سودانايل:
2025-01-30@20:16:32 GMT

ستارمر يثير أفراحا بريطانية.. وتأملات سودانية

تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT

بقلم محمد المكي أحمد
حقق حزب العمال البريطاني انتصارا تاريخيا ، وباهرا، على حزب المحافظين، في الانتخابات البرلمانية، التي أعلنت نتائجها اليوم ( 4 يوليو 2024) ، إذ حصل على 412 مقعدا برلمانيا مقابل 121 لحزب المحافظين.

أنهى الشعب حكم" المحافظين" الذي إستمر ١٤ عاما .
مشهد دخول السير/كير ستارمر إلى 10 داوننغ ستريت (مقر الحكومة وبيته) وسط احتضان شعبي شكٌل حدثا كبيرا ، لكنه لم يفاجأني.



في 4 أبريل 2020 كتبت مقالا في يوم عن دلالات انتخابه زعيما للحزب.

قبل أشهر ، توقعت أن يترأس الحكومة، في تعليقين على رسالتين تلقيتهما من ستارمر عبر البريد الالكتروني ردا على رسالة أرسلته اليه داعيا إلى العمل لوقف الحرب في غزة ، وكنت توقعت انتصاره أيضا في مقال بالانكليزية بتاريخ ٢٧ يونيو ٢٠٢٤.

بدا لي واضحا في تاريخ قديم أن ستارمر نقل حزب" العمال" الى مرحلة حيوية ، أعاد بناءه، ثم جاءت مضامين خطابه الانتخابي الناجح لتوضح رؤاه بشأن هموم الناس وأولوياتهم .
طرح التغيير ( Change ) شعارا فنجح في تشكيل الرأي العام، وسلط الأضواء ببراعة على سلبيات حكم " المحافظين".

من المشاهد الرائعة أن زعيم المحافظين ورئيس الحكومة(السابق) ريشي سوناك أعلن أنه يتحمل مسؤولية فشل " المحافظين"، وهنأ ستارمر مشيدا بصفاته، أما ستارمر فقد نوه بأدوار قام بها " المحافظون" في خدمة البلد، وأشاد بسوناك .

رسائل النضج السياسي والتحضر لا تصدر إلا في مناخ ديمقراطي، ومن شخصيات تعرف معنى التفويض ، تحترم دولة المؤسسات، لا تتعامل بالأحقاد, الكراهية، سموم " الأنا" والعنصرية كما هو الحال في السودان حاليا ودول أخرى.

دعمت ستارمر بصوتي، في دائرة انتخابية في منطقة سكني بلندن( هولبورن وسانت بانكراس) وقد حملته هذه الدائرة وبدعم ملايين البريطانيين إلى البرلمان مجددا ورئاسة الحكومة .

أهنيء ستارمر بالفوز الكاسح والشعب ، وأحيي نهج التداول السلمي للسلطة العريق، والمنسجم مع روح العصر.

خلال إدلائي بصوتي في الانتخابات سجل السودان حضورا في عقلي وقلبي...

لا يمكن المقارنة بين الأوضاع في المملكة المتحدة والسودان ...

دولة المؤسسات راسخة في بريطانيا، الشعب صاحب الصوت الأعلى ، يعاقب أي حزب ، وأي زعيم يفشل في تلبية التطلعات تسقطه صناديق الانتخابات .

الفرق كبير وشاسع بين بشر يحتكمون الى التداول السلمي للسلطة عبر عملية إنتخابية تنقلهم الى كراسي الحكم أو تسقطهم سلميا، وبين من يجيدون فقط استخدام العنف و البندقية والتآمر والأكاذيب والدس الرخيص والانقلابات للسيطرة على الحكم في السودان .

التجارب الحيوية تتيح أوسع فرص التأمل لأجواء مُناخ يفتح آفاق المستقبل بنهج حضاري ديمقراطي عصري، وبين عواصف انقلابيين ، دمويين، مستبدين وفاشلين أحالوا حياة السودانيين إلى جحيم.

" قادة الأحزاب" السودانية من دون استثناء محتاجون أيضا للتعلم من الدرس البريطاني، بالاقتراب من نبض الشعب وبناء أحزاب عصرية مؤسسية تتيح فرص اطاحتهم ومحاسبتهم.

لندن أرسلت رسالة جديدة وساخنة إلى من يُمسك بالكرسي الساخن، ويجلس فوق جماجم الأبرياء و شلالات الدم بالسودان، مضمونها إحترموا إرادة الشعب.

العالم بات أصغر من قرية..

modalmakki@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مستكشفة بريطانية تصل إلى العلا

العُلا

وصلت المستكشفة البريطانية مقدمة البرامج التلفزيونية أليس موريسون -التي تقوم بخوض مغامرة تاريخية لعبور المملكة سيرًا على الأقدام من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب- إلى العلا، لتبلغ بذلك منتصف المرحلة الأولى من رحلتها التي تمتد لخمسة أشهر بدءًا من 1 يناير 2025، حيث ستقطع مسافة 2500 كلم برفقة مرشدين محليين مع الإبل، مُجتازةً صحاري المملكة الشاسعة وواحاتها الغنّاء وجبالها الشاهقة.

وزارت موريسون خلال رحلتها البلدة القديمة في العُلا، وتجولت في أزقتها التاريخية، مكتشفة قصصها العريقة، معربة عن إعجابها العميق بسحر العُلا وبجمال طبيعتها، واصفةً إياها بأنها وجهة استثنائية تجمع بين الطبيعة الخلابة والتاريخ العريق، مما يجعلها واحدة من أهم الوجهات الاستكشافية في العالم.

وبيَّنت أنها استمتعت باقتناء العديد من الحرف اليدوية المتنوعة، التي تعكس التراث السعودي الغني، مؤكدةً أن هذه المشغولات تحمل في طياتها إبداع الحرفيين المحليين، وتُعبِّر عن أصالة الثقافة السعودية.

وتحدثت موريسون عن مدى ارتباط المجتمع السعودي بالإبل، التي تعد جزءًا أصيلًا من تاريخهم وهويتهم، وهو ما دفعها إلى اصطحابها في رحلتها، مبينة أنها وجدت في هذه الحيوانات رفقةً مميزة، وتشعر بترابط قوي معها، مما جعل رحلتها أكثر أصالةً وقربًا من روح المكان.

يُشار إلى أن رحلة المستكشفة البريطانية في العُلا تعكس مدى جاذبية هذه الوجهة السياحية العالمية، التي لا تقتصر على تاريخها العريق فحسب، بل تمتد لتشمل طبيعتها الآسرة وثقافتها النابضة بالحياة، مما يجعلها محطة لا تُنسى لكل من يزورها.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تدعو الى سرعة تشكيل الحكومة بعد الانتخابات المقبلة
  • تعثر محادثات الموازنة في فرنسا يثير شكوكا حول بقاء الحكومة
  • مستكشفة بريطانية تصل إلى العلا
  • وزير الخارجية: ندعم الحكومة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الرافض للتهجير
  • رئيس وزراء بريطانيا يؤكد بدء تعافي الاقتصاد
  • القوى المدنية ودورها في صنع طريق السلام في السودان
  • قانون الحافز الانتخابي ضمير الاغلبية الصامتة المقاطعة للانتخاب سخطاً على الفاسدين والجهلة والعملاء
  • استطلاع رأي جديد يظهر نتائج مفاجئة حول الانتخابات المبكرة في تركيا
  • اصطفاف وزراء الإستقلال يثير الجدل في جلسة مسائلة رئيس الحكومة
  • انقطاع الكهرباء بشكل كامل في عدن يثير غضب السكان من فشل الحكومة