الأشاوس في الجزيرة وما عارفين يوسف أحمد المصطفي
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
تعيش ولاية الجزيرة تحت وطأة أوباش قالوا إنهم إرادة الهامش لتحرير السودان من دولة 1956. وترافق مع زعمهم وانتهاكاتهم في الجزيرة أن وقع في يدي كتاب ليوسف أحمد المصطفي، عضو الحزب الشيوعي حتى 1970 وسكرتير اتحاد المزارعين عند تأسيسه 1953 وفي دورات لاحقة، يتذكر مواقفاً ودروساً في دفاتر سيرة كفاح المزارعين بالجزيرة (2019) حرره ابنه محمد يوسف أحمد المصطفى.
فالجزيرة التي يحتلها الاشاوس باسم الهامش كانت هي نفسها خرجت من الهامش ما وسعها بنضال حركة سياسية واجتماعية استنفرت لا قطاع الطرق والباغة والفجرة بالسلاح، بل أهلها من المزارعين. فرفعوا التهميش عنهم ما وسعهم من فوق حركة سياسية اجتماعية منذ إضرابهم الأول في 1946، إلى موكبهم في ميدان الأسرة (ميدان عبد المنعم سابقاً) في 1953 ليفرضوا اتحادهم فرضاً على الإنجليز، إلى أن صار الأمين محمد الأمين، الرئيس المؤسس للاتحاد، وزيراً في حكومة ثورة أكتوبر 1964 الأولى. ثم انقلب المركز عليها وكان أول ما فعله أن تخلص في حكومة أكتوبر الثانية من تمثيل العمال والمزارعين في مجلس الوزراء.
شاعت ثقافة التهميش في العقود الأخيرة وفي أوساط الليبراليين واليساريين الشماليين. ولا غضاضة. ولكنهم كان يذيعونها جزافاً للراغب بعد أن تقطعت أسبابهم بالحركة الاجتماعية الجماهيرية في المدينة وغادروا الهامش وغير الهامش ليحتكره المسلحون من كل فج. وكان مبلغ غايتهم من الترويج للهامش معارضة الإنقاذ. وهذا بخلاف تقليدنا في اليسار الشيوعي. فلم نكن حزباً سياساً وحيد الجانب. كنا حزباً وحركة اجتماعية أخذت بجناحها طوائف الشعب من عمال ومزارعين ونساء وطلاب وشباب ومهنيين. ولم نستنفرهم من هامش السياسة جزافاً، بل من فوق عمل للوعي والتنظيم غاية في المصابرة. ومن أراد أن يقف على كيف انبذر ذلك العمل في الجزيرة مثلاً فليقرأ كتاب “تلك الأيام” لكامل محجوب الذي بعثه الحزب الشيوعي في أوائل الخمسينات مسؤولاً عن العمل السياسي بالجزيرة. وسيرى قارئ الكتاب كيف رعرع كامل حركة المزارعين من نطفة واستجمع حوله فريقاً فيه يوسف أحمد المصطفي الذي تحول، ومعه الأمين محمد الأمين، من أنصار السنة إلى الحزب الشيوعي.
كانت إذاعة صفوة المركز لقضية التهميش فتنة بالمظلومية للإثارة والمعارضة لأنها أقوال مرسلة لا تقعيد لها بين جمهور يأخذ ناصيتها بالوعي والإرادة والنبل. فلم يكتف حتى محمد يوسف أحمد المصطفي، محرر كتاب والده عن خروج الجزيرة من الهامش، بالتجرد من النهوض بحركة اجتماعية مثل التي اضطلع بها أبوه فحسب، بل “انضم لجيش التحرير” هو نفسه. ولا يجد حرجاً من القول إنه “سكرتير الحركة الشعبية في المناطق التي تحتلها الحكومة”، أي كل السودان آنذاك إلا جبال النوبة. فغادر الساعون بالفتنة بالمظلومية للإثارة، في قول الواثق كمير، من النقابة للغابة. وهي غابة لا يملكون مع مسلحيها أو جمهورها صرفاً ولا عدلاً. فهم فيها ضباط علاقات عامة في أحسن الأحوال.
