عاجل.. وزير الخارجية: نتمنى التوفيق للقوى السياسية السودانية للخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
افتتح الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية يوم ٦ يوليو الجاري، والذي يعقد في القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور ممثلي تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة، بأن السيد وزير الخارجية أكد فى كلمته الافتتاحية على خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق منذ ما يزيد عن عام كامل، وتداعياتها الكارثية التي تتطلب الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية حفاظًا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق ومؤسسات الدولة، وبما يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من كافة أطراف المجتمع الدولي، والتوصل لحل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني.
وأشاد الوزير عبد العاطى بالجهد الكبير والموقف النبيل الذي اتخذته دول جوار السودان التي استقبلت الملايين من الأشقاء السودانيين، وشاركت مواردها المحدودة في ظل وضع اقتصادي بالغ الصعوبة. كما طالب كافة أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي أعلنت عن التزامها بها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي عقد خلال شهر يونيو ٢٠٢٣ في جنيف، وكذلك المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس منتصف أبريل ٢٠٢٤ لسد الفجوة التمويلية القائمة، والتي تناهز ٧٥٪ من إجمالي الاحتياجات، مشيرًا لتكثيف مصر لاتصالاتها مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف لدعم دول الجوار الأكثر تضررًا من التبعات السلبية للأزمة.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الدكتور عبد العاطى استعرض جهود مصر الإنسانية مند بدء الأزمة، حيث استقبلت مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين الذين انضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سوداني يعيشون في مصر منذ سنين عديدة. كما قدمت الحكومة المصرية مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية للأشقاء السودانيين المتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية، بالإضافة إلى استمرارها في عدد من المشروعات التنموية لتوفير الخدمات الأساسية لهم، كمشروع الربط الكهربائي، وإعادة بناء وتطوير ميناء وادي حلفا.
وشدد وزير الخارجية على أن مصر ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني الغالي، والحفاظ على مكتسبات شعب السودان، والمساعدة في تحقيق تطلعات شعبه، والعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية. وأكد على أن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لا بد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم، ودون إملاءات أو ضغوط خارجية وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالسودان.
ونوه د. عبد العاطي بأن النزاع الراهن هو قضية سودانية بالأساس، وبأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية، وفي إطار احترام مبادىء سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، مشددًا على أهمية وحدة القوات المسلحة السودانية لدورها في حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه.
واختتم السفير أحمد أبو زيد تصريحاته، مشيرًا إلى أن السيد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج حرص فى كلمته على تأكيد أن إستضافة مصر لهذا المؤتمر تعد استكمالًا لجهودها ومساعيها لوقف الحرب في السودان، وفي إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لا سيما دول جوار السودان، وأطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والإتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيجاد، معربًا عن تمنياته بالتوفيق لكافة المشاركين في مساعيهم الرامية لتوحيد الرؤى والجهود للخروج بالسودان الشقيق من أزمته الراهنة، داعيًا إياهم جميعًا لإعلاء المصلحة الوطنية للسودان، ومؤكدًا أن مصر ستظل دائمًا وأبدًا داعمة لكافة الجهود الساعية لعودة الاستقرار والتقدم والازدهار للسودان الشقيق.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة
إقرأ أيضاً:
زيارة وزير الخارجية المصري لبورتسودان… سر التوقيت وحقيقة الأهداف
أثارت زيارة وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي إلى بورتسودان أمس “الأربعاء”، ردود فعل واسعة حول أهداف الزيارة في هذا التوقيت، بعد فترة وجيزة من آخر زيارة للوزير إلى السودان في الثالث من ديسمبر الماضي.
تفعيل الآليات
وكان الجانبان السوداني برئاسة وزير الخارجية د. علي يوسف والمصري برئاسة د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والھجرة وشؤون المصريين في الخارج قد عقدا جلسة مباحثات مشتركة (الأربعاء) في بورتسودان بحثت أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، واتفق الجانبان على تفعيل كل آليات التعاون الثنائي بين البلدين، وعلى عقد لجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين في شھر فبراير المقبل، وإقامة الدورة الثانية للمنتدى الإقتصادي السوداني المصري خلال شھر أبريل القادم في السودان.
ثبات الموقف
وجدد وزير الخارجية السوداني خلال جلسة المباحثات الرسمية بين الجانبين الشكر لمصر على وقفتھا الداعمة للسودان وھو يخوض حرب الكرامة الوطنية، من جانبه أكد وزير الخارجية المصري ثبات موقف بلاده الداعم لاستقرار السودان ووحدته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
كما تناول الوزيران القضايا الإقليمية والدولية ذات الإھتمام المشترك حيث تطابقت الرؤى بينھما، واتفقا على استمرار التنسيق وتبادل الدعم في المحافل الاقليمية والدولية.
مرحلة جديدة
المتابع لزيارة وزير الخارجية المصري لبورتسودان، يلاحظ التركيز على إعادة إعمار السودان مابعد الحرب، إضافة إلى تفعيل الآليات بين وزارتي الخارجية في البلدين، مايعكس أن السودان مقبل على مرحلة جديدة، بعد قرابة العامين من الحرب وعدم الاستقرار، وتظل الأهداف والنتائج المعلنة من الزيارة محل اهتمام وتساؤل من المهتميين حول الأسباب غير المعلنة في هذا التوقيت، علاوة على تكرار الزيارة لوزير الخارجية المصري لبورتسودان في أقل من شهرين، فهل هناك أسباب وأهداف غير معلنة للزيارة، وإلى أي مدى يمكن الربط بينها، وبين زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأبوظبي اليوم “الخميس”؟
مبادرات الوساطة
وفي إفادة جديدة لوزير الخارجية السوداني السوداني السفير علي يوسف أوضح أن وزير الخارجية المصري ناقش في بورتسودان موضوع المبادرات المعنية بالحل في البلاد. وقال يوسف لـ “المحقق” إن مصر تسير في الوساطة بين السودان والإمارات، مضيفا أن الفترة المقبلة ستتبلور أفكار محددة للتعامل في هذا الموضوع، مؤكدا موقف مصر الواضح والثابت من الأزمة في السودان، وقال نحن واثقون ومطمئنون للجهود والمساعي المصرية والتي لم تخرج عن هذه الثوابت المتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، والحفاظ على المؤسسات وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية، مضيفا اتفقنا على أن مصر سيكون لها دور في إعادة إعمار السودان، وأنه سيتم عقد الملتقى الاقتصادي السوداني المصري في نسخته الثانية في بورتسودان أبريل المقبل، لافتا إلى أن هذا يوشر إلى أن الحرب تسير في اتجاه مرحلة حاسمة، مشيراً إلى إنه بعد تحرير المدن السودانية سيبدأ الناس في العودة إلى منازلهم، وأن هذا يستوجب الاستعداد لإعادة الإعمار من الآن، مضيفا أن مصر لديها تجارب كثيرة في إعادة الإعمار للاستفادة من خبرتها في البنى التحتية وكذلك الاستفادة من خبرة رجال الأعمال المصريين في مجال إعادة الإعمار.
أمر طبيعي
وأوضح وزير الخارجية السوداني أن المشاورات الثنائية بين البلدين لم تنقطع وهي مستمرة بصورة راتبة، وقال أما اللجنة الرباعية بين وزيري الخارجية والمياه بين البلدين ستعاود التفعيل والإجتماع الدوري، مؤكدا أن التعاون بين مصر والسودان في موضوع المياه وثيق ومنبثق من مبادئ وأحكام القانون الدولي في المياه، وعن تفسير قيام وزير الخارجية المصري لزيارة البلاد في أقل من شهرين رأى وزير الخارجية السوداني أن الأمر طبيعي، وقال إن العلاقة الوطيدة بين البلدين تجعل من هذا التواصل طبيعي.
التأكيد على الموقف
من جهته أوضح مصدر مصري مطلع أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى بورتسودان، جاءت لمزيد من التأكيد على موقف مصر الواضح في السودان، ووقوفها الثابت إلى جانب مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة. وقال المصدر لـ “المحقق” إن الأزمة في السودان مازالت قائمة، وإن الاتصالات بين البلدين مستمرة بتقنين وضع القنصلية المصرية في بورتسودان، وإعادة فتح القنصلية السودانية في الإسكندرية نتيجة للتطورات التي تحدث في البلاد، وكذلك قضية استعادة عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي، والتنسيق بين البلدين في ملف المياه، وتابع أن كل ذلك وغيره يحتاج إلى مزيد من التنسيق والإتصالات.
الأوضاع تختلف
ولفت المصدر المصري إلى أن الأوضاع الحالية في السودان تختلف عن الفترة السابقة، وإلى أن هناك انتصارات كبيرة في الميدان العسكري لصالح القوات المسلحة السودانية، وهي انتصارات في مناطق استراتيجية وحيوية، كما حدث في منطقة جبل موية وولايتي سنار والجزيرة، مؤكداً أن استعادة هذه المناطق أثرت على ميزان القوى في البلاد، وقال إن هذه التطورات تحتاج إلى مزيد من الاتصالات بين البلدين، مضيفا أن الفترة الحالية والتطورات المترتبة على الأوضاع الجديدة بالسودان تحتاج إلى ضرورة التشاور، وبحث كافة مظاهر العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بأمور الجالية السودانية في مصر والتطورات الإقليمية وضرورة التنسيق لمصلحة الجانبين.
عودة الحياة لطبيعتها
وعن إعمار السودان بعد الحرب قال المصدر إن جهود مصر لم تتوقف في السودان، فهناك الربط الكهربائي بين البلدين لمد السودان بالكهرباء، مضيفا هناك مشروع إعادة تأهيل وإعمار ميناء وادي حلفا، موضحا أن مصر هي المنفذ الرئيسي الآن لانسياب البضائع إلى السودان، مفسرا عودة آليات التشاور السياسي والرباعي بين مصر والسودان إلى عودة الحياة الطبيعية في السودان، وقال إن ظروف الحرب الاستثنائية منعت اجتماع هذه الآليات في الفترة السابقة، مضيفا أنه في إطار انتصارات القوات المسلحة السودانية، هناك مؤشر بأن الحياة ستعود إلى طبيعتها مجددا.
القاهرة – المحقق- صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتساب