عزوف واسع عن التصويت في انتخابات الرئاسة الإيرانية
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
أغلقت مراكز التصويت في إيران أبوابها في منتصف ليل الجمعة بعد تمديد التصويت ثلاث مرات إلى ست ساعات إجمالا في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي تشهد منافسة بين مرشح معتدل غير ذائع الصيت وأحد غلاة المحافظين المقرب من الزعيم الأعلى الإيراني.
تأتي الانتخابات وسط تنامي الاستياء الشعبي والتوتر الإقليمي والضغوط الغربية.
وقال التلفزيون الرسمي إن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها أمام الناخبين في الساعة (04:30 بتوقيت غرينتش). وكان من المقرر أن تغلق أبوابها عند الساعة (14:30 بتوقيت غرينتش) إلا أن متحدثا باسم وزارة الداخلية قال للتلفزيون الرسمي إنه جرى تمديد وقت الاقتراع حتى الثامنة مساء ثم تمديده مرة أخرى حتى العاشرة مساء بالتوقيت المحلي استجابة "لطلبات من أقاليم في أنحاء البلاد".
وقالت وزارة الداخلية إن المؤشرات الأولية تظهر أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت نحو 50 بالمئة، وهو ما يزيد على مثيلتها في الجولة الأولى. وأضافت الوزارة أن النتائج ستعلن في وقت مبكر غدا السبت.
وأجريت الجولة الأولى في 28 يونيو وشهدت إقبالا منخفضا غير مسبوق، إذ أحجم أكثر من 60 بالمئة من الناخبين عن التصويت في الانتخابات المبكرة لاختيار رئيس خلفا لإبراهيم رئيسي بعد وفاته في تحطم طائرة هليكوبتر.
وشهدت انتخابات اليوم سباقا متقاربا بين النائب مسعود بزشكيان، المعتدل الوحيد بين المرشحين الأربعة الذين خاضوا الجولة الأولى، والمفاوض النووي السابق سعيد جليلي وهو من غلاة المحافظين ويدافع بشدة عن تعزيز العلاقات مع روسيا والصين.
ورغم أن الانتخابات لن يكون لها تأثير يذكر على سياسات الجمهورية الإسلامية، إلا أن الرئيس سيشارك عن كثب في اختيار من سيخلف آية الله علي خامنئي الزعيم الإيراني الأعلى البالغ من العمر 85 عاما والذي يتخذ كل القرارات التي تخص شؤون الدولة العليا.
وكانت انتخابات سابقة قد شهدت تمديد وقت الاقتراع في كثير من الأحيان إلى ما يصل لمنتصف الليل.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون طوابير داخل مراكز اقتراع في عدد من المدن. ومن المتوقع أن تعلن النتيجة النهائية غدا السبت، غير أن النتائج الأولية ربما تبدأ في الظهور قبل ذلك.
وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي بعد أن أدلى بصوته "بلغني أن حماس الناس واهتمامهم أعلى من الجولة الأولى. أدعو الله أن يكون الأمر كذلك لأنها ستكون أنباء مرضية".
وأقر خامنئي الأربعاء بأن "نسبة الإقبال جاءت أقل من المتوقع"، لكنه قال "من الخطأ تماما الاعتقاد بأن أولئك الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى هم ضد نظام الحكم الإسلامي".
وانخفضت نسبة إقبال الناخبين على مدى السنوات الأربع الماضية، ويقول معارضون إن هذا يظهر تآكل الدعم للنظام وسط تزايد الاستياء الشعبي من الصعوبات الاقتصادية والقيود المفروضة على الحريات السياسية والاجتماعية.
وشارك 48 في المئة فقط من الناخبين في انتخابات 2021 التي أوصلت رئيسي إلى السلطة، وسجلت الانتخابات البرلمانية في مارس نسبة مشاركة بلغت 41 في المئة.
لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية قال للتلفزيون الرسمي إن التقارير الأولية تشير إلى "مشاركة أعلى مقارنة بالتوقيت نفسه في الجولة الأولى من الانتخابات".
وتتزامن الانتخابات مع تصاعد التوتر الإقليمي بسبب الحرب بين إسرائيل وبين حليفتي إيران حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، فضلا عن زيادة الضغوط الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي الذي يشهد تقدما سريعا.
وقال أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني لوسائل إعلام رسمية "التصويت يمنح قوة... حتى لو كانت هناك انتقادات، يجب على الناس التصويت لأن كل صوت يشبه إطلاق صاروخ" على الأعداء.
ومن المستبعد أن يدخل الرئيس المقبل أي تحول كبير في السياسة بشأن برنامج إيران النووي أو تغيير في دعم الجماعات المسلحة بأنحاء الشرق الأوسط، إلا أنه هو من يدير المهام اليومية للحكومة ويمكن أن يكون له تأثير على نهج بلاده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية.
