#الهجرة_النبوية..محطات خالدة
الأستاذ الدكتور #يحيا_سلامه_خريسات
كانت ومازالت وستبقى حادثة الهجرة النبوية وما رافقها من اعداد للعدة ومن ثم التوكل على الخالق خارطة الطريق الصالحة لكل الأزمان والأمكنة: كل شيء مرتبط بمقدار إيمانك بما تقوم به ومدى استعدادك للتضحية من أجله، ومدى ايمان وقناعة الأتباع بما تقوم به، ومدى تقبلهم للتضحية من أجل الرسالة والدعوة.
كل شيء له ثمن والثمن يختلف بإختلاف السلعة، فهناك سلع رخيصة وهناك بضاعة غالية وسلعة الله غالية، تستوجب ممن يؤمن بها التضحية بكل ما تعني هذه الكلمة من دلائل ومعاني.
الهجرة وما صاحبها من خطوات قام بها الرسول وحتى بعد وصوله المدينة المنورة، كلها تستحق الدراسة والتمعن ويتطلب الأمر الاستفادة من كل محطة من محطاتها.
لم تكن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه محاطة بالورود بل بالأشواك والمؤامرات، ويبقى التخطيط والتدبير والتوكل على الخالق مفتاح وسر النجاة في كل زمان ومكان.
شكلت الهجرة النبوية تحولا كبيرا في تاريخنا الإسلامي ففيها ومن خلالها تحول المسلمون من فئة ضعيفة ومستهدفة الى مجتمع قوي ودولة راسخة على الايمان والتقوى، جذبت وجمعت المؤمنين فيها من كل حدب وصوب، تاركين ورائهم أموالهم ومجتمعاتهم الكافرة للمشاركة في بناء المجتمع الايماني المتحاب والمتآخي، والذي لا فرق فيه بين غني أو فقير، أبيض او أسود، عربي أو أعجمي إلا بالتقوى.
الهجرة أمر من الخالق لنبيه وتنفيذ عبقري من الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، فلقد هجر أغلى بقاء الأرض على قلبه والتي اتسمت بقسوة قلوب ساكنيها ومحاربتهم له ولصحبة ومحاولتهم المستمرة ثني الآخرين عن اتباع منهجه سواء أكان ذلك بالترغيب أم بالتهديد والوعيد.
تعتبر الهجرة النبوية ميلادا للدولة الاسلامية بكل ما تعنيه هذه الكلمه من معاني، و بداية انطلاق الدعوة القوية داخليا في الجزيرة العربية و خارجيا للدول والإمبراطوريات المجاورة، حيث تم ترسيخ قواعد الحياة الجديدة وأسسها والمبنية على الهدي الرباني.
لقد شكلت الهجرة النبوية أيضا مفترق الطرق بين الحق والباطل وأرست أسس الحق وتم البناء عليه، وأعطت درسا قويا وصالحا لكل زمان ومكان: أن أرض الله واسعة والهجرة اليه تتطلب تغيير المكان والمجتمع المحيط، وهذا ينطبق أيضا على طلب الرزق والسعي عليه والبحث عن أماكن أخرى يفتح الله فيها على عباده، وعدم ندب الحظ والاكتفاء بالكلام، فلا بد من العمل الجاد، وكل شيء لا يأتي بالسهل، ولكن وكما قالوا: “تؤخذ الدنيا غلابا”.
وبذلك رسم لنا الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه الطريق النير المستقيم، وأعطانا الدروس والعبر الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومن أهمها:
إن الليل ومهما اظلم لا بد ان ينتهي ببزوغ فجر جديد، والظلم ومهما طال فلا بد أن ينتهي هو وأهله، ولكل بداية نهاية، وأرض الله واسعة، ولا تقتصر بمكان محدد، فلنا في هجرة الصحابة الأولى الى الحبشة عظيم الدروس والعبر، فقد تظلم في مكان ما وتضيق عليك الدنيا بما رحبت، ولكنك اذا هجرت الى مكان آخر طلبا للرزق وهربا من الظلم، فإنك حتما ستجد مكانا ما، يوسع الله عليك فيه بالرزق والمال والعيال.
الهجرة من مكة الى المدينة كلها محطات تستوجب التوقف عندها والتأمل فيها، ابتداء من ايجاد الحليف الجديد، ومن ثم اعداد العدة لهجر كل ما هو غالي على القلب من مكان ومال وأهل وعشيرة، والأخذ بالأسباب والتخطيط وتضليل العدو، ولكل صحابي قصة مع الهجرة، تعتمد على طبيعته وقوته وتخطيطه.
التاريخ الاسلامي بدأ ببداية الهجرة، فأصبح لنا تقويما خاصا، اتخذه الخليفة العادل عمر بن الخطاب تقويما وبداية للدولة الاسلامية.
ببناء المسجد النبوي تكون أول مكان للعبادة والتعليم والحكم وتدريب للجيش ومنه انطلق النور الى أقصى بقاع الأرض، بقوة الرجال الذين صدقوا الله، فأيدهم بنصره ووسع عليهم وفتح على أيديهم أرض الشام وفارس ومصر وغيرها، وبذلك انتشر وعم فجر الاسلام وسكن القلوب والعقول.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الهجرة النبویة
إقرأ أيضاً:
الإمارات ترسّخ مكانتها قوةً دافعةً للتحوّل نحو الطاقة النظيفة
رسخت دولة الإمارات مكانتها العالمية قوة دافعة للتحول نحو الطاقة النظيفة، عبر مشاريعها المتطورة التي تسهم في تعزيز أمن الطاقة، وتلهم العالم في الابتكار والاستدامة في رحلتها إلى مستقبل أكثر ازدهاراً.
