دخلت فرنسا اليوم السبت مرحلة صمت انتخابي استعدادا للتصويت فى الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التى تُجرى غدا الأحد.

وكان تيار أقصى اليمين ممثلا بحزب التجمع الوطني تصدّر النتائج في الجولة الأولى بنسبة 33%، بينما حل غريمه تحالف الجبهة الشعبية من أحزاب اليسار في المرتبة الثانية، مع تراجع حزب الرئيس إيمانويل ماكرون والقوى الداعمة له إلى المركز الثالث.

وتعيش فرنسا حالة من الترقب المشوب بالقلق في انتظار نتائج الدور الثاني من الانتخابات التشريعية التي يحتمل أن تحمل أقصى اليمين إلى رئاسة الحكومة.

ويثير صعود أقصى اليمين مخاوف داخل فرنسا وخارجها، لا بسبب اتهاماتٍ بالعنصرية فحسب، بل أيضا بسبب البرنامج الاقتصادى لهذا التيار الذى يوصف بأنه شعبوي وغير واقعي وبسبب علاقاته مع روسيا ومواقفه من الاتحاد الأوروبي.

وأمس الجمعة، اختتمت باريس حملة انتخابية سادها توتر شديد، قبل يومين من انتخابات تشريعية تاريخية تخرج منها البلاد إما تحت سيطرة اليمين المتطرف وإما غارقة في حالة من البلبلة السياسية غير المسبوقة.

وانتهت الحملة الانتخابية رسميا في منتصف الليل (الجمعة الساعة 22,00 بتوقيت غرينتش)، وسط حالة انقسام وشرذمة كبيرة في بلد يعتبر واحدا من ركائز الاتحاد الأوروبي، بعد سبع سنوات من رئاسة ماكرون.

وتحدث رئيس الوزراء المنتهية ولايته غابرييل أتال عن احتمال حصول عرقلة سياسية، مؤكدا أن بإمكان حكومته ضمان استمرارية الدولة "للوقت اللازم" إذا لم تنبثق غالبية واضحة عن صناديق الاقتراع.

وحذر أتال من أن "الخطر اليوم يتمثل في غالبية يُهيمن عليها اليمين المتطرف، وهذا سيكون مشروعا كارثيا".

وبعد أن قام الرئيس ماكرون، بحل البرلمان في 9 يونيو/حزيران المنصرم، تشهد فرنسا عملية انتخابات مبكرة. وتؤكد التطورات التي تعيد تشكيل المشهد السياسي الفرنسي صعود حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يأمل في الوصول إلى السلطة الأسبوع المقبل.

حزب التجمع الوطني قال إنه لن يدير الحكومة إذا لم يحصد الأغلبية المطلقة في الانتخابات (الفرنسية) استطلاعات تستبعد اليمين المتطرف

وأظهر استطلاع رأي يوم الخميس أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا قد لا يحقق أغلبية مطلقة في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، مما يعكس على الأرجح نجاح الجهود التي تبذلها الأحزاب الأخرى الرئيسية لقطع الطريق أمامه.

ويعد هذا الاستطلاع الثاني الذي يظهر خلال الأسبوع تصدّر حزب مارين لوبان الانتخابات دون أن يحصل على 289 مقعدا، وهو الحد الأدنى اللازم للفوز بأغلبية مطلقة.

ويشير هذا فيما يبدو إلى نجاح "جبهة شعبية" انسحب بموجبها أكثر من 200 مرشح من جميع الأطياف السياسية لإفساح المجال لمن هم أوفر حظا للفوز على مرشحي التجمع الوطني.

كما أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام لصالح قناة "إل سي آي" وصحيفة لوفيغارو الفرنسية فوز حزب التجمع الوطني بما يتراوح بين 210 مقاعد و240 مقعدا هبوطا من عدد يتراوح بين 240 و270 مقعدا قبل الانسحاب.

ومن المتوقع أن يحل تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" المنتمي إلى تيار اليسار في المركز الثاني بما يتراوح بين 170 مقعدا و200 مقعد متفوقا على تحالف "معا" بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمي إلى تيار الوسط المتوقع فوزه بما يتراوح بين 95 و125 مقعدا، وأشارت التوقعات إلى حصول حزب الجمهوريين المحافظ على ما بين 25 و45 مقعدا.