ولما كان ما اشاعه هذا الجيل الليبرالي اليساري الشمالي هرجاً بالمظلومية لمأرب المعارضة وقعت للأشاوس من السماء. فهم يحتلون الجزيرة بزعم إنهاء عهد التهميش ولم يحدثهم أحد عن كيف خرج مهمشو الشمال بالنضال لمزاحمة مركز أذاقهم الويلات في مثل مذبحة جودة وعنبر كوستي في 1956.فالأشاوس بهذا المعنى ضحايا سياسات صفوة اشعلت النار بينما خلت يدها من .مطفأة واحدة.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: من الهامش
إقرأ أيضاً:
والي النيل الأبيض ولجنة الأمن يقدمون التهاني للقوات التي شاركت في تطهير منطقة جبل اولياء من المليشيا المتمردة
قدم الاستاذ عمر الخليفة عبد الله والي ولاية النيل الابيض التهنئة للمتحركات العسكرية التي شاركت في تحرير منطقة جبل اولياء وتطهيرها من المليشيا المتمردة وإطلاق سراح الأسرى المتواجدين بسجون المليشيا المتمردة .جاء ذلك لدى زيارته السبت لمنطقة جبل اولياء برفقه اللواء الركن جمال جمعة ادم قائد الفرقة ١٨ مشاه والعميد الركن أمن الجزولي الطيب مدير جهاز المخابرات العامة بولاية النيل الابيض ، واللواء معاش خالد ابراهيم احمد رئيس اللجنة العليا للمقاومة الشعبية ، والدكتور الزين سعد ادم المدير العام الوزير المكلف لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية والاستاذ الصادق محمد عثمان الامين العام لحكومة الولاية وعدد من أعضاء اللجان بالمقاومة الشعبية ، وكان في استقبالهم اللواء الركن محمد أحمد ابوحليمة قائد السيطرة بمنطقة جبل اولياء .وحيا والي النيل الأبيض القوات المسلحة ووالي ولاية الخرطوم بهذا النصر ، وقال إننا بحكم الجوار الجغرافي والتداخل بين الولايتين جئنا لنقدم التهاني ونطمئن على أوضاع القوات المسلحة والاسرى الذين تم اجلائهم لمستشفى القطينة لتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لهم .واشار ان الولاية تعد في قافلة كبري للمقاومة الشعبية ستصل إلى ولاية الخرطوم خلال الأيام القادمة ، وأبان ان الولاية بالتنسيق مع وزارة الصحة ستعمل على فتح مستشفى الأمل ومستشفى جبل اولياء حتى تتمكن المرافق الصحية من تقديم الخدمات الطبية لمنسوبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمواطنين.من جهته أوضح اللواء الركن جمال جمعة ادم قائد الفرقة ١٨ مشاه أن الهدف من الزيارة هو تقديم التهنئة للقوات المرابطة بمنطقة جبل اولياء والاطمئنان على إخلاء الأسرى والجرحى الذين كانوا متواجدين في منطقة جبل اولياء ، وأكد أن لجنة الأمن بالولاية ستقدم اقصى ما عندها لرعاية الأسري ، وحيا قائد الفرقة ١٨ مشاه جنود الفرقة ١٨ مشاه الذين شاركوا بفاعلية في المعركة ، وقال إن المعركة انتهت في شرق النيل من جودة حتى حلفا وتبقى غرب النيل الابيض وأن عملية التطهير مستمرة حتى الجنينة ،من جهته حيا اللواء الركن محمد أحمد ابوحليمة قائد السيطرة بمنطقة جيل اولياء المتحركات التي شاركت في استعادة منطقة جبل اولياء وهي متحرك المناقل الغربي الثاني ٨٠٢ البرق الخاطف والشهيد محمد صالح ومتحرك النخبة واحد ودرع السودان .وقال إن القوات تمكنت من تنفيذ الخطة بأقل قدر من استخدام النيران للمحافظة على أرواح الأسري المتواجدين في سجون المليشيا ،واضاف أن العملية تمت بنجاح كبير دون خسائر في أرواح الأسرى ، وأكد أن عدد الأسرى المتواجدين بمنطقة جبل اولياء يفوق عددهم أكثر من أربعة ألف أسير تم إخلاء معظمهم إلى منطقة القطينة .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب