الوطن:
2024-12-29@05:25:31 GMT

أحمد شعراني يكتب: مهرجان العلمين.. نتجه للأمام

تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT

أحمد شعراني يكتب: مهرجان العلمين.. نتجه للأمام

التخلص من آثار الماضي البغيض، هو عنوان المرحلة، وكأن الدولة المصرية، أبت أن يظل لأي بغيض ذيل في هذا الوطن، ومن اليوم الأول مٌذ انطلاق ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، حينما، تدخل الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي لإنقاذ البلاد من المُستنقع الفكري الذي كُنا على شفا حفرة من الوقوع فيه.

ودون أياد مُرتعشة، ودون تراجع، أخذت مصر على عاتقها أن تعود لمكانتها الريادية مرة أخرى، بداية من التخلص من الإرهاب، تِلك المعركة التي خضناها ودفعنا فيها النفيس والغالي من أبناء الشعب المصري، وقواتنا المُسلحة والشرطة، في تطهير الأراضي من الفئران التي كانت تتخذ من باطن الأرض مقرًا لها.

واحدة من تِلك المعارك الهامة التي خاضتها الدولة، هي إعادة إعمار تِلك المدينة الساحلية التي تٌعد واحدة من بين أهم المُدن التي تطل على ساحل البحر المتوسط، وهي مدينة العلمين، أو كما كان يُطلق عليها في العصر الروماني، ليوكاسبيس، حيث كانت مدينة كبيرة يعيش فيها قرابة الـ 15 ألف مواطن، وكانت ميناء ضخم، باعتبارها واحدة من المدن المُطلة على ساحل البحر المتوسط، والتي سُميت فيها بعد بـ"العلمين" والتي تُعني الجبلين، لأنها تقع بين جبل الملح وجبل الطير كمان تقول المراجع التاريخية.

العلمين التي كانت مسرحًا لواحدة من المعارك التاريخية في الحرب العالمية الثانية، والتي شهدت بداية انكسار جيش الطاغية الألماني هتلر، حينما كان يطمح روميل قائد جيشه، في التوغل في مصر للسيطرة على القاهرة، وهُزم على يد جيش الصحراء في العلمين، وفر هاربًا، لتظل مصر بشكل أو بآخر كما قيل عنها: "مقبرة الغٌزاة والطُغاة"، ومنذ ذلك الوقت عام 1942، أصبحت العلمين مدينة أشباح، تملؤها الألغام، ولن تستطيع السير فيها إلا وترى يافطة "احذر" إشارة على الألغام الموجودة بالمنطقة.

واليوم وتحديدًا مُنذ افتتاح مدينة العلمين على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018، تحولت المدينة من مسرح للحرب، لمسرح للحياة وأيقونة مصرية للترفيه وذلك بعد تدشين الشركة المُتحدة للخدمات الإعلامية واحد من أهم المهرجانات التي كُنا نحتاجها، وهو "مهرجان العلمين"، التي انطلقت الدورة الأولى منه العام الماضي 2023، وحقق نجاحاً كبيرًا في جذب مليون زائر، خلال فعالياته.

وتهدف المُتحدة وكما جاء على لسان عمرو الفقي الرئيس التنفيذي للشركة، هذا العام لجذب 2 مليون سائح وزائر أي ضعف الرقم الذي تحقق العام الماضي، لذلك جاءت النسخة الثانية من المهرجان أكثر تطورًا عن نسخته الأولى، بإنشاء أربع فروع أخرى من المهرجان، حيث لن يقتصر الأمر على الحفلات والموسيقى فقط، إنما أنشئت مهرجان للترفيه ومهرجان للرياضة ومهرجان للطعام ومهرجان الموسيقى والمسرح، ومهرجان نبتة الذي يعد واحد من أهم الأفكار التي من المقرر أن تٌقدم هذه الدورة، وهو المهرجان الموجه للطفل برئاسة الممثل أحمد أمين.

بصرف النظر عن كل المعوقات التي عاشتها مصر، استطاعت اليوم وبالأرقام أن تحقق في النصف الأول من 2024، أعلى مُعدل في أعداد السائحين القادمين إليها، حيث تخطى الرقم في ستة أشهر فقط، 7.069 مليون سائح، بإيرادات تخطت 6.6 مليار دولار وهي الأرقام التي وصفتها الصٌحف العالمية بأنها أرقام تاريخية وغير مسبوقة.

على الرغم من ذلك فـ مصر تستحق الأكثر، كما قال أشرف سالمان رئيس مجلس إدارة الشركة المُتحدة في مؤتمر افتتاح الدورة الثانية من مهرجان العلمين، أن مصر تستحق أن يصل أعداد السائحين فيها لـ 50 مليون وليس 15 فقط.

يرجع الخبراء في انتعاش الحركة السياحية والترفيهية في مصر كما جاء في تقرير نشرته cnn، لأكثر من سبب لكن أهمهم هو أن تِلك الأعداد مؤشر وانعكاس كبير على الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، وهذا ما قدره الله لهذا البلد، كما جاء في القرآن على لسان يوسف وهو يستقبل أبويه حينما قال: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ».

