فرنسا تدخل صمتها الانتخابي قبيل جولة الحسم التشريعية
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
دخلت فرنسا اليوم السبت مرحلة صمت انتخابي استعدادا للتصويت فى الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التى تُجرى غدا الأحد.
وكان تيار أقصى اليمين ممثلا بحزب التجمع الوطني تصدّر النتائج في الجولة الأولى بنسبة 33%، بينما حل غريمه تحالف الجبهة الشعبية من أحزاب اليسار في المرتبة الثانية، مع تراجع حزب الرئيس إيمانويل ماكرون والقوى الداعمة له إلى المركز الثالث.
وتعيش فرنسا حالة من الترقب المشوب بالقلق في انتظار نتائج الدور الثاني من الانتخابات التشريعية التي يحتمل أن تحمل أقصى اليمين إلى رئاسة الحكومة.
ويثير صعود أقصى اليمين مخاوف داخل فرنسا وخارجها، لا بسبب اتهاماتٍ بالعنصرية فحسب، بل أيضا بسبب البرنامج الاقتصادى لهذا التيار الذى يوصف بأنه شعبوي وغير واقعي وبسبب علاقاته مع روسيا ومواقفه من الاتحاد الأوروبي.
وأمس الجمعة، اختتمت باريس حملة انتخابية سادها توتر شديد، قبل يومين من انتخابات تشريعية تاريخية تخرج منها البلاد إما تحت سيطرة اليمين المتطرف وإما غارقة في حالة من البلبلة السياسية غير المسبوقة.
وانتهت الحملة الانتخابية رسميا في منتصف الليل (الجمعة الساعة 22,00 بتوقيت غرينتش)، وسط حالة انقسام وشرذمة كبيرة في بلد يعتبر واحدا من ركائز الاتحاد الأوروبي، بعد سبع سنوات من رئاسة ماكرون.
وتحدث رئيس الوزراء المنتهية ولايته غابرييل أتال عن احتمال حصول عرقلة سياسية، مؤكدا أن بإمكان حكومته ضمان استمرارية الدولة "للوقت اللازم" إذا لم تنبثق غالبية واضحة عن صناديق الاقتراع.
وحذر أتال من أن "الخطر اليوم يتمثل في غالبية يُهيمن عليها اليمين المتطرف، وهذا سيكون مشروعا كارثيا".
وبعد أن قام الرئيس ماكرون، بحل البرلمان في 9 يونيو/حزيران المنصرم، تشهد فرنسا عملية انتخابات مبكرة. وتؤكد التطورات التي تعيد تشكيل المشهد السياسي الفرنسي صعود حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يأمل في الوصول إلى السلطة الأسبوع المقبل.
وأظهر استطلاع رأي يوم الخميس أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا قد لا يحقق أغلبية مطلقة في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، مما يعكس على الأرجح نجاح الجهود التي تبذلها الأحزاب الأخرى الرئيسية لقطع الطريق أمامه.
ويعد هذا الاستطلاع الثاني الذي يظهر خلال الأسبوع تصدّر حزب مارين لوبان الانتخابات دون أن يحصل على 289 مقعدا، وهو الحد الأدنى اللازم للفوز بأغلبية مطلقة.
ويشير هذا فيما يبدو إلى نجاح "جبهة شعبية" انسحب بموجبها أكثر من 200 مرشح من جميع الأطياف السياسية لإفساح المجال لمن هم أوفر حظا للفوز على مرشحي التجمع الوطني.
كما أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام لصالح قناة "إل سي آي" وصحيفة لوفيغارو الفرنسية فوز حزب التجمع الوطني بما يتراوح بين 210 مقاعد و240 مقعدا هبوطا من عدد يتراوح بين 240 و270 مقعدا قبل الانسحاب.
ومن المتوقع أن يحل تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" المنتمي إلى تيار اليسار في المركز الثاني بما يتراوح بين 170 مقعدا و200 مقعد متفوقا على تحالف "معا" بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمي إلى تيار الوسط المتوقع فوزه بما يتراوح بين 95 و125 مقعدا، وأشارت التوقعات إلى حصول حزب الجمهوريين المحافظ على ما بين 25 و45 مقعدا.
كما أظهر استطلاع رأي الأربعاء الماضي أجرته شركة "هاريس إنتر أكتيف" للأبحاث توقعات بفوز حزب التجمع الوطني بما يتراوح بين 190 و220 مقعدا.
