قالت وزارة الداخلية الإيرانية إن المرشح المعتدل مسعود بزشكيان يتقدم على منافسه وفقا لنتائج أولية في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.

وأضافت الوزارة أن بعد إحصاء 2 مليون و547 ألف صوت، حصل بزشكيان على مليون و263 ألف صوت في حين حصل منافسه سعيد جليلي المنتمي لغلاة المحافظين على مليون و244 ألف صوت.

وذكر مصدر إيراني لرويترز "توقعات بفوز المرشح المعتدل بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية بعد حصوله على 3 ملايين صوت وتقدمه على منافسه".

وأغلقت مراكز التصويت في إيران أبوابها في منتصف ليل الجمعة بعد تمديد التصويت ثلاث مرات إلى ست ساعات إجمالا في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي تشهد منافسة بين مرشح معتدل غير ذائع الصيت وأحد غلاة المحافظين المقرب من الزعيم الأعلى الإيراني.

تأتي الانتخابات وسط تنامي الاستياء الشعبي والتوتر الإقليمي والضغوط الغربية.

وقال التلفزيون الرسمي إن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها أمام الناخبين في الساعة (04:30 بتوقيت غرينتش). وكان من المقرر أن تغلق أبوابها عند الساعة (14:30 بتوقيت غرينتش) إلا أن متحدثا باسم وزارة الداخلية قال للتلفزيون الرسمي إنه جرى تمديد وقت الاقتراع حتى الثامنة مساء ثم تمديده مرة أخرى حتى العاشرة مساء بالتوقيت المحلي استجابة "لطلبات من أقاليم في أنحاء البلاد".

وقالت وزارة الداخلية إن المؤشرات الأولية تظهر أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت نحو 50 بالمئة، وهو ما يزيد على مثيلتها في الجولة الأولى. وأضافت الوزارة أن النتائج ستعلن في وقت مبكر غدا السبت.

وأجريت الجولة الأولى في 28 يونيو وشهدت إقبالا منخفضا غير مسبوق، إذ أحجم أكثر من 60 بالمئة من الناخبين عن التصويت في الانتخابات المبكرة لاختيار رئيس خلفا لإبراهيم رئيسي بعد وفاته في تحطم طائرة هليكوبتر.

وشهدت انتخابات اليوم سباقا متقاربا بين النائب مسعود بزشكيان، المعتدل الوحيد بين المرشحين الأربعة الذين خاضوا الجولة الأولى، والمفاوض النووي السابق سعيد جليلي وهو من غلاة المحافظين ويدافع بشدة عن تعزيز العلاقات مع روسيا والصين.

ورغم أن الانتخابات لن يكون لها تأثير يذكر على سياسات الجمهورية الإسلامية، إلا أن الرئيس سيشارك عن كثب في اختيار من سيخلف آية الله علي خامنئي الزعيم الإيراني الأعلى البالغ من العمر 85 عاما والذي يتخذ كل القرارات التي تخص شؤون الدولة العليا.

وكانت انتخابات سابقة قد شهدت تمديد وقت الاقتراع في كثير من الأحيان إلى ما يصل لمنتصف الليل.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون طوابير داخل مراكز اقتراع في عدد من المدن. ومن المتوقع أن تعلن النتيجة النهائية غدا السبت، غير أن النتائج الأولية ربما تبدأ في الظهور قبل ذلك.

نتيجة التصويت لن تؤثر على الأرجح في السياسات الأساسية

 

وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي بعد أن أدلى بصوته "بلغني أن حماس الناس واهتمامهم أعلى من الجولة الأولى. أدعو الله أن يكون الأمر كذلك لأنها ستكون أنباء مرضية".

وأقر خامنئي الأربعاء بأن "نسبة الإقبال جاءت أقل من المتوقع"، لكنه قال "من الخطأ تماما الاعتقاد بأن أولئك الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى هم ضد نظام الحكم الإسلامي".

وانخفضت نسبة إقبال الناخبين على مدى السنوات الأربع الماضية، ويقول معارضون إن هذا يظهر تآكل الدعم للنظام وسط تزايد الاستياء الشعبي من الصعوبات الاقتصادية والقيود المفروضة على الحريات السياسية والاجتماعية.

وشارك 48 في المئة فقط من الناخبين في انتخابات 2021 التي أوصلت رئيسي إلى السلطة، وسجلت الانتخابات البرلمانية في مارس نسبة مشاركة بلغت 41 في المئة.

لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية قال للتلفزيون الرسمي إن التقارير الأولية تشير إلى "مشاركة أعلى مقارنة بالتوقيت نفسه في الجولة الأولى من الانتخابات".

وتتزامن الانتخابات مع تصاعد التوتر الإقليمي بسبب الحرب بين إسرائيل وبين حليفتي إيران حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، فضلا عن زيادة الضغوط الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي الذي يشهد تقدما سريعا.

وقال أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني لوسائل إعلام رسمية "التصويت يمنح قوة... حتى لو كانت هناك انتقادات، يجب على الناس التصويت لأن كل صوت يشبه إطلاق صاروخ" على الأعداء.

ومن المستبعد أن يدخل الرئيس المقبل أي تحول كبير في السياسة بشأن برنامج إيران النووي أو تغيير في دعم الجماعات المسلحة بأنحاء الشرق الأوسط، إلا أنه هو من يدير المهام اليومية للحكومة ويمكن أن يكون له تأثير على نهج بلاده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية.

متنافسان مواليان السلطات تأمل في تسجيل إقبال كبير لتخطي أزمة الشرعية

المتنافسان في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة هما من الموالين لحكم رجال الدين في إيران، لكن محللين قالوا إن فوز جليلي المناهض للغرب ربما يفضي إلى تطبيق سياسات داخلية أكثر سلطوية وسياسات خارجية أكثر عدائية.

وقد يساعد انتصار بزشكيان في تعزيز سياسة خارجية عملية وتخفيف التوتر بشأن المفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الكبرى لإحياء اتفاق عام 2015 النووي وتحسين آفاق التحرر الاجتماعي والتعددية السياسية.

ومع ذلك يشكك كثير من الناخبين في قدرة بزشكيان على الوفاء بوعوده الانتخابية كون وزير الصحة السابق صرح بأنه لا يعتزم مواجهة النخبة الحاكمة في إيران من رجال الدين والمتشددين.

وقال عفارين (37 عاما) وهو صاحب مركز تجميل في مدينة أصفهان بوسط البلاد "لم أصوت الأسبوع الماضي لكني صوتت اليوم لصالح بزشكيان. أعرف أن بزشكيان سيكون رئيسا ضعيفا لكنه ما زال أفضل من مرشح متشدد".

ولا يزال لدى كثير من الإيرانيين ذكريات مؤلمة من طريقة التعامل مع الاضطرابات واسعة النطاق التي أثارتها وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في 2022. وقمعت الدولة هذه الاضطرابات في حملة أمنية عنيفة شملت اعتقالات جماعية وحتى عمليات إعدام.

وقالت طالبة جامعية في طهران تدعى سبيده (19 عاما) "لن أصوت. وهذا رفض كبير للجمهورية الإسلامية بسبب مهسا أميني. أريد بلدا حرا وأريد حياة حرة".

وانتشر وسم #سيرك_الانتخابات على نطاق واسع على منصة إكس منذ الأسبوع الماضي وسط دعوات نشطاء في الداخل والخارج إلى مقاطعة الانتخابات قائلين إن نسبة المشاركة العالية من شأنها أن تضفي الشرعية على إيران.

وتعهد المرشحان بإحياء الاقتصاد المتعثر الذي يعاني من سوء الإدارة والفساد في المؤسسات الحكومية والعقوبات التي أعيد فرضها منذ عام 2018 بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع ست قوى عالمية.

وقال موظف متقاعد يدعى محمود حميد زادغان (64 عاما) في مدينة ساري في شمال إيران "سأصوت لجليلي. إنه يؤمن بالقيم الإسلامية. ووعد بإنهاء أزماتنا الاقتصادية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: انتخابات الرئاسة وزارة الداخلیة الجولة الأولى فی الجولة

إقرأ أيضاً:

وثيقة تكشف أدلة جديدة عن محاولة ترامب قلب نتائج انتخابات 2020

كشفت وثيقة قانونية، نشرت الأربعاء الماضي، عن ما وصف بـ"أدلة جديدة تدين الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في مساعيه لقلب نتائج انتخابات 2020".

وأظهرت الوثيقة، التي أعدها فريق المستشار الخاص، جاك سميث، أن "ترامب روّج لمزاعم حول تزوير الانتخابات، ولجأ إلى "ارتكاب جرائم" ضمن محاولاته الفاشلة للاحتفاظ بالسلطة رغم خسارته"، وكذا "رؤية المدعين حول ما سيقدَّم في حال وصول القضية الجنائية ضد ترامب إلى المحكمة".

