استمرار ارتفاع أسعار القمح بعد الهجمات الأوكرانية في البحر الأسود
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
أسعار القمح تواصل ارتفاعها في مستهل أسبوع التداول الجديد في ظل تزايد المخاوف بشأن تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود.
ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن أغلب صادرات القمح الروسي تمر عبر موانئ البحر الأسود، في الوقت الذي تشهد فيه روسيا ذروة موسم الحصاد الثاني، وهو ما يعني أن الوقت حرج للغاية لضمان وصول المحصول إلى الأسواق وتوافر إمدادات كافية في السوق العالمية في ظل تزايد المخاوف بشأن مستقبل تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود بعد الهجوم الذي شنته أوكرانيا على ناقلة نفط وسفينة حربية روسيتين باستخدام زوارق مسيرة.
رغم الحرب استمرت أوكرانيا في تصدير حبوبها بحرا عبر البحر الأسود. لكن بعد انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب تبحث عن طرق بديلة للبحر الأسود، برا وعبر موانئها على نهر الدانوب. لكن ذلك ليس سهلا حيث هناك عقبات لا بد من تجاوزها.
تحذير أممي من وفيات متصاعدة بسبب انتهاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانيةفي أعقاب الانسحاب الروسي من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، حذر مسؤولون بالأمم المتحدة من انتشار الجوع بما يهدد بتعرض مئات الملايين حول العالم لخطر المجاعات والموت.
روسيا تقول إنها صدت هجمات بمسيرات على موسكو ودوريات في البحر الأسودقال مسؤول روسي إن مسيرة هاجمت برجا تجاريا بوسط موسكو كان قد تعرض لهجوم سابق خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما أكد مسؤولون عسكريون روس صد هجمات أوكرانية على سفن في البحري الأسود.
وقال أولي هوي الرئيس التنفيذي لشركة أيكون كوميديتس للوساطة والاستشارات إن "الخطر في البحر الأسود يتزايد يوميا، وأي تهديد للصادرات الروسية سيكون أكبر تأثيرا من أي تهديد للصادرات الأوكرانية". وفي تعاملات بورصة شيكاغو للسلع ارتفع سعر القمح في بداية اليوم بنسبة 3.4 في المئة إلى 6.545 دولار للبوشل (حوالي 27.2 كيلوغرام)، قبل أن يجري تداوله بسعر6.4725 دولار للبوشل بحلول الساعة الواحدة و55 دقيقة ظهرا بتوقيت سيدني.
وأنهى القمح تعاملات الجمعة أخر أيام أسبوع التداول الماضي بزيادة نسبتها 1 في المئة بعد أن فقد أغلب ارتفاعه في تعاملات ذلك اليوم والذي بلغ 4.3 في المئة عقب الإعلان عن هجمات أوكرانيا. يذكر أن البحر الأسود هو الطريق لمرور ما بين 15 و20 في المئة من إجمالي صادرات النفط الروسي. كما أنه ممر رئيسي لصادرات النفط الكازاخستاني.
في الوقت نفسه مازالت أسعار القمح الآن أقل بنسبة 20 المئة تقريبا عن مستواها في بداية العام بفضل توقعات المحصول الجيد في الدول الرئيسية المصدرة للقمح مع ارتفاع المخزونات العالمية. وارتفع سعر القمح في تعاملات ظهيرة اليوم بنسبة 2.3 في المئة إلى 6.4725 دولار للبوشل تسليم أيلول/ سبتمبر المقبل، في حين تراجع سعر الذرة بنسبة 0.3 في المئة إلى 4.96 دولار للبوشل تسليم كانون الأول/ديسمبر المقبل. وتراجع سعر فول الصويا بنسبة 1.7 في المئة إلى 13.1025 دولار للبوشل تسليم تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
إسقاط مسيّرة على بعد أقل من 200 كيلومتر من موسكو
أكدت روسيا الاثنين انها أسقطت مسيّرة أوكرانية في منطقة كالوغا الواقعة على بعد أقل من 200 كيلومتر جنوب غرب موسكو مع تكاثر الهجمات التي تستهدف العاصمة الروسية. وكتب حاكم المنطقة فلاديسلاف تشابشا عبر تلغرام "أسقطت الدفاعات الجوية مسيّرة فوق منطقة فيرزكوفسكي" خلال الليل. وأضاف أن الحادث لم يلحق أضرارا بشرية أو مادية.
وفي الثالث من آب/ أغسطس، قالت السلطات الروسية إنها أسقطت سبع مسيّرات أوكرانية في هذه المنطقة الواقعة على بعد حوالي 180 كيلومترا من موسكو. وتزايدت في الأسابيع الأخيرة الهجمات الأوكرانية بواسطة مسيّرات داخل الأراضي الروسية وغالبا ما تستهدف موسكو وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من كييف العام 2014.
وأعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين الأحد أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرة مسيّرة كانت تستهدف العاصمة الروسية. وأوضحت السلطات أن موسكو تعرضت الأسبوع الماضي لهجمات عدة بمسيّرات ألحقت إحداها أضرارا ببرج تجاري في حي الأعمال الرئيسي، استهدف مرتين في غضون أيام قليلة.
ع.ش/ ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الهجمات الأوكرانية في البحر الأسود موانئ البحر الأسود الهجمات الأوكرانية في البحر الأسود موانئ البحر الأسود البحر الأسود تصدیر الحبوب فی المئة إلى فی البحر
إقرأ أيضاً:
تحليل: ترامب يراهن على التقرب من روسيا لإضعاف الشراكة بين بكين موسكو
بكين "أ ف ب": إن كان التقارب المفاجئ الذي باشره دونالد ترامب مع روسيا سيؤدي حتما إلى إعادة رسم العلاقة بين موسكو وبكين، فمن غير المرجح برأي خبراء أن يؤثر على شراكتهما المتينة.