وقال حزب التجمع الوطني إنه لن يدير الحكومة إذا لم يحصد الأغلبية المطلقة التي يحتاج إليها لإدارة الأمور بحرية، كما دأبت زعيمته مارين لوبان ورئيسه جوردان بارديلا على انتقاد "الجبهة الشعبية"، إذ يقولان إنها تبدي ازدراء لناخبي الحزب.
أقاليم ما وراء البحار تصوّت
ويدلي الفرنسيون اليوم السبت بأصواتهم في أقاليم ما وراء البحار ضمن جولة الثانية من الانتخابات التشريعية التاريخية التي تراقبها عن كثب عواصم عديدة مع صعود اليمين المتطرّف وتشكّل "جبهة جمهورية" لمواجهته.
وسيكون الناخبون في أرخبيل أرخبيل سان بيير وميكلون في شمال المحيط الأطلسي أول المتوجهين إلى صناديق الاقتراع اعتبارًا من العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش.
يليهم في الدور ناخبو غويانا والأنتيل وفرنسيو أميركا الشمالية وبولينيزيا ثم كاليدونيا الجديدة في فترة المساء.
أمّا ناخبو فرنسا القارية وأقاليم ما وراء البحار الأخرى، فسيدلون بأصواتهم الأحد.
وسيشكل قيام حكومة برئاسة اليمين المتطرف، سابقة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب التجمع الوطنی الیمین المتطرف من الانتخابات
إقرأ أيضاً:
وفد عسكري سعودي يطلع على التجربة التشريعية لمجلس عُمان
استقبل مجلس الدولة اليوم وفدًا من كلية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادة والأركان بوزارة الحرس الوطني بالمملكة العربية السعودية الشقيقة برئاسة العميد الركن عبدالرحمن بن سلمي عيد العتيبي وذلك في إطار برنامج زيارته الحالية لسلطنة عُمان.
وكان في استقباله المكرم حمد بن ناصر النبهاني، والمكرم علي بن مبارك العامري، وسعادة أمين عام المجلس، وعدد من المسؤولين بالمجلس.
شهد اللقاء استعراض عمق العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين، والتأكيد على الأهمية البالغة لتعزيز أواصر التعاون المشترك بين المؤسسات التشريعية في كلا البلدين، وذلك من أجل تبادل الخبرات وتطوير آليات العمل التشريعي، بما يُسهم في تحقيق المصالح المشتركة ويرسخ دعائم التعاون الاستراتيجي بين الجانبين.
واستمع الوفد إلى ملخصٍ حول المهام والاختصاصات التشريعية التي يضطلع بها مجلس الدولة، كما اطّلع على أبرز الأنشطة والإنجازات التي حققها المجلس، بالإضافة إلى الموضوعات التي ناقشها، وتعرف على الهيكل التنظيمي للمجلس وأجهزته الرئيسية.
وعبّر الوفد عن خالص امتنانه وتقديره لمجلس الدولة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معربًا عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية المتينة التي تجمع سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، ومثمنًا الجهود المبذولة لتعزيز هذه الروابط.
وفي ختام الزيارة، قام الوفد بجولةٍ في أرجاء مجلس الدولة، حيث اطلع على مرافقه الرئيسية.
كما استقبل مجلس الشورى اليوم، وفد كلية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادة والأركان بوزارة الحرس الوطني بالمملكة العربية السعودية.
جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين الصديقين في مختلف الجوانب، ومسيرة مجلس الشورى وأدواره وصلاحياته كما حددها له النظام الأساسي للدولة وقانون مجلس عُمان، حيث تم التطرق إلى الدورة التشريعية التي تمر بها مشروعات القوانين المحالة إلى المجلس وتلك المقترحة من المجلس. كما تم الحديث عن أدوات المتابعة المتاحة لأعضاء مجلس الشورى وألية العمل بها.
واطلع الوفد على آلية العمل في لجان المجلس الدائمة، ونظام العمل في الجلسات الاعتيادية، ودور الأمانة العامة في تقديم الدعم الفني اللازم.
وفي إطار الزيارة، قام الوفد الزائر بالتعرف على التقنيات الحديثة لقاعة المداولات التي تجري بها الجلسات الاعتيادية للمجلس؛ بالإضافة إلى جولة في مكتبة مجلس عُمان.
وقد أعرب الوفد العسكري الزائر عن إعجابهم بالتجربة الشورية في سلطنة عُمان، والهندسة المعمارية الفريدة الذي يتمتع بها مجلس عُمان.
وكان في استقبال الوفد سعادة أحمد بن سعيد البلوشي، وسعادة محمد بن حسن العنسي اليافعي عضوا المجلس.