وتحتفي الإمارات باليوم العالمي للطاقة النظيفة، الذي يصادف 26 يناير من كل عام، وقد قطعت خطوات متسارعة في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، لتصبح نموذجاً يُحتذى عالمياً في التحول نحو الطاقة المستدامة والمنصفة للجميع.
وأكدت الدكتورة نوال الحوسني، المندوبة الدائمة للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، نجاح الجهود الريادية للإمارات في تحقيق إجماع دولي على تاريخ 26 يناير ليكون اليوم العالمي للطاقة النظيفة، ويتزامن مع ذكرى تأسيس «آيرينا»، لإبراز أهمية طاقة المستقبل، كونها تحمي بيئة الكوكب وموارده، وتحفز التنمية المستدامة، وتوفّر فرص العمل وتعزز قطاعات الأعمال.
وقالت إن دولة الإمارات تواصل تعزيز التوجّه العالمي نحو الاستثمار في المزيد من مشاريع الطاقة النظيفة بشراكاتها الإستراتيجية، ومنصاتها الداعمة، وحلولها التمويلية لمبادرات مستدامة، لا سيما في المجتمعات النامية والهشة مناخياً.
ولفتت إلى أهمية دور الطاقة النظيفة في توسّع آفاق الاقتصاد الأخضر والدائري والمرن مناخياً، وإسهامها في تحقيق التعهدات المناخية كالتي أقرها اتفاق الإمارات التاريخي في «COP28»، وتعهد مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات ورفع كفاءة الطاقة مرتين بحلول 2030.
وتواصل الإمارات مسيرة الإنجازات في المشاريع الإستراتيجية في الطاقة النظيفة، حيث شهدت الأسابيع الأولى من العام الجاري إعلان إطلاق أكبر وأول مشروع من نوعه في العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة، وسيوفر الطاقة المتجددة على مدار الساعة ويسهم في توفير نحو «1 غيغاواط يومياً» من الحمل الأساسي من الطاقة المتجددة، ويضم محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 5 غيغاواط «تيار مستمر» وأنظمة بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 19 غيغاواط/ساعة.
وتستعد دولة الإمارات لتعزيز محفظة إنتاجها من الطاقة النظيفة بعد الاكتمال المترقب لمحطة عجبان للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الربع الثالث من العام المقبل 2026، حيث ستسهم المحطة في إنتاج 1.5 غيغاوات من الكهرباء، معززةً أهداف الحياد الكربوني بخفض يصل إلى نحو 2.4 مليون طن سنوياً من الانبعاثات الكربونية، ولتصبح واحده من كبرى محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية المستقلة في العالم.
وتمتلك الإمارات حاليا ثلاثاً من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، وتستهدف تحقيق قدرة إنتاجية من الطاقة النظيفة بمعدل 14.2 غيغاوات بحلول عام 2030، ما يؤكد التزامها بتحقيق الطموحات العالمية والامتثال لاتفاقية باريس، حيث تعد أول دولة في المنطقة توقع على هذه الاتفاقية.
ومن مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، الذي يضيء المستقبل بطاقة شمسية مستدامة، إلى محطات براكة للطاقة النووية، التي ترسم ملامح عصر جديد من الكهرباء النظيفة، وصولاً إلى مبادرات الهيدروجين الأخضر التي تستشرف وقود المستقبل، تواصل الإمارات تعزيز محفظة مشاريعها الأكبر والأكفأ في العالم لترسم ملامح مستقبل مستدام يجمع بين الابتكار وحماية البيئة والمجتمعات.
وتضطلع محطات براكة، التي أنتجت حتى اليوم نحو 88 ألف غيغاوات/ ساعة من الكهرباء الصديقة للبيئة، بدور حاسم في وضع الإمارات في مقدمة قيادة العمل المناخي؛ إذ أسهمت المحطات الأربع منذ تشغيلها حتى الآن في خفض انبعاثات كربونية تصل إلى أكثر من 43 ألف كيلوطن من الانبعاثات.
وأضافت دولة الإمارات المزيد من نصيب الفرد من الكهرباء النظيفة في السنوات الست الماضية أكثر من أي دولة أخرى، حيث يأتي 75% من هذه الكهرباء النظيفة من محطات براكة، كما ينتج 40 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة سنوياً في براكة، تعادل 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، و85% من الكهرباء النظيفة في أبوظبي.
يذكر أن هذه الإنتاجية تعادل الطاقة السنوية لـ 45 مركز بيانات ضخم بقدرة 100 ميغاواط و16 مليون سيارة كهربائية.
ومع التشغيل الكامل للمحطات كافة، تعمل شركة الإمارات للطاقة النووية على استكشاف الفرص في تقنيات الطاقة النووية المتقدمة مثل المفاعلات المصغرة والمفاعلات المتقدمة ومصادر الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين، وإنشاء مركز إقليمي وسلسلة إمداد للطاقة النووية، والاستثمار في المشاريع النووية الخارجية، وتعزيز الشراكات. (وام)