تنامي آمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلة «الصحة العالمية» تحذر من «خطر كارثي» في مستشفيات غزة إندونيسيا تجدد دعوتها لضم فلسطين عضواً كاملا بالأمم المتحدةاكتسبت الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن زخماً أمس، بعد أن قدمت الفصائل الفلسطينية اقتراحاً معدلاً بشأن بنود الاتفاق كما قالت إسرائيل إنها ستستأنف المفاوضات المتوقفة.
وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه سيرسل وفداً لاستئناف المفاوضات، وقال مسؤول إسرائيلي إن الفريق سيقوده رئيس «الموساد».
وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي، إن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق بعد أن قدمت الفصائل اقتراحها المعدل.
وأضاف دون أن يتطرق لتفاصيل «الاقتراح الذي طرحته الفصائل ينطوي على انفراجة مهمة للغاية».
وهناك اختلاف ملحوظ بين الرد الإسرائيلي على اقتراح الفصائل، الذي تم تقديمه عبر وسطاء، ومواقف سابقة خلال الحرب المستمرة منذ نحو 9 أشهر على قطاع غزة عندما قالت إسرائيل إن الشروط التي وضعتها الفصائل غير مقبولة.
وقال مسؤول فلسطيني مقرب من جهود السلام التي تتم بوساطة دولية إن اقتراح الفصائل الجديد قد يؤدي إلى اتفاق إطاري إذا قبلته إسرائيل.
وأضاف أن الفصائل لم تعد تتمسك بالشرط المسبق بالتزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بشكل دائم قبل توقيع الاتفاق، وستسمح للمفاوضات بتحقيق ذلك خلال مرحلة الأسابيع الستة الأولى.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: «إذا احتاج الجانبان إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار، فيجب عليهما الاتفاق على أنه لن تكون هناك عودة إلى القتال حتى يفعلا ذلك».
وقالت الفصائل من قبل إن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويؤدي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وسعت إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين محتجزين في إسرائيل مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأقرت مصادر مصرية بحدوث تحول في المواقف لكنها أشارت إلى أن القضية الأساسية المتمثلة في الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار لم تحسم بعد.
بدوره، قال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا أمس الأول رد الفصائل الفلسطينية على البنود المحتملة للاتفاق، وإن بايدن رحب بقرار نتنياهو استئناف المحادثات المتوقفة، في محاولة لإتمام الاتفاق.
وذكر المصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي «يوجد اتفاق يمكن حقيقة تنفيذه»، لكن المصدر حذر من احتمال عرقلة الاتفاق «لاعتبارات سياسية».
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات، إن هناك سيناريوهين أمام هذه المفاوضات، الأول أميركي والثاني حكومي إسرائيلي.
وأوضحت المصادر، في تصريحات صحفية، أن السيناريو الأميركي يقوم على وقف إطلاق النار بشكل متدرج، ينتهي بوقف إطلاق نار «غير معلن»، وذلك وفق معادلة الأمر الواقع في نهاية العملية التفاوضية.
وبحسب هذا السيناريو، ستقوم إسرائيل بسحب قواتها من غزة تدريجياً وصولاً إلى الانسحاب التام في نهاية العملية التفاوضية.
وسيتيح تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق، للنازحين من سكان شمال قطاع غزة، العودة إلى مناطقهم، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من شارعي الرشيد وصلاح الدين في المحور الفاصل بين شمال وادي غزة ووسط وجنوب القطاع.
وسيجري في المرحلة الأولى دخول مساعدات إنسانية واسعة للقطاع بمعدل 600 شاحنة يومياً.
ووفق السيناريو الأميركي، تستمر العملية التفاوضية على ثلاث مراحل، مدة كل واحدة منها شهر ونصف، يجري خلالها تبادل كل الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة، لتقيم منظومات أمنية دقيقة على الحدود مع القطاع.
وفي هذا السيناريو، لن تعلن إسرائيل نهاية الحرب، وستعلن أنها ستقوم بمهاجمة أي هدف عسكري أو أي محاولة لإعادة بناء القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
أما السيناريو الثاني، وهو حكومي إسرائيلي، فسيقوم على إتمام المرحلة الأولى من المفاوضات، وعودة الحرب في المرحلة الثانية، في حال فشلها في التوصل إلى اتفاق.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل حرب غزة قطر الحرب في غزة هدنة غزة الفصائل الفلسطينية لإطلاق النار إطلاق النار إلى اتفاق قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
466 يوما في الجحيم| كيف تحول صمود سكان غزة إلى أمل مع اتفاق وقف إطلاق النار؟
بعد انتظار طويل وأملٍ خالج قلوب سكان قطاع غزة لأكثر من 15 شهرًا، تحقق حلم وقف إطلاق النار، ليبدأ أهالي القطاع باستنشاق نسائم الراحة بعد معاناة استمرت لأسابيع طويلة، مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وقف إطلاق الناروعلى مدار 466 يومًا، عانى القطاع من هجمات عنيفة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت دون تمييز الأطفال وكبار السن والنساء، كرد فعل على العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الإسلامية “حماس”، وشهدت هذه الفترة تصعيدًا غير مسبوق، أعلنت حركة “حماس” وتل أبيب اليوم ، التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، شمل أيضًا صفقة تبادل أسرى، لتنتهي بذلك فصول الحرب القاسية التي بدأت شرارتها في السابع من أكتوبر من العام قبل الماضي، لتفتح بابًا جديدًا من الأمل للسكان الذين أنهكتهم آلة الحرب.
اتفاق وقف إطلاق النار والمقرر بدايته 8:30 صباح يوم الأحد 19/1/2025، والذي تمتد المرحلة الأولى منه لـ42 يوماً تفرج حماس خلالها عن 33 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 1890 أسيراً فلسطينياً لديها، والتأكيد على التزام الوسطاء بضمان تنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاثة خلال التوقيتات المتفق عليها، وبما يضع حداً للمأساة الإنسانية التي عانى منها سكان القطاع لأكثر من عام نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية والتي خلفت ورائها أكثر من 50 ألف من الشهداء وأكثر من 100 ألف من الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء، وانهيار كامل للبنية التحتية للقطاع، الأمر الذي جعله غير صالح لأي صورة من صور الحياة الإنسانية.
ويأتي هذا الاتفاق بين المقاومة وتل أبيب والذي ينقسم إلى عدة مراحل في وقت تعيش فيه غزة أزمة إنسانية كبيرة، بعدما فقد القطاع نحو 46 ألف شهيد، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، وعقب سلسلة من المحادثات المتقطعة التي جرت برعاية مصرية وقطرية وأمريكية، بهدف التوصل إلى هدنة تنهي حربًا مدمرة استمرت لمدة 15 شهراً وأطول الحروب الإسرائيلية منذ حرب 1948.
وينص الاتفاق بين حماس وإسرائيل، وفقًا لما نشرته وسائل الإعلام عبرية وفلسطينية، على انسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من جميع مناطق قطاع غزة، بما في ذلك محوري نتساريم وفيلادلفيا، على أن يتم ذلك على مراحل، بينما ينص الاتفاق على فتح معبر رفح بشكل كامل لضمان حركة البضائع والمساعدات الإنسانية، مع إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا وفقًا لبروتوكول إنساني ترعاه دولة قطر.
ويستهدف الاتفاق إغاثة وإيواء المتضررين من خلال إدخال 200 ألف خيمة و60 ألف كرفان لتوفير الإيواء العاجل، إلى جانب إعادة تأهيل المستشفيات في القطاع وإدخال فرق طبية وجراحية ومشافي ميدانية، وتبادل الأسرى، بحيث يتم الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال دون سن 19، مقابل تسليم 33 أسيرًا إسرائيليًا بين أحياء وجثامين. ويُستكمل التفاوض لاحقًا لتسليم بقية الأسرى.
أكدت قطر اليوم الأحد، بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، موضحه أن إسرائيل تسلمت أسماء ثلاث رهينات إسرائيليات تحتجزهن «حماس» وسيتم الإفراج عنهن اليوم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في تدوينة عبر منصة «إكس»، تعليقا على ما يتردد حول موعد بدء وقف إطلاق النار في غزة، نؤكد أنه تم تسليم أسماء الرهائن الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم اليوم للطرف الاسرائيلي وهم ثلاث مواطنات إسرائيليات تحمل إحداهن الجنسية الرومانية وأخرى الجنسية البريطانية وبالتالي بدأ وقف إطلاق النار.
ولم تدخر مصر جهداً منذ اليوم الأول للأزمة لمحاولة احتوائها على كافة المستويات، حيث شكلت مصر غرفة دائمة لمتابعة الأزمة والتي إرتكز عملها منذ اللحظة الأولى على ضرورة تكثيف دخول المساعدات لأهالي القطاع للتخفيف من وطأة الحرب، وأعلنت مراراً وتكراراً عن فتح معبر "رفح" من الجانب المصري على مدار الساعة لإدخال المساعدات واستقبال جرحى والمصابين.
وتؤكد مصر على أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسوية القضية الفلسطينية في إطار حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تلتزم مصر بالتنسيق مع الشركاء قطر والولايات المتحدة بالعمل الدائم لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والتنفيذ الكامل لبنوده من خلال تدشين غرفة العمليات المشتركة التي ستتخذ مصر مقراً لها لمتابعة عمليات تبادل المحتجزين والأسرى ودخول المساعدات الإنسانية، فضلاً عن حركة الأفراد بعد استئناف عمل معبر رفح.
من جانبه، أوضح اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن مصر لم تكتف بدورها السياسي كوسيط لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية، بل امتد دورها ليشمل الجوانب الإنسانية والإغاثية. وأكد أن مصر سارعت بإرسال قوافل مساعدات كبيرة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، الذي ظل مفتوحًا رغم التحديات، وشملت المساعدات مواد غذائية وأدوية وإمدادات طبية عاجلة، ما ساهم في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وبرزت من خلاله مصر كداعم إنساني رئيسي في المنطقة.
وأشار فرحات إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد استمرار الجهود المصرية في إعادة إعمار قطاع غزة، وهي مسؤولية تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية، ومصر تعمل على وضع خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة، إلى جانب ترميم المدارس والمستشفيات والمنازل، لضمان توفير حياة كريمة للشعب الفلسطيني، مما يعكس التزامها المستمر بدعم القضية الفلسطينية.
وأكد أن نجاح اتفاق وقف إطلاق النار ما كان ليتحقق لولا الجهود المصرية الحثيثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي عززت مكانة مصر كوسيط موثوق ومؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث قادت مصر تحركات دبلوماسية مكثفة واتصالات مباشرة مع الأطراف المعنية، إلى جانب استضافة اجتماعات لتنسيق الجهود وضمان تنفيذ الاتفاق، وهو ما يجسد سعيها الدائم لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.