولة لقراءة المستقبل القريب ووضع التحوطات والمعالجات اللازمة . وأكد ان الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع المتمردة على البلاد منذ ابريل عام ٢٠٢٣ تسببت في مشاكل عميقة للاقتصاد القومي ما يتطلب جهود مضاعفة للوصول إلى مرحلة التعافي ومعالجة هذه المشاكل. سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب