قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن عملية الإغارة التي قامت بها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على مقر قيادة عمليات الاحتلال، بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، هي من نوع العمليات التي تنفذها القوات الخاصة بجيش التحرير الشعبي الصيني، وكذلك قوات "دلتا" الأميركية.

وكانت كتائب القسام قالت، في بيان، إن عددا كبيرا من مقاتليها أغاروا على مقر قيادة عمليات الاحتلال قرب حي تل السلطان، "وأوقعوا قتلى وجرحى" في صفوف الاحتلال.

وأضاف الدويري، في مداخلة من عمّان لتحليل المشهد العسكري بقطاع غزة، أن هذه العملية هي بمثابة رد بليغ على تصريحات قيادات الاحتلال التي تتحدث عن نجاحهم في إضعاف قدرات القسام، وتثبت بشكل عملي أن هذه التصريحات ليست دقيقة على أقل تقدير.

وأوضح الخبير العسكري أن عملية الإغارة هي أحد أنواع العمليات التعرضية للقوات المدافعة، وتسمى بـ"سمكة الصحراء" في دلالة على الظهور في المكان والزمان غير المتوقعين، ومقاربتها القتالية الترويع والصدمة باستخدام القوة والعنف والوقت القصير في التنفيذ.

وتابع الدويري في توضيحه لهذه المقاربة، بأن منفذيها ينسحبون قبل أن تتمكن قوات العدو التي تمت مهاجمتها من القيام بأي رد فعل، لافتا إلى أن هذه العلميات عادة ما ينفذها في الجيوش النظامية ما يطلق عليه بقوات النخبة أو القوات الخاصة.

استطلاع دقيق

وأشار إلى أن هذه العمليات تعتمد على عمليات استطلاع دقيق للهدف، وهو في هذه الحالة موجود ضمن المناطق الدفاعية لقوات القسام، مضيفا أن الأرض معروفة للمقاومة لكن طبيعة الهدف وحجم القوات وتوزيعها بحاجة إلى استطلاع يجب أن يبقى مستمرا حتى لحظة التنفيذ.

وأوضح أنه عند القيام بالتنفيذ، تنقسم القوة إلى 3 أقسام، أولها قوة الحماية وهي المكلفة بمنع الإمدادات وتأمين طريق الانسحاب، والثانية قوة الاقتحام والثالثة قوة التنفيذ، وبعد تنفيذ العملية تنسحب قوة التنفيذ أولا ثم الاقتحام ثم قوات الحماية وهذا يكون في وقت قياسي جدا.

وشدد الدويري على أن هذا النوع من العمليات لا يمكن أن تقوم به وحدات منهارة أو تم تفكيكها، معاودا الإشارة إلى أن من ينفذ مثلها في الجيش الشعبي الصيني هي القوات الخاصة، وفي الجيش الأميركي، قوات الدلتا.

وبشأن العمليات في حي الشجاعية بمدينة غزة شمالي القطاع، يقول الدويري إنه عند مقارنة هذه العملية الثالثة للاحتلال في الحي بالعمليتين السابقتين، فإنه يمكن ملاحظة أن أداء المقاومة فيها أكثر نضوجا في طريقة إدارة المعركة، وأكثر إيلاما لجيش الاحتلال وأكثر حصادا من خلال الفيديوهات التي تبثها المقاومة يوميا.

ويؤكد الخبير العسكري في هذا السياق أن كتائب المقاومة في الشجاعية تعمل بكامل طاقتها القتالية وبجاهزية عالية وبإدارة معارك ناجعة، حيث تكيفت مع طبيعة المعركة واعتمدت على مقاربة الاستدراج والكمائن وتوظيف الأسلحة بصورة مثالية، ليظهر الأداء متكاملا بدرجة كبيرة جدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن هذه

إقرأ أيضاً:

القسام تعلن مسؤوليتها عن عملية يافا وتتوعد الاحتلال بمزيد من الضغوطات

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن مسؤوليتها عن عملية نفذت في مدينة يافا، حيث تمكن القساميان محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني من الخليل من التسلل إلى أراضي فلسطين المحتلة ، وقد أشار البيان إلى أن المجاهدين قاما بطعن أحد جنود الاحتلال واستوليا على سلاحه قبل تنفيذ العملية.

وأكدت كتائب القسام في بيانها أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من العمليات ضد الاحتلال، مُعتبرةً أن استمرار الاحتلال في "إبادة شعبنا وأطفالنا في غزة" سيجعله يتوقع رؤية مزيد من القتلى في شوارع المدن المحتلة. وأوضحت أن العمليات العسكرية ستتواصل في إطار رد فعل على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين.

وتأتي هذه العملية في وقت حساس، حيث تتصاعد فيه التوترات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وخاصة في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها غزة والضفة الغربية. وتجدد كتائب القسام التأكيد على أن المقاومة هي الخيار الوحيد للدفاع عن الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه.

وفي سياق متصل، تبرز تصريحات كتائب القسام في ضوء المعطيات الأمنية الحالية، حيث تتزايد المخاوف من تصعيد عسكري شامل في المنطقة. وتعتبر هذه العملية مؤشراً على استعداد فصائل المقاومة لمواجهة الاحتلال في جميع أنحاء فلسطين، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية ويجعل المنطقة في حالة تأهب دائم.

تتوالى ردود الفعل على هذه العملية من مختلف الأوساط، حيث يعبر البعض عن تأييدهم للمقاومة، في حين يثير آخرون قلقهم بشأن العواقب المحتملة لهذا التصعيد على المدنيين.

نائب وزير الخارجية الأمريكي: قلق من تصعيد العمليات البرية في لبنان وتأثيرها على إسرائيل

أعرب نائب وزير الخارجية الأمريكي كورت كامبل عن قلقه العميق من تنفيذ عمليات برية واسعة في لبنان، مشيرًا إلى أن هناك مخاوف حقيقية من تصعيد أوسع في المنطقة قد يهدد إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية. جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها كامبل في مؤتمر صحفي، حيث أكد على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة بين واشنطن وتل أبيب لتبادل وجهات النظر حول الأوضاع الراهنة.

وأضاف كامبل أن إسرائيل لا تتخذ قراراتها بمعزل عن الولايات المتحدة، حيث يعمل البلدان معًا على تقييم خيارات الرد على الهجوم الإيراني الأخير. واعتبر أن التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل تستدعي ردود فعل مشروعة، ولكن يجب أن تُؤخذ في الاعتبار مشكلات التصعيد التي تكتسب طابعًا واقعيًا للغاية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه لبنان تصاعدًا في الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية و"حزب الله"، مما يزيد من مخاطر اندلاع حرب شاملة في المنطقة. في هذا السياق، أشار كامبل إلى أن هذه اللحظة تمثل خطرًا حقيقيًا في الشرق الأوسط، ولكنها أيضًا تحمل بعض الفرص للحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية.

وعلى صعيد آخر، تحدث كامبل عن الجهود المبذولة بشأن "اليوم التالي" في غزة، حيث يجري العمل على إعادة البناء بعد التصعيد العسكري الأخير. وأفاد بأنه تم إجراء محادثات عميقة مع دول في جنوب شرق آسيا للمساعدة في جهود إعادة الإعمار، مما يعكس اهتمام الولايات المتحدة بالمساهمة في استقرار المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع الأمنية في لبنان تزداد تعقيدًا مع استمرار العدوان الإسرائيلي والردود المحتملة من حزب الله، مما يثير مخاوف من تصعيد عسكري أوسع قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي ويؤدي إلى تداعيات غير محسوبة.

مقالات مشابهة

  • الدويري: رمزية مزدوجة ورسائل محلية وإقليمية بكمين القسام الجديد
  • مدير كلية الطب العسكري: نحرص على التعليم والتدريب وتأهيل الخريجين وفقا لأحدث النظم
  • الدويري: القسام تفسد على نتنياهو “خطاب النصر” بذكرى 7 أكتوبر
  • الدويري: القسام تفسد على نتنياهو خطاب النصر بذكرى 7 أكتوبر
  • القسام تعلن مسؤوليتها عن عملية يافا
  • الدويري: الفترة الحالية صعبة على المقاومة بغزة رغم جاهزية المقاتلين
  • القسام تتبنى عملية يافا
  • القسام تعلن مسؤوليتها عن عملية يافا وتتوعد الاحتلال بمزيد من الضغوطات
  • كتائب القسام تتبنى عملية يافا البطولية وتؤكد أ الأيام المقبلة ستشهد المزيد من العمليات
  • كتائب القسام تعلن مسؤوليتها عن عملية يافا