أزمة حوثية تحت السطح.. تصدعات في الولاء وتقليص مرتقب للحقائب الوزارية
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
أفادت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر سياسية في صنعاء بأن مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تعاني من أزمة داخلية قد تنفجر في أي لحظة بين قياداتها مع عودة الحديث عن التعديلات التي كان زعيم المليشيا لوّح بإجرائها في سبتمبر الماضي تحت اسم "التغييرات الجذرية" وتراجع عنها بسبب تصاعد صراع الأجنحة داخل الجماعة.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن "مصادر سياسية في صنعاء" الاثنين، قولها إن الجماعة الموالية لإيران ستعلن خلال الأسبوع القادم عن تشكيل "حكومة مصغرة" ب17 حقيبة وزارية فقط، مشيرة إلى أن المليشيا الحوثية تخطط لتكليف أحد القيادات المحسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام- الجناح الموالي لها، برئاسة هذه الحكومة المصغرة.
وأكدت المصادر أن الحديث عما تسمى "التغييرات الجذرية" التي وعد بها زعيم المليشيا قبل حوالي 9 أشهر، عاد إلى التداول في أوساط القيادات الحوثية بعد تراجع الحديث عنها طيلة الأشهر الماضية، وأن المليشيا ستلجأ إلى استغلال اسم المؤتمر الشعبي العام عن طريق تكليف أحد قياداته الموالية لها برئاسة الحكومة المرتقب تشكيلها بعد دمج عدد من الحقائب الوزارية واستبدال بعضها بكيانات مليشاوية.
وبحسب المصادر فإن التشكيلة الجديدة للحكومة الحوثية سيتم فيها دمج وزارة المغتربين مع وزارة الخارجية، والثقافة والسياحة مع الإعلام، وأيضاً دمج التعليم المهني مع التعليم العالي، وإلغاء وزارة التخطيط والتعاون الدولي بعد أن نُقلت كل اختصاصاتها إلى ما يسمى المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية.
ولم تفصح المصادر عن هوية القيادي "المؤتمري" الذي سيتولى رئاسة الحكومة، واكتفت بالقول إنه ينحدر من المحافظات الجنوبية. في وقت يشكك فيه سكان في مناطق سيطرة الجماعة في إمكانية حدوث تغييرات جذرية حقيقية في أداء سلطة الانقلاب.
نشطاء سياسيون وقادة أحزاب من الذين بقوا في صنعاء تحدثوا إلى الصحيفة بأسماء مستعارة خوفا على حياتهم وعائلاتهم، ونقلت الصحيفة عن أحدهم تحت اسم "أمين" قوله: "إذا كانت هناك تغييرات جذرية فعلاً فإنها لن تمر بسلام، بل ستتكلف ضحايا، وسيكون هناك استخدام للقوة بين الأجنحة التي تتشكل منها الجماعة؛ لأن الجناح المستهدَف من هذه التغييرات، كما فُهم الأمر لدى الناس، يمتلك نفوذاً قوياً داخل المؤسسات، ويمتلك قوة عسكرية سيدافع عن مصالحه، ولن يستسلم ببساطة".
وأضاف إن زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي يتجاهل الواقع المأساوي الذي يعيشه السكان في مناطق سيطرة جماعته من شدة الفقر ووطأة الفساد، والقمع الأمني، ويستمر في إطلاق وعود تنتهي في الأخير بإرضاء الأجنحة المتصارعة على المال والنفوذ، ويذهب نحو التصعيد في البحر الأحمر وتجنيد المراهقين؛ لأن ذلك سيمكّنه من قمع الناس بسهولة.
كما تحدث سياسي آخر في صنعاء لصحيفة "الشرق الأوسط" تحت اسم منير، مؤكدا أن الحديث عن عودة قيادات الجماعة للحديث عما تسمى "التغييرات الجذرية" هدفه امتصاص النقمة الشعبية، حيث بلغ الوضع المعيشي للناس مرحلة من البؤس لم تعرفها البلاد منذ الإطاحة بنظام الإمامة.
وتوقع القيادي الحزبي أنه لو تم تشكيل حكومة حوثية مصغرة فستكون "منزوعة الصلاحيات كما كانت حكومة عبد العزيز بن حبتور"، لأن السلطة الفعلية يمتلكها قادة الحوثي المنحدرون من محافظة صعدة أمثال أحمد حامد مدير مكتب مجلس الحكم الانقلابي، ومحمد علي الحوثي عضو مجلس الحكم، والقائد العسكري البارز في الجماعة يحيى الرزامي الذي يسيطر على الجزء الجنوبي من صنعاء.
وفي مؤشر واضح على إدراك السياسيين الذين تورطوا في موالاة المليشيا الحوثية، أكد هذا القيادي الحزبي أن السكان في مناطق سيطرة الحوثيين يعيشون تحت نظام حكم هو نسخة طبق الأصل من نظام الإمامة، حيث كل المسؤولين فيه لا يمتلكون أي صلاحيات، وكل جناح له أتباعه ومصالح لا تتعارض مع مصالح الجناح الآخر، والكلمة الفصل في مكتب عبد الملك الحوثي في صعدة، وليس بمقدور كل الناس الوصول إلى المكتب للبحث عن الإنصاف منه.
وأضاف إن أصحاب المظلومية من المقتدرين مالياً يبحثون عن شيخ قبلي مُوالٍ للجماعة الحوثية أو أحد قادتها أو مشرفيها، حيث يُدفع لهم الملايين من الريالات ليقوموا بنقل شكواه إلى مكتب الحوثي والعودة بتوجيه منه؛ لأن الحوثي حريص على إرضاء وجهاء القبائل الموالين له لضمان استمرار ضبط الأوضاع في مناطقهم وتجنيد المقاتلين وجمع الجبايات متعددة الأسماء.
ويرى مراقبون أن لجوء المليشيا الحوثية إلى تشكيل حكومة مصغرة وتقليص حقائبها الوزارية يأتي في إطار استعداداتها لأي ضغوطات إيرانية وعمانية عليها للتجاوب مع مساعي السلام وإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية حسبما تنص خارطة الطريق المدعومة من السعودية وعمان والأمم المتحدة. مشيرين إلى أن المليشيا قد تطالب بحصتها في أي حكومة وطنية مستقبلية بما لا يقل عن 17 حقيبة، وأن اختيارها لقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ينحدر من محافظة جنوبية هدفه الإضرار بالقضية الجنوبية وبحزب المؤتمر- الجناح المناهض لها.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
عريضة لإقالة بن غفير تسبب أزمة دستورية داخل حكومة نتنياهو
تسببت عريضة قدمتها مجموعة من المنظمات غير الحكومية للمحكمة العليا في دولة الاحتلال الإسرائيلي، تطالب بإقالة وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، في حدوث انشقاق داخل حكومة بنيامين نتنياهو، مما قد يؤدي إلى أزمة دستورية.
وفي رسالة إلى نتنياهو الأسبوع الماضي، طلبت المدعية العامة جالي باهراف-ميارا من رئيس الوزراء دراسة إقالة بن غفير، مستندة إلى أدلة تشير إلى تدخله المباشر في عمليات الشرطة واتخاذ قرارات الترقيات بناءً على أسباب سياسية.
جاءت هذه الرسالة قبل أن تقدم باهراف-ميارا رأيها إلى المحكمة العليا في الأسابيع المقبلة بشأن ما إذا كان ينبغي قبول العريضة التي قدمتها المنظمات غير الحكومية في أيلول/سبتمبر الماضي والنظر فيها.
في رسالتها التي نشرها مكتبها، أيدت المدعية العامة جالي باهراف-ميارا الاتهامات التي وجهتها المنظمات غير الحكومية ضد بن غفير، بشأن تدخله الشخصي في تعامل قادة الشرطة مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
واستشهدت باهراف-ميارا أيضًا برسالة من المفوض السابق للشرطة يعقوب شبتاي، الذي ترك منصبه في تموز/يوليو الماضي، والتي ذكر فيها أن بن غفير أصدر تعليمات لكبار قادة الشرطة بتجاهل أوامر مجلس الوزراء بحماية قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة.
أثارت رسالة باهراف-ميارا رد فعل حادًا من بن غفير، الذي دعا علنًا إلى إقالتها، قائلاً إن طلبها تحركه دوافع سياسية. ونفى الوزير ارتكاب أي مخالفات.
بن غفير ودعم "كاخ"
عندما انضم إيتمار بن غفير إلى ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نهاية عام 2022، حصل على مهام واسعة، منها المسؤولية عن شرطة الحدود في الضفة الغربية المحتلة، رغم إدانته في عام 2007 بالتحريض العنصري ضد العرب ودعمه لحركة "كاخ" اليهودية المتطرفة التي تصنفها دولة الاحتلال والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
أدى "قانون الشرطة" الذي أقره الكنيست في كانون الأول/ديسمبر 2022، وهو أحد الشروط التي وضعها بن غفير للانضمام إلى الائتلاف، إلى توسيع سلطاته على الشرطة، مما سمح له بوضع السياسات العامة وتحديد أولويات العمل والمبادئ التوجيهية.
وقال بن غفير إن القانون سيعزز قوة الشرطة وقدرتها على مكافحة الجرائم، وزعم أن الشرطة في كل البلدان الديمقراطية تتبع وزيرًا منتخبًا.
في المقابل، قال منتقدون إن التعديلات منحت بن غفير سلطات شاملة على العمليات، مما حوله إلى "رئيس للشرطة بسلطات مطلقة".
بن غفير يسيس الشرطة
أفاد أربعة من قادة الشرطة السابقين وخبيران قانونيان لرويترز أن التغييرات التي أجراها وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف على الكيان الشرطي وثقافته أدت إلى تسييسه.
وقال أمونون الكالاي، وهو ضابط سابق في الشرطة استقال في 2021، إن بن غفير يحاول من خلال سلطته الموافقة على التعيينات أو التدخل في الترقيات لخدمة مصالحه السياسية الخاصة.
ولم ترد شرطة الاحتلال ولا مكتب بن غفير على طلبات للتعليق على دور الوزير في تعيينات الشرطة أو التأثير في عملها.
نتنياهو مجرم حرب
ويواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهامات بالفساد، وضغوطًا متزايدة لإقالة بن غفير. ولكن في حال انسحاب حزب "عوتسماه يهوديت" (القوة اليهودية) الذي يرأسه بن غفير من الائتلاف الحاكم، ستتقلص أغلبية نتنياهو البرلمانية بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو الخميس الماضي بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال الإبادة الجماعية التي يقوم بها في غزة.
ويشير بعض الخبراء القانونيين إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد يواجه أزمة دستورية إذا أمرت المحكمة العليا بإقالة بن غفير ورفض نتنياهو تنفيذ القرار، مما قد يظهر الحكومة وكأنها تتجاهل قرارات القضاء.
وأعرب الباحث في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، عمير فوكس، عن قلقه قائلاً: "لا نعرف ماذا سيحدث في مثل هذا الوضع"، مضيفًا أن هذا قد يضع إسرائيل في موقف خطير للغاية.
ويذكر أن مكتب نتنياهو لم يصدر أي تعليق حتى الآن.