وليكن شعارنا في المرحلة القادمة من مدينة العلمين ومهرجان العلمين أننا «نتجه للأمام».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مهرجان العلمين العلمين العالم علمين معركة العلمين أشرف سالمان مهرجان العلمین من الم

إقرأ أيضاً:

محمد أحمد فؤاد امين الخبير العقاري يكتب: الهرم المقلوب: كيف قاد ياسر شاكر أورنج مصر نحو التميز؟

في عالم مليء بالتحديات التقنية والمنافسة الشرسة، تظهر القيادة الحقيقية عندما تترجم فلسفات الإدارة إلى أفعال ملموسة. المهندس ياسر شاكر، رئيس مجلس إدارة شركة أورنج مصر، قدّم درسًا واقعيًا في الإدارة الحديثة من خلال تدخله الشخصي لحل مشكلة عميل، ليُبرز تطبيقًا عمليًا لفلسفة “الهرم المقلوب”.

 

القصة من البداية

 

أثناء تواجدي في دبي، واجهت مشكلة تقنية مع شريحة هاتفي من أورنج مصر. حاولت التواصل مع خدمة العملاء عدة مرات ولم يتم حل المشكل . وفي صباح يوم عادي، أثناء تناولي قهوتي الفاخرة عند الساعة الخامسة صباحًا بتوقيت دبي ومراجعتي أعمالي، قررت أن أرسل رسالة إلكترونية مباشرة إلى المهندس ياسر شاكر، رئيس مجلس الإدارة، أشرح فيها المشكلة التي واجهتها.

 

ما حدث بعد ذلك كان مفاجئًا بالنسبة لي: عند التاسعة صباحًا بتوقيت القاهرة، تلقيت اتصالًا من شركة أورنج مصر، حيث تم إبلاغي بأن المشكلة قد تم حلها. تدخّل المهندس ياسر شاكر بشكل مباشر فور قراءته للرسالة لحل مشكلة بسيطة ربما كان يمكن تجاهلها بسهولة. هذا التصرف يعكس فهمًا عميقًا لأهمية العميل في منظومة النجاح.

 

فلسفة “الهرم المقلوب”

 

في الإدارة التقليدية، يُعتبر القائد قمة الهرم، ويعمل الجميع على تحقيق رؤيته وتوجيهاته. أما في نموذج “الهرم المقلوب”، يتم قلب المعادلة؛ حيث يصبح القائد في خدمة الموظفين والعملاء، لضمان إزالة العقبات وتقديم تجربة استثنائية للعميل.

 

لماذا تهتم الإدارة العليا بالمشكلات الصغيرة؟

 

قد يبدو حل مشكلة بسيطة أمرًا غير مهم، لكنه في الواقع يحمل أبعادًا استراتيجية هامة:

            1.         بناء الثقة: عندما يرى العميل أن مشكلته تحظى باهتمام الإدارة العليا، يشعر بقيمة خاصة وثقة كبيرة في الشركة.

            2.         تعزيز الولاء: العملاء الذين يتلقون اهتمامًا شخصيًا يميلون للبقاء مع الشركة لفترة أطول.

            3.         تحقيق النجاح المستدام: رضا العملاء يعزز سمعة الشركة ويضمن استمرارها في السوق بفضل التوصيات الإيجابية.

 

دروس مستفادة من تجربة ياسر شاكر

            1.         القيادة هي خدمة: القادة الحقيقيون لا يقتصر دورهم على التخطيط والتوجيه فقط، بل يشمل التفاعل المباشر مع العملاء وحل مشكلاتهم.

            2.         التفاصيل تصنع الفرق: أي مشكلة، مهما بدت صغيرة، قد تؤثر على تجربة العميل وبالتالي على انطباعه عن الشركة.

            3.         القيمة تأتي من القاعدة: رضا العميل هو الأساس الذي تبنى عليه نجاحات المؤسسة.

 

ختام: القيادة عبر الأفعال

 

ما قام به المهندس ياسر شاكر هو تجسيد حي لفلسفة “الهرم المقلوب”. هذه الفلسفة تُظهر أن الإدارة الناجحة ليست فقط في اتخاذ القرارات الكبرى، بل أيضًا في القدرة على التفاعل مع التفاصيل اليومية التي تمس العملاء. هذا النوع من القيادة لا يحمي فقط مصالح الشركة، بل يضعها في القمة، حيث تصبح كل مشكلة تُحل قصة نجاح جديدة تُروى.

مقالات مشابهة

  • أنوشكا : كل ما يكتب عن دوري في «وتقابل حبيب» غير صحيح بالمرة
  • وزير خارجية سوريا يكتب أول تعليق عن العلاقات مع مصر.. ماذا قال؟
  • حصاد الأوبرا 2024.. فعاليات فنية وثقافية بمسارح المحافظات بحضور مليون مشاهد
  • الأوبرا في 2024.. 1000 فعالية إبداعية بحضور مليون مشاهد
  • حصاد الأوبرا في 2024 .. ألف فعالية إبداعية بحضور مليون مشاهد في المسارح
  • مسؤول: 77 مليون جنيه تكلفة مشروع مدينة سكن العمال بالمنيا
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • أحمد الشيخ يكتب: قرارات هيئة المجتمعات العمرانية.. بين الإهدار وسوء التخطيط
  • محمد أحمد فؤاد امين الخبير العقاري يكتب: الهرم المقلوب: كيف قاد ياسر شاكر أورنج مصر نحو التميز؟
  • غياب المجلس التشريعي نتج عنه هذه المتاهة التي نحن فيها !!..