وتأتي هذه الوثيقة بحسابات جديدة لم يتم الكشف عنها سابقًا من أقرب مساعدي ترامب؛ وذلك على الرغم من كل التحقيقات السابقة التي أجراها الكونغرس على مدار شهور، إضافة إلى قرار الاتهام الذي وثّق تفاصيل جهود ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات.

إلى ذلك، تروي الوثيقة نفسها تفاصيل حادثة يوم 6 كانون الثاني/ يناير من عام 2021، حينما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول الأميركي في محاولة لوقف عملية التصديق على نتائج الانتخابات. 

وتشير الوثيقة، أيضا، إلى أن "ترامب تجاهل نصيحة مستشاريه الذين أخبروه أن المحامين الذين يديرون شؤونه القانونية لن يتمكنوا من إثبات مزاعمه أمام المحاكم، ورد ترامب حينها قائلاً: التفاصيل لا تهم".


يُزعم أن ترامب، بحسب الوثيقة، قد "أسّس الأرضية" لرفض نتائج الانتخابات قبل أن تنتهي المنافسة، إذ قال لمستشاريه إنه في حال حصل على تقدم مبكر، فإنه سوف يعلن "الانتصار قبل أن يتم فرز جميع الأصوات". كما ورد في الوثيقة أن ترامب كان يعلم بأن مزاعمه عن تزوير الانتخابات ليست صحيحة، ومع ذلك استمر في نشرها.

تظهر الوثيقة، أنه بحلول 5 كانون الأول/ ديسمبر 2020، بدأ ترامب بالتركيز على دور الكونغرس في التصديق على النتائج، حين طرح لأول مرة فكرة أن مايك بنس يمكنه الطعن في نتائج الانتخابات خلال الجلسة المشتركة لمجلس النواب.

وفي السياق ذاته، تكشف الوثيقة أن ترامب استغل حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر آنذاك) من أجل نشر مزاعم كاذبة حول التزوير، مهاجمًا أي شخص يُفند تلك المزاعم. وحث أنصاره على القدوم إلى واشنطن لحضور مراسم التصديق على نتائج الانتخابات في 6 كانون الثاني/ يناير 2021.

وتجدر الإشارة إلى أن الوقت الذي نشرت فيه الوثيقة الكاشفة للأدلة الجديدة، يوصف بكونه "حساس" إذ يتنافس ترامب مجددا في السباق الرئاسي لعام 2024. فيما يسعى الديمقراطيون إلى جعل رفض ترامب نتائج انتخابات 2020 مركز حملتهم ضده، مُطالبين في الوقت ذاته بإثبات عدم أهليته للترشح للرئاسة مرة أخرى.


كذلك، تزامن تقديم هذه الوثيقة مع قرار المحكمة العليا الذي منح الرؤساء السابقين حصانة واسعة عن الأفعال التي قاموا بها أثناء وجودهم في المنصب، وهو ما أدى إلى تضييق نطاق القضية ضد ترامب وألغى إمكانية محاكمته قبل انتخابات 2024.

وكانت القاضية تشوتكان، قد سمحت بنشر نسخة منقحة من الوثيقة للجمهور، على الرغم من اعتراضات الفريق القانوني لترامب الذي اعتبر توقيت نشرها غير عادل، خاصةً قبيل الانتخابات الرئاسية.

ومن المتوقع أن تُحدد القاضية تشوتكان مدى مسؤولية ترامب عن هذه الأفعال، سواء كانت رسمية أو خاصة.

مقالات مشابهة

  • تونس.. بدء التصويت بالانتخابات الرئاسية في الخارج
  • تونس: الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية 9 أكتوبر الجاري
  • معركة صعبة مرتقبة للسيطرة على الكونغرس الأميركي
  • بدء التصويت في الخارج لاختيار رئيس تونس.. ومظاهرات مرتقبة الجمعة
  • بدء التصويت بالخارج لاختيار رئيس تونس.. ومظاهرات مرتقبة الجمعة
  • وثيقة تكشف أدلة جديدة عن محاولة ترامب قلب نتائج انتخابات 2020
  • “انتخابات الآن”.. حملة من أجل حقبة لبنانية جديدة
  • انتخابات رئاسية في تونس وقيس سعيّد أكثر المرشحين حظا بالفوز  
  • وثيقة تكشف أدلة جديدة حول محاولة ترامب قلب نتائج انتخابات 2020
  • أغرب انتخابات رئاسية في تونس بعد الثورة