دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي قطاع غزة، وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم البيوت الآمنة على رؤوس سكانيها، فضلا عن الحرمان من النوم والدواء والطعام والماء.
وكان العالم كله قد ضجّ عند رأى أجساد الشيوخ والنساء والأطفال ممزقة تحت الردم وركام الأبنية، وصولا إلى المستشفيات، ومن فيها من جرحى ومرضى وأطباء وممرضين وعاملين.
فلم يكتف أعضاء مجلس الحرب الصهيوني بالإبادة المهولة التي أفزعت العالم كله، ليرتفعوا بخطر الموت الجماعي، من خلال التجويع، إلى المساس بكل الشعب.
وباللجوء إلى هذا المستوى من حرب الإبادة، تكون قد وصلت هذه الحرب إلى مستوى تسميم المياه، وبث الغازات السامة في الهواء، والتجويع الشامل، أي تجاوز أعلى مستوى من المحرمات الدولية في الحرب، وأعلى مستوى في القتل الجماعي، الأمر الذي يفرض أن تعلو أخطار الإبادة التي يتعرض لها أهل غزة إلى أعلى مستوى، لتصمّ آذان الرؤساء العرب أولا، والرؤساء المسلمين ثانيا، وضمائر سكان المعمورة جميعا، كما الهيئات الدولية، ابتداء من هيئة الأمم المتحدة، ونزولا إلى المنظمات الإنسانية، إلى الجامعة العربية، فقد وصلت هذه الجريمة حدا لا يجوز لأحد السكوت عليه أو تجاهله، بل ضرورة الردّ على هذه الجريمة بمختلف أشكال الردود.
صحيح أن المقاومة والشعب في قطاع غزة ما زالا في المواجهة، ولن يَفتّ من عضُدهما استمرار التصعيد بالقصف والقتل الجماعي، ولن يضعفهما تحدّي المجاعة، بالصبر والإيمان، وبتصعيد المقاومة، تصعيدا راح يذهل العدو، فالعمليات العسكرية التي عرفتها بضعة الأسابيع الماضية، توحي وكأن المقاومة بدأت من جديد، كما بعد انتهاء أكتوبر 2023م.
صحيح أن الاتجاه العام للحرب البريّة ككل، والتعاطف العالمي مع شعب غزة البطل في صموده أمام الإبادة البشرية، والتدمير شبه الشامل، ما زالا على أشدّهما.. وصحيح أن عمليات نصرة محور المقاومة تصعدت بدورها، إلى حدّ أصبح فيه الوضع مهددّا باندلاع حرب إقليمية، كما عبّرت عن ذلك تصريحات في مسؤولين حكومة نتنياهو بشنّ حرب شاملة على لبنان.
ولكن مع كل هذا الصحيح، فإن مجموعة العوامل الفاعلة محليا غزاويا، وفلسطينيا، وإقليميا، وعالميا، كما ملاحظة تفاقم التناقضات التي أخذت تلف حبلا حول عنق نتنياهو، إلا أن الارتفاع بالإبادة إلى مستوى التجويع الجماعي للشعب كله، يتطلب مضاعفة تلك العوامل لإحباط حرب الإبادة، وحرب العدوان، وذلك للإسراع بانتصار غزة المحتوم بإذن الله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في أجواء رمضانية.. جامعة أسيوط تشارك في الإفطار الجماعي لنقابة الصيادلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، شارك الدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، في الإفطار الجماعي الذي نظمته نقابة صيادلة أسيوط، وذلك بحضور اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، والدكتور مينا عماد، نائب المحافظ، والدكتور علاء حي الله، نقيب الصيادلة بأسيوط، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية، والشخصيات العامة، وأعضاء النقابة، بمشاركة أكثر من 500 صيدلي وأسرهم، في أجواء رمضانية مميزة ضمن فعاليات شهر رمضان المبارك.
وأشاد الدكتور أحمد المنشاوي بالدور البارز لنقابة الصيادلة في تقديم خدمات متميزة، بما يسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية وفقًا لرؤية الدولة المصرية 2030، مؤكدًا أهمية مواكبة الصيادلة للتطور العلمي والصناعي في المجال لضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين، مشيدًا بالتعاون المشترك بين مختلف الجهات المعنية لضمان تحقيق ذلك.
من جانبه، أعرب الدكتور أحمد عبد المولى عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا حرص جامعة أسيوط على دعم مثل هذه الفعاليات التي تعزز روح الترابط بين مؤسسات الدولة المختلفة، وتعكس قيم التعاون والتآخي بين أفراد المجتمع.
كما أشاد الدكتور محمود عبد العليم بالأجواء الودية التي سادت الإفطار، مؤكدًا دور نقابة الصيادلة في رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتعزيز دور الصيادلة في خدمة المجتمع.
وفي ختام الفعالية، أعرب الدكتور علاء حي الله، نقيب الصيادلة بأسيوط، عن شكره وتقديره لجميع الحضور على تلبية الدعوة ودعمهم المستمر للقطاع الصحي والصيدلي، مشيرًا إلى أن الإفطار الجماعي يعد تقليدًا سنويًا تحرص النقابة على تنظيمه، تعزيزًا للروابط الاجتماعية بين الصيادلة وأسرهم، وترسيخًا لقيم التآخي والتواصل بين أعضاء المهنة.