كما أظهر استطلاع رأي الأربعاء الماضي أجرته شركة "هاريس إنتر أكتيف" للأبحاث توقعات بفوز حزب التجمع الوطني بما يتراوح بين 190 و220 مقعدا.

وقال حزب التجمع الوطني إنه لن يدير الحكومة إذا لم يحصد الأغلبية المطلقة التي يحتاج إليها لإدارة الأمور بحرية، كما دأبت زعيمته مارين لوبان ورئيسه جوردان بارديلا على انتقاد "الجبهة الشعبية"، إذ يقولان إنها تبدي ازدراء لناخبي الحزب.

أقاليم ما وراء البحار تصوّت

ويدلي الفرنسيون اليوم السبت بأصواتهم في أقاليم ما وراء البحار ضمن جولة الثانية من الانتخابات التشريعية التاريخية التي تراقبها عن كثب عواصم عديدة مع صعود اليمين المتطرّف وتشكّل "جبهة جمهورية" لمواجهته.

وسيكون الناخبون في أرخبيل  أرخبيل سان بيير وميكلون  في شمال المحيط الأطلسي أول المتوجهين إلى صناديق الاقتراع اعتبارًا من العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش.

يليهم في الدور ناخبو غويانا والأنتيل وفرنسيو أميركا الشمالية وبولينيزيا ثم كاليدونيا الجديدة في فترة المساء.

أمّا ناخبو فرنسا القارية وأقاليم ما وراء البحار الأخرى، فسيدلون بأصواتهم الأحد.

وسيشكل قيام حكومة برئاسة اليمين المتطرف، سابقة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب التجمع الوطنی الیمین المتطرف من الانتخابات

إقرأ أيضاً:

فرنسا ترسخ تنوعها واستقرارها

فرنسا تمثل الركيزة الأساسية لاستقرار وتماسك الاتحاد الأوروبى.. ومستقبلها السياسى يشغل الشركاء الأوروبيين ومعظم دول العالم، ومع الصعود الكبير لليمين المتطرف فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، استشعر الجميع الخطر وتعددت السيناريوهات حول مستقبل فرنسا، وذهب بعض المحللين إلى أسوأ السيناريوهات واحتمال حدوث حرب أهلية فرنسية، على اعتبار أن فرنسا تضم أكبر نسبة من المهاجرين من أصول إفريقية وعربية، يلفظها اليمين المتطرف ويبالغ فى خطر وجودها ويدعى أنها تطمس الهوية الفرنسية وتسعى لأسلمة فرنسا، وإمعاناً فى سياسة العنصرية ضد المهاجرين يتبنى اليمين المتطرف قانون طوارئ ضد المهاجرين لإسقاط الجنسية الفرنسية عند مزدوجى الجنسية، وإلغاء حق الأرض - أى عدم منح الجنسية للمواليد على الأرض الفرنسية - وتعديل المساعدة الطبية الحكومية للمهاجرين، وتقييد العمل فى وظائف محددة للمهاجرين وترحيلهم أو دفعهم لمغادرة البلاد، وهو أمر شكل حالة من الهلع فى المجتمع الفرنسى بسبب تقدم اليمين التطرف فى الجولة الأولى من الانتخابات، وتسبب فى انتفاض الفرنسيين فى الجولة الثانية وتحقيق المفاجأة بفوز كبير لليسار.

 

حفظ الله مصر

مقالات مشابهة

  • فرنسا ترسخ تنوعها واستقرارها
  • زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبان تخضع للتحقيق في قضية احتيال بعد هزيمتها في الإنتخابات
  • مقارنة بين نتائج الانتخابات التشريعية الحالية في فرنسا والاستحقاق السابق
  • الجمهورية الفرنسية في خطر ولا يمكن أن نبقى صامتين
  • فرنسا تواجه ورطة
  • فرنسا.. اليسار يتقدم على اليمين المتطرف بالانتخابات التشريعية
  • نجوم منتخب فرنسا يحتفون بخسارة اليمين المتطرف في الانتخابات
  • تحالف اليسار بقيادة ميلونشون يتصدر الإنتخابات التشريعية في فرنسا والهزيمة تلحق حزب ماكرون
  • صدمة الانتخابات الفرنسية: فوز اليسار المفاجئ يؤدي إلى تراجع اليورو
  • بـ 182 مقعد.. الجبهة الشعبية الجديدة تفوز بالانتخابات البرلمانية في فرنسا