متنافسان مواليانالمتنافسان في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة هما من الموالين لحكم رجال الدين في إيران، لكن محللين قالوا إن فوز جليلي المناهض للغرب ربما يفضي إلى تطبيق سياسات داخلية أكثر سلطوية وسياسات خارجية أكثر عدائية.
وقد يساعد انتصار بزشكيان في تعزيز سياسة خارجية عملية وتخفيف التوتر بشأن المفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الكبرى لإحياء اتفاق عام 2015 النووي وتحسين آفاق التحرر الاجتماعي والتعددية السياسية.
ومع ذلك يشكك كثير من الناخبين في قدرة بزشكيان على الوفاء بوعوده الانتخابية كون وزير الصحة السابق صرح بأنه لا يعتزم مواجهة النخبة الحاكمة في إيران من رجال الدين والمتشددين.
وقال عفارين (37 عاما) وهو صاحب مركز تجميل في مدينة أصفهان بوسط البلاد "لم أصوت الأسبوع الماضي لكني صوتت اليوم لصالح بزشكيان. أعرف أن بزشكيان سيكون رئيسا ضعيفا لكنه ما زال أفضل من مرشح متشدد".
ولا يزال لدى كثير من الإيرانيين ذكريات مؤلمة من طريقة التعامل مع الاضطرابات واسعة النطاق التي أثارتها وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في 2022. وقمعت الدولة هذه الاضطرابات في حملة أمنية عنيفة شملت اعتقالات جماعية وحتى عمليات إعدام.
وقالت طالبة جامعية في طهران تدعى سبيده (19 عاما) "لن أصوت. وهذا رفض كبير للجمهورية الإسلامية بسبب مهسا أميني. أريد بلدا حرا وأريد حياة حرة".
وانتشر وسم #سيرك_الانتخابات على نطاق واسع على منصة إكس منذ الأسبوع الماضي وسط دعوات نشطاء في الداخل والخارج إلى مقاطعة الانتخابات قائلين إن نسبة المشاركة العالية من شأنها أن تضفي الشرعية على إيران.
وتعهد المرشحان بإحياء الاقتصاد المتعثر الذي يعاني من سوء الإدارة والفساد في المؤسسات الحكومية والعقوبات التي أعيد فرضها منذ عام 2018 بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع ست قوى عالمية.
وقال موظف متقاعد يدعى محمود حميد زادغان (64 عاما) في مدينة ساري في شمال إيران "سأصوت لجليلي. إنه يؤمن بالقيم الإسلامية. ووعد بإنهاء أزماتنا الاقتصادية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجولة الأولى فی الجولة
إقرأ أيضاً:
القمة 130.. الزمالك يتحدى الأهلي في "كلاسيكو" رمضان 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا صوت يعلو فوق صوت القمة الـ 130 بين الزمالك والأهلي، التي تقام فى تمام التاسعة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء على ملعب استاد القاهرة الدولى ضمن منافسات الجولة الأولى من المرحلة النهائية من عمر مسابقة الدورى المصرى الممتاز "دوري نايل".
وتقام مباراة القمة 130 بين الزمالك والأهلي في ظروف صعبة بعد أزمة طاقم حكام القمة وتعيين حكام مصريين لإدارة اللقاء رغم اعتراض النادي الأهلي.
كما تأتي مباراة القمة 130 في ظروف استثنائية أيضا، حيث تقام في الجولة الأولى من مرحلة التتويج وبعد أيام قليلة من المباراة التي جمعت الفريقين في الجولة 15 من المرحلة الأولى.
ويحتل الأهلي المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الممتاز برصيد 39 نقطة، بينما يمتلك الزمالك 32 نقطة في المركز الثالث.
يدخل فريق الزمالك مباراة القمة 130 أمام الأهلي وسط طموحات كبيرة لتحقيق الفوز والتمسك بأمل المنافسة على لقب الدوري،
ويخوض الفارس الأبيض المباراة بصفوف مكتملة متسلحا بخيرات نجومه عبد الله السعيد وأحمد سيد زيزو والوجه الجديد صلاح مصدق ومحمود بنتايج، والعائد بقوة ناصر ماهر، بينما يغيب مصطفى شلبي لأسباب فنية بعد استبعاده من جانب المدير الفني البرتغالي جوزيه بيسيرو.
يخوض الأهلي مباراة القمة 130 أمام الزمالك بمعنويات مرتفعة، ويدخل اللقاء وعينه على الثلاث نقاط لمطاردة نادي بيراميدز متصدر الدوري في ظل الصراع القوي لحسم اللقب.
ويتسلح الأهلي بكتيبة النجوم وصفوف مكتملة في ظل جاهزية معظم اللاعبين على رأسهم المغربي أشرف بن شرقي وإمام عاشور هداف الدوري والفلسطيني وسام أبو علي.