متحدث باسم تنسيقية تقدم السودانية لـAWP: لسنا واجهة سياسية للدعم السريع
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
(وكالة أنباء العالم العربي) - رفض بكري الجاك المدني الناطق الرسمي باسم تنسيقية (تقدم) السودانية اتهامات للتنسيقية بأنها واجهة لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ ما يزيد على 14 شهرا، وقال إن هذه اتهامات تأتي في إطار ما أسماه "الإسفاف السياسي".
وأبلغ المدني وكالة أنباء العالم العربي (AWP) في مقابلة عبر الهاتف اليوم الجمعة أن تقدم كانت لتعلن انتماءها بوضوح لو أنها تمثل الدعم السريع.
وقال "علقنا على هذا الأمر عشرات بل آلاف المرات.. هذه اتهامات تأتي في إطار الإسفاف السياسي وليس هناك أي مبرر موضوعي لتكرار مثل هذا القول. الحجة التي تقال دائما هي أننا وقعنا إعلان سياسي مع قوات الدعم السريع في شهر يناير.. فهذا الإعلان لم يكن اتفاقا إنما كان محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وأضاف "في ذلك الوقت، انهارت المفاوضات في جدة وفي نفس الوقت كانت هناك قمة للإيغاد في جيبوتي وكانت قوات الدعم السريع قد اقتحمت ولاية الجزيرة. حينها سعينا بقدر المستطاع للوصول إلى تفاهمات مع الدعم السريع وكانت الفكرة أن نحمل هذه التفاهمات إلى القوات المسلحة، التي في البداية وافقت على الجلوس معنا ثم غيرت رأيها ورفضت".
وقال الناطق باسم تقدم إن هذه الاتهامات لا يوجد بها أي حجة أو منطق، واصفا التنسيقية بأنها "قوة مدنية تسعى إلى استعادة الحكم المدني في السودان".
وأضاف "نسعى لوقف الحرب وبأي منطق أو بأي حجة يمكن أن نوصف بأننا واجهة للدعم السريع؟ أو جناحه السياسي؟ بالإضافة إلى ذلك إذا كنا نحن واجهة للدعم السريع ما الذي يمنعنا من أن نقول ذلك علنا؟ الحرب اندلعت والناس تموت. في تقديرنا مثل هذا القول محاولة للتجريم ومحاولة لتشتيت دم الفشل السياسي والحرب بين القبائل".
وتابع "هنالك جهة تحارب الآن هي القوات المسلحة.. وهناك الكتلة الديمقراطية التي لديها فصيلان من حركة العدل والمساواة جناح أبريل وحركة تحرير السودان جناح المناوي. لهما قوات تقاتل الآن مع القوات المسلحة ولهما مصلحة في ترديد مثل هذه الأكاذيب. كيف يمكن أن توصف قوة مدنية تقول صباح مساء نحن نسعى إلى وقف الحرب، بأنها جناح لأحد الأطراف المتقاتلة؟"
كانت الكتلة الديمقراطية المنضوية في قوى الحرية والتغيير السودانية "قحت" قد أعلنت في وقت سابق اليوم قبولها الدعوة للمشاركة في اجتماعات من المقرر عقدها بالقاهرة يومي السادس والسابع من يوليو تموز لبحث سبل حل الأزمة السودانية.
غير أن الكتلة الديمقراطية أكدت رفضها الجلوس في اجتماعات مباشرة مع تنسيقية القوى المدنية (تقدم)، معتبرة إياها "الواجهة السياسية للدعم السريع".
وأشار المدني إلى تقديرات تحذر من وفاة 2.5 مليون سوداني بسبب المجاعة هذا العام.
وقال "الناس تموت الآن.. والمواطنون السودانيون يواجهون خطر المجاعة. هناك تقديرات تقول بأن اثنين فاصل خمسة مليون مواطن سوداني سيكونون في عداد الموتى بالمجاعة وليس بالرصاص خلال هذا العام. تسعة مليون نازح ومليونين ونصف المليون لاجئ. كل هذه الأرقام لا يمكن أن تسعد بها قوة مدنية. كل ما نقوله هو أننا نسعى إلى وقف الحرب، ونسعى لدفع الطرفين وحثهم على وقف القتال، والعودة إلى التفاوض. بأي منطق يمكن أن توصف قوة تقول هذا الكلام صباحا مساء وكل أوراقها وبياناتها تتحدث عن هذه الأهداف، توصف بأنه بأنها جناح سياسي للدعم السريع؟ أعتقد لا قيمة لهذا الحديث وهو إسفاف، لا يقدم ولا يؤخر للشعب السوداني الذي يموت الآن جوعا وقتلا وسحلا".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع للدعم السریع یمکن أن
إقرأ أيضاً:
بطولة المتطوعين في الحرب السودانية
وجد متطوعون وناشطون أنفسهم في مواجهة السلاح أو الأذرع الأمنية لطرفي الصراع، وهو وجه آخر أسود للحرب في السودان.
على الرغم من عملهم الخيري وسط نيران حرب السودان، لاقى بعض المتطوعين حتفهم داخل المستشفيات ودور الإيواء بالقصف العشوائي، فيما واجه آخرون اعتقالات تعسفية من قبل المنظومات الأمنية لطرفي النزاع.
