يمن مونيتور/ من افتخار عبده

موجة حرٍ شديدة تشهدها اليمن في هذا الصيف الذي أطل على النازحين حاملًا معه الكثير من المنغصات التي لا يقوى على حملها الضعفاء من النساء والأطفال وكبار السن.

وارتفعت درجة الحرارة بشكل مميت في أغلب مناطق اليمن لا سيما الساحلية والصحراوية منها، الأمر الذي حوَّل الصيف إلى مأساة كبيرة لدى الكثير من الناس.

ويعاني نازحو اليمن من ارتفاع درجة الحرارة في مخيماتهم المهترئة في ظل غياب الكثير من الخدمات التي قد تخفف عنهم بعضًا من هذه المعاناة، كوسائل التبريد والمياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية.

وبعدما ودع النازحون فصل الشتاء سرهم أن تخلصوا من البرد القارس الذي قض مضاجعهم لكنهم استقبلوا فصلًا آخرًا فيه من القساوة والإصابة بالأمراض الجلدية والجفاف والحميات الشيء الكثير.

وبهذا الشأن يقول صدام هادي (33 عاما) أحد النازحين القاطنين في محافظة مأرب”   تخلصنا من برد الشتاء والمعاناة التي عانيناها فيه من شدة البرد القارس الذي سبب لنا الكثير من الأمراض واستقبلنا فصل الصيف الذي ارتفعت فيه درجة الحرارة وزادت معاناتنا بشكل أكبر من السابق”.

ومنذ بدء الحرب استقبلت محافظة مأرب الآلاف من النازحين من مختلف محافظات الجمهورية، وهذه المحافظة الصحراوية ترتفع فيها درجة الحرارة في فصل الصيف بشكل يصل إلى 45 درجة مئوية أو يتجاوز ذلك بدرجات.

ويضيف صدام لـ” يمن مونيتور” يبدو أن ارتفاع درجة الحرارة هذا العام أكبر من الأعوام السابقة بكثير، فالحرارة في المخيمات التي نعيش فيها لا تطاق والأطفال يعانون من التهابات جلدية وطفح وتقرحات”.

وتابع” لا نجد وسائل تبريد تعيننا على هذا الجحيم، حتى الكهرباء تنقطع علينا سعات طوال في اليوم، وغياب الكهرباء يتعبنا وحضورها أيضًا يخيفنا في حدوث الحرائق الناتجة عن الماس الكهربائي التي تحدث بكثرة في هذا الموسم بالتحديد”.

وأردف” في موسم الصيف نكون بحاجة كبيرة إلى المياه الصالحة للشرب بسبب العطش الذي ينتابنا وهذا الأمر يؤرقنا كثيرا في ظل قلة وجود الماء”.

انتشار الأمراض المعدية

وواصل” بهذا الموسم ينتشر البعوض بشكل كبير وهو ما يتسبب بانتشار الأمراض بين النازحين ومع هذا لا توجد مرافق صحية قريبة أو حملات علاجية بأسعار قليلة تعيننا على تخطى هذه المرحلة بسلام”.

واختتم” ندعو الجهات المعنية بالنظر إلى مخيمات النازحين.. نحن اليوم لا نمتلك المال الذي نقدر على العيش فيه، لا نحصل في الكثير من الأيام على قيمة قطعة من الثلج نبرد فيه ماء الشرب لساعات”.

يؤكد هذا، سيف مثنى (مدير عام الوحدة التنفيذية للنازحين- مأرب) بقوله: ” تعاني الأسر النازحة وأطفالها من أوضاع صعبة خلال موسم الحر، إذ ترتفع درجة الحرارة في محافظة مأرب الصحراوية إلى أكثر من 46 درجة”.

حياة يومية أكثر صعوبة

وأضاف لـ” يمن مونيتور” هذه التضاريس الصحراوية القاسية تزيد من معاناة النازحين وتجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة؛ خاصة في المناطق الصحراوية المفتوحة”.

وأشار مثنى إلى أن” الأطفال هم الأكثر تضررًا، من موجات الحر؛ إذ يواجهون خطر الجفاف والأمراض الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة كالحميات المنتشرة نتيجة كثرة البعوض والأمراض الجلدية كالطفح والتقرحات الجلدية”.

وأوضح” في موسم الحر، تزداد الحرائق و تزداد احتياجات النازحين وأطفالهم بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع درجات الحرارة و من أهم هذه الاحتياجات، احتياجهم بكثرة للمياه الصالحة للشرب و استبدال الخيام المتهالكة بمأوى مناسب مقاوم  للحرارة وذي  تهوية جيدة لحماية النازحين من أشعة الشمس المباشرة”.

وتابع” كذلك يحتاج النازحون بشدة للرعاية الصحية: توفير خدمات طبية لمواجهة الأمراض المرتبطة بالحرارة مثل ضربة الشمس والجفاف، وكذلك توفير الأدوية الضرورية”.

ودعا مثنى جميع شركاء العمل الإنساني إلى تكثيف جهودهم لتوفير المساعدات اللازمة، بما في ذلك توفير المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية الملائمة لتحسين أوضاع النازحين والتخفيف من معاناتهم”.

معاناة النازحين في الخيام لا تقل عن معاناة هؤلاء الذين نزحوا للبيوت القريبة من خطوط التماس، أمام فوهات البنادق، تلك البيوت التي فقدت أبوابها ونوافذها وأصيبت بالشقوق الكبيرة والفتحات الواسعة الناتجة عن إصابتها بالأسلحة الثقيلة.

والكثير من النازحين إلى مدينة تعز من اتخذوا من هذه البيوت سكنًا لهم بسبب ارتفاع إيجار البيوت والازدحام السكاني الحاصل في المدينة؛ فجاء موسم الصيف ليضيف لهم الكثير من المعاناة من ناحية ارتفاع درجة الحرارة وسقوط الأمطار على الأثاث المنزلي الذي يمتلكونه.

بدوره يقول فؤاد مهدي(23عامًا)، أحد نازحي محافظة تعز” ارتفاع درجة الحرارة يؤثر على حياتنا نحن النازحين بشكل كبير، ليس على مستوى الشعور بالحرارة الزائدة وإنما بالإصابة بالأمراض الناتجة عن ذلك “.

وأضاف مهدي لـ” يمن مونيتور” نحن لم ننزح إلى الخيام؛ نحن والكثير من غيرنا كان نزوحنا لبيوت ولكن هذه البيوت في حد ذاتها معاناة؛ إذ إنها غير مؤهلة للسكن فيها فهي مليئة بالشقوق وتفتقد للكثير من النوافذ والأبواب التي تم إتلافها بسبب الحرب”.

وتابع” هذا الموسم ينتشر فيه البعوض وهو ما يسبب الكثير من الأمراض المعدية كالحميات، بالإضافة إلى أن الأطفال يصابون بأمراض جلدية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة”.

الوضع المادي لا يسمح

وأردف” الوضع المادي لا يسمح لنا بأن نشتري مراوح للتبريد والكهرباء الحكومية في مدينة تعز غير متوفرة والأسعار كل يوم في ازدياد، حتى الثلج الذي كنا نحصل عليه بسعر مناسب ارتفع سعره إلى الضعف في فترة ما بعد فتح الطريق، بالإضافة إلى أن سعر دبة ماء الشرب سعة 20 لترا في البقالة (300 ريال) أي أن الأسرة الصغيرة تكون بحاجة إلى (800 ريال) على الأقل كل يوم للماء والثلج فقط والوضع المادي لا يسمح بهذا اطلاقًا”.

وواصل” الكثير من النازحين الذين أعرفهم يعيشون بدكاكين صغيرة وهم أسر كبيرة وكثرة الأفراد مع ضيق المكان يسبب المعاناة الكبيرة من انتشار الأمراض المعدية والضنك الذي يعيشه هؤلاء”.

واختتم” ما نرجوه هو أن تنخفض الأسعار- على الأقل- حتى نكون قادرين على شراء الثلج والماء كل يوم لنقاوم الجفاف الذي ينتج عن ارتفاع درجة الحرارة في هذا الفصل”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحراراة الصيف اليمن ارتفاع درجة الحرارة درجة الحرارة فی الصالحة للشرب یمن مونیتور الناتجة عن الکثیر من

إقرأ أيضاً:

أمطار على بعض المناطق.. واستمرار انخفاض درجات الحرارة

ابوظبي: وسام شوقي
شهدت مناطق متفرقة من الدولة الأحد، هطول أمطار تراوحت بين الخفيفة المتوسطة والغزيرة على عدة مناطق في الشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة، وذلك نتيجة امتداد منخفض جوي سطحي من الشرق ومرتفع جوي سطحي من الغرب، يصاحبهما امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا، كما هبت رياح نشطة إلى قوية أحياناً مثيرة للغبار والأتربة، مما أدى إلى تدني مدى الرؤية الأفقية.
وأوضح المركز الوطني للأرصاد الجوية، أن طقس الاثنين يكون صحوا إلى غائم جزئياً، وتظهر السحب المنخفضة على بعض المناطق الساحلية والداخلية، ورطبا ليلاً وصباح الثلاثاء مع احتمال تشكل الضباب الخفيف على بعض المناطق الداخلية، والرياح شمالية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة ونشطة أحيانا وسرعتها من 10 إلى 25 تصل إلى 40 كم/س، والبحر مضطرب متوسط الموج في الخليج العربي ومتوسط الموج يضطرب أحياناً في بحر عمان.
وأشار إلى أن طقس الثلاثاء يكون صحواً بوجه عام وغائما جزئياً أحياناً، ورطبا ليلاً وصباح الأربعاء مع احتمال تشكل الضباب أو الضباب الخفيف على بعض المناطق الساحلية والداخلية، والرياح شمالية غربية تتحول إلى جنوبية شرقية خفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط أحيانا وسرعتها من 10 إلى 20 تصل إلى 35 كم/س، والبحر متوسط إلى خفيف الموج في الخليج العربي وفي بحر عمان.
وأضاف أن طقس الأربعاء، صحو بوجه عام وغائم جزئياً أحياناً، ورطب ليلاً وصباح الخميس على بعض المناطق الساحلية والداخلية مع احتمال تشكل الضباب أو الضباب الخفيف، والرياح جنوبية شرقية خفيفة إلى معتدلة السرعة، وسرعتها من 10 إلى 30كم/ س، والبحر خفيف الموج في الخليج العربي وفي بحر عمان.
ومن المتوقع أن يكون طقس الخميس، صحوا بوجه عام وغائما جزئياً أحياناً، والرياح جنوبية شرقية إلى شمالية شرقية خفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط أحياناً، وسرعتها من 10 إلى 35 كم/ س، والبحر خفيف إلى متوسط الموج أحيانا في الخليج العربي وخفيف الموج في بحر عمان.
ومن جهة أخرى أشار المركز الى أن شهر فبراير الجاري يعد أحد شهور فصل الشتاء، حيث تبقى منطقة الخليج العربي تحت تأثير امتداد المرتفع الجوي السيبيري المصحوب بكتلة هوائية شمالية باردة، وتستمر درجات الحرارة في الانخفاض على الدولة، بالرغم من ارتفاعها بشكل طفيف خاصة في النصف الثاني من الشهر على بعض المناطق مقارنة مع شهر يناير، ويتراوح متوسط درجة الحرارة ما بين 18 و21 درجة مئوية، ومتوسط درجة الحرارة العظمى ما بين 23 و28 درجة، ومتوسط درجة الحرارة الصغرى ما بين 12 و16 درجة، وسجلت أعلى درجة حرارة في هذا التوقيت 39.8 درجة في حرس حدود الجزيرة سنة 2009، وأقل درجة حرارة على جبل جيس سنة 2017 والتي بلغت 5.7 °م تحت الصفر.
وأوضح المركز أن الدولة تتأثر بمرور منخفضات جوية قادمة من الغرب، تؤدي إلى حدوث حالات من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، حيث تنشط الرياح المثيرة للأتربة والرمال كما تتكاثر السحب الممطرة أحياناً، وتكون الرياح السائدة خلال هذا الشهر جنوبية شرقية صباحا، تتحول إلى غربية وشمالية غربية نهارا، بينما تتأثر الدولة أحيانا برياح شمالية غربية نشطة (رياح الشمال)، ومتوسط سرعة الرياح 13 كم/ساعة، وأعلى سرعة رياح وأعلى هبة 141.5 (كم/ س) على جبل مبرح سنة 2010.
وأشار إلى زيادة الرطوبة النسبية خلال هذا الشهر، وتتهيأ الفرصة في الصباح الباكر لتكوّن الضباب الخفيف والكثيف على بعض المناطق الساحلية والداخلية، ويكون متوسط الرطوبة النسبية خلال هذا الشهر 59%، ومتوسط الرطوبة النسبية العظمى ما بين 78% إلى 88%، ومتوسط الرطوبة النسبية الصغرى ما بين 29% إلى 41%.
وذكر المركز في تقرير السمات المناخية لشهر فبراير، أن أعلى سنة تكرر فيها حدوث الضباب خلال السنوات الماضية كان في سنة 2021 حيث كان عدد تكرار حدوث الضباب 18 يوم ضباب و4 أيام ضباب خفيف، وأعلى كمية أمطار مسجلة خلال هذا الشهر 317 ملم على الحويلات في سنة 1988.

مقالات مشابهة

  • تقرير دولي يكشف: كارثة تهدد اليمن في موعد محدد!
  • النهر الذي يغلي في الأمازون.. ما الذي يقوله عن مستقبل الأرض؟
  • ابتكار قماش ذكي يقضي على البرودة
  • البلهارسيا في اليمن…خطرٌ متزايد يهدد آلاف المواطنين! ( تقرير خاص)
  • تقرير حديث: الكشف عن عدد الضحايا في اليمن خلال 3600 يوم
  • الرئيس الشرع: النظام الاشتراكي فيه الكثير من السلبيات التي أثرت في المواطن وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد
  • تقرير حقوقي يكشف جرائم الحملة العسكرية الحوثية في حنكة آل مسعود تعد من أسوأ الجرائم في تاريخ اليمن
  • تحذير : موجة صقيع جديدة تضرب اليمن
  • أمطار على بعض المناطق.. واستمرار انخفاض درجات الحرارة
  • تقرير يسجل ارتفاع تحويلات مغاربة العالم بـ2.1 في المائة