ابتعد الرئيس الأمريكي عن ثلاث سنوات من الجبهة الغربية الموحدة التي تشكلت بوجه الغزو الروسي لأوكرانيا، مستبعدا في الوقت الحاضر كييف والأوروبيين من مفاوضات سلام قد تصب لصالح الكرملين.
وسيكون لهذا النهج انعكاسات على الصين، الشريكة الأساسية التي توجهت إليها روسيا عندما فرض عليها الغرب عقوبات اقتصادية شديدة وعزلة دبلوماسية.
ورأت يون سون من مركز "ستيمسون" الأميركي للدراسات أن "اعتماد روسيا على الصين سيتراجع تلقائيا" بعد إيجاد تسوية للنزاع.
وأوضحت أن "روسيا معروفة تقليديا بمهارتها في المناورة الدبلوماسية والتلاعب الاستراتيجي"، وإن كانت حرمت من هذه القدرة خلال الحرب في أوكرانيا، فإن "هذا المجال سيتاح من جديد عندما تتحسن العلاقات الروسية الأمريكية".
تدعو الصين إلى احترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول، بما يشمل أوكرانيا، وتؤكد أنها طرف محايد في النزاع من دون أن تندد علنا بالغزو الروسي، لا بل عززت علاقاتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية مع موسكو.
وأثار هذا الموقف انتقادات من الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن ومن الأوروبيين الذين دعوا باستمرار الدبلوماسية الصينية إلى الضغط على روسيا لوقف الحرب.
ومع فتح ترامب باب التفاوض مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم تعد بكين تبدو في موقع الوسيط، أقله على المدى القريب.
"النأي بالنفس"
وحمل هذا التغيير في النهج الأمريكي بعض المحللين السياسيين على إقامة مقارنة بين سياسة الإدارة الحالية وسياسة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون الذي قام في 1972 بزيارة مفاجئة إلى الصين شكلت مدخلا للاعتراف الدبلوماسي وسمحت للولايات المتحدة بمباغتة الاتحاد السوفياتي وعزله في وقت كان على خلاف مع الصين.
وهذا ما يوحي بأن التقارب الحالي بين ترامب وبوتين قد يجذب موسكو إلى واشنطن ويقوض العلاقة الصينية الروسية.
لكن إليزابيث فيشنيك من معهد ويذرهيد إيست إيجيان في جامعة كولومبيا لفتت إلى أن هذه المقارنة تنم عن "قراءة خاطئة للتاريخ" لأن الصين في عهد نيكسون كانت "ضعيفة ومعزولة" وتخشى اندلاع حرب مع الاتحاد السوفياتي.
أما اليوم، فالصين قوة عظمى وتقيم علاقات وثيقة مع موسكو، خلافا لما كانت عليه الحال في الماضي.
ورأى ألكسندر غابويف مدير مركز كارنيغي لروسيا وأوراسيا، ومقره في برلين، متحدثا لوكالة فرانس برس أن روسيا "ستحاول حتما أن توهم ترامب بأنها تريد أن تنأى بنفسها عن الصين".
لكنه شدد على أن موسكو تعتبر بكين دعامة لاستقرارها بمواجهة ترامب الذي يبقى خاضعا لاعتبارات تتعلق بالانتخابات.
وتساءل "لماذا يجازفون ويختلفون مع بكين، في حين أنهم يعولون عليها بصورة متزايدة وأن اقتصاديهما متداخلان ويتقاسمان هدفا إستراتيجيا هو إضعاف هيمنة الولايات المتحدة؟".
اتصال بين شي وبوتين
كذلك رأت يون سون أن واشنطن لن تتمكن من "تقويض التحالف بين روسيا والصين المبني على مصالح عميقة وثابتة" لكنها قد تنجح في "بلبلة طبيعة هذا التعاون ومداه".
وفي مؤشر إلى متانة العلاقات الصينية الروسية، جرت مكالمة هاتفية الإثنين بين الرئيسين شي جينبينغ وفلاديمير بوتين.
وأثنى شي بهذه المناسبة على "الجهود الإيجابية" التي تبذلها موسكو ودول أخرى لإيجاد تسوية في أوكرانيا فيما "أطلعه" بوتين على مضمون المحادثات التي جرت مؤخرا بين روسيا والولايات المتحدة.
ووصل الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو الجمعة إلى بكين حيث التقى شي جينبينغ ووزير الخارجية وانغ يي.
وهذه ثاني زيارة يقوم بها شويغو إلى بكين خلال ثلاثة أشهر، في مؤشر إلى تكثيف الحوار بين البلدين وفق وسائل الإعلام الروسية.
واعتبرت اليزابيت فيشنيك أنه بنظر الصين "السيناريو الأمثل سيكون احتفاظ روسيا بما كسبته من أراض في أوكرانيا وعودتها إلى صفوف الأسرة الدولية".
وتابعت أن هذا "سيحض كذلك القادة الصينيين على ضم الأراضي التي يطالبون بها هم أنفسهم بعيدا عن أي عقاب"، في إشارة إلى تايوان.
وقال تشاو لونغ من معاهد شانغهاي للدراسات الدولية أن بوسع الصين لعب دور في تسوية النزاع من خلال تشجيع الحوار بين الطرفين أو "تقديم منصة" للتفاوض.
كما لفت إلى أن الصين بإمكانها المساعدة في تنظيم عمليات حفظ السلام في أوكرانيا بعد الحرب و المساعدة في إعادة إعمار البلاد "من خلال الاستفادة من المزايا التنافسية للشركات الصينية".
ب