وخلال الفترة الماضية كثرت الأخبار عن وفيات لمتطوعين ومتطوعات سواء عن طريق قصف الطيران الجوي للجيش السوداني أو مدفعية قوات الدعم السريع أو وفيات طبيعية في مناطق الحرب جراء انعدام الدواء والرعاية والغذاء.
ونشطت أيضاً الأذرع الأمنية لطرفي النزاع في التضييق على المتطوعين واعتقالهم وكان أشهرهم الأسبوع الماضي باعتقال الناشط "مؤمن ود زينب" قبل إطلاق سراحه لاحقاً.
ومؤخراً فقدت التكايا والمطابخ الخيرية والمستشفيات عدداً من المتطوعين بالاعتقال أو الوفاة، ليتناقص عددهم ووجودهم النادر في ظل غياب الكوادر الطبية والصحية عن المستشفيات وإحجام الشباب عن العمل الخيري بسبب المضايقات الأمنية.
وفي مستشفى النو بأم درمان، ارتقت روح المتطوع الصادق حيدر (حديدة) في تدوين على المستشفى، كما فارق الحياة الشاب عبد الرحمن الفاتح (جدو) الذي ارتقت روحه برصاص جنود يتبعون لقوات الدعم السريع.
والثلاثاء الماضي توفيت المتطوعة سعدية بمعسكر النيم بمدينة الضعين غربي السودان، ونعاها زملاؤها واصفين إياها بأنها كانت رمزاً للإنسانية، سباقة في تقديم المساعدة، حاضرة في كل لحظة إنسانية، لا تألو جهداً في سبيل الآخرين.
اعتقال شباب الطوارئ
والخميس، صدر بيان صحفي من غرفة طوارئ جنوب الخرطوم حول الاعتقال التعسفي للمتطوع حاتم الضو.
وأدانت الغرفة، بحسب البيان، الاعتقال بأشد العبارات، منوهة إلى أن استمرار الاعتقال التعسفي للمتطوع حاتم الضو من قِبل قوات الدعم السريع يعد انتهاكاً صارخاً لقيم العمل الخيري.
وجاء في البيان: رغم توضيح الغرفة بشكل قاطع أن حاتم يعمل كمتطوع في المجال الإنساني فقط، دون أي ارتباطات أو أنشطة خارج هذا الإطار فقد تم اعتقاله.
وقال بيان طوارئ جنوب الحزام، إن المعتقل المذكور لعب دوراً محورياً في تنسيق ودعم العمل الإنساني داخل مستشفى بشائر، وساهم في ضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية للمحتاجين في ظل ظروف استثنائية، وأن استمرار احتجازه يعطل هذه الجهود ويعرّض حياة المرضى للخطر، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المستشفى مثل نقص الإمدادات والمياه.
وأضاف البيان: نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن حاتم الضو، ونحمّل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامته وصحته، كما ندعو المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية للتحرك العاجل والضغط لضمان إطلاق سراحه ووقف الانتهاكات التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني.
وأكدت غرفة طوارئ جنوب الحزام التزامها بمواصلة عملها في خدمة المجتمعات المتضررة، وأن هذه الاعتقالات والضغوط لن تثنيهم أو تضعف عزيمتهم في أداء رسالتهم الإنسانية.
تحت التهديد
وأمس الجمعة كشفت غرفة جنوب الحزام عن اعتقال اثنين من منسوبيها هما هاشم طائف ومحمد عبد الله، اللذين اقتيدا تحت تهديد السلاح من داخل مستشفى بشائر من قبل قوات الدعم السريع.
اعتقال مزدوج
أما الشاب وضاح فتبدو قصته غريبة، حيث كان من المتطوعين في مدني وسط السودان منذ بداية الحرب وحتى تاريخ اقتحام قوات الدعم السريع للمدينة، إذ تم اعتقاله لفترة طويلة من أفراد الدعم.
وبعد استلام الجيش لمدينة مدني تم اعتقاله مجدداً بواسطة استخبارات القوات المسلحة وما يزال في زنازينها حتى اليوم، رغم أنه يعمل في التكايا والمطابخ.
الوجوه الغريبة
وسابقاً جرى اعتقال عضو غرفة طوارئ مدينة سنار لمجرد أن وجهه لم يرق لأحد العساكر حيث قال له: "وجهك ما عاجبني، في اعتراض؟".
وكان المعتقل أحد الشباب الذين كونوا (غرفة طوارئ) ليساعدوا في إيواء القادمين من ولاية الخرطوم.
كما قامت شرطة ولاية سنار باعتقال أحد المتطوعين ويدعى عبد الله حسن وذلك أثناء ممارسة عمله الخيري.
ومنذ انقلاب قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان صدرت قرارات بإلغاء لجان المقاومة ولجان التسيير والخدمات التي كونت في فترة الحكومة الانتقالية، ومنذ ذلك التاريخ لم يسلم المتطوعون والناشطون في العمل الخيري من التضييق الأمني الذي وصل بعد الحرب حد الموت والاعتقال.
zuhair.osman@aol.com