رغم أن المعلومات والتقارير الصحافية الإسرائيلية التي بدأت ترد في ساعات المساء مع عودة الوفد الاستخباراتي الإسرائيلي الذي أوفده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الى مفاوضات الدوحة بدأت تنذر بتخفيض التوقعات المتفائلة في امكان التوصل الى تسوية لاطلاق الاسرى ووقف النار في غزة، بدا لافتاً التطور الذي تمثل باستعداد "حزب الله" لإمكان وقف المواجهات في الجنوب في اللحظة نفسها التي تعلن فيها التسوية المنتظرة.



وكتبت"النهار": يمكن القول إنه غداة اليوم المتفجر الذي صب فيه الحزب جام انتقامه على شمال إسرائيل والجولان لاغتيال القيادي البارز فيه محمد ناصر، بدأ مناخ التفاؤل الحذر الذي ساد بقوة حيال التوصل الى تسوية بين إسرائيل و"حماس" بوساطة أميركية قطرية مصرية يلفح استعدادات "حزب الله" في لبنان وبتنسيق علني ومباشر بينه وبين "حماس" التي سارعت الى إرسال وفد قيادي منها الى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله لكي تبلغه تفاصيل مجريات المفاوضات والتنسيق حيال المرتقب من التطورات. وبدا واضحاً أن "حماس" كانت تتوقع اختراقاً إيجابياً في المفاوضات بعدما قدمت تصوراً حاز تشجيع الدول الوسيطة ولا سيما منها الولايات المتحدة وقطر وتضمن ما حمل على التفاؤل لأكثر مرة بإمكان تحقيق اختراق إيجابي. وإذ انتظرت الجهات المعنية الجواب الحاسم لإسرائيل على طرح "حماس" شرعت الأخيرة في التهيؤ لاحتمال حصول التسوية فكان اللقاء الأبرز بين وفدها والسيد نصرالله دليلاً علنياً على بداية إعادة تموضع "حزب الله" والتهيؤ لمرحلة توقف المواجهات في الجنوب حال إعلان التسوية.

واستتبع ذلك توقعات بأن تتحرك المفاوضات المكوكية التي يتولاها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل لخفض التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أولاً ومن ثم إطلاق المفاوضات مجدداً في شأن التوصل الى اتفاق حول الحدود البرية. ولكن مجمل هذه المعطيات والاستعدادات بدت مرهونة بالجواب الإسرائيلي الحاسم على طرح "حماس" والمفاوضين الوسطاء والذي سيتبلور بوضوح في الساعات المقبلة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أمس أنّ "حماس" أبلغت "حزب الله" بأنها وافقت على مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأضافا أن الأمين العام السيّد حسن نصر الله رحب بهذه الخطوة. وأوضح المصدران أن وفداً من حماس بقيادة خليل الحية نائب رئيس الحركة أطلع نصر الله على أحدث التطورات خلال اجتماع في بيروت.
وقال "حزب الله" في بيان إن نصر الله ناقش مع الحية أحدث مستجدات المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وكشف أحد المصدرين، وهو قيادي في "حزب الله"، لرويترز إن الحزب سيوقف إطلاق النار بمجرد سريان أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مكرراً تصريحات سابقة للحزب. وأضاف "إذا صار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فحتماً سيكون في لبنان وقف إطلاق نار من الساعة صفر نفسها".

وجاء في بيان حزب الله أن نصر الله استقبل وفداً من حماس بقيادة الحية و"جرى استعراض آخر التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً".

وأضاف البيان "كما جرى التباحث حول آخر مستجدات المفاوضات القائمة ‏هذه الأيام وأجوائها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان الغادر على الشعب الفلسطيني في قطاع ‏غزة".

ولكن المعلومات المسائية أفادت ان فريق التفاوض الإسرائيلي عاد إلى تل أبيب بعد إنتهاء جولة التفاوض بشأن صفقة التبادل في قطر وان رئيس الموساد أكد في الدوحة أن إسرائيل لا تقبل طلب حماس تقديم التزام مكتوب من الوسطاء بأن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الإتفاق ستستمر بدون حد زمني.

وكان الرجل الثاني في الحزب الشيخ نعيم قاسم أعلن أنّ " احتمالات توسعة الحرب غير متوفرة في المدى القريب، ولكن "حزب الله" مستعد لأسوأ الاحتمالات". ووجّه "رسالة إلى الداخل اللبناني"، فقال: "الحالمون في الداخل اللبناني بحرب لإزعاج أو إضعاف "حزب الله"، أعتقد أنهم سيرون أحلاما مزعجة لأن الواقع لا يتأثر بتصوراتهم وليس لديهم أيّ فعالية على أرض الواقع، هناك "مقاومة" قويّة تواجه العدو الاسرائيلي وستنتصر وسينزعجون أكثر".



وفي الملف الرئاسي أكّد نائب الأمين العام لـ "حزب الله"، أنّ "فريقه أعلن عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية الذي يحقق الأهداف الوطنية لجميع الأفرقاء ومقبول من قبل الدول العربية"، معتبرًا أنّ "الخلاف على رئاسة الجمهورية كبير جدًا لا سيما بوجود التشرذم الكبير بين الكتل النيابية اللبنانية، إضافة إلى تركيبة مجلس النواب اللبناني التي جعلت من كل الافرقاء سواسية في المجلس حيث لا يستطيع اي فريق فرض مرشحه وبالتالي يبقى الحل الوحيد هو الحوار لتبديد هواجس الافرقاء، ونحن نقدم بالدليل".

وفي السياق كان للوكيل السابق لوزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل حديث حول لبنان اعتبر فيه "أن الضابط الرئيسي لما يحصل على الجبهة في لبنان لا يوجد في بيروت إنما في طهران". وأضاف هيل أن "إيران كصانع قرار رئيسي لا أعتقد أنها تريد وضع حزب الله في موقع خطر". وتابع: "يجب أن توجد مقاربة للتعامل مع المشكلة الإيرانية، الإيرانيون نفسهم سيدفعون تبعات إن لم يغيروا من سياستهم". وأشار إلى أن "مستوى التعقيد فيما يتعلق بقوة إطلاق النار بعد عام 2006 زاد أكثر وبالتالي سيكون الصراع إن حصل اليوم أكبر" وشدّد على أنه "ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی النار فی غزة التوصل الى نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار في غزة الأصعب.. ونجاحها ينهي الحرب

يرى الكاتب الصحفي أحمد الأغا، إن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة من نظيرتها الأولى، إذ تشمل كبار الضباط الذين جرى احتجازهم على يد الفصائل الفلسطينية خلال أحداث 7 أكتوبر 2023، وأيضا كبار القيادات المحتجزة للفصائل الفلسطينية داخل السجون الإسرائيلية.

مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة بغزة

وأضاف «الأغا»، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في قطاع غزة من الممكن انطلاقها بالأسبوع المقبل، معتقدا أنها سوف تكون مفاوضات معقدة بين الجانبين، ويجب على الوسطاء بذل جهودا أكبر وممارسة الضغط على الجانب الإسرائيلي، لكي تستمر هذه الهدنة وإيقاف الحرب وإجباره على المضي قدما في تنفيذ وقف إطلاق النار والبدء بالمرحلة الثانية.

التوصل لاتفاق على المرحلة الثانية 

وتابع الكاتب الصحفي بأن التوصل لاتفاق على المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين الجانب الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في وجود الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية يعني انتهاء الحرب، كون هذه المرحلة أكثر صعوبة وتعقيدا.

مقالات مشابهة

  • خرق جديد لوقف إطلاق النار.. جيش الاحتلال يستهدف جنوب لبنان
  • قائمة الأسرى المفرج عنهم اليوم ضمن الدفعة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • رئيس الوزراء: مصر بذلت جهودا مضنية لوقف إطلاق النار في غزة على مدار 15 شهرا
  • مدبولي: مصر بذلت جهودا مضنية لوقف إطلاق النار في غزة على مدار 15 شهرا
  • مدبولي: اتفاق وقف إطلاق النار شاهد قوي على الجهود المصرية لوقف دماء الفلسطينيين
  • الجزائر تجدد دعوتها في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في السودان
  • ‏قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل: حزب الله هُزم وإذا حاول الرد فسنقضي عليه وعلى قيادته
  • حماس: نتوقع أن تكون المراحل المقبلة من المفاوضات معقدة وصعبة
  • بسمة وهبة: وقف إطلاق النار في غزة لم يكن ممكنا دون جهود مصر
  • كاتب صحفي: المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار في غزة الأصعب.. ونجاحها ينهي الحرب