هل فات علي البرهان أن يضع محتوى هذا البيت موضع التنفيذ : جزي الله الشدائد كل خير .. عرفت بها عدوي من صديقي !!..
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
في مقابلة مقتضبة هي أقرب للسندوتش أجرت قناة الجزيرة مقابلة مع البرهان عن الوضع الراهن في السودان في ظل هذه الحرب التي توصف احيانا بالمنسية واحيانا بالمبهمة غير المفهومة واحيانا باللغز المحير الذي جنن الكبير والصغير والعالم يقف مشدوها فاغرا فاه يهرش الشعيرات اليتيمة التي تبقت في رأسه ولا يدري ولا يستطيع أن يدلي بمجرد راي عن المأساة النائمة عند ملتقي النيلين والتي تمددت بذراعيها شرقا و غربا وبرجليها اللتين صار لحاف دارفور وكردفان اقصر منهما فبرزت الاقدام في السودان الفرنسي القديم وكأنها تحن الي ايام الحدود الممتدة وحركة الرعاة التي لاتكاد تهدأ .
الأسئلة توالت علي البرهان من المذيع الذي لم يظفر باي إجابة عن كل الأسئلة التي طرحها علي قائد الجيش واكتفي الضيف بالقراءة من مخزون ذاكرته الحافظة لسردية محددة تقال في كل المناسبات ولمختلف الاستفسارات وان لم يكن المذيع قد تحلي بالصبر والسلوان ومارس أقصي درجات الضبط لكان قد خرج من الاستديو الي الشارع وهو يصيح :
( مش الإعلام دا هدا طرفي منو احسن نشوف شغل غيرو لأن العمل فيه أصبح مكرر لدرجة الملل ) !!..
نجي لمربط الفرس والسؤال المحوري في الحلقة التي كما ذكرنا آنفا أن رئيس مجلس السيادة تكلم ولكنه لم يجاوب علي اي سؤال طرح عليه واكتفي بسرد مايحفظ من معلومات ترضي طموحه الشخصي وطموح الجماعة إياهم الذين يحركونه من وراء الكواليس رغم أنه يحاول جاهدا أن يقنع من تبقي من الشعب في بلادنا التي تفتت وتنتظر الريح لتحمل ذرات ترابها خارج الحدود لتلحق باللاجئين علهم يستنشقون عبير ترابهم الذي حن لهم ولحق لهم ليجدوا فيه بعض السلوي مما بكابدون من ضنك فيما وراء الحدود علي الرمال المحرقة حيث لا ماء ولا شجر ووسط الاحراش بين الضواري التي تكون احيانا ارحم من بني الإنسان .
السؤال المحوري الذي وجه لسيادته كان واضحا مثل شمس الظهيرة في يونيو عندما تكون الشمس عمودية علي نصف الكرة الشمالي وكان يقرأ كالاتي :
( من هم اصدقاء وأعداء السودان في حرب البسوس هذه التي مسرحها بلادكم التي كانت مليون ميل مربع ولكنها نقصت بعد أن رعي الجنوب بقيده واكل أهل الشمال أصابعهم من الندم ؟!
تاني سعادة الفريق دور الاسطوانة وحكي عن أن الجيش هو درع الوطن ولن يفرط في ترابه وان الشعب هو أمانة في عنق الجيش ومهما حاول المذيع أن يلفته للسؤال المطروح والمطلوب تحديد أسماء الدول الصديقة والمعادية لأرض السمر أرض الخير والبركة ولكن هيهات لم يفصح سعادتو عن أي اسم مع أن مندوبه في الأمم المتحدة السفير ادريس وجه الاتهام بكل صراحة ووضوح بالصراخ والزعيق ورفع سبابة التهديد موجهة عديل الي عيون المندوب الاماراتي وكأنه يريد أن ( يخزق ) عينيه !!..
حقو بعد دا الشعب من حقه أن يسأل لماذا لايريد البرهان أن يذكر الامارات بالاسم مع أن مندوبه فعل ذلك من غير لف أو دوران وبلغة حاد فيها الكثير من الوعيد والتهديد وحتي نحن الغبش السواد الأعظم من الشعب نعرف أن الإمارات الصهيونية أصبحت في سبيل الاستحواز علي ذهب السودان دخلت بثقلها في مساندة الجماعة الذين يهربون لها المعدن النفيس فيعيدون تصديره لبقية أنحاء العالم بعد أن تتم تنقيته وصارت لذهبنا المنكوب مصافي في أبوظبي وكل هذا العبث بمقدراتنا التي يقوم به اولاد زايد ما كان يتم لولا أن الإنقاذ وعلي رأسها المخلوع صنعا لنا بلية وحية رقطاء اسمها الدعم السريع ملكوها جبل عامر وحراسة الحدود والمطارات والقصر السيادي والوزارات وبعض الحاميات ومنها سلاح المظلات وصار لها معسكرات تحت اسم حطاب ومعسكرات في عواصم الولايات وجيش موازي للجيش وتخريج للجنود ولصف الضباط والضباط وشركات ودولارات ويوروهات واسترلينيات ومكاتب مابين لندن وباريس وواشنطن وصار المعلم في الكنترول لامتحان الشهادة السودانية يتسلم مظروفه المحشو بالمال من حميدتي حامي حمي المعلمين والعمال ونادي البعض بتصيبه أميرا على البلاد!!..
لم يقل البرهان شيئا عن من هم الأعداء وكمان لم يفصح عن الاصدقاء وكلنا نحن الطبقة العاملة ملح الارض وكسبرة الجبال وشطة بحر ابيض وشمار الصحراء الكبري نعرف أن روسيا وإيران مصدران مهمان لتزويد الجيش بالسلاح ونعرف أيضا أن إيران تزود الجيش بالمسيرات مدفوعة الثمن عشان كدة يالها من فاتورة متلتلة تنتظر خزينة جبريل الخاوية علي عروشها. طبعا منذ ايام المخلوع سمعنا باذاننا أنه طلب من بوتين أن يحميه من امريكا وتعجبنا أن يطلب قائد كيزاني الحماية من رأس الكفر بوتين وكان المخلوع اول من ينتر ويتوسط الحلقة ويرفع العصا عالية خفاقة مثل العلم ويرقص علي انغام :
امريكا روسيا قد دنا عذابها .
سيدي الرئيس باختصار وكما قلنا إن الذي يجري في بلادنا هو الحرب العالمية الثالثة والمشكلة أن الحاكم إذا دخل في لعبة المحاور يكون الشعب الصابر المحتسب شعاره ( يحلنا الحل بلة ) .
حسي إيران دخلت الحوش ومعاها الروس والاوكران كمان ظهروا بمجرد ما شافوا الروس والجن ركبهم ودخل تنظيم الدولة والصين كالعادة تقضي حوائجها عندنا بالكتمان والمعروف عنهم أنهم ( دقيلين وخشمهم تقيل ) . وكمان تعالوا شوفوا دول الجوار الافريقي وأهلنا العرب وكل واحد منهم تقول عنده غبينة ضد السودانيين الطيبين غايتو ماعارفين نحن عملنا شنو في هذه الدنيا العريضة !!.
عموما مقابلة البرهان مع الجزيرة كانت أسئلة بدون اجابات وهكذا تظل علامة الاستفهام معلقة في الهواء تنتظر إعصار هاييتي ليحركها الي مرافئ المياه الدافئة وخلجان البهجة وبحيرات المسرة وبحبوحة العيش الكريم عندما تضع هذه الحرب العالمية الثالثة أوزارها وتأوي الطيور الي أعشاشها ونهتف جميعا اخي أن ضج بعد الحرب جنرال بأفعاله وعظم هذه الأعمال وافتخر بها الي حد الثمالة علينا نحن الغلابة أن نمسك بالطورية والكوريك لندفن أجساد موتانا إذ لا فائدة نجنيها من الذين دمرونا فهم حتما سيواصلون نفس الموال وتتم التسوية علي أجسادنا ويصير احدما ال ( Boss ) والتاني مساعده ومن حقنا أن نهتف باعلي صوتنا طيب نحن من تحملنا كل هذا الدمار وتجو انتو في الاخر يامن ضيعتو الأرض والعرض وتلقوها باردة ... نحن نستاهل العملناهو كان بيدنا ونحن من ضيعنا أنفسنا ... سلام !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
جون ويندهام.. رائد الخيال العلمي الذي تنبأ بكوارث المستقبل
عندما يذكر الخيال العلمي يذكر جون ويندهام، الذي استطاع أن يصنع لنفسه مكانة مميزة بفضل أسلوبه الفريد الذي يمزج بين الخيال العلمي والرعب والدراما الاجتماعية.
طفولة وتجارب أثرت في كتاباتهولد جون ويندهام في 10 يوليو 1903 في إنجلترا، ونشأ في بيئة متقلبة بسبب انفصال والديه، تلقى تعليمه في مدارس داخلية، لكنه لم يظهر اهتمامًا أكاديميًا كبيرًا، مما دفعه إلى تجربة العديد من المهن قبل أن يجد شغفه في الكتابة.
خلال الحرب العالمية الثانية، عمل في الحكومة البريطانية، وشهد بشكل مباشر الدمار الذي خلفته الحرب، وهو ما انعكس بقوة على أعماله الأدبية التي تناولت سيناريوهات ما بعد الكوارث بواقعية مذهلة.
ما يميز جون ويندهام عن غيره من كتّاب الخيال العلمي هو أسلوبه البسيط لكنه عميق التأثير، لم يكن مهتمًا فقط بالجانب العلمي، بل ركز على ردود فعل البشر تجاه الكوارث والأحداث الغامضة. غالبًا ما تدور قصصه حول شخصيات عادية تجد نفسها فجأة في عالم جديد وغير مألوف، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من القصة.
أبرز رواياته وتأثيرها• يوم الثلاثيبيدس (The Day of the Triffids) – 1951
تصور الرواية عالمًا يصاب بالعمى الجماعي بعد ظاهرة غامضة، وتهاجمه نباتات قاتلة تدعى “الثلاثيبيدس”.
قدمت الرواية نقدًا لمجتمع ما بعد الحرب وسلطت الضوء على هشاشة الحضارة الإنسانية أمام الكوارث غير المتوقعة.
• الوقواق في ميدويتش (The Midwich Cuckoos) – 1957
تتحدث عن قرية ينام سكانها ليوم كامل، ثم تستيقظ النساء ليجدن أنفسهن حوامل بأطفال خارقين ذوي قدرات عقلية مخيفة.
ألهمت هذه الرواية فيلم الرعب الكلاسيكي قرية الملعونين، وتناول العمل مخاوف المجتمع من التطور العلمي غير المتوقع.
• الكراكن يستيقظ (The Kraken Wakes) – 1953
قصة غزو فضائي غير تقليدي، حيث لا يظهر الغزاة على الإطلاق، بل يهاجمون الأرض بطرق غير مباشرة، تعكس الرواية مخاوف الحرب الباردة والخوف من المجهول.
ويندهام مقابل كتاب الخيال العلمي الآخرينفي حين ركز إسحاق أسيموف على الروبوتات والمستقبل التكنولوجي، وأرثر سي. كلارك على الفضاء والاستكشافات العلمية، كان جون ويندهام أكثر اهتمامًا بكيفية تأثير الأحداث الخيالية على المجتمع والأفراد العاديين.
هذا ما جعله أقرب إلى جورج أورويل، الذي استخدم الأدب لاستكشاف القضايا الاجتماعية والسياسية، ولكن بأسلوب أكثر هدوءًا وأقل سوداوية.
إرثه في الأدب والسينمارغم وفاته عام 1969، لا يزال تأثير ويندهام حاضرًا بقوة في الثقافة الشعبية. تعاد طباعة رواياته باستمرار، وتحظى باهتمام كبير من محبي الخيال العلمي.
كما تم تحويل أعماله إلى أفلام ومسلسلات، كان آخرها إعادة إنتاج الوقواق في ميدويتش كمسلسل تلفزيوني عام 2022